عبدالله غازي المضف

هل يستحق مسلم البراك هذه النهاية؟

شاءت الأقدار أن يكون مسلم البراك قائدا استثنائيا لمرحلة انتقالية ومفصلية في تاريخ الكويت السياسي.. شاءت الأقدار أن يكون هذا الرجل «معبود الجماهير»، وأملهم، ومستقبلهم، وربما حياتهم.. فعلى الرغم من ان «بوحمود» وكتلته السياسية قد أخفقوا جميعا في انجاز مشروع إصلاح دولة «حقيقي» طوال السنوات الماضية، فإنه ظل متربعا على عرش قلوب الكثيرين من أهل الكويت لفترة طويلة، لان تلك الإخفاقات لم تكن أصلا مشكلة البراك الحقيقية.. اذاً ما الذي حدث؟ لماذا تبعثرت كتلته السياسية؟ وانفض من حوله كبار المعارضة؟ وصارت غاية مُناه تأجيل مصير «السجن» الى ما شاء الله على مرأى نفر قليل من المتعاطفين؟
من يدقق النظر في تاريخ هذا القائد السياسي، سيعرف حينئذ أن جُل مشاكله تُختصر في شيء واحد فقط: هذا الرجل لا يعرف متى يتوقف! وكيف يتوقف، وأين يتوقف! مخطئاً كان أم مصيبا، جميع السيناريوهات لديه سيان.. فكلما علا سقفه، اخترق بعدها سقفا آخر، من دون توقف.. تلك الأهازيج والتصفيق والمسيرات والشيلات والفزعات كانت تدخل «بوحمود» في غيبوبة سياسية في احيان كثيرة! فربما أن بعض {حلفائه} السياسيين تربصوا به، ودرسوه، وملكوه، ثم خدعوه بان الحكومة ستذعن للأبد، لأن الربيع العربي قد انولد في كفه، وجميع الشرفاء «انعجنوا» في اجزاء «الحراك» كما الجسد الواحد.. «لا تحاتي»، فالغطاء القانوني سيحمي ظهرك.. انطلق يا كحيلان انطلق يا كحيلان! فهؤلاء الشباب الأحرار وراءك! ونحن من امامك: ولا عجب ان احترق كحيلان، وشيخ كحيلان، وشباب كحيلان.. وبقوا هم يفركون أكفهم، ويسيلون لعابهم، ليبدؤوا بالمساومة من جديد على صفقة سياسية اخرى!

هل يستحق مسلم البراك هذه النهاية؟ كان الله في عونه! لكنما قلوبنا تتمزق على شبابنا الذين أكلوا قضايا «أمن دولة»، ودفعوا الثمن الأكبر من الفاتورة السياسية، ولذلك فاننا على اشد ما يكون عليه العتب على «بوحمود» الذي استنفد كل قوته في صراعه مع الحكومة، في حين انه خرَّ آسفا على من خانه، وغرر بالشباب، وطعنه بالظهر، وورطه بالسجن: سامحكم الله.. هكذا قالها بكل بساطة قبل ان ينسحب الى عزلته، وتركهم وشأنهم ليعيثوا برؤوس ما تبقى من شباب «الحراك» الشرفاء.
سامحك الله يا «بوحمود» وكان في عونك.. انتهى المقال!

***

همسة بالاذن:
كرَّت السبحة! اربعة مرشحين «شباب» جدد بدؤوا بالتحرك الفعلي في الدائرة الثانية، وثلاثة آخرون في الدائرة الثالثة، وواحد مشهور في «الأولى».. جميعهم «رجال» ويُشرّفون البلد، ونتمنى ان نراهم قريبا بالمجلس.. لماذا نقلق عليهم؟ انتظرونا الاسبوع القادم.. في امان الله!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *