عبدالله غازي المضف

قبضة «أم أحمد»!

عندما تركت رئاسة تحرير جريدة «الوطن الإلكترونية» في شهر سبتمبر عام 2013، بعد تجربة رائعة وسط فريق جميل يدمن التعب: لم يخطر ببالي قط كم من الوقت سأقضيه بعيدا عن صخب شارع الصحافة.. كان التوقف الصحافي قسريا إثر أجواء سياسية لا تعرف المنطق، عن ماذا سأكتب؟ ربيع عربي وسجون وتظاهرات ومسيرات وشريط وتسجيلات وتأمينات وضرب بالقضاء وسحب جناسي، إنها أجواء سلبية لا تعرف سوى الموت! تلك أحاديث تعج في «تويتر» ووسائل التواصل الاجتماعي برمتها، ولا أحد يسمع، فماذا سنضيف؟ ومن أين سنأتي بالتفاؤل؟ هل أكتب سلسلة مقالات عن احتفالية افتتاح حديقة الشهيد مثلا؟!

عندما وطأت قدماي الأسبوع الماضي مدخل جريدة القبس، واستنشقت عبق الحبر والمطابع، رجني شعور عجيب، وحنين لا حدود له إلى كوكب الصحافة، كيف استطعت الابتعاد طيلة الأشهر الماضية؟! وقعت عيناي على صورة كبيرة الحجم انتصفت مدخل جريدة القبس.. مانشيت مدوٍّ يوثق الحدث الأهم بتاريخ الكويت السياسي، فتذكرت حينئذ عظمة الصحافة: مجنون من يظن الصحافة التقليدية ستموت في زوبعة وسائل التواصل الاجتماعي، ومليون مجنون من يعتقد أن السلبية تعالج بالصد، وتالله إنني لست بمجنون.. بل محظوظ لأنني الآن وسط مجموعة «ذهبية» من فطاحل كتاب شارع الصحافة في الجريدة الأعرق بالكويت، وسأنطلق الآن معهم من جديد في القبس بمقال أسبوعي نسأل الله أن يوفقنا فيه!

السادة إدارة جريدة القبس الكرام: شكراً لكم.. فمان الله!

***

لم تكد الوزيرة هند الصبيح أن تحيل مدير عام هيئة القوى العاملة، جمال الدوسري، إلى التقاعد حتى انفجر مغردون وكتاب وخدمات إخبارية، وراحوا يكيلون غضبهم على معاليها.. لماذا؟ السبب بسيط جدا: فبعض القوم هنا ينادون بديموقراطية أميركا، وتنمية اليابان، وأسواق لندن، ويلهثون بلا شعور نحو قوانين «الصومال»!

إن ما تصنعه الوزيرة «أم أحمد» من عمل جبار تستحق عليه كل الدعم والتشجيع، ومن لا يؤمن بمشروعها الإصلاحي أو يعطله، فليرجع إلى بيته. وزارة الشؤون لن ينصلح حالها إلا بقبضة حديدية كالتي تملكها «أم أحمد»!

أيها السيدات والسادة: إن حققت الوزيرة «أم أحمد» أهدافها، حينها فقط ستصبح المشاريع الصغيرة مرمى لأهداف كل الشباب الكويتي الطموح.

استمري يا «أم أحمد».. فنحن معك!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *