عبداللطيف الدعيج

وسّعوا صدوركم

على الطائفيين من كل الاطراف الصمت، واكرامنا بسكوتهم. وعلى امن الدولة، او بالاحرى الحكومة ان تتعقل اكثر وان توسع صدرها للتبرم او التحلطم الذي يبديه من يعتقد من مواطني دولة الكويت انه مستهدف او ان الدور آت عليه.

انها مرحلة دقيقة، وعلى اصحاب الشأن ان يكونوا بمستوى التحديات ويمتصوا قلق المتهيبين، مثلما يسيطرون على اندفاع المتحمسين. ما يجري حاليا هو محاولات لتأمين سلامة امن واستقرار المنطقة. او هكذا ما يطرح على الأقل. وجهة النظر الرسمية تختلف تماما عن الطرح الطائفي والعنصري الذي تولاه وأذكاه البعض. علينا ان نتمعن في ردود الفعل الايرانية، وفي التصريحات المتعلقة بأحداث اليمن. فتصريحات الساسة الايرانيين واعلانهم الاستعداد للتباحث تعني ان لهم يدا في ما يجري باليمن، وطرحهم إجراء مباحثات سلمية يؤكد ان لهم «دالة» على المنقلبين على الشرعية فيه. هذا يعني ان القلق الذي ابدته دول الخليج له ما يبرره. سواء بتعاون جماعة «الحوثيين» مع الايرانيين ام باستغلال الايرانيين الذاتي للاحداث في اليمن.

اكثر من هذا لنتذكر انه في الستينات وقفت المملكة العربية السعودية في «صف» الامامة الزيدية ضد الحكم المدني الناصري للرئيس السلال. واليوم يحدث العكس تماما، حيث تناصر الحكم المدني ضد الحوثيين الذين يحاولون استعادة حكم الأئمة بصبغة اثنا عشرية.

ليس هناك شك في ان مجاميع عديدة تحاول استغلال الوضع وخلق توتر طائفي تتكسب من خلاله. لكن علينا ان نعي ايضا ان الارض خصبة. وجاهزة لاستقبال اي بذر طائفي ورعايته. ولهذا فانه سيكون صعبا التحكم في الطرح الطائفي، خصوصا انه مختلط حاليا بالطرح السياسي. فان انت تعاطفت مع الحوثيين على سبيل المثال فستعتبر شيعيا، ولو ايدت القصف فأنت في الجهة الاخرى متعصب وطائفي سني بامتياز. ومن كلا الطرفين هناك من هو جاهز لتخوينك او نبذك.

املنا ان تتحلى الحكومة بالصبر وان تتفهم الظروف التي يمر بها بعض المواطنين. وان تجد في نظامنا الديموقراطي وفي دستورنا فسحة يعبر فيها اصحاب الرأي بحرية عن آرائهم.. سواء وافقت سياسة الحكومة ام عارضتها. فهي تبقى آراء وطنية حرة.. شاء من يعارضها أم رفض.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *