عبدالوهاب جابر جمال

الأسطورة سمير سعيد

من النادر أن نجد شخصية تجتمع عليها كل فئات الشعب بمختلف اعمارهم و توجهاتهم و أجناسهم ، شخصية أثرت على الجميع في حياتها وافجعتهم بنبأ وفاتها وعملت في جميع الجوانب التي تخدم الدين والوطن ، الا أن شخصية كشخصية سمير سعيد قد حطمت هذه القواعد وجمعت القلوب والعقول وكانت حقاً تستحق لقب «حارس وطن» . متابعة قراءة الأسطورة سمير سعيد

عادل عبدالله المطيري

عاصفة الحزم الديبلوماسية

عشية بدء عملية عاصفة الحزم أطلق وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عبارته الشهيرة والتي اختزل فيها سنين من الخبرة والممارسة السياسية عندما رد علي طلب الرئيس اليمني المخلوع علي صالح بالعودة إلى طاولة الحوار مع بداية الحرب، وحينها قال الفيصل إن «ما يحصل الآن نوع من الحوار، فلا يمكن أن تكون كل الحوارات على الطاولة»، وعندها تذكرت مقولة المؤرخ والجنرال البروسي كلاوزوفيتس عندما وصف الحرب «بأنها امتداد للسياسة لكن بوسائل أخرى».

من المؤكد أن السياسة الخارجية بين الدول لها وجهان احدهما «الحرب» والآخر هو «الديبلوماسية»، فبعض المشاكل الدولية لا تحل إلا باستخدام القوة خاصة عندما تعجز الديبلوماسية عن حلها بالطرق السلمية كالمفاوضات والوساطة الدولية.

عادة، تندلع الحروب بغرض تحقيق أهداف إستراتيجية معينة، وعلى افتراض تحقيق النصر العسكري فإنك ستحتاج دائما إلى ديبلوماسية ناجحة تعزز هذا النصر وتأكده.

فعلى عاتق الديبلوماسية وبكل أدواتها ومستوياتها المتعددة كالتفاوض المباشر أو غير المباشر وكسب التأييد الدولي وعزل خصومك دوليا وإجبارهم على الذهاب إلى طاولة الحوار للوصول إلى تسوية تحقق أهدافك من الحرب أو أغلبها على أقل تقدير.

وكذلك فعلت ديبلوماسية ‏(عاصفة الحزم)‏ ومنذ اليوم الأول استطاعت عزل خصومها «علي صالح والحوثيين» كما نجحت في تسويق المبادرة الخليجية وصولا إلى إقرار مشروع القانون الخليجي في مجلس الأمن مؤخرا، متجاوزة بذلك عقبة الفيتو الروسي بالرغم من التحالف القوي بين روسيا وإيران التي تدعم بدورها الحوثيين.

ربما تكمن الصورة الأكثر تجسيدا لمعنى عاصفة الحزم الديبلوماسية في الموقف السياسي الخليجي الموحد والذي قاده خيرة ديبلوماسييها في الأمم المتحدة، والذين دخلوا المفاوضات بين أروقة مجلس الأمن على قلب رجل واحد ونجحوا في إقرار مشروعهم الخليجي، بل وحتى في ظهورهم المشترك بالمؤتمرات الصحافية وتناوبهم على الأجوبة فيما بينهم يدل على بروز ديبلوماسية خليجية جديدة تميزت بالتماسك والقوة والذكاء.

أيضا، من إيجابيات ديبلوماسية الحزم الخليجية إحراجها لإيران وكشف تدخلاتها في الشؤون العربية وخصوصا في اليمن، ما جعل القيادة الإيرانية تطلق تصريحات هستيرية لم تطلق مثلها منذ الحرب العراقية ـ الإيرانية ضد السعودية.

ربما تناست إيران الحقيقة التاريخية المتمثلة في مقاومة السعودية دائما للتدخلات الخارجية في مجالها الحيوي «الجزيرة العربية» وسواء كان هذا التهديد سنيا أو شيعيا، والشواهد التاريخية كثيرة، مثال التدخل الناصري في اليمن والغزو البعثي للكويت وأخيرا التدخل الإيراني الطائفي المتمثل بالحوثيين في اليمن.

٭ ختاما، الحزم لم تعد عاصفة فقط، بل عنوانا جديدا للسياسة الخارجية الخليجية الموحدة والحاسمة في كل الملفات، فالعالم أدرك أن معركة عاصفة الحزم بالنسبة للخليجيين هي معركة وجود ولن يتهاونوا فيها.

٭ خلاصة: لا نجاح لديبلوماسية لا تستند على القوة، كما لا يمكن لموسيقار أن يعزف من دون آلة موسيقية.

 

 

أ.د. محمد إبراهيم السقا

مصارف أكبر من أن تفلس

كشفت الأزمة المالية العالمية عن عيوب كثيرة يعانيها النظام المالي العالمي، وأهمها ضعف الإطار التنظيمي والرقابي، نتيجة لغض الطرف من جانب الأجهزة التنظيمية والرقابية عن الكثير من العمليات التي تقوم بها المؤسسات المالية، والتي نظر إليها على أنها من الابتكارات المالية التي تتم في هذا القطاع، والتي تعد نتيجة طبيعية للمنافسة بين المؤسسات المالية المختلفة وسعي هذه المؤسسات نحو تعظيم أرباحها وتحقيق أعلى معدلات للعائد، والتي تنعكس بشكل مباشر على معدلات نمو القطاع المالي ومن ثم معدلات نمو الاقتصاد الوطني ككل.

من حيث المبدأ يفترض في ظل هذه النظم الحرة التي تقوم على المنافسة، أن أي مؤسسة مالية بغض النظر عن حجمها أو القيمة المضافة التي تقوم بها، عرضة لأن تسقط، إذا ما جد من التطورات التي تنعكس بصورة سلبية على هيكل أصولها بحيث لا تكون قادرة على الوفاء بالتزاماتها نحو الغير. غير أن أبرز ما نجم عن الأزمة بروز مصطلح ما يطلق عليه المؤسسات المالية الأكبر من أن تسقط Too Big to Fail، التي غالبا ما تنصرف إلى المصارف الكبرى، نظرا لعظم حجم المخاطر التي يحملها سقوط هذه المصارف على القطاع المالي والاقتصاد الوطني ككل، بل وأحيانا على الاقتصاد العالمي بأسره. متابعة قراءة مصارف أكبر من أن تفلس