سامي النصف

الحاجة لأمين عام ذي خلفية عسكرية!

استضافتنا الإعلامية المثقفة السيدة منتهى الرمحي في برنامجها الشائق «بانوراما» على قناة «العربية» للحديث عن أحداث اليمن وهي حريق آخر من الحرائق المشتعلة على الساحة العربية، ومما اقترحناه ولم يبق إلا عام على ولاية الأمين العام الحالي نبيل العربي (81 عاما) ان يتم الاتفاق على أمين عام جديد يجمع بين السياسة والكياسة والعسكرية كحال الخبيرين الاستراتيجيين اللواء متقاعد سامح سيف اليزل (مصري) أو اللواء متقاعد عبدالله السعدون (سعودي)، وكلاهما من الشخصيات العسكرية البارزة التي تمارس العمل السياسي.

****

وواضح بما هو أقرب للشمس في رابعة النهار ان الميليشيات المسلحة التي سيطرت أو تحاول السيطرة على دول عربية رئيسية كحال العراق وسورية وليبيا واليمن ترفض الحلول السياسية عبر طلبات الاستحالة التي يتقدمون بها والتي تتسبب في إشعال الحروب الاهلية وتفتيت الأوطان العربية، أو لتبنيها للأجندات الخفية أو الخرافية التي يروجون لها كمشروع دولة الخلافة التي تقطع الرقاب وتأسر الرجال وتسبي النساء والأطفال وتحرق الأسرى وتحيل مياه البحر الزرقاء إلى.. دماء حمراء!

****

ومخطئ تماما من يرى ان دور أمين عام الجامعة العربية محدود ولا يقدم أو يؤخر، فالأمين العام الأول المجاهد عبدالرحمن عزام باشا (1945 ـ 1952) كان يعتبر دولة بذاتها وهو من أدخل الجيوش العربية في حرب فلسطين، وقد خلفه محمد عبدالخالق حسونة (1952 ـ 1971) الذي أدخل الجامعة في الجيب الأيمن للرئيس عبدالناصر، فتوقفت القمم العربية لمدة قاربت العشرين عاما لاعتقاد عبدالناصر ان عدد الدول الرجعية تفوق عدد الدول الثورية مما يصعب عليه السيطرة على مخرجات القمم، لذا لم تنعقد القمة إلا عام 1964 بعد ثورات العراق وسورية واليمن واستقلال الجزائر عام 1962، وفي عام 1990 اضطر الأمين العام الشاذلي القليبي (1979 ـ 1990) للاستقالة بعد تعرضه للإهانة من القذافي الذي روج لكذبة ان قرار إرسال الجيوش العربية لتحرير الكويت يجب ان يتم بـ«الإجماع» لا بالأغلبية، متناسيا سابقة ان الجامعة أرسلت الجيوش عام 1961 لحماية الكويت بقرار تم بالأغلبية لا بالإجماع نظرا لاعتراض العراق آنذاك.

****

آخر محطة:

1 ـ كنا قد طرحنا عام 2001 ان يتم هذه المرة اختيار شخصية غير سياسية للأمانة العامة للجامعة العربية، وأن ترشح شخصية كالدكتور أحمد زويل الحائز آنذاك جائزة نوبل في مجاله العلمي لذلك المنصب لكي ينتهي احتكار الساسة والأجندات السياسية للعمل العربي المشترك، وان تطرح على القمم العربية قضايا تعليمية واقتصادية وصحية وتنموية، مذكرا بالقمم الأوروبية والأميركية والآسيوية، فليس بالسياسة وحدها تحيا الأمم، هذا كان آنذاك، اما الآن فلا بديل لأمانة عامة ذات خلفية عسكرية!

2 ـ طرحت الأمانة العامة للجامعة العربية على القمة الاقتصادية الأولى مشروعا رئيسيا أقرب لمشاريع الخيال العلمي وهو ربط الوطن العربي بمشروع السكك الحديدية، مما يحوج الى زيادة ما هو موجود من 11 ألف كيلو متر من السكك الى 45 ألف كيلو متر دون الحديث عمن سيدفع الكلفة والجدوى الاقتصادية للمشروع، وكان أفضل منه لو تم اقتراح تحسين كل دولة لشبكة طرقها التي تربطها بالدولة العربية المجاورة وتبني مشروع إنشاء وجسر فوق خليج العقبة يربط المشرق العربي بالمغرب العربي.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *