عبداللطيف الدعيج

لحظة.. أنت إرهابي

نعم أغلب من حاول بنية حسنة ام متعمدا ان يحول جريمة شمال كارولاينا الى جريمة «تطرف» وارهاب مسيحي او اميركي هو ارهابي بامتياز. يحاول ان يحرض ضد الآخرين وان يبرر في ذات الوقت جرائم التطرف والارهاب الديني الذي يقوم به بعض المسلمين. وبشكل خاص جماعة «القاعدة» وحاليا مؤيدو دولة «داعش».

لم يترحم اغلب من تبنى تعميم ونشر خبر اغتيال الضحايا المسلمين عليهم. ولم يتألم او يعبر احد عن مشاعر الاسى او التعاطف مع الضحايا وأهليهم. بل من البداية كان النشر يترافق مع التساؤل عن سبب صمت الاعلام الغربي وتجاهله للقضية، مع الايحاء بان ما جرى يتم برضا وموافقة المجتمع الاميركي او الغربي برمته.
كعادة التطرف والارهاب المعشش في الذهنية العربية والاسلامية، كان السعي هو الى استخدام الضحايا وسيلة لتبرير التطرف والى دعم الارهاب وتعزيزه. تماما كما يحدث حاليا في دعم «اطفال» سوريا، والتباكي على ضحايا العنف هناك. فالهدف، رغم توفر الكثير من حسني النية، يصب في النهاية لدعم «الثوار» او بالاحرى الارهاب. والتصدي للنظام السوري والاطاحة به. وليس هناك عناية او اهتمام حقيقي برفاه ومعاش الانسان السوري. والا لماذا لا تُعزل عملية جمع التبرعات عن ادانة النظام السوري، ولماذا لا يحمل الطرفان، النظام ومن ثار عليه، لماذا لا يُحملان مسؤولية الوضع الماساوي الذي يدعي «بلاعي البيزة» التألم منه والعمل على تخفيف مأساته.
صعب على من يتحكم به داء العداء للغير، او حتى الخشية منه. صعب عليه ان يمثل ادوار الضحية او حتى ان يتقمص لبوس الانسانية. ففي النهاية تطغى الدوافع الحقيقية وتتغلب على التمثيل والادعاء. فالروح العدائية للغير والرغبة في استغلال الظروف الماساوية للضحايا واهليهم واضحة منذ البداية لدى كل من تصدى للتباكي على ضحايا جامعة شمال كارولاينا. والتباكي نفسه لم يكن خالصا ولا معزولا عن الرغبة الواضحة في استغلال الحدث.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *