عبداللطيف الدعيج

هذا وهم الذين يعملون ويكدحون

موضوع حرمان الوافدين الاجانب من اكل السمك بهدف توفيره للنخبة الكويتية، دفعني للتفكير كثيرا في حال هذا الصلف والغلو في النرجسية التي تتمتع به مع الاسف اغلبية من الكويتيين. اغلبية كافية لأن يصبح حرمان الوافدين من السمك من اجل توفيره للكويتيين امرا مقبولا وربما واقعا بعد ايام.

عند بعض الشعوب، المواطنون يعملون ويكدحون ويدفعون الضرائب، غالبا من اجل ان يتم انفاق الكثير من ريعها على المعونات الاجتماعية التي يتمتع بها في الغالب العاطلون من العمل من المهاجرين الاجانب. الذين يفضل الكثير، والكثير ايضا منهم التسكع والتعيش على هذه المعونات، بدلا من العمل والانتاج. مع هذا يكدح مواطنو تلك الدول ويستمرون بدفع الضرائب او بالاحرى الانفاق على الغير بطيبة خاطر. بل بعضهم يناضل ويكافح من اجل توفير حياة افضل لعموم المهاجرين باعتبار ان بعضهم يستحق ذلك بوصفه آدميا.
عندنا.. العملية تقريبا معكوسة. فالمواطن الكويتي، الذي بالكاد يعمل، يتلقى المساعدات والدعم من الدولة وليس من الوافد. لكن الوافد هو الذي يعمل وهو الذي يكدح، وهو الذي لولاه لتوقفت الحياة في الكويت. لولا الوافدون لمات اغلب الكويتيين من الجوع او العطش او الحر. فالوافد هو تقريبا الذي يوفر كل شيء، من خدمات ومواد استهلاكية. بل المضحك المبكي ان «السمك»، الذي يخطط البعض لحرمان الوافدين منه لمصلحة توفيره للكويتيين، هذا السمك من ألفه الى يائه انتاج «اجنبي». فالوافد يربيه ويزرعه ويصطاده ويبيعه.. وفي الغالب يطبخه ايضا .. والكويتي يبلعه فقط لا غير.
مع كل هذا يفكر بعضنا بلا حياء بان يمنع الوافدين من اكل السمك من اجل توفيره للمحظوظين الكويتيين. وقبل ايام طرح وبشكل رسمي التضييق على الوافدين او منعهم من قيادة السيارات من اجل افساح المجال للكويتيين للتنقل بلا زحمة. وكأن حضرة الكويتي هو الذي سيوصل الاولاد الى المدارس، او سينطلق من الصباح الباكر لتشغيل مولدات الكهرباء، او سيقطع نومه لرعاية والاعتناء بالمرضى والعاجزين. او انه من سيعجن ويخبز، بل ويوصل ما يطلبه الكويتيون للمنازل، او سيسهر اغلب وقته من اجل ان يقرأ من يتثاءب الآن من الكويتيين هذا المقال.

آخر مقالات الكاتب:

One thought on “هذا وهم الذين يعملون ويكدحون”

  1. لم يتعظ اهل الكويت من صدام والمره القادمه تكون اشد عليهم نتيجة عنجهيتهم وتكبرهم ومثل يسمونهم اهل الخليج / كلاب الخليج

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *