عبداللطيف الدعيج

خطوة إلى الأمام

يبدو ان السيد احمد السعدون ليس الوحيد من «المعارضين» الذي اخذ يراجع مواقفه السابقة. فإلى جانبه اصدر مجموعة من الشباب أطلقوا على انفسهم «الائتلاف الشبابي المتحد» بيانا حول هذه المراجعة.

بيان «قيادة الائتلاف الشبابي المتحد» حمل الكثير من النقاط الايجابية التي غابت عن الساحة منذ زمن بعيد. ولعل اهم ما في البيان هو الدعوة الى توحيد مجمل صفوف الشعب الكويتي بلا استثناء، بمن في ذلك المسؤولون واسرة الحكم. وهو موقف ايجابي لم نتعوده من كثير من التجارب السياسية هنا، وحتى في انحاء اخرى من العالم، حيث تتسيد الكراهية وعزل الآخرين وادانتهم.

لكن مع هذا اعتقد ان قيادة الائتلاف الشبابي لا تزال اسيرة الاوضاع السياسية السابقة. وانها لم تنفك تماما – وهو المطلوب- من الاطار العام الذي رسمته مجاميع المعارضة الطارئة في الآونة الاخيرة. فلا يزال الطرح العام هو ذات الطرح، ولا تزال رؤى «الشباب» هي ذات رؤى من سبقهم من «شياب» -بالياء- الحراك الذين تصدوا لقيادة المعارضة دون خبرة سياسية ودون –وهذا الاهم- رؤى وطروحات واضحة.. كما اعلن ذلك مؤخرا وباصرار السيد احمد السعدون.

وردت كلمة «فساد» في البيان اربع مرات، بينما لم تكن هناك اشارة واحدة الى «التنمية» او حتى التطور او التقدم. بل ان المؤسف ان الشباب حددوا او قلصوا دورهم او دور الامة كلها في التصدي للفساد «بما أننا نعتبر مصدر السلطات جميعاً، فلنا الحق بالتصدي للفساد».

مؤسف ان يكون هذا هو طموح وامل القيادات الشابة وحد سلطة الامة.. التصدي للفساد! بينما المطلوب ان تتكاتف الامة لتقرير مصيرها ولامتلاك مقدراتها ولوسم واقعها ورسم مستقبل اجيالها القادمة. وليس حصر هذه المبادرة الشبابية، وكل النضال الوطني في التصدي لجزئية بسيطة من الازمة الحضارية التي نواجه.

نقطة سلبية اخرى وردت في البيان، وهي اشارته الى ان «لنا حقا اغتصب». وهذه بالطبع اشارة الى مرسوم الصوت الواحد الذي قسم الناس وبعض القوى السياسية الى معارض ومؤيد. وموقف الائتلاف هنا هو انحياز لمن قاطع الانتخابات واقصاء لمن حدد شكل الانتخابات، ولكل من شارك بها ايضا. وهذا موقف يخالف الدعوة الى الحوار والتسامح الذي اظهرته قيادة الائتلاف تجاه من تختلف معهم.

عموما مبادرة طيبة وبشرى خير. لكن يبقى الاساس الطرح «الايجابي». اي تقديم الحلول او على الاقل تشخيص المعضلات، وليس الاكتفاء بالتنديد بالسلبيات واستعراض العضلات في انتقاد السلطة لاخطاء اصلا نحن من تسبب ويواصل التسبب فيها.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *