مبارك الدويلة

احتفالية لها ما وراءها

انتهت احتفالية جمعية الاصلاح الاجتماعي بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيسها، وقد كان الاحتفال رائعاً بكل المقاييس، فمن حيث الرعاية السامية من سمو الامير ـــ حفظه الله ـــ التي تعتبر تقديرا لجهود الجمعية في العمل الاجتماعي والخيري وتزكية لدورها الرائد في توجيه المجتمع وتقويم مسيرته، كما تعتبر تقديرا للجيل الاول المؤسس للجمعية، وتقديرا لتاريخها الناصع والمشرف، الى مشاركة أبناء المؤسسين بالحفل، الى الحضور المميز للشخصيات العامة للمجتمع الكويتي، الى الرسائل المصورة والمكتوبة التي عرضت تاريخ الجمعية وانجازاتها ورموزها، ناهيك عن الحضور الكثيف الذي ميز هذا الحفل من النساء والرجال والشباب، كما ان كلمة العم حمود الرومي رئيس الجمعية كانت معبّرة عن رؤية الجمعية في عملية الاصلاح وأهمية التلاحم الشعبي والوحدة الوطنية، ولعل مشروع «متحف صباح الاحمد للعمل الخيري» مؤشر على بُعد الافق عند المفكرين لهذه الجمعية. فشكراً كبيرة لصاحب القلب الكبير سمو أمير البلاد على هذه الرعاية الكريمة التي تُعتبر خير رد على من يتهم الجمعية وقيادييها بما ليس فيها!

وبالمناسبة، فقد أخبرني أحد الاخوة من الجمعية أن مجلس الادارة يعد لخطة طويلة الأجل تعتبر قفزة نوعية في العمل الاجتماعي والخيري، خاصة بعد الدعم المعنوي الذي حصلوا عليه من سمو الامير! وستكون هذه الخطة ضرورية في مواجهة موجة التغريب التي تجتاح المنطقة مؤخراً! وحرصا على سلامة الاجيال من الذوبان في وحْل التغريب!

كان واضحا من الحفل ان العمل الاجتماعي والخيري منفصل تماماً عن العمل السياسي والتوجهات السياسية، بخلاف السنوات السابقة التي كانت هذه التوجهات تختلط مع مسيرة العمل الاجتماعي أحياناً، وبما تقتضيه الضرورة، لكن اليوم نرى ان جمعية الاصلاح الاجتماعي أصبحت منبرا للعمل الاجتماعي والعمل الخيري داخل الكويت وخارجها، وبما انها تمثل قطاعا عريضا من المجتمع الكويتي، لذلك قد تضطر الى ابداء رأي سياسي في ظاهره، لكنه من جانب آخر هو شرعي وأخلاقي بالدرجة الاولى، خاصة اذا كان الامر يهم معظم أبناء الشعب الكويتي، مثل قضية فلسطين والصراع مع اليهود! وبهذه المناسبة، أشكر الزميل جاسم بودي رئيس صحيفة «الرأي» على افتتاحيتها يوم الخميس الماضي وأطمئنه الى اننا مدركون لتخوفه وما طالب به من فصل العمل الخيري عن العمل السياسي، هو متحقق فعلياً.

* * *

وصلني عتاب من بعض الاخوة القراء الكرام على الاختصار الشديد في مقالتي السابقة، ما أخل بالمقال، وللحقيقة ان المقالة لم تكن كذلك، الا ان مقص الرقيب عمل فيها «عمايله»، على حد كلام الاخوة المصريين، ما اضطرني الى نشرها كاملة على صفحتي بالفيسبوك، بعيداً عن الممنوع والمسموح!

 

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *