سعيد محمد سعيد

مقامات «مواطن بن أبي طمبورها»

 

كان من المهم للغاية، لحضرة «مواطن بن أبي طمبورها» وهو يصوغ ما تجود به نفسه من مقامات، أن يتحلى بالشجاعة والمقدرة على تبيان البيان بأبين بينة! لاسيما وهو يعيش في مجتمع تتقاذفه الهموم والنوازل والبلايا… مضافًا إليها الكثير الكثير من الخيبات وسوء المنقلب… في الحل والترحال.

حول ذلك المقال، تحدث المهندس المتفرس الزعيم العظيم… وقال: «في بيتنا حمامة… معروفة بالشهامة… لكنها ماتت على الرصيف… حين رأت صاحبنا المخيف… يسير بالقتل بلا هوادة… ويخلط الإجرام بالعبادة… يرحمها الله حمامة الفريج… يرحمها الله حمامة الفريج».

– حدثنا الراوي إبن أبي البحرين الأصلي… فقال ما الذي يجري بين صحبي وأهلي؟ وما الذي ألمّ بالحكومة والمعارضة في الترحال والحل… بين شد وجذب في ملفات وقضايا بعضها بسيط وبعضها يستعصي على الحل… وكيف تمضي السنون والوقعة مستمرة في واد وفي سهل… حتى شاب لها رأس الشاب وانتظر بسببها موته الكهل؟ وما كان من الراوي إلا أن صمت عن الكلام المباح، لأنه طلب العافية فاستراح.

– حدثنا الراوي أبوالاعتصام السلمي، فقال سأجمع صحبي ورفاقي وأبناء عمي… وسنطرق كل أبواب العدالة بحثاً عن أنصار في وجه الظلم… وسنرفع كل الرايات… حين يشتد الحر ويحل البرد وحين تهب السرايات… ونتلو من أجل النصر الأذكار والآيات… وما مات من طالب بحقه حتى لو صبره مات!

– روى سفيد بن أبي صرخوه الطمبحلي… عن سيد أبوراس الجحلي… أن كل ما يهرج به من أكاذيب لا ينافسه فيها إلا المعفن والمحلي… فزاد في سخافته… لأنها صحافته… تلك التي تلمع من بعيد… لكنها يا سادتي… صديد.

– حدثتنا حديقة السلمانية، عن أيام جميلة مضت دونما رجعة بين فلانة وفلتانية… حيث كان الناس في مودة ورخاء بلا طائفية ولا تمييز ولا مهاترات برلمانية، حتى ألمت بها الحسرة، وزاد من عذابها بعد الأمل في الصلاح بعد خراب البصرة، وقالت يا ويلتى على أبناء الديرة قد سقطوا في حفرة، فيا ليتها ترجع أيام الناس في البلد قبل النفط والطفرة… فبكت وبكت حتى طاحت صفرة!

– حدثتنا أمينة بنت الصريح، عما كانت تظن بأنه الطريق الصحيح… بعد ان وجدت بين السنة والشيعة من يقول انه الذابح ومن يقول انه الذبيح، فأوصت جارتها صابرة، بأن النتيجة الى بلاء صائرة، فالكل يدعي أنه على الوطن حريص، وصار الناس بين وطني رائد وصاحب ولاء رخيص، وبين من يملك الفن في حب الوطن، وبين من يثير الأحقاد والضلال والكفر والفتن، فما كان من أمينة بنت الصريح إلا أن كتبت وصيتها وتمنت أن يبنى لها بعد موتها ضريح، حتى يصبح مزاراً للمؤمن والكافر، والبر والفاجر، وتباع فيه الولاءات بالتذاكر.

– حدثنا وحدثنا وحدثنا… صاحب بيانات صحافية هنا، وناشر كرامات هناك، ولبيب يفهم بالإشارة، أن ما يحدث لن يجر إلا الخسارة، و… ليس أمامي الا أن اطرح سؤالي يا كرام: «ترى، متى ستنتهي معاناتنا اليومية، من السياسة الى القضايا الاجتماعية، ومتى يصبح الوطن للكل والكل للوطن؟».

– قال نحيس بن أبي النكد… أنا الأسد… أنا الذي صنت البلد… أنا أنا أنا أنا… أنا الذي أموت من أجل بلادي لتعيشوا وأنا الولد… يا بوالفعايل يا ولد… وسلامتكم.

***

تهنئة: إلى كل عامل وعاملة وموظف وموظفة وطالب وطالبة… إلى كل أم وأب… إلى كل معلم ومعلمة… إلى كل مهني أيًا كان موقعه نقول: «ليس المهم هو الأول من مايو/ ايار كعيد للعمال… الأهم، أننا كلما نقرأ صفحات مشرقة من عطائكم للوطن ولأهله… نجد فيكم عيدنا اليومي… خبزنا اليومي… طيبة قلوب أهل البحرين المخلصين… أما دونكم، من رقصوا ويرقصون على أوجاعكم وأوجاعنا… شرايينكم وشراييننا… ليسوا سوى مومياء تعفنت وستتعفن… كل عام وأنتم بخير.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سعيد محمد سعيد

إعلامي وكاتب صحفي من مملكة البحرين، مؤلف كتاب “الكويت لاتنحني”
twitter: @smsmedi

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *