احمد الصراف

عزيزنا الشيخ أحمد

«.. يتكلم الكثيرون عن خطة التنمية، وكأنها ستكون حلاً يساعد على تنويع موارد الاقتصاد الكويتي، في حين أنني أرى فيها زيادة في مصروفات الدولة، فالخطة بحقيقتها هي خطة لانشاء وتمويل البنية التحتية بتكلفة 30 مليار دينار لغاية 2035، شاملة بناء المستشفيات ومحطات الكهرباء والمباني المدرسية والمناطق السكنية والطرق وغيرها، وهي تحتاج، بعد استكمال انشائها، الى مبالغ ضخمة لادارتها، وهذه ستُدرج في الميزانية العامة للدولة، وبالتالي ستشكل عبئاً آخر على الميزانية»!
(حمزة عباس حسين ـ أول محافظ لبنك الكويت المركزي).
***
لم يحدث في تاريخ الكويت السياسي الحديث أن جاء مسؤول وامتلك كل هذه القوة السياسية، داخل البرلمان وخارجه، كما أعطي للشيخ الوزير أحمد الفهد الصباح، الذي امتلك السلطة الادارية والرغبة العارمة في تحقيق شيء ما لتاريخه السياسي، ولوطنه. ولكن هذا الهرم أو الصرح الذي يسعى لبنائه، إنْ لمصلحته أو لمصلحة وطنه، لا يمكن أن يقام على أرضية رخوة، اذا اريد لهذا الهرم أن يبقى قادرا على مقاومة الأعاصير. ولو كان هذا الهرم يتمثل في خطة التنمية العملاقة، التي انيط أمر تنفيذها بالشيخ أحمد، والتي قدرتها الحكومة «نظريا» بما يقارب المائة مليار دولار، لوجدنا أن الهرم، لكي يبقى، يحتاج الى أرضية خالية من الفساد المالي أو التسيب الاداري! ولكن واقع الحال في كل مرافق الدولة واداراتها عكس ذلك تماما، فالفساد والرشوة والتسيب منتشرة بشكل مخيف، وبالتالي محكوم على الخطة، التي لم يتم تنفيذ شيء منها، بالفشل الذريع، هذا ان نفذ منها شيء في موعده!! ونرى بالتالي أن أرضية الهرم تحتاج الى تحضير مسبق لاقامة بناء التنمية عليها، وما لدى الشيخ أحمد من صلاحيات كفيل بتحقيق ذلك، ولكن انشغاله بسياسة ترضية كل الأطراف، وكسب قبولهم ورضاهم على الخطة سيقضي عليها في النهاية، كما أن ترك الاختلالات الادارية والفساد المالي والاداري والمتاجرة بالبشر من دون علاج سيؤثر حتما في الخطة ويقضي على اي امل في نجاحها مستقبلا، هذا ناهيك عما تواجهه الوحدة الوطنية من تصدع، وما اصبحت تتمتع به القوى السياسية الدينية من قوة مناهضة لأي تقدم، هذا بخلاف حزمة القوانين التي تتطلب التطبيق أو التعديل والتي لا يود احد الالتفات اليها، كقانون الـ«بي أو تي» الكسيح، وخصخصة «الكويتية» ورفع الدعم عن الكهرباء والماء والخبز ووقود السيارات، وغير ذلك الكثير المؤثر سلبا في اي خطة تنمية جديرة بالاحترام.

أحمد الصراف
[email protected]

مبارك الدويلة

محور جديد لاستجواب الصحة

قال لي صديق:
قادني قدري الى ان اجري فحوصات طبية في احد المراكز الصحية التابعة لمنطقة الصباح الصحية، وأثناء الفحص سألت الممرضة، وكانت من الجنسية الهندية، عن طريقة قدومها للعمل في الكويت، فكان الجواب الصدمة: تعهدت بدفع 2500 د.ك. للوسيط كي يتم اختياري ضمن القادمات إلى الكويت! طبعا لم أصدق ما قالت، فبادرتها بهذا السؤال المحرج والمفحم: وكيف أمكن لممرضة لا تعمل ان تدبر هذا المبلغ الكبير؟ فكان جوابها أنها وقعت على تعهد بخصم مبلغ مائة دينار شهرياً من راتبها في الكويت للوكيل المتعهد! وبعد البحث والتقصي تبين لي ما يلي:
منذ أن تأسست الوزارة إلى ما قبل سنتين أو أقل والوزارة تستقدم ممرضات من خارج الكويت ومن السوق المحلي، خصوصا ممن لديهن خبرة في القطاع الخاص الكويتي، ولكن أخيراً صدرت توجيهات بعدم استقدام عمالة من السوق المحلي! بل ان الاستقدام الخارجي يجب ان ينحصر في الهند فقط!
وإذا عرف السبب بطل العجب! يقال ـــ والعهدة على الراوي ـــ ان وكيل الاستقدام من الخارج له علاقة مباشرة بأحد المسؤولين في وزارة الصحة، لذلك منع الاستقدام المحلي.
الغريب ان هذا الموضوع طرح على وزير الصحة فأيد وجهة نظر المسؤول بحصر الاستقدام من الخارج!
هل تعلم عزيزي القارئ الفرق بين التوظيف المحلي والتوظيف الخارجي للممرضات؟
التوظيف الخارجي تتحمل الوزارة تكاليف: تذاكرها ـــ سكنها ـــ نقلها ـــ طعامها وشرابها ـــ ملابسها.
التوظيف المحلي: توفر الدولة كل ذلك، حيث تتحمله الممرضة نفسها التي يتم تعيينها بالراتب نفسه؟! بمعنى ان الوزارة في حال التعيين المحلي توفر 500 د.ك. شهرياً عن كل ممرضة، فكيف إذا كانت تستقدم ممرضات بالآلاف سنويا؟!
«الذيب ما يهرول عبث».. قد تكون قراراتنا بريئة في ظاهرها.. وتنطلق من المصلحة العامة في شكلها.. لكن المشكلة في هالمصلحة العامة اللي كل يتعلق فيها.. فتذبح البراءة والنية الطيبة بسكين المصلحة العامة.
أتمنى من الأخ وزير الصحة المبادرة إلى تصحيح هذا الوضع الفاضح المشين، قبل أن يدرج كأحد محاور استجواب ينوي بعض النواب تقديمه إليه، عندها أعلم جيدا ان العناد والمكابرة سيكونان سيدي الموقف.
• • •
• كلمة أخيرة.. نبارك للشعب الكويتي سلامة سمو الأمير، كما نهنئ معالي النائب الأول وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك على عودته سالما الى ارض الوطن. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.