لن يموت مواطن بحريني من الجوع، فالبلاد وقيادتها وأهلها بخير، لكن موجة الغلاء الطاحنة التي تسحقنا سحقا باعتبارنا مواطنين – ومقيمين أيضا – كل يوم، ستؤثر كثيرا على كيان الأسرة البحرينية المعيشي من عدة نواح… أهمها مستوى تعليم أبنائها وتنمية مصادر دخلها وزيادة قدرتها على العمل من أجل حياة أفضل… ليست مرفهة بمعنى الرفاهية المطلق، ولكن مستقرة وآمنة وكريمة تضمن لها الاستقرار.
ليس لدينا نحن المواطنين بعد الله سبحانه وتعالى، إلا جلالة الملك حفظه الله، لينقذنا مما نحن فيه من كمد بسبب قلة ذات اليد من جهة، واستمرار موجة الغلاء «محليا» من جهة أخرى، فالعاهل الذي نتشرف بأن يكون أبا للأسرة البحرينية، ما تأخر يوما عن إشاعة الطمأنينة والسرور في نفوس أسرته، كبيرها وصغيرها، ليعيش الجميع بكرامة…
مؤلمة للغاية كانت صورة الآلاف من المواطنين الذين تزاحموا ليقدموا التظلم من أجل نيل علاوة الغلاء، أما الصورة الأكثر إيلاما فهي تلك التي بقيت خبيئة بين الأضلاع وربما الدموع، بسبب ظروف الحياة المعيشية الصعبة والارتفاع المستمر لأسعار السلع، ولاشك في أن جلالة الملك القريب من شعبه يلمس هذه المعاناة، ولم يأل جهدا يوما في إزالة كل ما من شأنه التأثير على معيشة المواطن، لذلك تتعلق الآمال في يديه الكريمتين لأن يحظى المواطن بالمزيد من الفرح عبر تحسين الأجور في القطاعين العام والخاص، وصوغ برامج وطنية لتحسين المعيشة، ولا يمكننا أبدا إغفال الجهد الذي يبذله مجلس الوزراء برئاسة سمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله، للبحث عن الوسائل التي تسهم في تخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين، وننتظر تسريع خطوات برنامج الدعم الحكومي للسلع الرئيسة كاللحوم والدواجن والطحين لرفع الدعم الحالي من 17 مليون دينار إلى 30 مليونا، والعمل على تنفيذ خطط دعم وتحسين الإنتاج الزراعي والحيواني من خلال مشروعات التنمية الإنتاجية في هذين القطاعين المهمين لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي.
سيتعين علينا أن نشكر وزارة التجارة والصناعة على جهودها في إعداد التقارير والدراسات الدورية وعمليات المسح المستمرة للأسواق لاستقراء أوضاع السوق ومعرفة التغيرات الطارئة عليه، إضافة إلى جمع أسعار ما يزيد على 1500 سلعة بشكل شهري ليتم تحليلها وفق آلية علمية مدروسة، لكن نأمل في أن يكون صدر المسئولين في الوزارة واسعا حين نقول إننا ننتظر تغيرا ملموسا على أرض الواقع في السوق وقتما نشعر بأن هناك انخفاضا فعليا في الأسعار، وكذلك التأكيد على الجهود الرقابية التي تكفل حصول المواطنين على السلع وبأسعار مناسبة، واتخاذ التدابير اللازمة لضمان الحفاظ على أسعارها المدعومة، وإنزال العقوبات على من يتلاعب بالأسعار من التجار والمستوردين، مع الاعتبار لما يحتاج إليه هذا القطاع من تسهيلات تقدمها الحكومة.
كلنا ثقة وإيمان بأن جلالة العاهل وحكومته الرشيدة، يريدان أن يشاهدا المواطن البحريني يعيش في راحة بال على لقمة عيشه وعيش عياله، ويسعد العاهل وحكومته أن يضع المواطن رأسه على مخدته لينام مطمئنا لا تتقاذفه الهموم والخوف والقلق.
قلنا مرارا وسنقول: «شكرا جلالة العاهل على كل ما تقدموه لأبناء شعبكم، وسنقولها مرارا… لن نتوقف عن رفع معاناتنا إلى جلالتكم لأنكم والد هذه الأسرة».