حكمة الله أن يكون شباب المغرب مثالا أعلى للقبح في حين أن شابات المغرب غاية في الجمال. وتشاهد الفتاة المغربية فتتمنى أن لم يخلق الله الأجفان كي لا تغمض عيونك عنها لحظة، وتشاهد شقيقها فتتأكد بأن أصل الإنسان فأر، وتقسم بالطلاق على ذلك… وفي الكويت العكس صحيح، فإذا ما استثنينا بعضهن، نجد أن الغالبية الساحقة الماحقة منهن «المهم الأخلاق»، بينما يحطم شباب الكويت نوافذ الأرقام القياسية في الوسامة. حكمة الله جاءت هكذا.
والجمال له علاقة بالنجاح العملي، وتأثيره أكبر مما يتوقع البعض، وأهميته تبرز أكثر في الإعلام، التلفزيون تحديدا. يقول خبراء الإعلام عن شروط الشكل الخارجي لقارئي النشرات الإخبارية والرياضية والاقتصادية: «قارئ النشرة المثالي هو من يقف في المنتصف بين الجمال والقبح، فلا هو بالجميل للغاية فيصرف الانتباه عن محتوى النشرة، ولا هو بالدميم الذي ينفّر المشاهد عن متابعة النشرة. ويجب أيضا ألا يكون قارئ النشرة ذا علامة مميزة في شكله الخارجي، كأن يكون أصلع مثلا، أو بأذن مقطوعة، أو ما شابه… قارئو وقارئات النشرات يشترط فيهم الشكل المقبول فقط، لا أكثر».
وفي محطاتنا الإخبارية العربية يتسابق المسؤولون لاستقطاب أجمل المذيعات لقراءة نشرات الأخبار، وينتشرون في المغرب لتبنّي «المواهب» وتدريبهن! يقول أحد الأصدقاء: أستمتع برؤية مذيعة قناة الجزيرة «إيمان بنورة عياد»، وأنتظر موعد النشرة بلهفة، وبمجرد ظهورها على الشاشة أضع صوت التلفزيون على الصامت وأستمتع بحركة شفاهها، أما الأخبار فأستقيها من الشريط الإخباري الذي يمر أسفل الشاشة. فالمهم هنا الجمال لا الخبر، وهو ما حذّر منه خبراء الإعلام.
أما البرامج، فلكل برنامج خصوصيته، بعضها يعتمد الجمال أساسا، كبرامج الفن والفنانين، وبعضها يبحث عن القبح، كبرامج الكوميديا. ولولا جمال حليمة بولند الصارخ لكانت الآن موظفة أرشيف في وزارة الشؤون: «اللاّ (الله) يخليك، هات تابع (طابع) بدينارين من الماكينااا»، بمد الألف وميلان الخصر إلى الأسفل قليلا.
وبمفهومنا للتمثيل، الجميل والجميلة هما نجما الشباك. ولولا جمال الممثلة زينب العسكري، لكانت الآن كاتبة في مستوصف المحرق… وللجمال أو للحديث بقية من عمر.