محمد الوشيحي

الوقوع إلى الأعلى

بعد مئات الأعوام من الآن، وعندما يتحول الكويتيون وصراعاتهم إلى قصص وأساطير يغنيها شاعر الربابة كما يغني تغريبة بني هلال… في ذلك الوقت، سيروي الجد ذو الفم المهجور من الأسنان لحفيده حكاية رجل كويتي أحب بني وطنه، وهام بهم وخاف عليهم، لكنهم أو بعضهم، تنكّر له. كان يدافع عنهم وعن حقهم في أن يشاركوا في حكم أنفسهم لا أن يكونوا قطيعا يساق بالعصا الغليظة، بيد أن بعضهم أشاع بأن أهدافه سوداء، سواد قلوبهم… كان الرمز يحفظ لهم ميزانية دولتهم وأجيالهم القادمة، التي هي نحن (الكلام على لسان الجد بعد مئات الأعوام من الآن) وكان يغضب لو رأى تجاوزا أو تطاولا على أموال البسطاء منهم، فاهتز اللصوص الكبار واتهموه هو ذاته زورا بالسرقة، فصدّقهم الغوغاء… كافح الرمز كثيرا من أجل تخفيض الارتفاع المجنون في أسعار الأراضي كي يستطيع البسطاء تأمين مسكن لهم، وتم له ذلك بعد جهد وعرق، وانخفضت الأسعار، لكن الشعب في غالبه كان يسير خلف العمائم واللحى التي تقوده إلى مصير لبنان والعراق. متابعة قراءة الوقوع إلى الأعلى

د. شفيق ناظم الغبرا

الديموقراطية في الكويت!

السؤال الذي يسألك إياه أي عربي من الإمارات أو قطر أو الأردن أو أي دولة أخرى: كيف هي حالكم في الكويت، ماذا يحصل عندكم؟ إن الاجابة على هذه التساؤلات بإقناع ليست بعملية سهلة، فالديموقراطية في الكويت تعيش مأزقاً يكرر نفسه عند كل منعطف. ولهذا أسباب عدة. فالكويت تتواجد في إقليم قلما تطورت فيه التجربة الديموقراطية بصورة حيوية وصادقة وحقيقية. ففي كل مكان مركزية شبه شاملة وأنظمة تهمش النخب والاختلاف. لهذا فالبيئة العربية المحيطة لا يوجد فيها نموذج ديموقراطي ناجح تستطيع التجربة الكويتية أن تستلهم إيجابياته، مما يعود ويجعل التجربة الكويتية واحدة من التجارب القليلة عربياً، كما يجعلها أيضاً تجربة متقدمة نسبة إلى غيرها من التجارب العربية. متابعة قراءة الديموقراطية في الكويت!

سامي النصف

أرق وزير المواصلات

توسعت أعمال ديوان المحاسبة وأصبح الديوان يمسك بمفاصل الدولة، فعبر تقاريره يتم استجواب وإبعاد الوزراء، لذا نرجو الحرص كل الحرص على ألا تتولى زمام أموره أطراف حزبية أو سياسية تصبغه بصبغتها وتجعل هذا الطرف أو ذاك يهيمن بشكل مباشر على القرار الحكومي في بلد تتغير فيه التحالفات والصداقات بأسرع من تغيير سرعة الرياح، وكيل الديوان السيد عبدالعزيز الرومي شخصية كفؤة عاقلة أمينة غير منتمية لأي تيار وهو المرشح الأفضل لذلك المنصب المهم بعد تقاعد العم براك المرزوق الذي لا توفيه الكلمات حقه من الثناء.

أقولها بصراحة كبيرة وبقلب محب للديموقراطية في البلد: إنني أجد استحالة – لا صعوبة – في شرح أو ترجمة القضايا التي تدور حولها الأزمات في ملعبنا السياسي لأي صديق أو إعلامي زائر، أي كيف أشرح أزمة رسالة الدواوين أو لبس الوزيرتين أو الظواهر السلبية أو المقترح الأخير بالسجن 5 سنوات لأي مواطن يبدي رأيه الحر الشخصي بدعم الحل غير الدستوري، أحد الزملاء المخضرمين لم يتعرض لمثل هذه العقوبة القاسية جدا إبان المجلس «المزور» عام 67 عندما قام بزرع المتفجرات في منزل وزير الداخلية، فهل يتعرض لها هذه الأيام بسبب مطالبته الشخصية بالحل غير الدستوري؟ وللعلم لا توجد اتفاقية تبادل مجرمين مع البرازيل إن أحب الارتحال إليها.

لدى بعض مصوري البرلمان مكر شديد، فقد قام البعض منهم بنشر صور للقطات مقربة تظهر بعض النواب المعترضين على لبس الوزيرات الفاضلات وهم في حالة أحاديث ضاحكة معهن لذا فما الداعي لعمليات التصعيد غير المبررة التي تحاول الحصول على حكم قضائي دستوري بفرض «الملافع» أو «البراقع» على وزيرات الحاضر والمستقبل؟! علينا أن نحاسب الوزيرات الفاضلات على ما في رؤوسهن من خطط لخدمة الوطن والمواطنين لا على ما يلبسنه فوق الرؤوس.

لا ألوم على الاطلاق وزير المواصلات الفاضل عبدالرحمن الغنيم على تكرار مقولته انه لا ينام الليل بسبب قضايا السلامة في «الكويتية» واشاطره تماما ذلك التقييم الذي ستتلوه مقالات مختصة لاحقة، وأرى أن مساري السلامة والتخصيص متلازمان، حيث لن يتقدم احد لشراء مؤسسة ذات طائرات متهالكة يتم التخبط الشديد في التعامل مع قضايا السلامة فيها، لقد دوّن في محاضر مجلس الامة ذلك التحذير الذي يمس حياة كل مواطن، ويفترض أن يتلوه تقرير يومي يوضع على مكتب الوزير كل صباح عن مستوى السلامة في المؤسسة من قبل الجهة المختصة بالرقابة عليها، ونعني سلطة الطيران المدني التي يرأسها شخص شديد الكفاءة والاختصاص هو م.

فواز الفرح الذي يجب ان يستمع لاقواله وألا يضرب بتوصياته عرض الحائط.

وفي هذا السياق لم أفهم على الاطلاق ما قاله أحد النواب من أن شراء الطائرات قبل التخصيص خط أحمر، فما نعرفه هو أن «جميع» شركات الطيران العربية الحكومية قد تقدمت دون استثناء بطلبات شراء طائرات وتحديث لاساطيلها توفيرا لنفقات الوقود الباهظة وحفاظا على سلامة ركابها، رغم أن كثيرا منها لديه خطط مستقبلية «للتخصيص»، فهل من قال تلك المقولة أكثر علما وعقلا وكفاءة من القائمين على تلك الشركات الحكومية الدولية كالإمارات والقطرية والاتحاد والخليج..إلخ؟ قاتل الله الجهل والفساد وسيادة مبدأ إما أن استفيد شخصيا أو فلتذهب المصلحة العامة للجحيم.

وللمعلومة، سواء بقيت «الكويتية» حكومية وهو الأمر المرجح، أو وجدت – في أمر أشبه بالاستحالة – من يرضى بشراء شركة تخسر مئات ملايين الدولارات سنويا وأصولها عبارة عن طائرات متهالكة ومبان مملوكة للغير، فالواقع يظهر أن عليها أن تجدد الأسطول حفاظا على سلامة ركابها، ولا يوجد في أسواق الطيران إلا أسطول طائرتي بوينغ 787 والايرباص 320، كبديل لما هو موجود فما الذي استفادته الكويت و«الكويتية» من إلغاء صفقة شراء طائراتها بعد أن تضاعفت هذه الأيام أسعارها وتأخر موعد تسليمها والنتيجة في النهاية واحدة، هذا ما لم ننتظر حتى ندفع ضريبة الدم قبل اتخاذ القرار السليم، والحديث ذو شجون.

احمد الصراف

جريمة في الطريق

لا أعرف القرار النهائي الذي استقرت عليه الحكومة في ما يتعلق بتأجيل دوام المدارس لما بعد العيد، بسبب تضارب رأيها من جهة وبسبب وجودنا خارج الكويت من جهة أخرى، ولكن لو تمت الموافقة على التأجيل لكان ذلك في حكم الجريمة الكاملة بحق المجتمع ككل.
التأجيل، إن حصل، يعني ببساطة ان العطلة ستمتد من منتصف هذا الشهر، السادس إلى منتصف الشهر العاشر، أكتوبر، أي 120 يوماً! وحيث ان بوادر الصيف لا تبشر بطقس حار فقط، بل ومغبر وقاس جداً، فإن هذا سيدفع بغالبية الأسر، من مواطنين ومقيمين للسفر والبقاء خارج الكويت لفترة لا يقل متوسطها عن شهرين، وهذا بحد ذاته سيشكل إرهاقاً واستنزافاً رهيبا لدخول غالبية أرباب هذه الأسر، خصوصاً ان موجة الغلاء لم تستثن أي دولة من شرورها في العالم أجمع، وهذا يعني عودة الكثير من هذه الأسر إلى حلقة الاستدانة الجهنمية، ومن بعدها الشكوى لممثليهم من غلاء المعيشة وشظف العيش، وما سيتبع ذلك من مطالبات سخيفة بإلغاء قروض المواطنين!
ثانياً: وقوع شهر رمضان خلال العطلة الصيفية يعني ببساطة ان طلبة المدارس، واليافعين الذكور منهم بالذات، سيكونون هدفاً سهلاً لناشطي التيارات الدينية المتطرفة الذين سيتهافتون عليهم من خلال دورات صيام ومناسبات قيام وقنوت تمتد إلى ساعات متأخرة من الليل.. وغير ذلك من أنشطة الصحوة والدعوة.
كما أن تأجيل العام الدراسي حتى الأسبوع الأول من شهر أكتوبر، مع احتمال انتظام الدراسة في منتصفه، سيدفع الهيئة التدريسية لـ «كروتة» عمليات التدريس بسبب ضغط الوقت ومن ثم الاضطرار إلى سلق المنهج بغية تعويض ضياع شهر كامل من عام دراسي قصير أصلاً!
نتمنى على عقلاء الحكومة، أو من تبقى منهم، عدم الرضوخ لضغوط الجهلة من أعضاء المجلس.. فهؤلاء لا همّ لهم غير إرضاء الغريب والشاذ والمتخلف من رغبات بعض ناخبيهم.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سعيد محمد سعيد

أقطاب الفتنة… ورؤوس الشر!

 

الغالبية العظمى من أهل البحرين قرأوا صحف يوم الجمعة… وكان محتواها الأكبر على المستوى المحلي، تمثل في ردود فعل متنوعة من شخصيات ورموز سياسية ودينية واقتصادية ووجهاء أيدوا ما جاء في لقاء جلالة عاهل البلاد بحضور سمو رئيس الوزراء بقصر الصافرية يوم الخميس الماضي وحضور الوزراء في ذلك اللقاء المهم، الذي أعاد تأكيد مسئولية الجميع في التصدي للطائفية من باب الالتزام الحقيقي والامتثال الوطني للحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي ورفض أصوات التفريق وممارسات السوء.

لذلك، جاء لمعان الصحف، كل الصحف واضحا بعناوين أكثر وضوحا تناغمت مع مسيرة جمعية «الوفاق» ضد الطائفية وضد التعرض للرموز الدينية، لكن أقطاب الفتنة ورؤوس الشر، كما كانوا دائما، ينشطون دونما اكتراث لأي صوت!

وربما سيعودون بعد حين…

لكن، في ظني أن هناك ثمة خللا متكرر الحدوث بصورة مربكة، ومثيرة للقلق! فعلى مدى سنوات، كان بعض الكتّاب في الصحافة المحلية، وبعض المشايخ، وبعض السياسيين وعدد من الناشطين، أو كما يسمون أنفسهم، وأسماء مستعارة كثيرة في المنتديات الإلكترونية… كانوا ولايزالون، وسيستمرون، في إشعال فتيل الفتنة…

الخلل الذي قصدته هو ترك من يعبث يعبث، ومن ينعق ينعق، ومن يؤجج يؤجج، دونما محاسبة… علني هنا أشير إلى خطوات عملية يجب اتخاذها – بالقانون – إذا أردنا أن نقطع رؤوس الأفاعي:

– حين يتكرر القول، إن هناك من يريد الفتنة من خلال شتم الصحابة وأمهات المؤمنين في مخطط صفوي ممنهج، يجب على المدعي أن يقدم المدعى عليه للمساءلة القانونية، فهناك من توعد بمراقبة المآتم في شهري محرم وصفر، لكننا لم نجد منهم من تقدم بدعوى قضائية ضد «الشتامين»!

– حين يدعي من يدعي بأن هناك متآمرين يريدون تدمير البلد ويدعون إلى كراهية الحكومة والأسرة الحاكمة، فعليه أن يكون صادق النوايا ويتحرك من خلال مؤسسة القانون.

– حين تكتب كاتبة، أو يصرح نائب، أو يرفع أحدهم صوته محذرا من إخفاء أسلحة، أو يكتشف اكتشافا مذهلا يعرض الأمن القومي للبلاد لخطر فادح، فلزاما عليه أن يتجه إلى وزارة الداخلية أو جهاز الأمن الوطني أو إلى المحاكم، محملا بأدلته وقرائنه، وليس بأكاذيبه وافتراءاته ذات النوايا السيئة.

– بعد الحديث التاريخي المهم لجلالة الملك يوم الخميس الماضي، لم تعد هناك أعذار لكل من يظهر شاهرا ظاهرا في التصريحات والكتابات والخطب على أنه «المواطن الأصيل الصالح» ليلقي قنابله هنا وهناك… عليه أن يحترم القانون، ويتهم بالقانون، ويسائل بالقانون.

أيا كانت انتماءات من تنطبق عليهم النقاط السابقة، لم يعد مقبولا تجاوز القانون في دولة القانون، والمتاجرة بأفكار أناس ترك لهم «إبليس» الدور ليلعبوه نيابة عنه.