محمد الوشيحي

كيفيت

أقطعُ جازما بأن النائب الفاضل خالد السلطان تجمعه صلة قرابة بالدهاء، أبناء الخالة اللزم، الطوفة على الطوفة… في الانتخابات قبل الماضية، سنة 2006، فوجئنا بوجوده على باب إدارة الانتخابات وحوله مجموعة من المواطنين الغاضبين يدفعونه دفعا للتسجيل بينما هو يرفض ويصرخ ويدفعهم بجسمه مبديا عدم رغبته في الدخول والتسجيل! الأمر الذي دفع صاحبكم الوشيحي لحك رأسه والتساؤل: هل تعرض السلطان لعملية خطف من الدرجة الأولى. يبدو أنه كان يلهو مع أقرانه أمام المنزل فهجم عليه الأوباش واختطفوه إلى إدارة الانتخابات عِدِل، وهو يرفض ويتمنع لكن صوته لا يُسمع لأنه مكبل اليدين. لا حول ولا قوة إلا بالله. هذا ما حصل بالتأكيد وإلا ما الذي أتى بالسلطان إلى إدارة الانتخابات إذا كان يرفض تسجيل اسمه في قيود المرشحين من الأساس؟! وجاءتني الإجابة على تساؤلي: حركات دهاء. متابعة قراءة كيفيت

سامي النصف

القمعيون الجدد والديموقراطيون الجدد

السبب الرئيسي لوفرة الفتن والمشاكل في منطقتنا العربية هو استمراء بعض السفهاء لمعطى الافتراء على الآخرين والادعاء عليهم بما لا يقولونه أو يضمرونه، ثم ادعاء البطولات الكاذبة عبر الرد المفحم على أقاويل وأكاذيب هم من اختلقوها وادعوها، وهو أمر نلحظه كثيرا عند اختلاف المذاهب والأديان، حيث ينسب الخصم لخصمه ما يريد ثم يتكفل بالرد المفصل على بطلان ما ادعاه هو ذاته، دون ان يتعب أحد نفسه بالتأكد من ثبوت الدعوى على الآخر.

مثل ذلك قيام مئات الدواوين برفع عريضة تبدي فيها دعمها الكامل للنطق السامي الداعي لتخفيف الأزمات السياسية وتركيز الجهود على عمليات البناء والتنمية، وقد عكسوا ذلك التوجه برسالة مكتوبة بلغة عربية فصيحة لا لبس ولا غموض فيها، وكان يفترض، حالها كحال جميع الرسائل والعرائض الأخرى التي ترسل لولي الأمر من قبل المواطنين بل حتى من قبل أعضاء المجلس أنفسهم، ألا يعلم بها أحد ومن ثم لا تثير الضجة التي أثارها خصومها، لا الموقعون عليها.

ومن البديهيات التي يعلم بها الصغير قبل الكبير أنه لو اجتمع المئات من اصحاب الدواوين من الموقعين على رسالة «للتآمر على الدستور» أو «لطلب الحل غير الدستوري» لعلم بذلك السر الكبير الكويت قاطبة فالكويت بلد لا سر يخفى فيه، إلا أن من الأمور الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار أن أحدا لم ينسب للموقعين الأفاضل أي رواية تثبت أن هناك من أشار، تصريحا أو تلميحا، لذلك التوجه المعادي للدستور.

ورب ضارة نافعة، فقد اظهرت ردود الفعل على تلك الرسالة التي وقع عليها أبناء الكويت من أقصى شمالها إلى جنوبها للسطح وجود تجمع يصح تسميته بـ «القمعيين الجدد» ممن يؤمنون بأن حرية الرأي التي نص عليها الدستور مقتصرة عليهم فقط ولا مانع لدى هؤلاء القمعيين ومن تبعهم من «ببغاوات» شارع الصحافة، كما اسماهم أحد الزملاء، من استخدام كافة وسائل الزيف والافتراء والخداع تجاه الخصوم وتكرار تلك الاكاذيب حتى يصدقها البسطاء من الناس.

ومع قدوم «القمعيين الجدد» خلقت معهم شريحة «الديموقراطيين الجدد» ممن لا يخرج تأييدهم الاعلامي ونصرتهم للديموقراطية ومجلس الامة عن المصالح الشخصية البحتة حيث يمثل المجلس لهم تحقيق المطالب المدغدغة والشعبية غير المسبوقة في تاريخ بلدان العالم الاخرى ولو وعدوا بتحقيق تلك المطالب المدغدغة في غياب المجلس لما مانعوا للحظة من تأييد الوضع الجديد.

يتبقى القول إن ظاهرة القمعيين الجدد والديموقراطيين الجدد قد تفشت في ديموقراطيتنا الفتية حتى بتنا نخشى أن تصبح هي القاعدة وما عداها استثناء، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

آخر محطة:
التهنئة القلبية للأخت الفاضلة فاطمة يوسف العلي لحصولها على شهادة الدكتوراه والتهنئة موصولة لبعلها الزميل صالح الشايجي، ومبروك.

احمد الصراف

هفوات أبو وليد القاتلة

في صيف 1982، أي قبل 26 عاما، التقيت بـ «أبو وليد»، الذي كان، ولا يزال، واحدا من كبار عملاء بنك «عادي» كنت اعمل فيه، التقيت به وجمع من الاصحاب في منتجع «كرانز مونتانا» الواقع في جبال سويسرا الجميلة.
كان «أبو وليد» وقتها في بداية انزلاقه نحو الدروشة ورفقة الصحبة الصالحة. وكانت لحيته الحمراء الجميلة قد بدأت بالبروز. وكان قد أنفق وقتها بعض المال على طباعة كتيب صغير تضمن مجموعة من النصوص الدينية وقام بصادق جهوده بتوزيعه على المصطافين العرب في ذلك المنتجع الكافر، بغية هدايتهم!!
بادر الصديق عبدالله البحر، وكان احد حضور تلك الجلسة، بسؤال أبو وليد عن فقرة وردت في كتابه ذلك عن سبب بطلان صلاة المسلم في حال مرور كلب أسود أمامه، ولماذا بالذات كلب أسود؟ وما الحكم لو كانت في ذلك الكلب خطوط أو نقاط رمادية مثلا؟ فأجاب الداعية أبو وليد «خذه كما هو ولا تسأل»! من يومها علم الحضور، وكان جمعا جميلا، ان صاحبنا لا يفقه في تلك الأمور الا اليسير.
كان الوقت يمر سريعا وأبو وليد بالانتظار، وكاد حلمه يضيع مع تقدمه في السن، وفجأة برقت الفرصة التي كان ينتظرها منذ ربع قرن مع تغيير الدوائر الانتخابية، فقرر، بعد أن وصل الحزب الذي يترأسه إلى قمة ثرائه المادي، قرر خوض الانتخابات النيابية وكان النجاح من نصيبه ونصيب عدد من رفاقه. لم يطل الأمر كثيرا لكي أستعيد تجربة سؤال الصديق عبدالله البحر المتعلق بالكلب الأسود، الذي بين تواضع قدراته، حيث قام أبو وليد، ونشوة النصر لا تزال تطن في رأسه، قام بمبادرة المناصحة الشهيرة التي بينت مدى قلة تجربة ذلك التيار وسذاجته، الذي شغلنا بقضه وقضيضه لسنوات! ثم جاءت انتخابات المجلس ووضع في حجمه الطبيعي! وهنا أيضا لم يتعظ من هفواته بل ورط نفسه و«وهق جماعته» برفض الزيادة على الخمسين دينارا، بالرغم من اتفاقنا معه هنا. ثم ختم مسلسل هفواته القاتلة بذلك المسج السيئ وانكاره له في البداية ثم الاعتراف بأنه المرسل بعد ان شاهد الدليل الدامغ ضده، وهنا أيضا وقع في خطأ قاتل آخر بمحاولة تغطية تصرفه بعذر أقبح من ذنب، والقول ان الحق على مستلم «المسج» الذي خان الأمانة وأفشى السر!!
أثرت هذه الهفوات والأخطاء كثيراً في مكانة أبو الوليد لدى ناخبيه ومحبيه، الذين فوجئوا بها، ولكنها كانت في رأينا متوقعة وعادية جدا، فهذا ما كنا نتوقعه منه منذ سنوات، كما نتوقع الكثير مما يماثلها في القادم من الأيام.

أحمد الصراف
habibi [email protected]