علي محمود خاجه

مَن قتل الأزرق؟

وإليكم بعض الأرقام علنّا نخجل مما يحدث لنا، ولو قليلاً، أو نتحرك ولو أمتار معدودة من أجل الإصلاح:

– آخر نادي رياضي هو نادي الساحل في أوائل السبعينيات. ( مازال هذا النادي على الرغم من أنه الأحدث لا يملك ملعباً بمدرجات)

– آخر إنجاز كويتي لكرة القدم هو كأس الخليج في المنامه عام 1998.

– «ستاد جابر الرياضي» تم توقيع عقده وتدشين العمل فيه بحضور كبار الشخصيات على رأسهم سمو رئيس الوزراء آنذاك صباح الأحمد في عام 2004 على أن ينتهي في أكتوبر 2006!

– عدد مدربي منتخب ألمانيا منذ عام 1910 إلى 2008 هو 10 مدربين فقط، عدد مدربي منتخب الكويت منذ 2000 إلى 2008 يتجاوز العشرة!

– الكرة الكويتية بلا اتحاد رسمي منذ سنتين.

– قوانين لإصلاح الأوضاع الرياضية تحمل توقيع الأمير منذ أكثر من عام ومازالت تسعة أندية تقول: لا لتطبيق القوانين. من بينهم ابن أخ سمو الأمير.

– لم يتولَّ أي فرد غير محسوب على تيار الشهيد فهد الأحمد قيادة اتحاد الكرة منذ 1986 إلى اليوم، مع العلم أن في عام 1986 تم الحصول على كأس الخليج في فترة إعداد لم تتجاوز أسبوعاً.

رغم تلك الظروف كلها، فالغريب هنا أن لاعباً كجاسم الهويدي حصل على جائزة هداف العالم قبل أعوام، والنجم الجديد أحمد سعد عجب العازمي يسير على خطاه، فيا تُرى ماذا يمكن أن يحققه هؤلاء الأبطال لو توافرت لهم الظروف؟

وتبقى إجابة السؤال لديكم، مَن الذي قتل الأزرق؟

خارج نطاق التغطية:

أخجل صراحة حينما أسمع أن نواباً يفترض أنهم يؤمنون بالحرية والديمقراطية يقدمون إقتراحاً لحبس مَن يعبر عن رأيه ويدعو إلى الحل غير الدستوري، عادل الصرعاوي تحديداً، لا أقبلها منك أنت بالذات يا بو عبدالعزيز.

سامي النصف

الهوية الخليجية والروشتة الثورية

تمثل قصة النجاح الخليجية القائمة على التعقل والحكمة احراجا كبيرا للثوريات العربية التي تسلمت دول حضارة تملك بشكل فريد اربعة من مقومات النجاح قلّ ان وجدت في بلد آخر وهي الطاقة والماء والارض الزراعية والمناخ المعتدل واسس الاستقطاب السياحي الثقافي والديني والترفيهي الا انها انتهت بتدمير البلدان التي ابتليت بها واوصلتها الى الحروب والكوارث والمجاعات.

فبعد الدعاوى الكاذبة بفشل مجلس التعاون (قارنه بالمجالس الاخرى في المنطقة) والصياح الثورجي على معاهدات التحالف الدولية مع الديموقراطيات الكبرى في العالم بحجة عودة الاستعمار(!) من قبل من جعل من بلاده قواعد عسكرية للمستعمر الاكبر في التاريخ ونعني الاتحاد السوفييتي الذي كان يستعمر ويحكم بالحديد والنار 15 جمهورية ضمن مكوناته اضافة الى استعماره دول اوروبا الشرقية وبعض دولنا العربية حيث كان سفيره في عدن على سبيل المثال يغير حكامها بأسهل مما يغير الوان بدلاته.

وعندما فشلت جميع تلك الغوغائيات الثورية في تفكيك اواصر اللحمة الخليجية او فسخ معاهداتها مع الدول الحليفة، بدأت نغمة او اسطوانة جديدة تسفك فيها دموع التماسيح على ما سمي بـ «فقدان الهوية الخليجية» مستغلين ما نسب الى احد مسؤولي الأمن في الخليج ممن لا نعلم حقيقة ما قاله وان كنا نعلم ان المحاسبة تتم على ما يعمل لا على ما يقال حيث ان الامارة التي يتولى مسؤولية الأمن بها يقارب عدد العمالة الاجنبية فيها 90% دون مشاكل.

اننا في حقيقة الامر امام وصفتين طبيتين مجربتين، الاولى هي الوصفة الخليجية القائمة على الانفتاح والتسامح وعدم الخوف على الهوية وهي وصفة جربتها مصر في عصرها الذهبي حين فتحت ابوابها حتى منتصف القرن الماضي للملايين من الاوروبيين وغيرهم للعمل على ارضها فأفادوها واستفادوا منها حتى ان السد العالي هو فكرة مهندس يوناني مقيم في مصر ومثل ذلك قناة السويس التي هي فكرة وتنفيذ المهندس فرديناند ديليسبس المقيم هو ووالده في القاهرة وقد ساهم هؤلاء بعلمهم واموالهم مع مضيفيهم المصريين بجعل مصر «باريس افريقيا» والقدوة الحضارية التي نظر لها الالمان واليابان اوائل القرن الماضي، الوصفة الثانية هي الروشتة الثورية القائمة على النظرة الشوفينية العنصرية للآخرين وطردهم وتأميم ممتلكاتهم كما حدث في مصر بعد عام 52 وغيرها من دول ثورية ادت بها الى الخراب والدمار.

اخيرا ان الهوية الخليجية والقومية العربية والدين الاسلامي بألف خير وعافية في اقطارنا الخليجية ولا خوف عليها الا من اصحاب الطرح الثوري ممن يريدوننا ان ننظر لاخوة لنا في الانسانية، يشاركوننا بناء اوطاننا وتحقيق المعجزات القائمة، بنظرة الازدراء والطرد كي تتوقف عمليات التنمية في الخليج كما توقفت في الاقطار التي ابتليت بهم بدلا من ان يأخذوا هم بوصفتنا الناجحة فيفتحوا بلدانهم للآخرين كما تقوم بذلك جميع الدول المتقدمة التي لم تعد عواصمها او حتى منتخباتها الرياضية يتمثل بها عنصر واحد حيث وجدوا ان التنوع والتسامح هما وصفة النجاح الدائم.

آخر محطة:
لا تطمح ولا تطمع العمالة الاجنبية في التوطين او الحصول على الجنسية الخليجية لذا فمن اين اتت دعاوى الخوف على الهوية الخليجية التي هي دعوى حق اخرى يراد بها باطل؟

احمد الصراف

ندوة في مقال

قامت «رابطة الأدباء» في الأسبوع الماضي بعقد ندوة تعلق موضوعها بلجنة الظواهر السلبية سيئة الذكر، وطرق مواجهة هجمة القائمين عليها على حريات المواطنين والمقيمين.
شاركت في الندوة متحدثا، ولكن كلمتي لم تنقل بشكل سليم في الصحافة، وهذا نصها بعد، اجراء تعديل طفيف عليها.
اتصلت احدى المشاركات في الندوة وطلبت مني توخي الهدوء في كلمتي، وأن أقلل من هجومي على المتطرفين الدينيين!! وأنا نصف نائم وافقتها الرأي على أن أكون ايجابيا، وأن ليس من المجدي محاربة هؤلاء، فكلما كتبنا كتبوا أكثر!!
حقيقة لم أكن أود الحديث عن مواقف الأطراف المعادية للحريات والانسانية، وكلمة السيدة تلك جعلتني أتساءل لماذا نسكت عنهم ونخاف من ردة فعلهم، وهم على كل تلك الوقاحة في الطرح والرغبة في الخنق؟!
عنوان الندوة اليوم يتعلق بأنشطة لجنة الظواهر السلبية في المجتمع وكيفية الرد عليها بالمناسب والفعال من المواقف.
يجب أن نعرف أولا أن لجنة الظواهر السلبية معنية أساسا بالموقف من المرأة، وبكل ما يتعلق بها من لبس وتصرف وموقف ورأي، وهي لب المشكلة برمتها.
وحيث ان هذه اللجنة مؤقتة، فانها يوما ما ستختفي وينمحي من هم وراءها، أيا كانوا، فهذا هو حكم القدر. وبالتالي فان المشكلة ليست معهم ولا مع الحكومة التي سكتت حتى الآن عنهم، بل المشكلة مع المرأة تحديدا!
فالظواهر السلبية تتعلق بها، فهي الداء وهي الدواء، والرجل هنا، من أمثالي، عاجز عن فعل الشيء الكثير. فالمرأة لم تصل لهذا الوضع المتدني اجتماعيا وسياسيا الا عن طريق القهر، وهو أسلوب يصعب على من في وضعي اللجوء اليه بغية انتشالها من وضعها المتدني هذا.
مواقف النساء في الانتخابات الأخيرة، ومن أمور كثيرة أخرى تتعلق بحقوقها وحرياتها، لم تأت وليدة اللحظة، بل هي مواقف «متعوب عليها» من قبل مجاميع هائلة من الرجال. فطريقة تفكير نسائنا بشكل عام شكٌلت من قبل هذه المجاميع الرجالية على مدى قرون، بحيث سعت لحرمانها من نعمة التعليم لتصل الحال بنا إلى هذا الوضع الذي نحن وهن فيه، فمن يهن يسهل الهوان عليه، ويبدو أن هذا الهوان سيطول كثيرا.
لقد قال «نزار قباني» يوما لقد حملت المرأة ثلاثين عاما على ظهري، ولكنها خذلتني في النهاية. ولو كان نزار مرشحا في الانتخابات الأخيرة لخسرها بما أعطته المرأة من أصوات لغرمائه ومنافسيه!!
المتشددون دينيا، وغالبية قادة دولنا، كانوا من الرجال. وكانوا، ولا يزالون يؤمنون بأن المرأة هي أم وأخت وشقيقة وابنة وزوجة، ولكنها قبل كل هذا وذلك هي «عورة»، وعلى هذا الأساس يجب التعامل معها، علما بأن كلمة عورة دخلت قواميس الكثير من لغات الدول الاسلامية كتسمية رسمية للمرأة في الهند وباكستان ودول أخرى في جنوب شرق آسيا.
كون المرأة عورة يعني أنها يجب أن تحفظ وتبعد عن العيون. كما يعني، ضمن أشياء كثيرة أخرى، أنها يجب ألا تتلوث بالخروج من البيت أو تلقي التعليم، وقد مات واستمات الكثير من الرجال لحرمان المرأة من تلقي التعليم، والأمثلة كثيرة.
يمتد تاريخ الكويت الحديث لـ 300 عام تقريبا، كانت المرأة في جزئه الأعظم راضية بوضعها متقبلة لمكانتها المتواضعة فيه غير عالمة بما يجري حولها. ولكن ما أن تعلمت قليلا، وتنفس عقلها نسائم الحرية، حتى قررت، ليس فقط خلع العباءة السوداء التي كانت تغطيها وتكبس على عقلها، بل وقررت، في رسالة رمزية واضحة، حرق تلك العباءة، أو السجن الذي كان يأسر حريتها!!
يا سيدتي يا من طلبت مني أن أكون لطيفا في كلمتي مع المتطرفين الدينيين وأن ابتعد عن مهاجمتهم أود أن أكرر لك أن مشكلتي الحقيقية كانسان ليست مع هؤلاء، فهم ليسوا الا طلاب مناصب وتجار سياسة ودين وهمهم تكوين الثروات وبلوغ المناصب عن طريق صوتك وصوتي، وبالتالي فثمنهم معروف ومقدور عليهم. فمشكلتي يا سيدتي هي معك أنت، فأنت الخصم والهدف والضحية والحكم والقاضي والمتفرج، ولن ينقذ المرأة من براثن لجنة السلبيات ومن السطوة الدينية للمشرفين عليها غيرك أنت، ولن يجمد نشاطها غير وعيك ولن يضع نهاية للشرير والفاسد من مخططاتها غير امتلاكك لكامل وعيك ومعرفتك لحقوقك كمواطنة، وقبل ذلك كإنسانة حرة.
سيأتي، عاجلا أم آجلا، اليوم الذي ستتحرر فيه المرأة من قيود الرجل وأوامره والشاذ من طلباته، ولكن حتى ذلك الحين سيسقط الكثير من النساء قتلى وثكلى وضحايا باكيات يائسات مسلوبات الارادة منتهكات الحقوق.
ولو حاولنا النظر لوجوه بعضنا البعض في أي تجمع أو سوق، فاننا سنجد أن غالبية النساء اما محجبات أو منقبات. وارتداء الحجاب في نظري ليس حرية شخصية، كما يحب البعض أن يصف الأمر، بل هو موقف سياسي، وأحيانا انتماء طائفي، وفي حالات أخرى دعوة للاغراء من خلال الفاضح من الحجاب واللباس والماكياج. وبالتالي فان تبعات ارتدائه لا يمكن حصرها في أمر أو أمرين. والمشرع الفرنسي الذي منع طلاب وطالبات المدارس من ارتداء الرموز الدينية، ولأي دين انتموا، لم يصدر قراره عن عبث. كما أن حكم المحكمة التركية العليا الذي أوقف قرار الحكومة بالسماح للطالبات المحجبات من دخول الجامعة لم يكن قرارا عبثيا أيضا، بل حمل مضامين واضحة لمن هم في مثل وضعنا، فهل نتعظ؟
النقاب والحجاب لم يكونا بهذا الشيوع قبل 30 عاما مثلا!! كيف أصبح اليوم بمثل هذا الانتشار، ان لم تكن للسياسة علاقة بالموضوع؟ فهو ليس مجرد قطعة قماش توضع على الوجه لتمنع الرجل من النظر للمرأة، بل هي قطعة قماش تغطي الرأس لتمنع ما فيه من أن يفكر وينطلق بحرية؟
لا أدعي هنا أن رأيي صواب ورأي الآخرين خطأ، ولكني عاجز عن الاقتناع بأن الرأس المغطى، ولو بقطعة قماش، يمكن أن ينطلق ويبدع وصاحبته تصنف في الوقت نفسه بكونها «عورة» وناقصة يستلزم الأمر سترها، فهي عنوان اغواء ومشروع فساد، وما يحدثه ذلك في نفسها من شعور بالدونية!!

أحمد الصراف
habibi [email protected]