محمد الوشيحي

«مانشيت»

هؤلاء أغضبتهم وأولئك أرضيتهم لعينيكِ، لا لعيني أحد سواكِ. انتقمت لكِ يا كويت عبر زاويتي هذه وبرنامجي الذي بثه تلفزيون الراي، أمة2008… القبلي الذي يمسح لحيته الطويلة المزيفة ويدعي حبكِ ثم ينظم الفرعية على حساب الوطن وهيبته، عرّيتُه. الشيعي المتطرف الذي ينظر بعينيه إلى خيراتك وقلبه معلق في إيران، تقوده العمائم من هناك كما يقود الراعي نعجته، كشفتُه. صبيان سراق المال، أغضبتُهم وأغضبتُ أسيادهم. وغيرهم وغيرهم… ومن الجهة الأخرى، البيضاء، أرضيت عشاقك ومحبيك فصفقوا كثيرا، وانهمرت دعوات الغداء والعشاء ممن لم أكن أعرفهم/أعرفهن.
من بين الدعوات التي لبّيتها، دعوة من إحدى الديوانيات في منطقة القرين، كان يدور بين روادها نقاش يومي حول البرنامج وحياديته والمذيع ومهنيته وما إلى ذلك. هي ديوانية تجمع القادح والمادح معا. أبرزهم كان القادح المتحمس ذاك الذي طلب مني عدم مقاطعته وراح يعدد هفواتي وغلطاتي وسقطاتي، كما سمّاها. ولما انتهى، قلت له أنت تطعن في حياديتي في وقت لم تلتزم فيه أنت بالحيادية. قال، كيف؟ قلت، لماذا لم تنتقد فلان صاحب البرنامج الذي يبث على القناة الأخرى؟ فأجاب بأنه لم يشاهده. قلت، وزميله فلان عندما فعل كذا وكذا لماذا لم تنتقده؟ قال، لم أشاهده أيضا. فقلت له: «أنت تتذكر تفاصيل عن برنامجي لا أتذكرها أنا. شكرا لك. أنت تمدحني دون أن تعرف، أو بالأحرى، دون أن ترغب». وبعد خروجي من الديوانية جاءني اتصال من أحد الجالسين فيها ليخبرني بأن ذلك القادح هو شقيق فلان (المسؤول السابق الذي سبق أن هاجمته).
مواقف كثيرة ستبقى في الذاكرة، آخرها عندما كنا نتعشى، الزميل سعود العصفور وأنا، في أحد المطاعم، فجاءنا شاب في الثلاثينات من عمره، ووقفت زوجته تنتظره على بعد أمتار، ليخبرني بأن والدته على الهاتف تريد محادثتي، فحدثتها وسمعت منها كلاما لا أريد مكافأة غيره. شكرا سيدتي… موقف آخر، هذه المرة من النائب الفاضل جمعان الحربش الذي اتصل بي وأبلغني بأنه كان في جولة انتخابية في ضاحية عبد الله السالم، وفي إحدى الديوانيات التقى صدفة الوزير السابق محمد السنعوسي وسمع منه الحضور ثناء عليّ، «ولهذا أعتقد بأنه يجب عليك يا أبا سلمان أن تتصل بالسنعوسي وتشكره على مديحه لك ودفاعه عنك ضد من هاجمك»، قال الحربش. وبالفعل اتصلت بأبي طارق وشكرته، فقال بطريقته المعهودة: لم أكن أجاملك، وإنما ذكرت الحقيقة كإعلامي له خبرة طويلة في البرامج. شكرا للكبيرين. (ذكرت هذا الموقف تحديدا لأنه جاء من شخصيتين لطالما هاجمتهما في مقالاتي).
على أن مربط الفرس الذي يجب التركيز عليه، هو أنه ليس أسهل من تجيير وسيلة الإعلام، برنامجا تلفزيونيا أو زاوية صحافية، لخدمة المصالح الشخصية. خصوصا وأن المغريات مثل الطوفان، لا يمكن مقاومته بسهولة. لكن الرجال أنواع ومستويات، والمتلقي يميّز… والنقطة الأهم، هي أن تلفزيون الراي لم يضع على مكتبي قائمة سوداء للضيوف وأخرى بيضاء، لأنه ببساطة ليست لديه مثل تلك القوائم. الأبواب كلها كانت مفتوحة أمامي. شكرا تلفزيون الراي. شكرا مدير عام التلفزيون الأستاذ يوسف الجلاهمة الذي قال: الملعب ملعبكما، أنت وسعود العصفور، لن نتدخل في أي جزئية، فقط لنتفق على أن البرنامج مخصص للانتخابات والسقف هو الدستور والقوانين… وكان ذلك. وكان أيضا النجاح الذي لم أكن أتوقعه بهذه الصورة. (كانت نسبة المشاهد الخليجي عالية جدا، كما أخبرني الزملاء في التلفزيون).
غدا بإذن الله، وفي الساعة التاسعة والنصف مساء بتوقيت الكويت، ستنطلق أولى حلقات البرنامج الأسبوعي الجديد «مانشيت» الذي سيسلط الضوء على أهم القضايا المحلية والخليجية والعربية. لن ينحصر في السياسة فحسب، بل سيتضمن قضايا اقتصادية واجتماعية ورياضية وأمنية وغيرها من قضايا الناس. وسنحاول من خلاله مواكبة الحدث والدخول خلف الخطوط الظاهرة لمعرفة الأمور بحقيقتها.

 

سامي النصف

لماذا تخلفنا 3 عقود؟!

من الجُمل التي تصدح بها بعض قوى المعارضة وترددها بعدها الجموع دون تفكير هي السؤال المتكرر عن السبب في عدم بناء اي جامعات أو مستشفيات أو بنى أساسية رئيسية خلال 3 عقود، مما اتاح الفرصة للجيران للتفوق علينا، متناسين دور القوى نفسها الرئيسي في ذلك التخلف وحقيقة استمرار ذلك الدور حتى يومنا هذا.

ان لتخلفنا خلال تلك الحقبة اسبابا عدة منها ادعاء بعض قوى المعارضة الدائم بأن كل مشروع سرقة، وكل مسؤول متجاوز، مما جعل الحكومات المتعاقبة تقوم بإعلان طهاراتها امام الشعب عبر التوقف عن تنفيذ أي مشاريع كبرى، وقد امتد هذا الامر حتى لفترات غياب مجلس الامة، حيث ان طرح اي مشروع رئيسي في تلك الفترة سيتم التعقيب عليه من بعض قوى المعارضة بالقول «غاب القط العب يا فار» وان الحل لم يتم الا لتمرير سرقات ذلك المشروع.

سيادة نظرية حكومية كانت تضع دائما «الشيء مقابل الشيء» اي لا تحدثونا عن قضايا التنمية والتعمير والبورصة وبقية الامور الاقتصادية ما دمنا مشغولين بقضية الامن الداخلي (الثمانينيات) أو الخارجي (التسعينيات) وهو أمر استمعنا الى شيء قريب منه قبل فترة قصيرة عندما نزعت ملكيات المشاريع الكبرى في الدولة من يد اصحابها عبر الغاء عقود B.O.T، وقيل لهم انكم تربحون اقتصاديا بينما نخسر نحن سياسيا أي مرة اخرى وضع شيء (السياسة) في موقف مضاد لشيء آخر (الاقتصاد) بينما يفترض ان تمشي الامور من امن وسياسة واقتصاد بشكل متواز يدفع بعضها بعضا الى الامام.

النظرة الخاطئة لبعض التيارات السياسية السائدة (تحديدا الدينية والمحافظة) لعمليات التغيير، فإنشاء الجامعات والاسواق والمدارس والطرق والمستشفيات يعني بنظرها الانفتاح الذي سيخل بالاخلاق العامة في الدولة، لذا حاربت بشكل علني او عبر مسؤوليها القابضين على مفاصل الدولة عمليات البناء والتطور كي لا نصبح مثل تلك الدولة المنفتحة المليئة بالمخالفات الشرعية حسب رؤيتها.

في الوقت ذاته تسيدت على الجهاز التنفيذي في البلدية التي بيدها المنح والمنع وبعض الوزارات المعنية الاخرى ولمدد طويلة في السابق عقليات فاسدة مفسدة محاربة لكل مشروع ابداعي مادام لا يدخل في جيبها الخاص شيء، مستغلة عدم المحاسبة السائدة في البلد بسبب واسطات الاعضاء، فكلما رفضت مشروعا او افسدت حلما يفيد الكويت تم التمديد لها، ومازلت اطالب بإنشاء لجنة تحقيق تاريخية تبحث عن الفاعلين والجناة في قتل كل الافكار الجميلة التي تقدم بها رجال القطاع الخاص، بل بعض المسؤولين من وزراء وغيرهم وجعلها تنتهي كجثث هامدة في ادراج يغطيها الغبار.

وبودنا ان نسأل بعض المخضرمين من نواب وساسة ممن كانوا في مواقع المسؤولية في مجلس الامة او على رأس حركات سياسية مسموعة الصوت عمن منعكم من رفع الصوت آنذاك والمطالبة بإنشاء المستشفيات والجامعات والاسواق التي يتم التباكي عليها هذه الايام، فمحاضر مجلس الامة موجودة وشاهدة بأنكم لم تكتفوا بعدم المطالبة، بل كنتم انتم من يسيء الظن ويمنع قيام المشاريع الكبرى التي تنهض بحال البلد.

آخر محطة:
العزاء الحار لعائلة آل شميس الكرام بوفاة العم المرحوم عبداللطيف الشميس، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

احمد الصراف

الانترنت في عالمنا اليوم

انتشر استخدام الانترنت في العالم بشكل كبير، ولكن بقي استخدامنا لها في عالمنا، بالرغم من مزاياها العديدة، في حدود ضيقة وغالبا للتسلية ولتبادل العادي من الرسائل والصور.
تقول فتوى اصدرها رجلا دين سعوديان، ان الانترنت تحرم على المرأة لخبث طويتها، ولا يجوز ان تستخدمها الا بحضور محرم مدرك لعهر المرأة ومكرها! (القبس 12-11-2004) ولكن هذا ليس موضوع مقالنا.
تمتاز الانترنت بأمور، منها سهولة الاستخدام، مجانية الاشتراك واتساع وعمق ما يمكن الحصول عليه من معلومات، وسرعة التواصل وسرية التعامل!! ويمكن تقدير قيمة الانترنت في حياة الانسان العصري ومدى اهميتها القصوى من خلال عرض الشراء الضخم الذي قدمته «مايكروسوفت» لمالكي «ياهو» والذي جاوز 45 مليار دولار، والذي قوبل بالرفض، علما بأن «ياهو» لا تمتلك اية عقارات ولا اسهم ولا سندات!! ولكم ان تتخيلوا القيمة السوقية لمنافستها الكبيرة «غوغل» والتي ربما تزيد على 200 مليار دولار!.
انتشار الانترنت الرهيب شجع الكثير من المحتالين على دخول فضائها الرحب حيث زادت عمليات النصب والاحتيال على مستخدمي الانترنت للشراء.
كما شجعت الانترنت اطرافا اخرى لجمع اكبر عدد من عناوين مئات ملايين المشتركين فيها حول العالم وبيعها لشركات وجهات اخرى غير شرعية، او حتى شركات ترغب في ترويج منتجاتها.
وعليه، فاننا ننصح مستخدمي الانترنت اتباع الخطوات البسيطة التالية عند الرغبة في اعادة ارسال ما يصلهم من رسائل الكترونية الى صديق او اطراف اخرى، وذلك بمحو اي معلومات من تلك الرسائل التي من الممكن ان يستفيد منها طرف آخر بصورة غير مشروعة:
1- القيام اولا بإعادة توجيه الرسالة Forward
2- اشطب عنوان، او عناوين الاطراف التي ارسلت لك الرسالة بالضغط على Delete وهكذا تصبح الرسالة نظيفة ولا تحتوي الا على النص المطلوب اعادة ارساله او ما بها من مرفقات، وبهذه الطريقة ازيلت منها اسماء وعناوين الاطراف كافة التي سبق وان تبادلت ارسال تلك الرسالة، كما يساهم الشطب في وقف عملية استغلال جهات غير مسؤولة ما سبق ان تضمنه من اسماء وعناوين!
3- عند الرغبة في ارسال، او اعادة ارسال رسالة الى اكثر من طرف لا تضع اسماء جميع الاطراف في صندوق To بل ضعها في BCC وهذا سيجعل من الصعب على مستلمي رسالتك معرفة اسماء وعناوين الاطراف الاخرى التي استلمت الرسالة نفسها منك، وفي هذا خدمة للجميع وضربة لاصحاب النفوس الضعيفة.
4- عند اعادة ارسال رسالة تأكد من انك ترسلها من خلال كلمة Forward المدونة اسفل او اعلى الرسالة نفسها وليس عن طريق خلق رسالة جديدة.
5- عند استلامك لرسالة تطلب منك اضافة اسمك لنداء انساني او عريضة سياسية، او الطلب منك اعادة ارسالها لعشرة او عشرين من معارفك لا تفعل ذلك، غالبا ما تنتهي مثل هذه القوائم ليد من يعرف كيفية اساءة استخدامها.
لا تقم باعادة ارسال رسائل التحذير التي تصلك والتي تتعلق بإنذار عن فيروسات معينة وحاول التأكد من المصدر او من حقيقة الانذار فغالبية مثل هذه الرسائل اما مفبركة او انها تسبح ضمن فضاء الايميل منذ سنوات دون فائدة او هدف . وللتأكد من حقيقة اي فيروس يمكن الرجوع لموقع http://www.snopes.com وستعرف من خلاله حقيقة ما يصلك من تحذيرات وبالتالي تضع حدا لكم كبير من الانذارت الوهمية.
7- واخيرا يرجى اعادة إرسال هذا المقال لكل من تعرف لكي نتعاون جميعا في القضاء على الجريمة من جهة، ولنبقي رسائلنا نظيفة وخالية من إمكان استغلالها من اي طرف آخر.

أحمد الصراف
[email protected]

سعيد محمد سعيد

مسيراتنا… مسيراتكم!

 

كان المسئول الأمني الكبير بوزارة الداخلية صريحا في النقاش، واضحا فيما يطرح من آراء تتعلق بالحراك السياسي في المجتمع، وخصوصا على صعيد تنظيم المسيرات والاعتصامات… لقد سنحت الفرصة لأن أفتح باب النقاش مع ذلك المسئول الذي يتمتع بحس وطني عال بشأن مدى إيجاد تصور مناسب، ووفقا للقانون يمنح الناس الحق في التعبير عن آرائهم من خلال المشاركة في المسيرات والاعتصامات، بعيدا عن التصادم العنيف والأعمال المؤسفة التي تنتهي بها بعض تلك الأنشطة.

ولا أشك في أن ذلك الرجل يدرك جيدا أن من حق الناس تنظيم المسيرات والاعتصامات والاحتجاجات التي لا تتضارب مع القوانين المنظمة، وأن هذا الحراك أصبح أمرا طبيعيا في بلد منح الحق للجمعيات السياسية لأن يكون لها دور في الحياة العامة، وعن أسباب تدخل قوات الأمن بالصورة التي ترتفع معها أصوات الناشطين السياسيين والمنظمين تحت عنوان «القمع» فإنه لم يتردد في تأكيد أن الأنشطة المرخصة ذات الأهداف السلمية لا يمكن التصدي لها بقوة، إلا في حال مخالفة القوانين! فلا يمكن السماح بإغلاق طرقات رئيسية والتأثير على مرافق حيوية؛ لأن المسيرة مرخصة فقط… وأنا أتفق معه في هذه النقطة، وقد طرحت هذا الموضوع مرارا هنا، لأن الأنشطة السلمية مطلب مهم ومستمر في البلد، ولكن العنف والعنف المضاد لا يمكن قبوله من أي طرف كان.

الملاحظة التي طرحها المسئول الأمني هي التأجيج والمعالجة غير الموضوعية التي يتبناها بعض الصحافيين، وخصوصا أولئك الذين ينقلون آراء ووقائع ليست حقيقية من أجل تأجيج الوضع وتأليب الناس، فلو كان الأمر مقتصرا على كتاب الأعمدة فهذا رأيهم، ولكن في حال تغطية حوادث أمنية فليس من اللائق بالمحررين نقل كل ما يقال من دون تمحيص وتفكير فيما يمكن أن يسببه هذا النقل (غير الصادق) للجمهور. وفي الآونة الأخيرة، وجدت شخصيا أن هناك مقارنات هي الأخرى ضارة بالأنشطة السلمية، بل وتضر أيضا بكل حركة مطلبية ذات أهداف وطنية صادقة، ومنبع هذه المقارنات طائفي مع شديد الأسف… هناك فئة صارت تجري المقارنات للمسيرات والاعتصامات تحت مسمى «السنية والشيعية»، فهذه الفئة تفترض الآتي:

– مسيراتكم تخريبية ذات أبعاد تدميرية، ومسيراتنا وطنية صادقة مخلصة، مسيراتكم تستهدف النيل من مكتسبات الوطن والترصد للإضرار برجال الأمن، حتى لو كانوا منكم وفيكم، وإلحاق الأضرار بالممتلكات العامة والخاصة، ومسيراتنا هادئة، مرخصة ولا تنحو المنحى المدسوس، مسيراتكم تنطلق من تآمر خارجي، ومسيراتنا نابعة من انتماء وطني بحريني، مسيراتكم تهدف للنيل من القيادة ومن الرموز السياسية ومن الطائفة الأخرى،ومسيراتنا تهدف للفت نظر القيادة وايصال رسالة إلى الرموز السياسية، مسيراتكم ينظمها ويديرها ويخربها الأطفال والمراهقون حتى بوجود رموز المعارضة وعلماء الدين، ومسيراتنا يتصدرها الرجال والشخصيات الوطنية المعتبرة وتنتهي بسلام.

قد تكون قائمة المقارنات طويلة، ولكن ضررها لا يستثني أحدا في البلد، وهي واحدة من المقارنات التي لم تعد خافية على أحد، وفي كل الحالات فإن تعريض أمن الوطن والمواطن، وتصعيد المواجهة العنيفة بين مختلف التيارات، وتنفيذ السيناريوهات لن يجلب لنا سوى المزيد من العذاب… كيفما كانت مسيراتنا ومسيراتكم