محمد الوشيحي

«اوتو بايلوت»

المشروع التجاري الأفضل في الكويت هذه الأيام هو مشروع «أجرة تحت الطلب»، والذي يسيطر على نشاطه بعض مسؤولي الداخلية الكرام كراميلا، بشرط ان يكون موقع المشروع بجانب قصر السيف (مقر الحكومة) لنقل الوزراء من وإلى القصر. ولو قدّر لي ان ألتقي الوزير السابق (للمرة المليون) عبد الله الطويل، الذي حطم الرقم القياسي من دون إصابات بشرية، لسألته سؤالا واحدا لا أكثر: كم صرفت على التاكسي؟ هذا الرجل، لمن لا يتحدث العربية، اختلف الرواة حول عدد مرات دخوله وخروجه من الحكومة… لياقته البدنية عالية كما يبدو.
اسم «عبد الله الطويل» ارتبط بلقب «السابق»، كما ارتبطت كلمتا «الحكومة» و«الرشيدة» برباط كاثوليكي، فنجد من يردد باستمرار: «نهنئ سمو الأمير والشعب الكويتي والحكومة الرشيدة بمناسبة العيد الوطني»، أو «نطالب الحكومة الرشيدة بعمل كذا وكذا»… وصف «الرشيدة» كان ينطبق على الحكومات القديمة، قبل ان ينقرض حرف الـ«لا» من مبنى قصر السيف، أما حكومتنا هذه فهي بريئة من هذه التهمة، تهمة الرشد، براءة الشعب الكويتي من الذكاء، ولم يسبق لها ان سمعت بالرشد أو التقته من قبل، ولو حتى من باب الصدفة الخلفي، فلا تظلموها وتحملوها وزر حكومات الستينات والسبعينات من القرن الماضي… ولا تزر وازرة وزر أخرى. متابعة قراءة «اوتو بايلوت»

د. شفيق ناظم الغبرا

الحكومة الجديدة… استمرار الأزمة

في تشكيل الحكومات تختلف الوسائل وتختلف الطرق. فهناك حكومة إنقاذ وطني وحكومة وحدة وطنية، وحكومة حرب وحكومة سلام. قد نتساءل تحت أي مسمى تقع الحكومة الجديدة في الكويت؟ فهي أقرب إلى حكومة إجماع من دون أن تكون حكومة إنقاذ وطني أو تنمية اقتصادية وتضامن فعال، كما هي مطالب الشعب الكويتي الحقيقية. فوجود الجميع في أعلى الهرم ووجود هذا الاختلاف كله في أعلى سلطة ضمان لصعوبة صنع القرار وعدم الاستمرار في مشروع التحول نحو مركز مالي وتجاري. فطبيعة التناقضات التي تتعايش في التشكيل الحكومي تجعلها أقل تجانساً، وبالتالي أقل قدرة على صنع القرار وتنفيذه والصمود أمام الضغوط المضادة التي ستأتي من كل مكان. إن وجود الأطياف القبلية والطائفية والسياسية كلها يجعل هذه الحكومة كالمدرعة وسط جموع من المشاة الذين يحيطون بها بالنقد والترقب. إنها في الجوهر أقرب إلى حكومة هدنة ومسايرة لكل طرف في ظل حال موضوعية تستدعي التنمية وصنع القرار السريع، ولهذا ستواجه عراقيل وضربات وستكتنفها الثغرات، وستكون تحت رحمة تناقضاتها وتلاعب القوى الفاعلة الواقفة على مسافة منها بمصيرها. متابعة قراءة الحكومة الجديدة… استمرار الأزمة

سامي النصف

حتى لا تتكرر عمليات التأزيم والحل!

هناك ممارسات نيابية متوارثة على الساحة السياسية المحلية تحمل اخطاء جسيمة لا تغتفر الا انها تصبح مع كثرة تكرارها امورا مقبولة لدى بعض النواب خاصة في غياب عمليات التنمية السياسية والدورات التدريبية لممثلي الشعب، ومن تلك الممارسات الخاطئة الاعتراض المسبق على اسماء بعض الوزراء احيانا وعلى التشكيلة الوزارية ككل احيانا اخرى.

ففي ذلك الاعتراض مخالفة صريحة لمواد الدستور التي يقسم النائب على الالتزام بها والدفاع عنها حيث تنص المادة 50 – للتذكير – على «يقوم نظام الحكم على اساس فصل السلطات وتعاونها ولا يجوز لأي سلطة منها النزول عن كل او بعض اختصاصاتها» اي لو رضي من يناط به تشكيل الحكومة حسب المادة 56 أن يتنازل عن صلاحية تعيين الوزراء وتركها لمن يريد من النواب لما ارتضى الدستور الكويتي ذلك.

وقد قرأت اسماء من تم تكليفهم بالوزارة وسيرهم الذاتية اكثرمن مرة لعلي اجد فيهم من لا تنطبق عليه شروط التعيين الوزاري فلم اجد، ولحظت كذلك تنوع اسماء الوزراء وانتماءاتهم وتخصصاتهم وشهاداتهم العلمية بل وحتى شهادات ميلادهم بالنسبة لاعمارهم مما جعل التشكيل ممثلا بحق لرغبات الشعب الكويتي، حيث تم توزير المنتمين لجميع الكتل السياسية والشرائح الاجتماعية التي اختارها الناخبون في الانتخابات الاخيرة.

وهناك من النواب من لم يقرأ آراء الشعب الكويتي ودوواينه بطريقة صحيحة ونسي سريعا تذمر الشعب قاطبة من عمليات التأزيم السابقة فبات يهدد «من تاني» بعمليات تأزيم جديدة قادمة مع حكومة لم تبدأ عملها بعد، كما انتقد بعض النواب والكتاب التشكيل الوزاري كونه قام على «المحاصصة» حسب قولهم اي توزير منتمين لجميع كتل المجلس بقصد حصد الدعم والتأييد لمشاريع الحكومة الهادفة لخدمة الناس، وهو امر مشروع جدا، ولو اتى التشكيل بعيدا عما سمي بالمحاصصة لتم نقده كذلك من قبل النواب والكتاب أنفسهم بحجة ان هناك من لم يحسن قراءة نتائج الانتخابات.

ومن الامور الضارة بمصداقية النواب الافاضل نقدهم المسبق لوزراء تم التجديد لهم على اعمال تمت في الحكومة السابقة، وهو امر مخالف تماما لنصوص الدستور، كما قام البعض الاخر بمهاجمة وزراء جدد قبل ان يمارسوا اعمالهم، مما يعني العودة للنهج الضار بالمحاسبة على الهوية لا القضية، كما انتقد البعض الثالث الوزراء من النساء على المظهر متناسيا المخبر، ونسي معه الاعتراض الواجب على مظاهر بعض الوزراء الاخرين كذلك من عدم اطالة اللحى او تقصير الدشاديش كي تصبح مسطرة المحاسبة الشرعية واحدة، كما انفرد طرف رابع بإدانة وزراء دون ان يدينهم القضاء، وفي ذلك تجاوز لأعمال السلطة الثالثة بعد الانتهاء من التجاوز لأعمال السلطة الاولى.

اخيرا، ما نرجوه ونحن نشهد اليوم حفل افتتاح الفصل التشريعي الجديد لمجلس الامة ان نحرص على التهدئة كي لا نحيل عرسا ديموقراطيا آخر الى مأتم، فقد مل الشعب الكويتي حتى النخاع عمليات التهديد والوعيد التي تعطل عمليات التنمية وتجعلنا «طماشة» للخلق.
 
ان سيف الحل الدستوري لم يغمد بعد وحبر اوراقه لم يجف حتى اليوم والنصيحة المحبة الصادقة تتطلب من نوابنا الافاضل التسابق على العمل الجاد لخدمة الوطن والمواطنين والبعد كل البعد عن عمليات التأزيم التي سيلعن الشعب الكويتي كل من يقوم بها ولن ينساه في الانتخابات القادمة التي قد تكون اقرب مما نتصور متى ما استمر نهج عدم التعاون نفسه.

آخر محطة:
(1) العزاء الحار للزميلين فيصل ومبارك القناعي لوفاة والدتهما، للفقيدة الرحمة والمغفرة ولأهلها وذويها الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا اليه راجعون.

(2) الحمد لله على السلامة للمفكر والمثقف الكويتي د.خلدون النقيب، وما تشوف شر.

احمد الصراف

مشمش الأنفاق

اعلنت جهة مالية «استشارية» ان مشروع «مترو الانفاق» قد اعتُمد من قبل الجهات المعنية، وان المشروع سيوضع موضع التنفيذ خلال فترة قصيرة، وان المرحلة الاولى منه ستنتهي خلال 5 سنوات!
علق قارئ صديق على تصريح تلك الجهة الاستشارية بالقول ان هذه الجهة سبق ان دار لغط كبير حول انشطتها الوظيفية السابقة، والمالية والانشائية التالية والحالية، وهي بالتالي ليست اهلا للتصدي للحديث عن مشروع ضخم بهذه الاهمية، الذي ربما يكون الاكبر في تاريخ الكويت! فقلت له إن هذا ليس مهما الآن بعد ان توقفت الكثير من المشاريع بسبب الحسد وعلامات الاستفهام او الفيتو على هذه الجهة او تلك التي أخرت تنفيذ مشاريع حيوية عديدة، ومنها على سبيل المثال مشروع حقول الشمال النفطية الفائق الاهمية، فرد قائلا ان مشروع اكمال الدائري الخامس الذي سبق ان خُطط له لكي ينتهي العمل به خلال 1090 يوما، قد جاوز مدة تنفيذه بمئات الايام من دون ان ينتهي العمل به بصورة نهائية حتى الآن، علما بأنه مشروع «فوق ارضي» في غالبه، ولا يقارن حجمه ولا تعقيده بمشروع مترو الانفاق مثلا، وان علامات الاستفهام على الجهة الاستشارية هي المهمة، حيث ان هذا المشروع لن يرى النور وينتهي العمل به بصورة سلسة لأسباب كثيرة، وان رؤيته مكتملا ستكون اشبه بالحلم، وربما ستمر عقود طويلة قبل ان يتحقق ذلك، فاذا كانت بدايته بهذا السوء، فكيف ستكون نهايته؟
رفضت نظرته التشاؤمية، وقلت له إن الكويت، بمجلسها النيابي الحالي الذي يرفض غالبية اعضائه قرار تعطيل العمل يوم السبت، على الرغم من ان اميركتي العالم واوروبا والصين والهند واليابان وروسيا، وبقية دول جنوب شرق آسيا وافريقيا، اضافة الى الكثير من الدول الاسلامية كالمغرب وتونس وماليزيا واندونيسيا وتركيا ومصر تعمل به، إن هذا المجلس سيجتاز تخلفه التشريعي البين وسيهتم بالأهم قبل المهم من الامور، وسيكون له دور عظيم في التنمية وشأن أعظم في النهضة، ولن تنتهي مدته حتى تكون الكويت، بفضل «تشكيلته»، قد بزت دبي عمرانا وتجاوزت سنغافورة تكنولوجيا بمراحل!
فرد صاحبي باقتضاب بالانكليزية In the apricot، وتعني بالمشمش!!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سعيد محمد سعيد

لحظة غضب…لكنها مفرحة!

 

كانت المريضة «الإنسانة»، المسجاة على فراش المرض، في انتظار قطرات الدم التي ستعيد اليها الأمل في الحياة، لكن من عساها تنتظر؟ كانت تنتظركم، أيها البحرينيون الشرفاء، تدفعكم «الإنسانية» أيضا، وعطاء من دين عظيم، وكرم بيت أصيل هو بيت كل أهل البحرين الطيبين.

كانت اللحظة عظيمة جدا، لها من الفرح والألق ما يعجز اللسان عن وصفه، وفيها من مباعث «الغضب» في قلوب البعض، الشيء الكثير، ولربما عض بعضهم أصابع الندم قهرا وحنقا وغيظا لأنهم وجدوا – بعد عناء وشقاء وتآمر و تعصب، أن البحرينيين الشرفاء، لا يمكن أن يدمرهم فيروس الطائفية الذي حاولوا ولا يزالون يحاولون نشره بيننا.

ذلك البعض، الذي يملأ المنابر وخطب الجمعة بما يكدر صفو الناس…ويشحن النفوس ويشحذ السيوف للتطاعن والتناحر، ويتجرع الغصة بعد الغصة في المنتديات الإلكترونية الطائفية، يغضب من دون شك… يغضب حين يرى المواطن الشيعي يعيش ذات الهم مع المواطن السني (مع كرهي لهذا التصنيف)، ويغضب حين يرى من هم في المجلس، يتزاورون ويتحدثون ويسألون عن بعضهم البعض، من الطائفتين الكريمتين، ويغضب حين يشد كل منهما الآخر، فكيف لا يغضب حين يعلم بأن «مواطنة مريضة»، جلبت «البحريني الأصيل» مدفوعا بنخوة «لا سنية ولا شيعية» ليتبرع الواحد منهم بدمه في سبيل إنقاذ هذه المريضة…فقط لأن هذا سمع عن حاجة المريضة للدم، وآخر قرأ اعلانا هنا، وثالث اتصل به صديق له يبلغه بأنه ذاهب الى بنك الدم للتبرع بدمه للمريضة.

هذه الصورة، ما كانت لتغادر مخيلتي وأنا أقف مع أولئك الشباب، الذي ما جاءوا ليتبرعوا للمرضى المحتاجين في بنك الدم، مدفوعين بالولاء للقبيلة أو المذهب أو الطائفة…جاءوا مدفوعين بدافع واحد كريم:ابتغاء وجه الله أولا، ثم ليقدموا صورة حقيقية لا يمكن أن تغتالها محاولات النيل والتفريق والتفتيت من أهل البحرين، فلم يسأل أحد عما اذا كانت المريضة من هذه الطائفة أم تلك.

لن يكون هذا الموضوع بغريب على من توجه لمساعدة تلك «المريضة»وغيرها من المرضى، لكنه سيكون غريبا على من أرهق نفسه كمدا وكراهية ليزداد حنقا على حنق.

سيغضب أولئك الذين لا يريدون أن يروا مثل هذه الصورة، لكن غضبهم سيزداد وسيتضاعف، إذا ما علموا بأن كل ما بذلوه على مدى سنين طويلة من العمل المخزي والحقير والمنكر، ليألبوا الناس في هذا المجتمع الصغير ضد بعضهم البعض، لم تفلح إلا في حدود نفر من أصيبوا بمرض نفسي عضال، جراء تناولهم اليومي، والمستمر، لسموم الطائفية، فما آذوا الى أنفسهم، وما تلوثت إلا دماؤهم، فلم يكن لهم مكان أبدا بين أولئك الشباب، بل والرجال الراشدين الذين رأيتهم يتبرعون بدمهم «غير الملوث»لإنقاذ مواطنة، لمجرد أنهم علموا بأن هناك «إنسانة»من البيت البحريني، تتمدد على فراش أبيض في حاجة الى «دم بحريني».

أحبتي، لا تزال البحرين بخير…حمدا لله.