محمد الوشيحي

الكوفة ليست في الشويخ

دماء القلم تعود للحركة بعد توقف كاد أن يصيبه بالشلل الكلوي، أسعد الله أوقاتكم…
في قراءة سريعة لنتائج انتخابات البرلمان الكويتي، أدركت بأن الكويت لن تفكر مطلقا في إقامة مهرجان سينمائي بحجم «مهرجان كان»، ولن تمتلئ فنادقها بكبار اقتصاديي العالم لطرح رؤاهم وأفكارهم الجديدة، ولن ترتفع الجسور المعلقة على شواطئها. كل هذا لن يحدث. وأظن أن سيدة الشرق أم كلثوم كانت تغني بلسان برلمان 2008 الكويتي عندما رددت: «أهو دا اللي مش ممكن أبدا ولا أفكر فيه، أبدا أبدا».
برلماننا الجديد أمامه مسؤوليات جسام بجسامته ووسامته، وعلى رأسها: من الذي قتل «حنيطلة بن منشاف ولا مندري» على مشارف الكوفة قبل ألف وأربع وثمانين سنة؟ فعلا، من الذي قتله يا أولاد اللذينا؟ اعترفوا. على أي حال ستحال القضية إلى اللجنة التشريعية في البرلمان، وسنعرف حينها هل شارك الأستاذ الفاضل «القعقاع بن قرنفل» في تلك المعركة، وهل تُقبل صلاة النائب صالح عاشور خلف النائب محمد هايف أم يجب تبديل الأماكن… كلها مشتاقة لك؟ متابعة قراءة الكوفة ليست في الشويخ

د. شفيق ناظم الغبرا

اتفاق لبنان… هدنة لصالح لبنان

أحسنت قطر بسعيها الفعال في إنتاج اتفاق لبناني يقي لبنان الكثير من التداعيات الإقليمية. وأحسنت قطر في سعيها إلى إيقاف آفاق حرب أهلية لبنانية لا يحصد لبنان منها إلا مزيداً من الموت. الجهد القطري جاء في ومكانه ووقته، وقد نتج عنه إعادة بعض من الروح للجامعة العربية، وتأكيد أن دول الخليج العربي بإمكانها أن تحدث فرقاً نوعياً وإيجابياً في الأوضاع الإقليمية المحيطة. إن الاتفاق يعكس من جهة تمتع قطر بالكثير من العلاقات الإيجابية مع فرقاء متناقضين: إيران وسورية، إضافة إلى فريقي المعارضة والأكثرية في لبنان، وإضافة إلى دول الخليج والمملكة العربية السعودية. ولكن الاتفاق عكس في الوقت نفسه حرص الفرقاء في الأقلية والغالبية على تجاوز ما وقع أخيراً، إضافة إلى ميزان القوى بين «حزب الله» وأنصاره من جهة وبين تيار الأكثرية من جهة أخرى. إن ما وقع من اتفاق يعكس توافر أجواء إقليمية منها المفاوضات السورية الإسرائيلية، وأجواء لبنانية تريد الاتفاق، وأجواء عربية تريد أن ينتقل لبنان من واقعه التصادمي. متابعة قراءة اتفاق لبنان… هدنة لصالح لبنان

سامي النصف

هل استوعبت القوى السياسية النتائج؟!

طلبت القوى السياسية فور ظهور نتائج الانتخابات الماضية من الحكومة ان تقرأ بصورة صحيحة نتائج تلك الانتخابات، فهل لنا ان نتساءل مع ظهور نتائج الانتخابات الحالية عما اذا كانت القوى السياسية قد قرأت هذه المرة نتائج الانتخابات بصورة صحيحة حتى يمكن لها استخلاص الدروس والعبر منها؟! ولنقرأ نتائج بعض القوى المشاركة في الانتخابات.

«حدس» والتي أختلف جزئيا مع ما ذكره الزميل الحدسي مساعد الظفيري الذي رأى ان موقف الحركة العاقل من قضية مجنونة كإسقاط القروض (العائدة في المجلس الحالي) لم يؤثر على نتائج مرشحيها، مستشهدا باسماء ايدت اسقاط القروض وسقطت دون ذكر حقيقة الفوارق الاخرى بين ظروف المرشحين المختلفة.

والحقيقة ان موقف «حدس» من تلك القضية يجب الافتخار به لا التنصل منه مع الوعد بتكراره في اي قضايا مشابهة، فمصلحة الكويت قبل كل شيء، يتبقى ان تصرفات بعض مرشحي الحركة «المالية» التي دارت حولها الشبهات اثرت بالسلب عليها، كما كان من الافضل الا تنزل مرشحيها في الانتخابات الفرعية بل ان تشكل في المقابل قوائم «قدوة» تمثل مرشحين من جميع القبائل والتوجهات الاجتماعية حتى تكسب مزيدا من المصداقية في الفوز او الخسارة.

«التحالف الوطني»، مازلت اعتقد في الحاجة الماسة لخلق مستودعات عقول متعددة الآراء ضمن التحالف كي تعرض عليها القرارات قبل اصدارها للنظر فيها وحساب الارباح والخسائر المتحصلة منها، حيث لا افهم شخصيا اسباب صدور عدة قرارات رئيسية اضرت كثيرا بالتوجه الليبرالي الذي يمثله التحالف ولم تفده بشيء كتبني التحول للدوائر الخمس الذي ثبت ان ذلك التوجه هو الخاسر الاكبر منه وسيكبر الضرر وتزداد الخسارة تباعا مع كل انتخابات قادمة او حال التحول لخيار الدائرة الواحدة الذي يطالب به مرشحو التحالف.

ومثل ذلك خطأ عدم انزال التحالف لمرشح شيعي في الدائرة الاولى مع د.المدعج مما كان سيعطي فرصة لفوز الاثنين وحصد مزيد من دعم سكان «الجابرية» لمرشحي التحالف في الدائرة الثالثة، كذلك لم افهم الفائدة من ابعاد «الحصان الرابح» صالح الملا من قوائم التحالف او الفائدة من طرح مقترح الغاء قانون فصل الجنسين في الجامعة كونه لا يؤدي الى شيء في ذلك الوقت الضائع من عمر المجلس، وقد تسبب في سحب الدعم المحافظ من بعض مرشحي التحالف.

«التكتل الشعبي» الذي أقترح عليه ان تتم اعادة تشكيله وتسميته بـ «التكتل الدستوري» ما دامت المحافظة على الدستور هي صلب نشأته وهو ما سيمكنه من ضم اعضاء جدد له او اعادة عضوية بعض اعضائه السابقين ولن يتناقض مسماه الجديد مع الاعتراض على اي مطالبات شعبوية كإسقاط القروض او توزيع عوائد بيع النفط في الموانئ بالتساوي بين الناس وغيرها من مطالبات عاقلة قادمة، للمعلومة مسمى «الشعبي» غير موجود في اي ديموقراطية اخرى ويقتصر فقط على الدول الشيوعية الديكتاتورية.

وقد استفادت القوى الدينية سنة وشيعة وبشكل كبير من تصويت النساء المحافظات بالسليقة مما ساهم في نجاح وتصدر مرشحيها وسقوط في الوقت ذاته 28 مرشحة من النساء (!)، والمرجو من قوانا الدينية المسيطرة ان تجعل اجندتها القادمة متوافقة مع اجندة الانفتاح وكويت المركز المالي والتمسك بالتحالفات الدولية التي بها امننا وبقاء شعبنا، مع جعل الاسلام التركي او الماليزي المتسامح هو المثال والقدوة لا المثال الطالباني او الايراني المتأزم فالكويت لا تحتمل.

آخر محطة:
ليحسب دعاة اسطوانة الاصلاح عدد الاصلاحيين (حسب رأيهم) في مجلس 2006 الذي انتخب طبقا للدوائر الـ 25 وعددهم في مجلس 2008 الذي انتخب تبعا للدوائر الخمس، وليقولوا لنا بصراحة ودون خجل اي من النظامين يدعم الاصلاح وأي منهما يدعم الطائفية والقبلية والعائلية وشراء الاصوات.. الخ؟

احمد الصراف

ملاحظات على الانتخابات الأخيرة

1ــ النائب صالح الملا كان بجدارة فلتة شوط الانتخابات الاخيرة. فعلى الرغم من «شبوبيته» وقلة تجربته وقصر فترة الترشيح التي اتيحت للمرشحين، فإنه استطاع ــ وبجدارة واضحة ــ النجاح في تحقيق ما فشل فيه من هم اقدم منه واكثر خبرة.
2ــ له التهنئة الخالصة والتمني بأن تكون ثقتنا به في محلها.
3ــ كان للمال والقبلية والدين الفضل الاكبر في نجاح جميع اعضاء مجلس الامة الجديد، الا في حالتين او ثلاث فقط!!
4ــ كان سقوط ممثلي الحركة الدستورية، الجناح المحلي للتنظيم العالمي للاخوان، مؤشراً واضحاً على أفول نجمهم، بعد ان اثبتت الممارسات والتجارب خواء فكرهم وفشلهم في تحقيق اي نوع من التقدم والتنمية الحقيقية في البلاد على الرغم من انهم كانوا من الممسكين بالكثير من خيوط حكومات السنوات الثلاثين الماضية، لكن يبدو ان حكومة الشيخ ناصر المحمد كانت بالنسبة لهم شيئاً آخر.
5ــ انهارت في السنوات الخمسين الاخيرة الكثير من الانظمة القمعية في العالم وحلت مكانها انظمة اكثر انسانية وتسامحا. كما خرجت دول كثيرة من عباءات التخلف لرحاب التقدم والحرية، واختارت شعوب كثيرة اخرى هجر كهوف الظلام لنور المعرفة الرحب. حدث ذلك في الاتحاد السوفيتي وألبانيا وفي الصين، التي غيرت الكثير من قوانينها للتماشي مع العصر. حتى كوريا الشمالية اصبحت اكثر ميلا للانفتاح على الدول الاخرى عن ذي قبل، كما تحولت الانظمة القمعية في دول مثل افغانستان وباكستان واليمن الى ديموقراطية منفتحة وفي طور النمو. ورأينا الشيء ذاته يحدث في عدد متزايد من الدول الافريقية. وحدها الكويت اختارت، بملء ارادة شعبها، النكوص عن التقدم والتحضر والعودة الى كهوف التخلف والتعصب والظلام من خلال اختياراتها السياسية والتشريعية.
6ــ مجموعة نواب الحركة السلفية، الذين فشلوا بجدارة في اول محاولة لهم لبسط نفوذهم بطلبهم الغريب المتمثل في عدم تكليف سمو الشيخ ناصر المحمد برئاسة الوزارة، امامهم احد خيارين: اما الانسجام مع اجندتهم الانتخابية واشغال الحكومة والناس بتوافه الامور كالشيشة وازالة صور النساء من اعلانات الشوارع والسعي إلى إلغاء الحظر المفروض على العسكريين في ما يتعلق بتربية اللحى، وعدم الوقوف عند سماع السلام الوطني وغيرها من الترهات، كالسعي الى نسف قيم المجتمع المدني بحيث تتواءم والمتخلف من افكارهم التي لا تخرج عن المنع والحظر والضرب والحجر على كل ما له علاقة بحرية الانسان في العمل والتنقل والتفكير والتصرف والعيش، وكل هذا سيؤدي حتما الى اصطدامهم مع توجهات حكومة الرئيس المكلف، ونهاية حياة المجلس بصورة مبكرة. او التأقلم مع الواقع السياسي واللعبة البرلمانية، وبالتالي تحولهم إلى سياسيين عاديين يقبلون بالحلول الوسط وبالتسويات والترضيات وانصاف الحلول!! وهذا بالضبط ما كان يحذر منه ويتخوف من التورط فيه مؤسسو السلف الذين كانوا يعارضون دخول اي من اعضاء الحركة في اللعبة السياسية. قد لا يطول انتظارنا كثيرا لمشاهدة تصدع الكثير من المبادئ والمعتقدات الاساسية لهذه الحركة «الدينسياسية» الغربية.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سعيد محمد سعيد

بعيدا عن «الضوضاء»…قريبا من «القلوب»!

 

أكثر من لقاء وجلسة ومناقشة جمعتني مع بعض القراء والأصدقاء والمعارف على مدى الأسبوعين الماضيين، كان محورها الرئيسي: حال الجفاف العاطفي التي يعيشها أهل البحرين!حتى كدت أبصم بالعشر، أن بعض المتحدثين يبالغون كثيرا في تهويل الأمر، وخصوصا أننا بشر تربينا في مجتمع «عاطفي»من الأساس! حتى في تفكيره! لكن البعض لم يتفق معي في هذه النقطة معللين رأيهم بالقول أن غالبية الناس في المجتمع البحريني عاطفيين في التعامل مع القضايا التي تستوجب العقل، لكن في المواقف والحالات التي تستوجب العاطفة، وخصوصا في حدود الأسرة، فإن هناك قلة من الناس، تتمتع بهذه المقدرة.

أردت اليوم الحديث بشأن هذا الموضوع بعيدا عن ضوضاء مواضيعنا التي يشيب لها الرأس، لنقترب من القلوب قليلا.

ومن الطريف، أن أحد الأصدقاء طرح نقطة لافتة للنظر، فقد سألني :»ما رأيك في برنامج «سيرة الحب» الذي تقدمه فوزية الدريع في قناة الراي؟»، فقلت ببساطة :»يبدو لي أن 99.9 في المئة من نساء البحرين يتسمرن أمام الشاشة لمتابعة البرنامج»، وهنا قال: ألم أقل لك ان الناس أصبحت تبحث عما ينقذها من الجفاف العاطفي.

قبل فترة، اطلعت على دراسة مهمة اجرتها الباحثة زهرة اليامي في مركز الطب بمنطقة «أبها»، إذ كانت تصف المجتمع الخليجي بأنه من أكثر المجتمعات افتقارا للشعور العاطفي، وأرجعت الأسباب إلى النشأة الأسرية منذ الصغر، إذ يغفل الآباء والأمهات عن إشباع الطفل عاطفيا في بدايات عمره، إذ إن مرحلة ماقبل المدرسة للطفل تعتبر من أهم المراحل عمريا في إشباع الطفل عاطفيا من قبل الوالدين، فالحرمان يولّد جوعا عاطفيا حتى الكبر.

المذهل في توصيات زهرة اليامي، أنها طالبت مركز اجتماعي ونفسي في كل حي لتخفيف المشاكل الأسرية، ويساعد أيضا المجتمع على ظهور أجيال نافعة ومنتجة وواعية.

حسنا، لن يكون ذلك ممكنا في مجتمعنا الذي يضج بالكثير من القضايا التي تجعل أكثرنا في منأى عن التأثير العاطفية في الحياة الأسرية والإجتماعية، لكن لابد من الإعتراف بأن هناك بالفعل جفاف عاطفي في حياتنا اليومية نحن البحرينيين…ربما يرجع البعض السبب في ذلك الى صعوبة الحياة المعيشية واللهاث وراء لقمة العيش وضيق ذات اليد…وهذه أسباب معقولة!لكن لا ينبغي لها أن تجعل الكثير من الأسر تعيش في دوامة الأسى والحزن والإكتئاب، فذلك أخطر بكثير ما يجول في دواخلنا من ملفات وقضايا انشغلنا بها جميعا حتى جعلتنا نعود الى منازلنا محمولين بكم هائل من الهموم.

بإمكاننا أن نأخذ نفسا طويلا و…نزيح سحابات الهموم من على وجوهنا ووجوه أطفالنا وزوجاتنا…

إن الله مع الصابرين يا جماعة الخير.