د. شفيق ناظم الغبرا

بعد الانتخابات في الكويت

كيفما نظرنا من حولنا في العالم العربي نجد عوالم انتقالية شديدة التأزم تسودها حال من الحدة في صراعاتها. كيفما نظرنا نجد دولاً ضمن الدول ودولاً توسعية حول الدول ودولاً تخاف من شعوبها ودولاً تخشى من يومها الثاني ومن ليلها، ونجد في الوقت نفسه شعوباً تشعر بالإحباط وأخرى بالتهديد وثالثة بالتهميش. في الكويت حال خاصة من بين العرب، ففيها دولة أقرب إلى دولة القانون والمؤسسات، وفيها حريات يندر أن نجدها في دول عربية أخرى، وفيها دستور قلما نجد مثيلاً له في الدول العربية في طريقة كتابته وطريقة تفسيره، وفيها قيادة سياسية أجمع سكان البلاد على شرعيتها إبان واحدة من أحلك الظروف: احتلال عام 1990. إن مشاعر الذاكرة والولاء تبرز في الكويت إلى العلن في الظروف الخاصة، كما حصل مع غياب الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح (طيب الله ثراه) منذ أيام.  متابعة قراءة بعد الانتخابات في الكويت

سعيد محمد سعيد

مسامحة يا «شباب»!

 

من أجل أن نجعل الشباب يشاركون في تحسين الوضع الاقتصادي ونشجعهم على التخطيط لتنفيذ مشروعات خاصة فتنتهي “عقدة” البحث عن عمل في الحكومة من باب “المضمون” والمطمئن، أمام العمل في القطاع الخاص “المرهق وغير المجدي” وهي نظرة لاتزال قائمة، فإن علينا أن نرصد على الأقل عوامل التشجيع المقدمة من الدولة للشباب البحرينيين الطامحين الى تنفيذ مشروعاتهم الخاصة، ومن عوامل التشجيع تلك:

– توفير أنواع مختلفة من المعوقات والبيروقراطية والإجراءات الطويلة والمعقدة، بالإضافة الى توفير الدعم الفني والمعنوي المتمثل في الانتظار الطويل ولأشهر، إن لم تكن سنوات، أمام أبواب بعض المسئولين، واعتماد سياسة التطنيش والتطفيش لضمان خروج هذا الشاب من هذه الإدارة وعدم عودته اليها.

– تقديم معلومات قيمة للغاية أمام مشروعات مكررة تشبع منها السوق، وتحفيز الشباب على التفكير مليا في جدوى بعض المشروعات “التي ثبت فشلها سابقا”، وكأن من العيب أن يبتكر الشباب أفكارا جديدة ويقدمونها إلى بنك البحرين للتنمية أو وزارة التنمية الاجتماعية أو وزارة الصناعة والتجارة ليحصلوا على الدعم المالي والاستشاري.

– عدم الوقوف مع أصحاب المشروعات من الشباب في حال تعرض المشروع لمشكلة، وخصوصا بالنسبة إلى المشروعات التي تتطلب خطوط إنتاج وعملا دقيقا وتسويقا، وهذا النوع من المشروعات يتطلب في الواقع مساندة مرحلية ماليا وإداريا وفنيا لحين تجاوز هذه الإشكالات.

– صعوبة الحصول على الأراضي، والتمويل اللازم للمشروعات المهمة، فهناك من الشباب من يطمح في افتتاح ورشة أو معمل أو حتى مزرعة، لكن تلك المشروعات تبدو أضغاث أحلام لعدم توافر الأرضية المناسبة لها.

أليس من الممكن الحديث عن البدائل بدلا من مواصلة إعادة المحبطات؟

إذا، اسمحوا لي أن استعرض معكم نبذة عن تجربة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لدعم مشروعات الشباب في دبي، حتى نختصر المطلوب، وخصوصا أنه في الإمكان توفير ذلك المطلوب بعيدا عن المقارنة بيننا وبين الشباب في دبي، فتلك المؤسسة “ترفض” المشروعات الهامشية مثل محل بقالة أو محل حلاقة أو مقهى، لأنها لا تقدم إضافة حقيقية للاقتصاد.

لكن في المقابل، هناك تركيز على الجودة، ونوعية العمل والمشروعات، فبرنامج التطوير يختص بتشجيع الاستثمار وتزويد المستثمرين الجدد بأفكار مبتكرة للأعمال، بالإضافة إلى عملية التدريب للشباب على وضع الخطط سواء الإنتاجية أو التسويقية أو الإعلامية، وطرق التعامل مع الأسواق والمجتمع والمصارف والشركات الأخرى.

ويجري قسم التطوير دورات تدريبية متخصصة للشباب، كما أنه يجري مسابقات بينهم لحفزهم وتشجيعهم، وقد أطلقت المؤسسة جائزة سنوية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتضمنت تسع فئات هي جائزة أفضل عمل جديد (للذكور والإناث) في قطاعات مختلفة، وأفضل رجل أعمال أو سيدة أعمال.

أما برنامج التمويل فيختص بتقديم القروض بشروط تفضيلية سهلة الإيفاء لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وبالطبع لا تقدم المؤسسة قروضا لكل من طلب ذلك، بل ينبغي على طالب القرض تقديم دراسة جدوى متكاملة للمشروع المطلوب تمويله، وذلك وفقا للمدير التنفيذي للمؤسسة.

ألا يمكن أن يكون لدينا برامج مشابه؟ مجرد سؤال…