احمد الصراف

أميركا الأجنبية

نادرا ما اكتب عن وزارة الخارجية، واشعر بتردد كلما انتابتني الرغبة في الكتابة عنها، سلبا، وسبب ذلك يعود لما اكنه من ود لوزيرها الشيخ محمد الصباح الدمث والخلوق، ولما بيننا من لقاءات، قبل الاحتلال وبعد التحرير، والتي تخلل بعضها «عشوات» عامرة.
لكن تصريحه الاخير الذي اعلن فيه: «.. اننا لسنا بحاجة لاجنبي ليبلغنا اهمية فتح سفارة في بغداد»! خرج عن كل مألوف، واحتاج الى الدبلوماسية التي يتحلى الوزير الشيخ بها، وبالتالي خيب كلامه امل الكثيرين منا!
يطلق لفظ «اجنبي» عادة، وفي اي لغة او لهجة، على الغريب او غير المألوف من الامور او الافراد غير المنتمين للبيئة او الخارجين عنها.
والاجنبي اما ان يكون شخصا غير مرغوب فيه، او يكون وجوده، مقبولا ولكن على مضض لحاجة ما!، وبذلك يصبح للكلمة معنى سلبي لا يمكن اخفاؤه، ويطلق عادة على ما نود التقليل من شأنه او التعريض به!
ولو علمنا ان الاجنبي الذي قصده وزير الخارجية وعناه في تصريحه، وترفع حتى عن ذكر اسمه، هي حكومة الولايات المتحدة الاميركية، بكل ما لها من دين في اعناقنا، وما بيننا وبينها من مودة لكل ما قدمته للكويت، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، من امن وسلام وكرامة، والتي «لاتزال» تربطنا بها اتفاقيات ومعاهدات تتعهد فيها الحكومة الاميركية، الممثلة الشرعية للشعب الاميركي، بالتدخل عسكريا للحفاظ على استقلال وطننا وكرامتنا وشرعية حكمنا، حتى ولو تطلب ذلك التضحية بارواح شبابهم والمخاطرة بصرف اموال دافعي ضرائبهم من اجل الذود عنا وعن استقلال وطننا وحرية وكرامة الشعب والاسرة الحاكمة!
لسنا على اطلاع كاف على مجريات السياسة وخفاياها، وقد تكون للدبلوماسية الكويتية اسبابها التي تجعلها تتريث في مسألة فتح سفارة للكويت في بغداد.
فالوزير والوكيل ليسا اقل حرصا على مصلحة الكويت من اي مواطن غيور آخر، وبالتالي، لسنا في معرض المزايدة على احد ومطالبة الحكومة بضرورة فتح سفارة لنا في بغداد او في غيرها، فكبار الخارجية اعلم بذلك، ولكننا لا نعتقد في الوقت نفسه ان اطلاق صفة «اجنبي» على الحكومة الاميركية كان حصيفا.. وكل ما نتمناه ألا يكون ذلك وصف «الاجنبي»، الذي لا استسيغ شخصيا استخدامه، كتابة او قولا، في الاشارة الى المقيمين بيننا من غير المواطنين، نتمنى ألا يكون اكثر من زلة لسان من شيخ الدبلوماسية الجديد، الذي نتوقع منه كل خير مستقبلا، فأميركا اكثر من صديق واكبر من حليف، ووجودنا برمته يعتمد عليها وحدها، ان حاول اي طرف الاعتداء علينا.. ولا اعتقد اننا نريد من «اجنبي» ان يحمينا مرة ثانية.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سعيد محمد سعيد

لا تقرأوا هذا الموضوع!

 

يسمى يوم الأول من مايو «عيد العمال»!

جميل هو هذا اليوم ورائعة هي تسميته، وخصوصا أن المفردتين كبيرتان وعظيمتان: عيد… وعمال! ولربما اختصرتا كل ما في حياتنا اليوم… حياة العمل والشقاء والكدح، بحثا عن لحظات السعادة والعيد… لأن العمل عبادة.

واليوم أيضا، لا أود الحديث كثيرا عن يوم العمال العالمي، بل سأذكر الجميع بهدف مهم من أهداف الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، وهو ما نبحث عنه جميعا، لأننا جميعا «عمال» في هذا الوطن الجميل ونفخر بذلك! لا يهمني كائن من يكون حين يقول عني: «هندي الخليج» أو «كولي الخليج» أو «كومار الخليج».

في نظامه الأساسي، وفي قائمة أهدافه، فإن الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين يهدف إلى رفع الكفاية الإنتاجية للعمال ورعاية مصالحهم وتحسين حالتهم المادية والاجتماعية، وهو يمثل العمال أمام القضاء، والعمل على تسوية المنازعات العمالية بالمنشآت التي لم تكن بها نقابات تحقيقا لأهداف رئيسية منها:

– العمل على تنمية وتطوير التنظيم العمالي في مملكة البحرين ليرتقي إلى مستوى ما نصت عليه الاتفاقات العربية والدولية في شأن التنظيمات العمالية.

– صيانة حقوق ومصالح عمال البحرين وتحسين شروط وأوضاع عملهم.

– العمل على رفع مستوى الصحة والسلامة المهنية وتحسين المستوى الثقافي والاجتماعي لعمال البحرين ومساندة الجهود الرامية إلى محو الأمية.

– العمل على رفع الكفاية الإنتاجية بتوفير أفضل الخدمات الاجتماعية والتدريبية لضمان الاستقرار في العلاقات ما بين أطراف الإنتاج.

– تعميم اللجان العمالية في منشآت مختلف القطاعات الإنتاجية والخدماتية.

نلاحظ أن تحسين مستوى المعيشة بالنسبة إلى العمال هو ركن أصيل من أهداف الاتحاد العام لعمال البحرين، لذلك، ونحن اليوم نعيش أوضاعا مضطربة من مختلف النواحي، لابد من التذكير، بأن هناك دعوة «لعدم الشراء اليوم»! لا أدري من أين جاءت هذه الدعوة، لكن حتى وإن كانت قادمة من الجحيم، فإنني واحد من الناس، واحتفالا بعيد العمال، سأكون ملبيا للدعوة بعدم شراء شيء اليوم من السوق الذي يلاحقنا بالنيران المشتعلة كل يوم.

وبالنسبة إلي، أجدها مصادفة عظيمة، أن تتزامن الدعوة مع عيد العمال الذين كانوا ولا يزالون يكدحون ويكسبون الرزق من صلب الظروف وقساوة الأيام! فأكثر ما يؤرقنا اليوم، هو أحوالنا المعيشية التي أصبحت تتردى يوما بعد يوم ويزيدها الغلاء الفاحش ألما على ألم.

قبل أن أختم، هناك سؤال لم أجد له إجابة: تنطلق المسيرات والاعتصامات الواحدة تلو الأخرى وكلها مكفولة ومنظمة من جانب جهة ما: رفض فتح سفارة في بغداد… مسيرة قانون الأسرة… مسيرة التجنيس… مسيرة الإفراج عن المعتقلين… مسيرة المطالبة بإعدام القتلة… مسيرة المطالبة بدستور 73… اعتصام التضامن مع غزة ومع الشعب الفلسطيني… مسيرة… ومسيرة ومسيرة..

بالله عليكم، حتى الآن ولم نجد جهة تبادر وتتكرم علينا بتنظيم مسيرة أو اعتصام «عظيم» لمواجهة غول غلاء الأسعار بمشاركة كل مواطن بحريني يحترق بنار الغلاء؟

نعيب زماننا والعيب فينا…

على كل حال، كل عام والجميع بخير؟