د. شفيق ناظم الغبرا

لبنان: بداية أزمة المجهول

إن هجوم «حزب الله» على مناطق بيروت وعلى الدولة اللبنانية بداية إشكال كبير لـ «حزب الله» وللبنان في الوقت نفسه. ويمكن القول ان هذا يفتح مزيدا من الثغرات ويثير مزيدا من المخاوف بين الأطراف العربية والدولية واللبنانية من «حزب الله» الذي كان للأمس القريب رمزا للمقاومة. فقد خرج «حزب الله» من السر إلى العلن، ومن كونه قوة مقاومة بلا مظاهر مسلحة إلى قوة تفرض نفسها في كل مكان في لبنان، وتحول من حزب يمتلك شرعية عربية ولبنانية إلى حزب يتصادم مع الكثير من العرب، والكثير من اللبنانيين. هكذا يسير «حزب الله» على خطى «منظمة التحرير الفلسطينية»، رغم اختلاف الظروف، عندما تحركت نحو العلن وبسطت نفوذها على أراض كبيرة وواسعة في لبنان. ولكن ذلك كان مقتلها لبنانيا والأساس الذي أعطى اسرائيل المقدرة على اجتياح كل لبنان. إن السيطرة التي يحققها الحزب اليوم هي الأساس الذي قد يمكن معارضيه وناقديه من استغلال نقاط ضعفه في المرحلة المقبلة. متابعة قراءة لبنان: بداية أزمة المجهول

احمد الصراف

روعة الشيخوخة

تقول «س»: لقد اصبحت اخيرا، ولاول مرة، المرأة التي كنت اتمنى دائما ان اكون!! لا، انني لا اتكلم عن جسدي، فالتجاعيد تملأ وجهي والجيوب تنتفخ تحت عيني اما تهدل البطن فحدث ولا حرج، وكثيرا ما افاجأ بالانسان الذي اراه امامي في المرآة احيانا ابدو كأنني امي!! ولكني لا اشغل نفسي بذلك طويلا.
لا استعداد لدي لاستبدال اصدقائي المبدعين ومعيشتي الرائعة وعائلتي الجميلة بشعر فاحم السواد او بطن مستوية اكثر او عيون واسعة وبراقة، فمع تقدمي بالعمر اصبحت اكثر لطفا مع نفسي واقل انتقادا لانحناءات جسدي، واكثر تقبلا لتصرفاتي، لقد اصبحت صديقة روحي.
في هذا العمر، لا اوبخ نفسي على تناول قطعة كيك اضافية، ولا يغمرني شعور بتأنيب الضمير لمجرد اقدامي على شراء ما لا احتاج له او لتعمدي ترك فراشي دون ترتيب او لوضع سحلية اسمنتية في حديقتي الصغيرة بالرغم من يقيني انها قبيحة، ولكني افعل ذلك فقط لكي ابدو طليعية في آرائي وافكاري، فمن حقي تدليع نفسي وان اكون فوضوية وان اخرج عن المألوف.
لقد طال بي العمر بحيث حضرت فراق الكثير من الاعزاء، وخاصة اولئك الذين غادرونا قبل الاوان، وقبل ان يكتشفوا ما يصاحب الكبر عادة من متعة وحرية لا تقدر بثمن، فلا شأن لاحد ان اخترت قراءة مسرحية او الدق على لوحة الكمبيوتر حتى الرابعة فجرا، ومن ثم النوم حتى الظهيرة.
سأرقص مع نفسي على انغام اغاني الستينات والسبعينات الرائعة، وان خطر لي ان ابكي في الوقت نفسه على حب فقدته فسأفعل ذلك حتما، ولن اعبأ بنظرات الآخرين او بسخف تعليقاتهم.
سأمشي على ساحل البحر مرتدية لباس سباحة خاصا مشدودا على جسدي المترهل، وسأغوص به في الامواج غير ملتفتة لنظرات الشفقة من مرتادي الشاطئ فهم ايضا سيكبرون يوما ما.
اعلم بأني انسى احيانا اشياء كثيرة، ففي الحياة اشياء كثيرة يجب ان تنسى، ولكني اعود واتذكر اشياء كثيرة جميلة لا تنسى او تذكر ما علي القيام به.
من المؤكد ان قلبي قد تحطم مرات عدة، فكيف يمكن الا يحدث ذلك لفقد حبيب او لتألم طفل او حتى عندما تصطدم سيارة مسرعة بحيوان اليف، ولكن هذا هو الذي يعطينا قوة فهم الآخرين، وان نكون رحيمين معهم، فالقلوب التي لم تتحطم او تشعر بالألم هي قلوب بدائية مجدبة ولن تعرف ابدا جمال ان يكون الانسان غير كامل.
اعتقد بأنني سعيدة الحظ لان الحياة امتدت بي بحيث تحول شعري لهذا اللون الرائع، واعلم ايضا ان ضحكات الشباب حفرت اخاديدها على وجهي، فكثيرون ماتوا قبل ان يتحول لون شعرهم لهذا اللون الفضي الجميل.
وانت تكبر حتى تصبح اقل اكتراثا بما يقوله الآخرون، فقد توقفت عن سؤال نفسي، لا بل واصبح لدي الحق في ان اكون على خطأ.
وعليه، فإنني احب ان اكون كبيرة في العمر فقد اطلق هذا جناحي الحرية لدي، واصبحت احب الشخص الذي انا هو، فأنا اعرف بانني لن اعيش الى الابد، ولكن طالما انا هنا فإنني سوف لن اضيع وقتا للندم على ما كان من الممكن ان اكونه، او ان اقلق على ما سأكون عليه، وسأتناول الحلويات كل يوم، اذا عنّ لي ذلك، وكل ما اتمناه الا تنتهي صداقاتي الجميلة، خاصة انها اجمل ما تبقى لدي وذكريات السنين الخوالي.
مقتبس من رسالة وردتني على الانترنت.

أحمد الصراف
[email protected]