بدأت «عاليا» القراءة وهي في الشهر الثامن من العمر، ولم تكن سنواتها الدراسية عادية بأي مقياس فقد كانت تقفز الصفوف والمراحل قفزا، وحصلت على شهادة البكالوريوس في الرياضيات التطبيقية وهي لم تتجاوز سن الرابعة عشرة من جامعة «ستوني بروك»، وكانت أصغر فتاة تحصل على الدرجة الجامعية بتلك السن الصغيرة نسبياً.
بعدها حصلت على الماستر ومن ثم الدكتوراه في علوم المواد الهندسية من جامعة دركسل المعروفة في بنسلفانيا، وهنا أيضا كانت أصغر من حصل على تلك الدرجة الرفيعة، ليس في تاريخ الولايات المتحدة فقط، بل وفي العالم اجمع.
كما كانت أصغر من حصل على الزمالة والتكريم من وزارة الدفاع الاميركية ووكالة الفضاء «ناسا» وغيرها من الهيئات الحكومية والعلمية رفيعة المستوى.
لم يقتصر ابداعها الاستثنائي على المواد الدراسية والعلمية الجافة فقط، بل امتد ليشمل الموسيقى، وعزف مقطوعات لموزارت بالذات. كما امتد شغفها ليشمل موسيقى الجاز والاغاني الحديثة، وكل هذا اكسبها احترام الكبار قبل الصغار لتواضعها الجم، ولما حصلت عليه من تقدير مادي ومعنوي مميز.
كما امتد ابداعها العقلي ايضا ليشمل الطب الحديث حيث تمكنت من تطوير انبوب فائق الصغر، لايرى بالعين المجردة، يستطيع قياس ردات الفعل داخل الخلية الواحدة بعد حقنها بمواد كيميائية محددة لقياس تأثير الدواء في هذه الخلية. وهذا الانجاز الطبي الكبير سيساعد في قياس ردود فعل مواد «النانو» التي حُقنت في الخلايا الفردية.
كما أنها مهتمة حاليا بتطوير مايؤدي الى تطوير جهاز قياس نسبة السكر او الغلوكوز في الدم من دون تدخل باستعمال «النانو تكنولوجي»
وتحاول هذه الفتاة الاميركية التي تبلغ التاسعة عشرة من العمر ان تكون، في تصرفاتها كافة، قدوة لبنات جيلها وذلك بمحاولتها تغيير الصورة النمطية للعلماء بكونهم متعالين.
فعندما ضرب اعصار «كاترينا» مدينة نيو أورليانز تطوعت للتدريس في ساذرن يونيفرسيتي، وهي الجامعة الوحيدة التي استمرت الدراسة فيها، ولكن من خلال عربات متحركة «تريلرز» وقد سافرت قبل فترة قصيرة للعمل كأستاذة جامعية في سيئول في كوريا.
تعتبر «عاليا» أصغر استاذة جامعية في التاريخ البشري، حسب سجل غينيس للارقام القياسية، كما ان نسبة ذكائها تفوق جدول قياس مستوى الذكاء البشري بدرجات!
هذه هي «عاليا صبور» ALIA SABOUR المواطنة الاميركية من اصل إيراني، التي سيكون لها دور كبير في التاريخ البشري في القادم من السنوات ، فتذكروها!
والآن، تخيلوا معي ماكان سيكون عليه مصير عاليا، هذه المعجزة الانسانية المميزة، لو لم يقرر والداها الهجرة الى اميركا قبل ولادتها!!
ربما كانت ستتزوج من قريب لها، والذي سيكتشف مبكراً أنها أكثر ذكاء منه بمراحل، وان ما تكسبه من وظيفتها كمدرسة رياضيات في مدرسة ابتدائية للبنات في احد احياء طهران الفقيرة، وما تجنيه من اعطاء دروس تقوية مسائية يفوق دخله الشهري بكثير.. وستنشب بينهما، بالتالي خلافات على اتفه الامور وستنتهي حياتها الزوجية في احسن الاحوال بالطلاق.
أحمد الصراف
habibi [email protected]