للشيخة فريحة الاحمد انشطة اجتماعية متعددة وربما يكون ترؤسها للجنة العليا لجائزة الام المثالية، ابرز تلك الانشطة واكثرها فاعلية، وقد يكون لوجودها الشخصي خلف الفكرة دور كبير في ما تلاقيه من زخم اعلامي ودعم مادي.
قامت هذه اللجنة، وامتدادا لنجاحها مع فكرة الام المثالية الكويتية، بمد نشاطها ليشمل الام المثالية الوافدة، والوافدة كلمة تشمل الجميع، ولكن احدا ما في اللجنة قام بتوزيع استمارات اشتراك الام الوافدة في المسابقة باللغة العربية فقط، وهذا يعني اما عدم اهتمام بغير الناطقين بالعربية، او ان النماذج موجودة ولكنها لم تصل لاصحابها، خصوصا ان التغطية لم تكن شاملة.. حتى الآن.
من حق المشرفين على جائزة الام الوافدة قصرها على من تشاء، فليس هناك من سينازعها في ذلك، خصوصا ان المجال مفتوح لكل فاعل خير.. ولكن كان من المفترض في هذه الحالة تحديد التسمية بجائزة الام العربية الوافدة. لتكون الامور اكثر وضوحا.
لو تجاوزنا هذه النقطة، غير المهمة، لوجدنا ان هناك مشكلة اخرى تتعلق بمجموعة المعايير التي وضعت شرطا لحصول الام الوافدة على الجائزة الاولى، وتحديدا الطلبين الاول والرابع من المعايير الاخلاقية، علما بأن مجموع الطلبات يبلغ 26 طلبا.
فالفقرة 4 من المعيار الاخلاقي تقول ان على الام المشاركة توضيح مدى تفاعلها مع تغيرات العصر وتيارات العولمة بكل كفاءة!! وأعترف انا ــ وبعد ان تجاوزت الستين، وبعد كل ما قرأت وسمعت، وما تراكم لدي من خبرات على مدى 45 عاما بأنني عاجز، وعاجز جدا عن الاجابة عن هذا السؤال، كما انني عاجز عن معرفة علاقة المعيار الاخلاقي بتغيرات العصر وتيارات العولمة!
ولو عدنا للفقرة الاولى من المعيار نفسه لوجدنا ان على المتسابقة تقديم الدليل على تمسكها بتعاليم الدين الاسلامي!
وهنا تتبادر للذهن عدة اسئلة: كيف يمكن لاعضاء لجنة منح الجائزة، الجزم بأن هذه السيدة او تلك تتمسك بتعاليم الدين الاسلامي؟ وما هذه التعاليم اصلا؟ وما المعيار الذي سيستعمل في قياس درجة التمسك؟
ولماذا تم قصر الجائزة على اتباع دين معين ولم يرد ذلك في تسمية الجائزة؟ نضع هذه الهفوات امام الشيخة فريحة، متمنين منها اعادة النظر فيها، وجعل الشروط اكثر قابلية للفهم، دع عنك التطبيق، نقول ذلك ونحن لا نشك لحظة في نبل مقاصدها وحبها لوطنها، خصوصا انها ليست فقط من الوجوه الطيبة والبارزة في حفلات الاستقبال التي تقيمها الجاليات الاجنبية، بل وسفيرة وممثلة الاغلبية الكويتية الصامتة والمتسامحة في احتفالات الكنائس المسيحية بأعيادها.
ملاحظة: برئاسة وتحت رعاية السيد طارق العيسى رئيس جمعية احياء التراث في الكويت، وبحضور هندي واضح وملتح بكثافة، افتتح اخيرا المؤتمر السابع للمنظمات السلفية في ولاية كيرالا في الهند!
من دون الدخول في التفاصيل، هل سبق ان سمع احدكم بالمؤتمرات الستة السابقة على هذا المؤتمر؟ وماذا سيفعل السيد العيسى مع المواطنين الهنود المهتدين لطريقته، وعدد اعضاء جمعية السلف في الكويت لا يتعدى المائة؟
أحمد الصراف