محمد الوشيحي

رؤوس… بلا أحذية

بحماسة، كتب أحدهم لي (بعد التصرف): «تخيل بأنني وجدت ابنتي ذات الأعوام العشرة ترقص الباليه في صالة المنزل، فعنّفتها وضربتها فأخبرتني بأن أستاذة الألعاب هي التي درّبتها على ذلك. لاحظ الفسق والفجور وزرع ثقافة الغرب في الأطفال. على العموم، أنا لم أسكت، بل قلبت عالي المدرسة واطيها. أرجوك أخ محمد، اكتب للوزيرة بأن الشعب الكويتي محافظ ولا يقبل مثل هذا الانحلال». فكتبت ردا على رسالته: «لا حول ولا قوة إلا بالله. بالفعل، هذا انحلال، وسأكتب للوزيرة بأن تأمر الناظرات بأن يحترمن عاداتنا وتقاليدنا، ويوقفن تدريب البنات على الباليه، ويدربنهن على «العرضة»: يا شيخنا يا ابن صباح، اضرب بنا عرض البحر»… كتبت له ذلك، وأنا أمسح العرق و«أتحمّد» الله على السلامة، لأنه لم يعرف بأن ابنتي ذات التسعة أعوام عضو في فريق الرقص في المدرسة. ثم أمسكت بهاتفي وأرسلت رسالة إلى أحد الأصدقاء: «هانت، لم يبقَ سوى مئة وخمسة وسبعين سنة كي نتخلص من الغباء ونغسل المكان من بعده. وبشّر عمرو خالد ومفسري الأحلام وأشباههم بأن مستقبلهم باهر، فالغباء لا يزال يتمتع بلياقة بدنية عالية في الكويت. وبعض الرؤوس تحتاج إلى أحذية، أيضا».
كثيرا ما تساءلت: هل هي مصادفة، أن نجد الشعوب الشغوفة بمتابعة كلام مفسري الأحلام ومعالجي «العين» والسحر تأتي في آخر الركب، في حين نجد الشعوب الشغوفة بالمسرح والسينما والقصة والرسم والنحت تحتل المقدمة؟ لا أدري، ولكن الذبابة تبحث عن القاذورات، في حين تبحث الفراشة عن الأزهار. لكل مكانه.
***
في رسالة الماجستير، أكّد الصديق الإعلامي محمد منيف العجمي بأن حقوق المرأة السياسية ستقر، لكنها لن تنجح في الانتخابات، وهذا ما حصل بالفعل. وفي رسالة الدكتوراه المكونة من ثمانية فصول، والمعنونة بـ «العوامل المؤثرة في المشاركة السياسية في المجتمع الكويتي»، أكد الدكتور محمد منيف على أن «كل المعطيات تشير إلى قيام الأحزاب في المستقبل».
مبروك لأبي منيف حصوله على شهادة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، في علم الاجتماع السياسي، من كلية الآداب، جامعة القاهرة.

 

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *