محمد الوشيحي

للفراعنة… نقف

بعد انتهاء فترة رئاسته، حاول الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك شراء شقة سكنية يضع فيها عصا ترحاله، ويقضي فيها بقية حياته بعيدا عن أضواء السياسة وصخب المعارضة، لكنه عجز عن ذلك، فلا مال بحوزته يساعده على شرائها بعدما أنفق سني عمره بسخاء في السياسة التي لا تسمن ولا تغني من جوع… بلغ الخبر النائب اللبناني سعد الحريري فاشترى منزلا صغيرا، لا شقة فحسب، وأهداها لصديق والده… المواطن الفرنسي المعدم جاك شيراك.
الفرنسيون لا يعتبرون شيراك زاهدا نظيف يد يستحق التصفيق، وإنما حاله من حال غيره. من يستحق التصفيق هو النظام الفرنسي الصارم لمراقبة المصروفات والأموال العامة. ففي «قصر الاليزيه» الرئاسي ذاته، هناك إدارة لمراقبة مصروفات القصر لا سلطة للرئيس عليها… بينما يبارك الكويتيون لبعض وكلاء الوزارات دخولهم قائمة أثرياء العالم منذ السنة الأولى لتعيينهم في مناصبهم.
في الأسبوع الماضي تقدمت حكومتنا بطلب موافقة البرلمان على ميزانيتها البالغة سبعة عشر مليار دينار، الأمر الذي أذهل النائب عدنان عبد الصمد فرفع حاجبيه وتساءل بدهشة: «كل هذه المليارات من أجل شعب لا يتجاوز تعداده المليون نسمة»؟ سامحك الله يا سيد عدنان. إذا لم يكن لديك مانع فنحن لدينا موانع في أن ينتظر وزراؤنا ووكلاؤهم مكرمة من سعد الحريري… وأتذكر حادثة جميلة للنائب السابق شارع العجمي عندما قال له ابنه: يعايرني أصدقائي بأنك يا والدي «ما دسّمت شوارك»، والمقصود بالجملة أن الفاضل شارع العجمي لم يسرق ولم يرتشِ عندما كان نائبا كما فعل بعض أصحاب المجمعات الحالية. فرد «بو ناصر» على ولده بقصيدة معبرة، منها:
يوم تدسيم الشوارب وتنكيس الرؤوس / موقفي يشتاق له كل رجل(ن) به حماس
يا طريق أهل الدناءة رديين النفوس / ما مشيتك لو تسلّفت قوتي واللباس
***
تلقيت اتصالا من الأخ «غانم» أحد أبناء المتهم بتهديد النائب علي الراشد، ذكر لي فيه بأن والده المتهم هو سعود الجمران، فسألته: هل هو الأديب والمؤرخ المعروف سعود الجمران أم هو تشابه أسماء؟ فأجاب: بل هو بعينه.
حقيقة، لا يمكن أن يتخيل عقلي هذا الأمر… أيعقل؟ الأديب سعود الجمران ذو الأعوام الثمانية والستين هو المتهم بالتهديد بالقتل؟ هناك شيء ما في الموضوع.
***
اليوم، وفي الثامنة مساء ستقام المباراة النهائية لكأس أمم أفريقيا بين منتخبي مصر والكاميرون. وفي حال فوز الفراعنة إن شاء الله، سيكون مقالي المقبل ليوم الثلاثاء بأقلام الزملاء المصريين العاملين في «مجموعة الراي الإعلامية»، تلفزيونا وصحيفة، ليعبروا عن مشاعرهم من خلاله. متمنيا ألا تتجاوز أي مشاركة الأربعين كلمة… وسيكون التنسيق مع الزميل حنفي رضوان… وقولوا يا رب.
***
حملة مقاطعة السلع المبالغ في أسعارها التي تمت تسميتها «ما نبيها» بدأت تؤتي ثمارها، وسأكشف ما لدي من معلومات في الوقت المناسب. لكن ما يمكن كشفه الآن هو أن بعض الشركات الموردة كثفت اجتماعاتها لتدارك الأمر خشية أن تتم مقاطعة سلعها على الدوام وليس لفترة محدودة فحسب… كل هذا النجاح ولما تتبلور الحملة بصورتها النهائية بعد، فهي لا تزال في طور التحضير… كفو يا شباب، واصلوا وسنتابع حملتكم على هذا الرابط:
http://nationalkuwait.com/vb/showthread.php?t=20522

 

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *