سعيد محمد سعيد

هل انتهى شهر محرم؟

 

بانتهاء شهر محرم الحرام، تبرز صورة قوية جدا ومؤثرة أثبتت أن المجتمع البحريني، لايزال يحافظ على صمام الأمان بين أبناء الطائفتين… فتلك الصورة، هي أن مراسم إحياء عاشوراء، مرت هذا العام، كما مرت في الأعوام السابقة، على خير وسلام… بغض النظر عن حوادث محدودة وقعت في تلك القرية أو تلك وعلى رأسها مسألة الخلاف على «التطبير»…

عموما، يكشف موسم عاشوراء في كل عام جوانب خطيرة ومخيفة، أولها نشاط الجماعات المأجورة والمجهولة في إشعال فتيل الفتنة الطائفية، ويبدو ذلك من خلال بضعة منتديات تحمل اسم المملكة لكنها لا تشرفها! وعبر بضع خطب ومحاضرات محدودة للغاية، ما أثرت في ضعاف النفوس وذوي العقول الصغيرة، ناهيك عن ممارسات تصدر عن أبناء الطائفتين ضد بعضهم بعضا… أي من مواطن ضد أبناء طائفته والعكس… وفي هذا الموسم أيضا، ينبري السياسيون والناشطون ومن هم يعتبرون أنفسهم (قيادات) هنا وهناك… ونشاهد أيضا مثقفين وكتّاب… الكل يدلي بدلوه في هذا الموسم حتى تشعر – إن كنت متابعا نشطا – أن الدنيا ستنقلب رأسا على عقب…

مر الموسم على خير، فلم ينفع أصحاب المنشورات الطائفية الصفراء المجهولة المصدر ما خطته أيديهم، ولم يستفد من حاول الإضرار بالأمن والاستقرار ما فعله أو حاول إثارته، ولم يؤثر أصحاب الخطب النارية السلبية في أفكار الناس اللهم إلا القليل المعذور على جهله… مر الموسم، لكنه سيأتي – إن شاء الله – في العام المقبل، وسيأتي أولئك الناس مع الموسم، وسنأتي معهم… المشكلة الرئيسية هي أن كل واحد منا يجب أن يكون طرفا في الحفاظ على قدسية هذه الذكرى، وليست إطلاقا مع من يرمي باللائمة كلها في ضبط كل صغيرة وكبيرة على رجال الأمن وعلى وزارة الداخلية… أنا لست معهم إطلاقا وخصوصا أن هذه الوزارة – اتفقنا أو اختلفنا مع قياداتها ومسئوليها – تبذل في موسم عاشوراء من كل عام جهدا تستحق عليه الشكر… وأعتقد أن عناصر شرطة المجتمع من الجنسين، يستحقون كلمات التقدير والشكر، بدلا من تكرار مقولة الصغار: «ويش يسوون شرطة المجتمع في المنامة… بس يدورون»! أما فكرة الحفاظ على الأمن بعناصر مقبولة لديكم، فهذه لم تطرِ على البال!

انتهى الموسم، وسيأتي في العام المقبل إن شاء الله بصورة أفضل مما كان عليه هذا العام… لقد كانت ذكرى عاشوراء وستبقى حالا من التجدد السرمدي، لن يوقف مسيرها الناهض كل يوم في عقول ونفوس البشر… لزاما علينا أن نحافظ عليها وألا نحولها إلى صورة من الإساءة للمذهب والبلد والناس.

هكذا كانت تقول المنتديات العدوانية التي لا تريد للبلد استقرارا… حتى أن بعضها لم يتوقف حتى الآن عن إرسال صور التحريض إلى الحكومة ضد مراسم عاشوراء، تارة بعنوان «لافتات الشيعة» وتارة بعنوان «أحقاد الشيعة ضد الحكومة»، وتارة بعنوان «الصفويون يدمرون البلد»… وتارات بعناوين ما أنزل الله بها من سلطان… وكلهم – أولئك المحرضون – ذوو أسماء مستعارة، من تحدثت عنهم في الأسبوع الماضي.

في المنتديات الطائفية تشتعل الحرب في محرم، لكن ولله الحمد، على أرض الواقع، البحرينيون إخوة تحت ظلال الحسين (ع).

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سعيد محمد سعيد

إعلامي وكاتب صحفي من مملكة البحرين، مؤلف كتاب “الكويت لاتنحني”
twitter: @smsmedi

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *