محمد الوشيحي

مطلوب… «دبدوب»

صرخت في وجه مسؤول سابق التقيته صدفة في إحدى الديوانيات: تتهموننا بالتأجيج ومهاجمة الحكومة للظهور بمظهر الأبطال أمام الناس على حساب التطور والتنمية؟ انظر إذاً لمستشاري بنك الكويت الوطني؛ رئيس وزراء بريطانيا السابق جون ميجور، رجل الأعمال المصري المبدع نجيب ساويرس، رئيس بنك باركليز السابق ماثيو باريه، المستشار الاقتصادي الخاص لشركة «بريتيش بتروليوم» البروفيسور بيتر دافيس، وغيرهم من عظماء العالم في الاقتصاد والإدارة، واحد وعشرون عقلية جبارة، من خيرة العقليات في الكرة الأرضية، استعان بها البنك، في حين تستقدم حكومتنا سقط المتاع من ذوي الخبرة في «مناديل القفا» والملفات السوداء الكبيرة و«كلّو تمام يا باشا»، مستشارون ليس منهم من «يفك الخط» في الكمبيوتر، دعك من بقية علوم العصر. أولئك هم مستشارو البنك وهؤلاء هم مستشاروكم رغم الفارق الكبير بين ميزانية الحكومة وميزانية البنك. وتأتي لتتهمنا بعرقلة التطور؟ تطور ايه اللي انتا جاي تقول عليه في السابعة مساء يا معلّم؟
وفي الوقت الذي يعتمد فيه بنك الكويت الوطني على أمثال ابراهيم دبدوب في رسم سياساته وخططه الاستراتيجية، تعتمد الحكومة الكويتية على أمثال عبد الهادي الصالح ومحمد السنعوسي والشيخ صباح الخالد والأجر على الله، والذين يعتمدون بدورهم على عبدو باشا وأبو العز باشا، و«إديها مية تدّيلك طراوة» و«الرزق يحب الخفية»… ولهذا جاءت النتيجة كما نرى الآن: البنك الوطني يحلق على ارتفاع خمسة وثلاثين ألف قدم، واضعا رجلا على رجل، ينظر من الأعلى لبعض البنوك بشفقة وهو يحتسي قهوته التركية، في حين تخاطب دولة الكويت بقية الدول «يا أهل الله يا اللي فوق، ما تبصوا على اللي تحت»، وتضع يديها على رأسها حماية له من أقدام الآخرين.
وبمناسبة الحديث عن «دبدوب»… هذا العبقري، كانت الحكومة قد رفضت تجنيسه بحجة أنه «مسيحي»، فقانون الجنسية لا يسمح بتجنيس غير المسلمين. وهذا يعني أن صاحب شركة مايكروسوفت بيل غيتس لو طلب الجنسية الكويتية (تخيّل) فسنرفض طلبه لأنه مسيحي هاهاها، بينما قد تمنح الجنسية للشيخ وجدي غنيم. عليّ النعمة، إبداع وأيّما إبداع… على أي حال، لا أظن أن إبراهيم دبدوب في حاجة الجنسية الكويتية، خصوصا وأنه الآن يحمل الجنسية القطرية ويعمل – إضافة إلى منصبه القيادي في البنك الوطني – مستشارا لدى أمير قطر… على رأسي يا شيخ حمد، والله كفو.
وفي هذه المناسبة العظيمة لا يسعني أيها الشعب الأبي إلا أن أغني مع المغنية العمانية: «مليان قلبي مليان ويسيل مثل الوديان»، وغطيني يا صفية.
***
الاعتداء اللفظي الذي قام به أحد مسؤولي وزارة الكهرباء والماء على الزميل ناصر الحسيني، الكاتب والمحرر في جريدة عالم اليوم، بسبب مقال كتبه الزميل، إن لم يُتخذ في شأنه أي إجراء رادع فسنصعّد الأمور إلى أقصاها، وستكون الأثمان حينها باهظة جدا. فالاعتداء على ناصر اليوم سيقود إلى اعتداءات أخرى غدا على زملاء آخرين… وصباح الخير يا جمعية الصحافيين التي تجاهلت الموضوع فتضاءلت أمام شموخ وفزعة لجنة المحررين البرلمانيين برئاسة الزميل المبدع خالد المطيري لزميلهم ناصر الحسيني. و«هيك بلد بدّو هيك جمعية صحافيين».
***
انهمرت الرسائل على بريدي الالكتروني تعلن عن تأييدها لفكرة مقاطعة السلع المبالغ في أسعارها (التي ارتفعت أكثر من عشرين في المئة)، وتطالبني بالإعلان عن بدء الحملة… على بركة الله، لنبدأ منذ اللحظة بمقاطعة هذه السلع التي أتمنى أن تتم تسميتها وتحديد أسعارها «قبل وبعد»، وسألقي بمسؤولية تسمية السلع وتحديد أسعارها والمقارنة بين الجمعيات التعاونية على عاتق أعضاء منتدى الشبكة الوطنية الكويتية «أكبر موقع إلكتروني كويتي»… ومشكورين مقدما.

 

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *