سامي النصف

الحرب قادمة فهل نحن نائمون؟!

هناك 3 سيناريوهات لما هو مقبل من أحداث ومواجهات محتملة بين الولايات المتحدة وإيران، وأعتقد شخصيا ان جميعها يدل على ان الخاسر الاكبر فيما قد يحدث هو أميركا، ومن ثم علينا كحلفاء وأصدقاء لها ان نطالبها بحل اشكالها مع ايران عبر الطرق السلمية والوسائل الديبلوماسية ومنهاجية الغرف المغلقة بعيدا عن التهديد والوعيد المتبادل.

السيناريو الأول هو بقاء الأمور ساخنة دون نزاع مسلح رغم التهديدات والتصريحات الغربية اليومية، وخسارة أميركا واضحة في هذا السيناريو كونه سيضعف من هيبتها في العالم ويظهرها كنمر من ورق خاصة أمام أعداء تقليديين مثل كوريا الشمالية وكوبا وحتى روسيا ممن يعتقدون ان المستنقع العراقي جعل الرأي العام الاميركي وممثليه في الكونغرس يرفضون تورط أميركا في حرب أخرى.

السيناريو الثاني حدوث ضربة عسكرية «جراحية» لأماكن محددة في ايران لا تخلق أي اهتزازات أو أضرار بنظام الحكم في طهران ومن ثم سيظهر بمظهر المنتصر خاصة عند قياس فارق القوى العسكرية والمادية والبشرية بين البلدين، وسيتم استغلال ذلك الانتصار لتلعب إيران دورا أكبر في المنطقة، وبالتالي خسارة أميركا في المحصلة النهائية لمثل تلك المواجهة، وقد يكون هذا السيناريو هو الاكثر احتمالا كونه الاقل ضررا على أميركا من السيناريوهين الآخرين.

السيناريو الثالث هو ضربة أميركية – ولربما بمساعدة اسرائيلية – كاسحة تستخدم بها احدث الاسلحة والقذائف المدمرة على مدى زمني أطول بشكل يهز صورة النظام في طهران ويضعف قبضته على الاطراف ما يمهد لخلق حالة أشبه بعراق ثان ستستغلها القاعدة وغيرها من منظمات ارهابية لاختراق ايران من الشرق والغرب، ومن ثم تخسر اميركا ضمن هذا السيناريو كونها ساعدت على خلق أكثر من قاعدة لتنظيم القاعدة عدوها الاول.

تتبقى قضيتان على هامش الحدث، الاولى هي ان عملية «الخداع الاستراتيجي» تتطلب الكثير من التحركات والتصريحات التي نراها ونسمعها ترسيخا لخديعة تكرار صيحة «الذئب، الذئب» أو «الحرب، الحرب» حتى يطمئن الخصم فتأتيه الحرب على حين غرة وقد حدث مثل هذا الامر مع العراق في الفترة الممتدة من 91 حتى 2003، القضية الثانية وهي الأهم هل نحن في الكويت مستعدون لاحتمالات نشوب مثل تلك الحرب وتداعياتها أم أن صراعاتنا الداخلية ستشغلنا – مرة أخرى – عن الاخطار المحيطة بنا؟!

آخر محطة:
قام الزميل محمد الحسيني بعمل مقارنة معلوماتية جميلة ضمن زاويته الشائقة «مواجهات يشهد عليها التاريخ» بين القائدين تشرشل وهتلر الذي يعتبر أخطر رجل عرفه التاريخ كونه تسبب في حرب عالمية راح ضحيتها 50 مليون انسان، بودي أن أشير في هذا السياق الى ما كتبه تشرشل في مذكراته من كلام خطير عن هتلر، وكيف تم السكوت عن تسلحه تحت سمع وبصر الدول الحليفة المنتدبة على ألمانيا حتى فاق بقوته قواتها مجتمعة، يقال ان دول العالم الثالث تشتهر بالاهمال في اداء أعمالها! على الاقل اهمالها لا يكلف الانسانية 50 مليون ضحية!

سعيد محمد سعيد

«المولوتوف» الجديد!

 

إذا كان من باب الحرص على المجتمع، والدفاع عن الدين وصيانة الشريعة السماوية والحفاظ على وحدة الأمة العمل على إلقاء القنابل وزجاجات (المولوتوف ذات الطراز الجديد) في المساجد ودور العبادة وفي المنتديات وفي كل مكان، وعلى رأس كل من هب ودب، فذلك من عجيب صنع الشيطان في عقول ونفوس بعض مثيري الفتن في بلادنا.

والأعجب أنهم كثر، ونحن نقللهم! وهم أقوياء ونحن نضعفهم، وهم أذكياء ونحن ندعي غباءهم! وبالتأكيد، هم يمتلكون المال والقوة، ونحن نسخر منهم!

وليس للعجب أو الاستغراب من كلامي طريق!

إن الحديث عن زجاجات حارقة جديدة، لم يأت من قبيل إشاعة حال من التشاؤم، أو المبالغة، فالحقيقة التي نعرفها ونعمل على طمسها أو ندعي الجهل بها، هي نشأة صنف جديد من البشر في المجتمع، أعطى ذلك الصنف لنفسه الحق في توزيع صكوك غفران على خلق الله، وذهب إلى أبعد من ذلك لتحديد الصح من الخطأ في العبادات والمعاملات، بل ولم يشبع حتى يومنا هذا من تصنيف الولاءات ومستوى المواطنة لدى كل مواطن.

لكن، كيف ولدت هذه الفئة ومن أين جاءت؟! هل هي صنف أصيل من تراب البحرين أم دخيل؟ والمصيبة، أن تلك الفئة مزيج بين أصيل ودخيل، وإن كانت النتيجة هي فرع هجين من الناس، إلا أن خطورة تلك الفئة تتضاعف يوما بعد يوم… فهي لا تقتصر على طائفة دون أخرى، وعلى ملة من الملل دون سواها، ولا على منطقة من المناطق دون غيرها.

ويبدو أن رغبة هذا الفريق في نشر التعاسة في عقول الشباب والناشئة لها ما ينميها أيضا!

ولعلهم كانوا من الذكاء بحيث يستخدمون الصبية والشباب لزجهم في (ميادين الشهادة)، فيوزعون الكتيبات الطائفية تارة، ويجهزون للتلفظ على خطباء الجمعة وعلى خطباء المنبر تارة أخرى، وغدا، سيعلم أولئك الذين أعدوهم وأمدوهم بالمال والعتاد واللسان السليط والتعامل الصلف في المجتمع، إنما هم أطعموا وحشا صغيرا بدأ يكبر شيئا فشيئا… لتنفتح شهيته الوحشية بلا رحمة.

سامي النصف

أخطر ما كتب عن الغزو

يبقى الغزو الصدامي الغاشم هو الحدث الاخطر والأهم في تاريخ الكويت منذ نشأتها الاولى، فقد اصبح الكويتيون يؤرخون الاحداث بقبل او بعد الغزو كحال بعض الاميركان ممن باتوا يؤرخون تاريخهم بقبل او بعد احداث سبتمبر2001.

مما لازال يكتب عن اسباب الغزو والاحداث المؤدية له من قبل بعض المضللين العرب والاجانب انه لولا الضوء الاخضر الذي اعطته السفيرة الاميركية ابريل غلاسبي لصدام عندما التقته في 24/7/90 لما حدث الغزو، ومثل ذلك القول ان الكويت لو تنازلت قليلا في مؤتمر جدة الذي عقد في 31/7 لما جرى الاجتياح.

صدر هذا العام كتاب هام عنوانه «قبل ان يغادرنا التاريخ» من تأليف الفريق الركن رعد مجيد الحمداني قائد فيلق الحرس الجمهوري الثاني «الفتح المبين» الذي شارك بفعالية في غزو الكويت، ويذكر كاتبه ان صدام جمع قادة فيالق الحرس الجمهوري في 2/7/90 ليبلغهم استياءه الشديد من الكويت واعتزامه القيام بعمل ما تجاهها.

في 15/7/90 ارسل طارق عزيز رسالته التهديدية للجامعة العربية، الا ان الفريق الركن الحمداني يذكر انه ابلغ من قبل قيادة الحرس الجمهوري في الساعة 11 صباح يوم 19/7/1990 بأن تستعد فرقته «لتحرير الكويت» وتم تحليفه على القرآن الكريم لكتمان ذلك المشروع (غزو الكويت) الذي يحمل رقم 17.

معنى هذا الكلام الخطير الصادر من قيادي كبير في الجيش الصدامي ان كل ما قيل بعد 19/7، اي التاريخ الذي صدر فيه امر الغزو كان تحصيل حاصل، فالغزو كان قادما لا محالة مهما قالت السفيرة الاميركية، كما ان اي تنازل من الجانب الكويتي في مؤتمر جدة كان سيحسب تاريخيا علينا دون ان يغير شيئا من مسار الاحداث عدا، لربما، تأجيل الغزو ليوم او يومين على الاكثر حتى يتم ايجاد كذبة او ذريعة اخرى.

ويضيف شاهد العصر الفريق الركن رعد الحمداني انه حضر الساعة 6 مساء يوم 31/7/1990 مؤتمر «الاوامر النهائية» للغزو الذي حُدّد حسب قوله في فجر يوم 2/8/1990، وعلينا ان نتذكر ان ذلك التاريخ «يسبق» انتهاء مباحثات مؤتمر جدة او حتى، لربما، بدايتها مما يعني مرة اخرى ان نتائج المؤتمر ليست مهمة كما يشاع في مسار الغزو.

آخر محطة:
المضحك المبكي ان العقيد الركن يدّعي انه توضأ وصلى صلاة التوكل على الله متوسلا العزيز القدير، حسب قوله، ان يوفقه في مهمته القائمة على قتل شعب آمن شقيق للعراق في العروبة والاسلام..

سامي النصف

سحور الإيمان والتسامح

بودنا أن يستضيف سمو رئيس مجلس الوزراء حفظه الله سحورا رمضانيا في قصره العامر يضم القيادات الروحانية في البلد من مسلمين ومسيحيين وغيرهم لإظهار كمّ التسامح الديني الذي يشتهر به بلدنا وسط بحور متلاطمة من التعصب المقيت تعج بها للأسف المنطقة العربية.

أحسن الداعية الشهير سلمان العودة بتبرئه المعلن ضمن برنامجه «حجر الزاوية» مما يفعله تنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن، وتساءل الداعية في الحلقة التي بثت قبل أيام عن المكسب في قتل التنظيم الارهابي للآلاف من الابرياء وعما جناه الاسلام من تدمير شعوب بأكملها في العراق وأفغانستان، وعن الفائدة كذلك من جر البلدان الاسلامية للحروب الأهلية؟! حقيقة ما الفائدة؟

أعلن بالمقابل تنظيم القاعدة في العراق عن جائزة قدرها 100 ألف دولار عدا ونقدا لمن يقتل رسام ورئيس تحرير صحيفة سويدية، وأضاف التنظيم انه سيرفع المبلغ الى 150 ألف دولار إذا ما تم نحر رئيس التحرير كما تنحر الأغنام، أي عند تحقق هدف تشويه سمعة الاسلام المعتاد واظهاره بأنه دين دموي، في هذا السياق لم يوضح التنظيم مقدار الاموال التي يمتلكها، والأهم.. مصدرها!

حتى لا تشغلنا المظاهر عن المخابر، بودنا أن نتمعن في الحكم الربانية من التعبد في الشهر الفضيل والذي ما وضع إلا رحمة ومغفرة للناس كافة، وعليه بودنا أن تنتشر عمليات التصالح والتسامح والمحبة بين الناس بعد أن كثرت عمليات التباغض والكراهية التي مست الاقرباء قبل الغرباء وطالت حتى زملاء العمل الواحد، تسامحوا وتحابوا في شهر رمضان المبارك، فما عمرت الأوطان والبيوت إلا بهما.

جلست بالأمس أستمع من صديق عراقي مخضرم لقصص أغرب من الخيال حصل عليها من أقرب المقربين لصدام، كما استمعت منه لروايات مرعبة أخرى كان مصدرها لجنة السجناء السياسيين العراقيين ابان حكم الطاغية وروايات ثالثة عن شرور عدي وجنونه، بودنا أن تدوّن تلك الجرائم وتنشر في كتب كي يطلع عليها المخدوعون، فقد تحول صدام وأبناؤه سريعا الى ملائكة أطهار ونخشى ان طال الزمن دون ايضاح لحقيقة الشياطين الصداميين ان يتحولوا الى أبقار مقدسة لا يجوز مسها أو الحديث عنها.

آخر محطة:
نرى ونسمع بين حين وآخر رسائل وأشرطة لابن لادن والظواهري، والتساؤل المحق هو عن مصير الناطق الرسمي باسم القاعدة سلمان أبوغيث وعما حل به، وهل سيتعرض التنظيم الارهابي بالأذى للداعية سلمان العودة بعد بيانه الأخير؟!

سامي النصف

الملك الضليل

اول من بدأ بتزييف تاريخ مصر الحديث هو الرئيس محمد نجيب الذي نص اول قرار اصدره بعد انقلاب 52 على الغاء اسم سعد زغلول من المناهج الدراسية عند التطرق لثورة 1919، وقد ذاق الرئيس نجيب مرارة نفس الكأس عندما تم الغاء اسمه كأول رئيس للجمهورية في مصر بعد الانقلاب عليه.

ومما تم تزييفه واشاعته بعد عام 52 ان خديويات وسلاطين وملوك وباشوات مصر كانوا موالين للانجليز وضد الشعب المصري وقواه الوطنية، والحقيقة ابعد ما تكون عن ذلك حيث كان توجه الحكام من ابناء واحفاد اسرة محمد علي معاديا تماما للغرب لذا كثرت عمليات عزلهم وابعادهم عن مصر كما قاد الباشوات كأحمد عرابي ومصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول ومصطفى النحاس وغيرهم الحركة الوطنية المطالبة بالاستقلال وتعرضوا بسبب ذلك للسجن والنفي ومصادرة الاموال.

فبعد نفي الخديوي اسماعيل عام 1879 تم في عام 1914 نفي الخديوي عباس حلمي الثاني الذي كان في زيارة لتركيا لتحضير جيش يقوده لتحرير مصر من الانجليز لذا انتشرت في مصر آنذاك مقولة «الله حيّ، عباس جيّ» وقد تولى الحكم بعده السلطان حسين كامل بعد الغاء لقب الخديوي الذي تعرض لاكثر من محاولة اغتيال لقبوله الحكم، وما ان توفي عام 1917 حتى رفض ابنه الوحيد وولي عهده الامير كمال الدين حسين عرش مصر مادام الانجليز يتواجدون على ترابها لذا سُلم الحكم للملك احمد فؤاد بعد الغاء لقب السلطان والذي عاش في وقت سابق منفيا مع والده الخديوي اسماعيل في ايطاليا واصبح ضابطا رفيعا في جيشها ثم سفيرا لتركيا وكان واسع الثقافة محبا للفن ويتكلم بطلاقة 6 لغات وقد رشح لحكم ألبانيا عام 1914 الا انه عاد لمصر واصبح ملكها في وقت لاحق.

تولى الملك فاروق الحكم وعمره 18 عاما وتركه وعمره 32 عاما بينما تولى من اسقطه ونعني الرئيس عبدالناصر الحكم وعمره 36 عاما وتوفي وعمره 52 عاما وقد كان للملك فاروق رغم صغر سنه طموحات لا حدود لها في جعل مصر عاصمة الخلافة الاسلامية او زعيمة الامة العربية وحافظ في عهده على السودان كجزء من مصر، كما ان هزيمة جيشه العسكرية عام 48 لم ينتج عنها فقدان اراض مصرية كما حدث في هزائم الانظمة الثورية التي خلفته بل على العكس نتج عن دخوله حرب فلسطين ضمه لقطاع غزة لمصر وهو حال مصر عندما تركها وعاش كالملك الضليل في ايطاليا يحلم بعودة عرشه حتى قتله بالسم ضابط المخابرات المصري ابراهيم بغدادي ونقلت جثته لمصر على شرط عدم تشريحها، ويمكن لابنائه هذه الايام ان يطالبوا بفحص الجثمان لحسم قضية سبب وفاته، خاصة ان السم لا يزول مع تقادم الزمن.

آخر محطة:
مازال مسلسل الملك فاروق هو الاكمل والاجمل في الاعمال الدرامية كما ان برنامج مسابقات سندريلا الكويت حليمة بولند هو الاروع والامتع ضمن برامج المنوعات، خوفنا الحقيقي على الاخت حليمة من الحقد والحسد وعمليات العرقلة التي يتعرض لها دائما المبدعون في بلدي.

سامي النصف

أحوال الديرة

تنشأ الأزمات السياسية في البلدان عادة على معطى رئيسي هو شح الموارد الاقتصادية وكيفية اقتسامها، لذا قل أن ترقب اشكالات سياسية حادة في الدول وافرة الثراء وقليلة السكان كسويسرا وسنغافورة ولوكسمبورغ والامارات وقطر والنرويج.. إلخ، بينما نلحظ بالمقابل الكثير من الاشكالات السياسية في الدول الفقيرة كثيرة السكان.

الاستثناء من تلك القاعدة العامة وكالعادة هو بلدنا العامر حيث تتزامن إشكالاتنا السياسية الحادة والطاحنة مع بلوغ أسعار نفطنا وعوائد استثماراتنا أرقاما قياسية غير مسبوقة مما يؤهل مواطنينا لأن يكونوا الأكثر سعادة في الدنيا ويؤهل بلدنا لأن يكون الأكثر استقرارا فيها.

اننا بحاجة الى وقفة حقيقية مع النفس لشرح اسباب الاشكالات القائمة المتلاحقة دون إلقاء اللائمة على معطيات غير حقيقية، أو اعطاء وعود حالمة تعلق الحلول على نتائج افضل للانتخابات المقبلة، حيث ان مخرجات الدوائر الخمس لن تختلف كثيرا – للعلم – عن المخرجات الحالية، كما ان شخوص وأداء رجال السلطة التنفيذية القادمين لن يكون بعيدا كثيرا عما هو قائم خاصة في غياب عمليات تنمية سياسية جادة وواعية لمن يريد ممارسة اللعبة السياسية تحت قبة البرلمان.

آخر محطة:
ستظل الاشكالات قائمة ما بقي سوء النوايا يلقي بظله على تلك العملية السياسية، ومما نحتاجه – عبر روشتة طويلة للعلاج – سلسلة لقاءات متتابعة تزيل الشك وتبدد الاوهام وتشعل الشموع وسط الظلام الغالب على علاقة السلطتين بدلا من الاكتفاء بمشورات ما قبل تشكيل الوزارة والتوقف عندها.

سعيد محمد سعيد

حراس «التربية»… الحلقة المفقودة!

 

من الواضح أن هناك حلقة كبيرة مفقودة بين حراس وزارة التربية والتعليم، وبين المسئولين عنهم، وبين المسئولين عن المسئولين عنهم! وإلا، لكان من المفترض أن تنتهي المشكلات التي تظهر (كل لحظة) منذ سنين… وخصوصا أن التجربة بدأت قوية، منظمة، وناجحة، ثم ما لبثت المشكلات أن تظهر.

ما يحير هو أن هناك طرفا واحدا، وهم الحراس، يريد من الطرف الثاني، وهو الوزارة، أن تستمع! أضف إلى ذلك أن ما يكتب في الصحافة عن أوضاع الحراس لا يحظى إلا بالتجاوب (الهاتفي) غير الموثق، من جانب مشرف واحد فقط يعمل لدى الوزارة في هذا القطاع… وأعتقد أن الوقت أصبح ملائما لأن يتدخل الوزير شخصيا لوضع حد لمشكلات هذا القطاع.

بعض الحراس يقولون إنهم يجهلون موقف الوزارة (منهم) ومن الهدف وراء سياسة «التطفيش والتطنيش» بحسب وصفهم! وقد وجدت رسالة طويلة استلمتها شخصيا بغرض ايصال الأمر إلى الوزارة، وعلى رأسها الوزير الذي عهدنا صدره يتسع لمثل هذه المشكلات ولا يهملها، وفي هذه الرسالة إشارة الى أن الحراس يريدون وضع حد للحال النفسية السيئة والقلق الدائم الذي يتضاعف مع إصدار التعاميم غير المدروسة، وآخرها تعميم تدوير الحراس على مدارس البحرين، كسبا للخبرة كما قيل، في الوقت الذي يتمسك مديرو المدارس بالحراس العاملين لديهم، كونهم أصبحوا أكثر إلماما بأوضاع المدرسة ومتطلبات العمل! والغريب أن من أصدر التعميم قارن بين تدوير الحراس وتدوير المديرين والمدرسين.

وهنا يشير الحراس الى أنه على رغم أن تدوير المديرين أو المدرسين هو لمصلحة العملية التعليمية وإثراء التعليم بخبرات المديرين والمدرسين، ولكننا نجهل الهدف من تدوير (الحراس) على رغم تمسك أكثر المديرين بهم في المدارس، لمعرفتهم بجميع أمور المدرسة! وأن التدوير يسبب لهم إرباكا!

وأنا لست مع الحراس حينما يقولون: «مازلنا نجهل السبب الحقيقي وراء هذا التدوير؟ وهل أصبحت مدارس المملكة تحتوي على متفجرات وصواريخ كاتيوشا وأجهزة تنصت وعمليات إرهابية يريدون من الحارس أن يكتشفها لتزداد خبرته كما جاء في التعميم؟» إذ من المهم تأكيد أن الأنظمة الإدارية لها أبعادها على مستوى الإدارة، وخططها، لكنني أتفق مع الحراس في أن القرار يجب أن يصدر بتوافق وقبول كل الأطراف ذات العلاقة إذا أريد له النجاح، وأتفق معهم أيضا في أن المضايقات لا تثمر نتائج عملية تنعكس بشكل إيجابي على مستوى الأداء والعمل والخدمة، كما أن شيوع فكرة «تطفيش الحراس» بين الكثيرين منهم، هو أمر ذو خطورة، على الوزارة أن تنتبه إليه، وعلى الإدارة المعنية بالأمن أن تبلغنا بالتطورات والمستجدات وما حقيقة هذا الخلاف المستمر بين الحراس وبينها!

سامي النصف

كل عام وأنتم بخير

بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك نرفع اسمى آيات التهنئة القلبية لمقام صاحب السمو الأمير المفدى وولي عهده الامين ولحكومتنا الرشيدة وللشعب الكويتي كافة والامتين العربية والاسلامية آملين من الباري عز وجل ان يعيده على الجميع باليمن والبركات وان يتقبل صوم الصائمين وقيام القائمين وكل عام وانتم بخير.

فقرة سأظل اكتبها كل عام مع قدوم الشهر الفضيل وبدء زيارات الدواوين وهي الحاجة الملحة لخلق بروتوكولات بسيطة لمثل تلك الزيارات توحد اجراءات ادائها حتى لا تتكرر كل عام «لخبطة» توجه بعض المهنئين لاصحاب الديوانية والبعض الآخر للبدء من اليمين ثم تصادمهم وسط الديوانية، اضافة الى ظاهرة زيارة دواوين تركها اهلها لزيارة الآخرين، الأمر يحتاج بكل بساطة الى اتفاق حكماء الدواوين على اعراف معينة واعلان الاجراءات المتفق عليها لموسم أو موسمين كي تتعود الناس على النهج الصحيح للتهنئة وينتهي الاشكال الدائم.

يبيح ديننا الحنيف بمذاهبه المختلفة الزواج من اربع والطلاق دون عدد حتى وان كان ابغض الحلال، ما يمكن للمغرضين ومحبي الفتن ان يخلقوا اعمالا درامية شائنة تقوم على المبالغة في استخدام تلك الاباحة بقصد تشويه سمعة الاسلام وهو امر لن نرضى عنه بالطبع كمسلمين، امر كهذا تم في مسلسل «للخطايا ثمن» في اساءة واضحة لاحد الأمور المباحة في المذهب الشيعي لذا وجب وقف المسلسل حتى لا تتم الاساءة لسمعة الاسلام والمسلمين وكي لا نساعد على اثارة الفتنة التي تمزق الاوطان تحت ذريعة حرية الرأي غير المسؤولة.

اخترت هذا العام – ان امكن – متابعة مسلسل الملك فاروق املا ان يتم انصافه وايقاف عمليات التجني الظالمة التي تعرض لها في حياته وبعد مماته، شاهدت ليلة أمس لقاء نادرا على قناة mbc مع احدى بناته التي سألها المذيع ضمنه عن مفارقة ان النظام الاشتراكي الذي اسقط عرش والدها عاش ابناؤه في القصور وتوفي احد اصهاره قبل مدة عن ثروة جاوزت مليارات الدولارات بينما عاشت هي ووالدتها واخواتها في شظف العيش رغم الاتهامات الكاذبة لوالدها بتكوين الثروات وقد كان جوابها الهادئ ان الله مسامح ولا فائدة من بث الكراهية والنظر الى الخلف.

آخر محطة:
نتمنى ان نسمع ببيان عاجل من الجهات المسؤولة ترد زيف الاكاذيب والمغالطات عن الشرفاء من أهل الكويت والا فمن رد على دعاوى واكاذيب ماكينة صدام الغوبلزية الكبرى قادر على الرد بكفاءة على ما هو اقل منها، وكل عام وانتم بخير.

سعيد محمد سعيد

سامحنا… يا شهر الله!

 

«جاءكم شهر هو عند الله من أفضل الشهور»… هكذا يصف المصطفى محمد (ص) مكانة شهر رمضان عند رب العزة والجلال… مبارك عليكم الشهر، وجعلنا الله وإياكم من الفائزين بخيراته وعطاياه السنية.

منذ صغرنا، ونحن نقرأ في كتب القراءة ونشاهد في برامج الأطفال، ونسمع من بعض المعلمين والمشايخ فضائل هذا الشهر العظيم، وتتوالى أمامنا قائمة من القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية، حتى كبر الكثيرون منا واصطدموا بواقع مرير لا يوجد له مثيل إلا في المجتمعات الإسلامية، والسبب في ذلك كله التشدد، والإعلام المتشدد، وقابلية المجتمع… بل لنقل قابلية غالبية فئات المجتمع، لأن تصبح أداة للهدم لا للبناء… وخصوصا في شهر الله المعظم.

شهر رمضان الذي يهل علينا اليوم، سبقته عاصفة خفيفة سببها المسلسل «المفترض» قبل إلغائه «للخطايا ثمن»، وما ثارت عاصفته لأنه يعيد ترتيب منهج التفكير المتعقل في القضايا الراهنة التي يعاني منها المجتمع الإسلامي، بل لأن هناك – وراء الكواليس – تختفي الأيدي الممولة ذات النوايا الخبيثة! وتختفي جماعات قوية السيطرة (مالا وإعلاما) من أجل أن تبث في المجتمع الإسلامي، الخليجي خصوصا، والعربي والإسلامي عموما – وفي شهر الله الكريم، سموما فتاكة، ستكون بلا شك أشد فتكا من برنامج «الحوار الصريح بعد التراويح» الذي بثته في ما بين العامين 2003 و2004 قناة «المستقلة» الفضائية وناقش خلافات المسلمين سنة وشيعة بأسلوب (دعهم يتناحرون واشرب نخب الانتصار).

مختصر القول، إن شهر رمضان الكريم أصبح موسما خصبا تستعد له «مافيا» الطائفية والتكفير والتشدد لكي تعيد (نشر الفضائل والقيم الإسلامية المعاصرة) التي تبدأ بالتسفيه والتسقيط، وتمر بالتنكيل والتهديد، وتنتهي بالتقتيل والتفجير! قاتلكم الله، من أين أتيتم بكل هذه الأفكار الهدامة وأنتم حتى يوم الناس هذا، لم تتمكنوا من تعلم كيفية الظهور أمام الناس بـ «لباس» يعكس شخصية ونظافة وإيمان وتحضر وطهارة الإنسان المسلم؟ فيصبح الوجه المكفهر المشوه بالعيون الحمراء والجباه المقطبة، واليد الغليظة والجسم المنتفخ والكرش الكبير والأقدام (الملحة) هي الهندام الإسلامي الذي تفوح منه روائح المسك ودهن العود!

أحبائي، نحن من نتحمل المسئولية وليس أولئك «المتشيخين» علينا! ولننظر على مدى السنوات الماضية كيف سببت أعمال تلفزيونية وكتب وكتيبات ومنشورات في تدمير علاقات الكثيرين مع بعضهم بعضا، لأن غالبيتنا يا أعزائي، نتحرك بحمية الطائفة، وعاطفة الطائفة، وصمود الطائفة وتسيد الطائفة، ثم بعد ذلك، يجلس الأكاديميون والمثقفون الذين تعلق عليهم الآمال لكي يهزوا رؤوسهم موافقين على كلمة سفيه خاطب الأطفال بالقول: «أين ذهبتم في إجازتكم الماضية؟ فرد بعض الأطفال بأنهم ذهبوا إلى مهرجان الجنادرية الثقافي مع أهاليهم؟ فرد وهو يمثل دور الباكي الكذاب المزيف: «إخوانكم يذهبون إلى الجهاد وأنتم تذهبون إلى الجنادرية».. فعلا، قاتلك الله، وقاتل معك من هز رأسه متأثرا موافقا على ما تقول، و… أنعم الله على جميع من يقرأ هذه الأسطر، بخير وبركات شهر رمضان المعظم..

مبارك عليكم الشهر…

سامي النصف

قضايا الأربعاء

العزاء الحار للأصدقاء الأفاضل طلال النفيسي وصلاح البرجس وفواز الفضل على مصابهم الجلل بأبنائهم وفلذات اكبادهم المرحومين يوسف وحمود وعبدالله ممن وافاهم الاجل إثر حادث مروري اليم، للفقداء الاعزاء الرحمة والمغفرة والجنان الواسعة ان شاء الله ولاهلهم وذويهم ومحبيهم الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا اليه راجعون.

لا صحة على الاطلاق لخبر احالة مجلس ادارة «الكويتية» للنيابة العامة كما نسبت ذلك احدى الصحف بالامس للمسؤول المختص، كما لا توصية بهذا الخصوص من مجلس الامة أو لجنة التحقيق فيه، فشخوص اعضاء مجلس الادارة وتاريخهم المعروف والمشرف في البلد اكبر بكثير من تلك التخرصات وتلك الأكاذيب المعروف مصدرها ومقصدها.

نشرت قبل الاجازة رسالة من احد العاملين في السجن المركزي، كشف خلالها كثيرا من الممارسات الخاطئة فيه، وهو أمر اقرب للمسلمات، حيث لا يمر يوم دون القبض على احد العاملين أو السجناء ممن يتاجرون في المخدرات والممنوعات، وقد وصلنا اثناء الاجازة رد من مدير العلاقات العامة بالداخلية ينكر فيه ايا من تلك الأمور، ويرى ان الجهات المحلية والدولية تشيد بمستوى السجون الكويتية و«ريادتها»، كنا سننشر الرد لولا المغالطات والأمور المخجلة التي اتت في بدايته مما يظهر ان هناك من يوقع على الكتب دون قراءتها.

وهناك استياء من تصرفات بعض العاملين في وزارة الداخلية الكويتية تجاه المواطنين والوافدين مما يثير الشكاوى في الداخل والخارج، ويخلق المشاكل المتكررة لبلدنا، ويمحو نجاحات الديبلوماسية الكويتية التي بنيت عبر اعوام طوال، بودنا ان تتم عمليات تدريب وارشاد مستمرة لرجال الامن لكيفية التعامل الامثل مع المواطنين والمقيمين خاصة ونحن نخطط لكويت المركز المالي والانفتاح، وارشح في هذا السياق الصديق الاعلامي طارق الرجيب لعمل مثل تلك الكورسات الواجبة والدائمة.

تم سحب المحققين من مخافر الشرطة في جميع المناطق مما جعل المخافر جسدا بلا روح، وقد تم نقل جميع المحققين لمبنى التحقيقات المركزي في منطقة شرق، زرت المكان للابلاغ عن حادث وقع لسيارتي فوجدته في حالة مزرية جــــدا ولا يمكن ان يتناسب مع وضعنا كدولة راقية لديها فوائض مالية لا تعرف ماذا تفعل بها، فمتى تتوقف متناقضة الدولة شديدة الثراء والمؤسسات شديدة الفقر والعوز؟!