الوسم: الكويت
الكويت من الإمارة إلى الدولة (9)
الوحدة: محطة قومية ووطنية… ومهرجان الشويخ
ليلة إعلان الوحدة بين مصر وسورية تجمّعنا في النادي الثقافي القومي في «كشك معرفي»، نستمع إلى خطاب كل من جمال عبدالناصر وشكري القوتلي، ثم التوقيع على اتفاق الوحدة بين مصر وسورية وقيام الجمهورية العربية المتحدة برئاسة جمال عبدالناصر.
كان يوماً تاريخياً بكل معنى الكلمة بالنسبة إلى طموحاتنا. لم نكن نتصور أن مصر سوف تلقي بكل ثقلها في معركة الوحدة ومواجهة العدو الصهيوني، لأننـا كنا نستبعدها في مخططاتنا لغيابها عن همومنا القومية، وكنا نؤمـن بأن علينـا أن نكتفي بالعمل لوحدة سورية والعراق، لمجابهة العدو الصهيونـي، مما سوف يستغرق عشر سنوات على الأقل من العمل القومي الجاد، أما أن نحقق الوحدة مع مصر عام 1958 فقد كنا نرى ذلك ضرباً من المستحيل!
الكويت من الإمارة إلى الدولة (8)
أزمة المياه… وتكوّن النظام السياسي في الخمسينيات
في هذه الفترة وبعد أن بدأت مرحلة إعمار البلد مع تدفق أموال النفط برزت مشكلة المياه في الكويت. جرت مفاوضات مع العراق أسفرت عن إعداد مشروع اتفاقية لجلب المياه من شط العرب ، مئة مليون غالون يومياً مقابل تأجير ميناء أم قصر الكويتي للعراق، وسميت الاتفاقية باتفاقية أم قصر، خلاصتها أن تستأجـر الكويت الأراضي العراقية التي يمر بها أنبوب الماء بمبلغ دينار واحد سنوياً ولمدة 99 عاماً، ويستأجر العراق ميناء أم قصر لمدة 99 عاماً بدينار واحد سنوياً.
وكلف الشيخ عبدالله السالم الشيخ يوسف بن عيسى بدعوة مجموعة من الشخصيات الكويتية لأخذ رأيها في الاتفاقية. اجتمعت هذه المجموعة بمدرسة الصديق في منطقة أم صدة داخل مدينة الكويت وبحثوا الاتفاقية وكانت النتيجة أن صوتت الأغلبية لصالح الاتفاقية. بعدها اجتمع المجلس الأعلى وأصدر قراراً برفض الاتفاقية، وقرر بدلاً عنها التوسع في إنشاء محطات التقطير مدعياً أن تلك هي رغبة الشعب الكويتي، والغريب أنه لأول مرة يوقع الأعضاء في المجلس الأعلى على المحضر على غير عادة. متابعة قراءة الكويت من الإمارة إلى الدولة (8)
الكويت من الإمارة إلى الدولة (7)
الصحافة الكويتية والحركة العمالية
بعد تولي عبدالله السالم الحكم عام 1950 بدأت الصحافة المحلية بالعودة إلى الصدور وبشكل سريع ومتواصل، وتصدت هذه الصحف وهي صحف شهرية أو أسبوعية للمشكلات الداخلية والقضايا العربية بشكل حيوي ولافت للنظر على الرغم من القيود المفروضة عليها آنذاك. ففي البداية كانت الصحافة تابعة للأمن العام، أي تحت رقابة الشيخ عبدالله المبارك أو الشيخ عبدالله الأحمد الجابر أثناء غياب الأول، وفرضت الرقابة المسبقة على كل ما ينشر، وبعد إنشاء اللجنة التنفيذية العليا أصبحت الصحافة تابعة لإدارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وألغيت الرقابة المسبقة وطلب من الصحافة التي تصدر باسم الأندية والجمعيات آنذاك بأن يكون لها رئيس تحرير مسؤول، وبعدها اشترط بأن لا يكون رئيس التحرير موظفاً حكومياً مما أربك الصحافة وتسبب في تعطيل معظم الصحف لفترات طويلة. وبعد أحداث ثانوية الشويخ في فبراير 1959 تم إغلاق جميع الصحف الكويتية وسحب امتيازها.
الكويت من الإمارة إلى الدولة (6)
مهرجان الشويخ المصغر
إثر تلك الأحداث الدامية التي عرضناها في حلقة الأمس نظمنا مهرجاناً في إحدى قاعات ثانوية الشويخ حضره كل من عبدالله المبارك وعبدالله الجابر، وألقيت فيه كلمة حماسية إشادة بالمظاهرات المنددة بالعدوان الثلاثي ومنددة بالإجراءات القمعية التي تعرض لها المتظاهرون من قوى الأمن مما شكل استفزازاً لعبدالله المبارك، فمد يده إلى مسدسه الموجود في جيبه ليطلق النار عليّ فأمسك عبدالله الجابر يده، ويبدو أنه أفهمه خطورة تصرّفه فأعاد المسدس إلى جيبه، أو أنها كانت تمثيلية مثلما حدث معي في الأمن العام سابقاً، ولكونهما في الصف الأول من القاعة فلم ينتبه الحاضرون لما حصل. وأكملت كلمتي وانتهى المهرجان بسلام. متابعة قراءة الكويت من الإمارة إلى الدولة (6)
الكويت من الإمارة إلى الدولة (5)
محطّات من العمل القومي والوطني
منذ عودتي إلى الكويت كان لي برنامج يومي تقريباً التزمته لفترة من الزمن، فحالما أنتهي من دوامي بوزارة الصحة، أتوقف في سوق التجار ثم أمرّ على الشيخ سعد العبدالله الصباح في مكتبه قبل الذهاب إلى البيت للغداء، ثم أعود إلى الدوام في الصحة يلي ذلك اجتماعات تنظيمية وزيارات للدواوين. كانت الصرامة في استخدام الوقت أفضل استخدام عنصراً مهماً في العمل السياسي والاجتماعي، فمن ممارسة ملتزمة للطب وتكريس وقت للعلاقات الاجتماعية والعمل التنظيمي، وهكذا كان هناك تواصل دائم مع التجار، إضافة إلى وجود علاقة منفتحة وخالية من العقد مع الأسرة الحاكمة. ولعل أحد الأمثلة الدالة على ذلك أنه حينما أنشأنا لجنة شعبية لجمع التبرعات اتصل بنا الشيخ سعد العبدالله الصباح طالباً الانضمام إلى تلك اللجنة. ويتجلى المثال الآخر من خلال حادثة إغلاق جريدة «الفجر»، التي كانت قد أغلقت بأمر من دائرة المطبوعات التي كان يرأسها الشيخ صباح الأحمد الصباح، وقد تصادف خارج البلاد بعد ذلك القرار فكان أن ذهب يعقوب الحميضي للحديث مع الشيخ جابر الأحمد الصباح في مدينة الأحمدي مطالباً إياه بالسماح للفجر بالعودة إلى الصدور، وقد أمر بإعادة صدورها فوراً، وطلب منا أن نلتقي عنده في «الجوهرة»، وأفصح لنا عن رغبته في وجود دستور للكويت عندما ذهبنا إليه أنا ويوسف إبراهيم الغانم وجاسم القطامي، وبدأنا منذ ذلك الوقت نعمل معاً لتحقيق هذا الهدف، وعقدنا عدة اجتماعات في بيته «الجوهرة» لبحث مجمل الأوضاع في الكويت. متابعة قراءة الكويت من الإمارة إلى الدولة (5)
الكويت من الإمارة إلى الدولة (4)
الكويت بوابة الانفتاح
لم تكن عودتي إلى الكويت عادية هذه المرة. عدت محملاً بمشروع قومي
واعد كنت أرى فيه خلاص الأمة من الضياع والتشتت، ولربما يتمثل في تحقيقه
الوصول إلى آمال هذه الأمة نحو التقدم والرفاهية. كذلك عدت هذه المرة بتجربة
تنظيمية وسياسية ثرية، كنت أرى أنها تعني الكثير لنهوض الكويت، ذلك البلد
الصغير الذي كنت قد تركته شاباً صغيرًا، وعدت إليه كأوّل طبيب كويتي.
الكويت من الإمارة إلى الدولة (3)
أيـام الدراسـة وأحداثـها
إذاً، فطفولتي وحتى فترة مراهقتي بعيداً عن الوطن وبداية تعليمي بالخارج لم تكن عادية على الإطلاق، إلا أن تلك الأجواء العامة الجميلة وبوجود شخصية كخالد العدساني وصديق كمرزوق فهد المرزوق، جعلتنا نفكر ونحن طلاب في المرحلة الثانوية أن نعمل شيئاً من أجل الكويت ونبدأ بإنشاء نادٍ أدبي في المرحلة الأولى من عملنا الوطني. فاتصلنا نحن الثلاثة، أنا ومرزوق فهد المرزوق وعبدالله يوسف الغانم، بالطلبة الكويتيين الدارسين في مصر نطلب منهم التعاون والتنسيق، وكان ردهم إيجابياً. واتفقنا أن نلتقي في إجازة الصيف بالكويت لنطرح الموضوع على بعض الأصدقاء الموجودين في الكويت، وتم ذلك. متابعة قراءة الكويت من الإمارة إلى الدولة (3)
الكويت من الإمارة إلى الدولة (2)
الـطـريـق إلـى الجامعة
لم يكن قرار السفر إلى الخارج للدراسة لشاب في الرابعة عشرة من عمره وبوصاية والدة لا تعرف القراءة والكتابة بالقرار السهل. لعلها كانت قوة شخصية الوالدة، وكونها قد تحملت مشقة تربيتنا، وكدحت لإعاشتنا. لعلها إذاً قد رأت في التعليم فرصة لحياة أفضل، أو لعلها رأت فيه تعويضاً عما قاسيناه في حياتنا، وخصوصاً بعد إصابة الوالد. وهكذا لم تمانع في سفر أخي عقاب للدراسة في البحرين، ولا في سفري إلى بيروت. أما أنا فلعلي لم أدرك مشقة الغربة، أو أن إحساسي بمصاب والدي، الذي لم يعالج معالجة صحيحة بعد معركة هدية، وبقي الكسر الكامل ليده اليمنى كما هو دون أن يلتئم، كان دافعاً للسفر لتحصيل العلم والعودة لتعويض والدتنا ما تحملته من شقاء. متابعة قراءة الكويت من الإمارة إلى الدولة (2)
الكويت من الإمارة إلى الدولة (1)
البدايات… من الدهلة إلى بيروت
“الدهلة” فريج أو حي صغير من أحياء مدينة الكويت القديمة يقع في وسطها تقريباً، بين حديقة البلدية الآن التي شيدت في موقع مقبرة قديمة على شارع الجهرا غرباً وسوق واجف شرقاً والصفاة جنوباً وفي الشمال حي السبت الذي يعزل الدهلة عن فريج الجبلة وفريج سعود اللذين ينتهيان “بالفرضة” الميناء التجاري الرئيسي للكويت في ذلك الزمان. وفي ذلك الوقت من عام 1928 وفي ذلك الحي ولدت. متابعة قراءة الكويت من الإمارة إلى الدولة (1)