د. شفيق ناظم الغبرا

انعكاسات ردود الفعل على الرأسمالية في ظل العولمة

واحدة من أكبر المخاوف التي تواجه القطاع الخاص والأنظمة السياسية ذات البعد الرأسمالي في العالم حصول ردة فعل شعبية على سياساتها مما يهدد بالإطاحة بالكثير من التطورات التي جاءت مع العولمة المتحركة بقوة القطاع الخاص. ما وقع في العالم العربي في الخمسينات والستينات يجب أن يبقى في الذاكرة. فقد قامت قوى شعبية من الضباط الأحرار مدعومة من قطاعات كبيرة من الفئات الاقتصادية الوسطى والدنيا من المجتمع بالانقلاب على الأنظمة السياسية القائمة، وذلك بسبب ما اعتبر في حينه تفشي الفساد وقيام ملاك الأراضي والمصانع والمؤسسات بخسارة الشارع والمجتمع في ظل البحث عن الربح السريع في كل عمل. هكذا سقطت دول مثل مصر والعراق وليبيا وسورية ضحايا لتلك الحالة من ردة الفعل. لم يكن ذلك الأمر مقصوراً على الدول العربية، بل انتشر لدول شتى في العالم من كوبا إلى أوروبا الشرقية ومن آسيا إلى أفريقيا، مما هدد النظام الرأسمالي برمته وحاصره في مناطق محددة في العالم. متابعة قراءة انعكاسات ردود الفعل على الرأسمالية في ظل العولمة

د. شفيق ناظم الغبرا

كويت العصر الذهبي… كيف كانت؟

عندما يتساءل الناس والشباب عن العصر الذهبي للكويت تأتي مع هذا التساول جملة من الصور المختلفة من واقع اليوم. أحياناً يتساءل الجيل الجديد: كيف كان حال الكويت في ذلك العصر وكيف كان حال الكويت مختلفاً؟ قد لا تستطيع الأسئلة في هذه المرحلة أن تجيب عن الأساس الذي أعطى الكويت ألقاب مثل لؤلؤة الخليج أو درة الخليج وأعطى فرقها الرياضية وريادتها التعليمية صفة النموذج لشعوب شتى في منطقة الخليج. وكان ذلك عصر خاص تميّزت فيه الكويت عن غيرها، لأنها حكمت العقل والمنطق والطموح في كل شيئ كما حكمت الحكمة والإبداع في قراراتها وطرق بناء فرقها. العصر الذهبي للكويت يعني أن الكويتيين كانوا منفتحين على ذاتهم وعلى العلم والعمل وعلى الجديد بأنواعه كلها. كانوا من بين العرب مجددين، مكتشفين، مقبلين على العالم الذي يتشكل من حولهم بلا خوف أو تردد أو تقييد. في العصر الذهبي كانت التنمية أولوية تنفيذية قبل أن تكون أولوية كلامية، وكان التعليم والتجديد والانفتاح والانعتاق من القيود ممارسة دائمة. وكان هذا العصر بالتحديد عصر ثقة بالنفس وثقة بالمستقبل وتبنٍ للكفاءات والقدرات كلٌ في مكانها وكلٌ في مجالها. لقد اكتسب ذلك العصر لقبه الذهبي، لأنه التزم أولاً بمشروع الدولة وبإنشاء الدستور، بالانفتاح على الآخر، أكان عربياً أو عالمياً، وبمعايير الإنجاز عبر إنشاء البرلمان وبناء المؤسسات وتحديد الصلاحيات. في الزمن الذهبي تصالحت الكويت مع نفسها ومع العالم لتنتج الكثير من الجديد. متابعة قراءة كويت العصر الذهبي… كيف كانت؟

د. شفيق ناظم الغبرا

البرنامج الحكومي ومجلس الأمة الجديد!

مهما كانت النتائج المقبلة، سيكون هناك تشكيل حكومي جديد. ولكن يجب بالوقت نفسه أن يكون هناك مجال لإعطاء الحكومة فرصة لإثبات قدراتها وإمكانياتها. وبغض النظر عمن سيكون في سدة رئاسة الحكومية المقبلة (وإن كانت المؤشرات كلها تؤكد أن رئيس الحكومة سيكون الشيخ ناصر المحمد) إلا أن الأساس هو في المقدرة على فتح صفحة جديدة لديها عنوان رئيسي: إعطاء فرصة للحكومة للقيام بدورها، وإعطاء فرصة للحكومة للقيام بصنع التغيير في ظل برنامج سياسي وإداري وحكومي ملزم للحكومة على مدى الأعوام التالية. لهذا يجب أن يكون التفكير الحكومي الآن منصباً على تجميع فريق سياسي وإداري واقتصادي قادر على وضع الخطوط العريضة للبرنامج الحكومي الذي يجب أن يتم انتقاء الوزراء على أساسه. بمعنى آخر يجب أن يكون هناك تصور يجري بناؤه الآن بصورة جماعية يتحول إلى التوصيف الوظيفي لكل وزير ولكل مسؤول في الإدارات الحكومية على جميع المستويات. متابعة قراءة البرنامج الحكومي ومجلس الأمة الجديد!

د. شفيق ناظم الغبرا

أزمة السياسة في الكويت… في انتظار حلول!

السياسة متحركة في الكويت كما لم تتحرك من قبل. فمع كل يوم تطور جديد وآراء مبتكرة وتصورات أجدد وصراعات متقدة. هكذا تستمر الحملة الانتخابية معبرة عن مأزق البلاد ومشكلاتها المتعددة والقضايا التي تحيط بها. حركية السياسة في الكويت وما لها وما عليها سوف تبقى في حال عدم اتزان إلى يوم الانتخابات، إذ سيستمر الغموض حتى يوم إعلان الفائزين بعضوية المجلس والتعرف على هوية كل منهم واتجاهه السياسي والاجتماعي. ولكن هذا لن ينهي الحركة وذلك لأن إعلان النتائج سيخلق وضعاً جديداً، وان إعلان أسماء أعضاء الحكومة الجديدة سيمثل هو الآخر بداية تحدد اتجاه الرياح ومدى ملاءمتها أو تناقضها مع ما قيل في الحملة الانتخابية. قد نجد بالتالي حكومة أكثر تصادماً مع المجلس، وقد نجد العكس، قد نجد حكومة إصلاح وقد نجد حكومة انتظار. سيبقى كل شيء خلال هذه اللحظات في حال انتظار حتى يتبين شكل المرحلة وشكل البلاد وشكل الصراعات الجديدة، ومعها الأزمات الجديدة. متابعة قراءة أزمة السياسة في الكويت… في انتظار حلول!

د. شفيق ناظم الغبرا

الإعلام والمعرفة في الفضاء

تتضح كل يوم ملامح واقع إعلامي جديد. فبالأمس القريب كانت الكويت أسوة بغيرها من دول العالم العربي بلا إنترنت وبلا تلفزة غير التلفزيون الوطني الوحيد، وكانت بعدد قليل من الصحف وبمصادر قليلة للمعلومات وتعيش حال رقابة مضخمة. أما اليوم فالكويت مليئة بهواة الإنترنت، وكتاب المدونات ومليئة بالصحف والمحطات الجديدة وغيرها من وسائل الإعلام وفوق هذا كله مليئة بالمرشحين وبرامجهم وإعلامهم وندواتهم وأطروحاتهم وانتقاداتهم.

متابعة قراءة الإعلام والمعرفة في الفضاء

د. شفيق ناظم الغبرا

ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية: عندما يتحكم منطق الانتقام

منذ ثلاثة عقود ونصف العقد بدأت في لبنان الحرب الأهلية التي دامت ستة عشر عاما (1975 1991-) على وجه التقريب.  وقد تحولت تلك الحرب إلى واحدة من أهم الحروب الأهلية في تاريخ الشرق الأوسط الحديث وذلك لكثرة لاعبيها، ولوقوعها على بوابة القضية الفلسطينية، ولطبيعة المراحل التي تحكمت بمسارها، ولحجم الخسائر التي شملت كل فئة من الفئات المشاركة بها. الحرب الأهلية في لبنان شكلت للكثيرين من لاعبيها اللبنانيين، عندما بدأت، محاولة للتخلص من واقع قائم من أجل إيجاد واقع جديد. قطاع كبير من الحركة الوطنية اللبنانية الأقرب للمسلمين أراد أن يتخلص من «الكتائب اللبنانية» و«حزب الأحرار» بصفتها أحزاباً تمثل قطاعا كبيرا من المسيحيين المسيطرين على لبنان، بينما سعى قطاع كبير من المسيحيين إلى التخلص من نفوذ المقاومة الفلسطينية بصفتها عنصر تقوية للحركة الوطنية اللبنانية المحسوبة على القواعد الإسلامية والنفوذ العربي الأكبر. أما المقاومة فكان لها رأيان. رأي لم يكن يريد التورط في الحرب وكان يفضل توقفها بعد جولة أو أكثر، وآخر كان يفضل اشتعالها ويشارك والحركة الوطنية اللبنانية آمالها بحدوث تغير كبير في لبنان، وتحجيم الأحزاب المسلحة اليمينية المسيحية (كتائب ـ قوات لبنانية، أحرار، حراس ارز وهكذا). أما سورية فهي الأخرى كانت الدولة الجارة التي تنظر إلى لبنان بعين التدخل عند أول فرصة. لهذا دعمت سورية في البداية جهات فلسطينية ولبنانية رئيسية شاركت في اشعال الحرب ثم تخلت عنها وتحالفت مع الكتائب والأحرار اليمينيين وذلك وفق سياسة الهدف منها التمدد وتوسعة رقعة النفوذ لتشمل لبنان. أما العالم العربي فهو الآخر عاش الانقسام: فنسبة كبيرة منه أيدت الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية، ونسبة منه شعرت بالرهبة من سقوط لبنان في وحل الحرب وتناقضات السياسة العربية والعالمية والفلسطينية. متابعة قراءة ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية: عندما يتحكم منطق الانتقام

د. شفيق ناظم الغبرا

لماذا يجب أن نسمح بالفرعيات؟

إن سعي القبائل نحو الانتخابات الفرعية فيه الكثير من التصميم، وهناك في المقابل تصميم على منع هذه الانتخابات الفرعية بالقوة من قبل الحكومة. إن ما يقع فيه إشكالات كثيرة. فكيف يتم منع تجمع هدفه التنسيق بين الناس على كيفية التصويت وكيفية الإدلاء بالأصوات؟ كنت أتوقع بطبيعة الحال منع تجمع هدفه تخريب صناديق الاقتراع أو منع تجمع هدفه منع التصويت ووصول الناخبين لصناديق الاقتراع. لهذا فإن منع تجمع، لأبناء القبائل، هدفه السعي للانتخابات والاتفاق على أصوات وليس لبناء متاريس، يمهد للكثير من الغضب في الكويت. إن نفي رابطة القبيلة لا يعني اختفاءها، وأخذ قرار المنع بالقوة لا يكفي لتحجيمها، كما أن القبائل تعتبر ذلك تعديا عليها مما يزيد من تمسكها بالقبيلة والفرعيات. في هذا يجب البحث عن طرق وأراء جديدة في التعاطي مع القبيلة والسياسة والانتخابات في الكويت. أين المطبخ السياسي للدولة الذي يفكر في الاستراتيجية وفي كيفية التعامل مع الظواهر الاجتماعية والانتخابية؟ من الواضح أن هناك غيابا في الاستراتيجية وتعاملاً آنيا مع ردات فعل سريعة. لكن هذه وصفة لمزيد من التخريب في العلاقات بين مكونات المجتمع الكويتي. تحت كل الظروف يجب عدم تحويل أبناء القبائل إلى القضاء بسبب الفرعيات. إن منع الفرعيات بالقوة قد ساهم في تقوية القبلية في الكويت، فما يقع مع القبائل هذه الأيام يساهم في الاستفزاز والغضب والضيق وردة الفعل القريبة والبعيدة الأمد. سوف يؤثر كل هذا في صناديق الاقتراع ويأتي إلينا بنواب أكثر سخطا على الحكومة؟ متابعة قراءة لماذا يجب أن نسمح بالفرعيات؟

د. شفيق ناظم الغبرا

الانتخابات بين أجواء التفاؤل والتشاؤم وشروط النجاح

ان تعايش التشاؤم مع التفاؤل أمر نلمسه مع الكثيرين في هذه الحملة الانتخابية. فوجود حالة تفاؤل بإمكانيات المستقبل مقرونة مع حالة تشاؤم بإمكانية إيجاد حلول مباشرة لما يمكن أن تفرزه التشكيلة الحكومية ولما يمكن أن تفرزه التشكيلة البرلمانية يمثل حال البلاد في هذه المرحلة الانتقالية المليئة بالضبابية. ومن الطبيعي أن تقع حالة وسطى في ظل أجواء ليست في جلها واضحة المعالم. فهذه أول انتخابات وفق الدوائر الخمس، وبالنسبة للمرشحين: الدوائر الخمس مخلوف جديد يصعب التنبؤ بالكثير من التفاصيل والمفاتيح التي تتحكم به. ذلك أنه للمرة الأولى سيتحدث من يرشح نفسه في الدائرة الأولى للتجمعات السكانية المختلفة في ميولها وتصوراتها، شيعة وسنة، المرشح أو المرشحة لن يفوزا إن لم يجيدا التحدث مع توجهات وخلفيات مختلفة. كما سيجد المرشح في الدائرة الثانية أنه يتحدث لسكان الصليبخات ذات الأصول القبيلة ولسكان الضاحية والشامية ذوي الجذور العائلية، وفي هذا سيجد أنه من الضروري أن يبدع خطابا قادرا على حشد تأييد الاثنين لصالحه. كما سيواجه المرشح التحدي في التعامل مع الاختلاف في الميول الدينية والميول السياسية في كل دائرة، وينطبق الأمر ذاته على الدوائر الأخرى: ففي كل دائرة حشد من القبائل وتجمعات مختلفة تتطلب في الأساس خطابا وطنيا. متابعة قراءة الانتخابات بين أجواء التفاؤل والتشاؤم وشروط النجاح

د. شفيق ناظم الغبرا

التوقعات للمجلس والحكومة القادمين

تعيش الكويت اليوم الدقائق الأخيرة من فصل طويل في أزمة طويلة صار لها أعوام. أزمة الحكومة والمجلس، وأزمة القدرات الحكومية في مواجهة أعباء البيروقراطية والتنمية وتنويع المصادر، وأزمة العمل والانتاج، وأزمة صنع القرار وتطبيقه، وأزمه الوزراء في التعامل مع المجلس ومع أهداف وزاراتهم، وأزمة التعليم والصحة والعلاج والسياحة والجامعات والاختلاط. متابعة قراءة التوقعات للمجلس والحكومة القادمين

د. شفيق ناظم الغبرا

العرب بعد القمة العربية: مزيد من الخلافات

يستمر العالم العربي بعد القمة العربية على حاله، وسط خط تصاعدي للخلافات. فعقلية التدخل وتبرير العنف بحق الدول الأصغر حجما لا يمكن ايقافها بمجرد لقاء غابت عنه الصراحة وسيطرت عليه المقاطعة. هذا يعني أيضا أن الهدوء والاستقرار والانتقال لوضع يحترم فيه كل عربي حقوق الآخر، في ظل سياسية عدم الاعتداء والاستقواء، لن يتحقق قريبا، كما أنه لن يتم إلا بعد اعلان واضح عن فشل سياسة الاستكبار من قبل الدول الأكبر ذات العقيدة العسكرية والموجهة ضد الدول العربية الصغرى ذات الطبيعة المدنية. كيف يمكن للأمة العربية والتي لا يعطي كبيرها صغيرها الأمن والاستقرار، ولا ينجح صغيرها في بناء مدنيته لصالح الجميع، أن تحقق السلام في ما بينها؟ متابعة قراءة العرب بعد القمة العربية: مزيد من الخلافات