لم يشهد العالم اهتماماً بالانتخابات الأميركية كما هو حاصل الآن. فأعوام الرئيس جورج دبليو بوش شكلت هاجساً للعالم لأنه يمثل رئيساً لأقوى دولة في العالم من ناحية القدرات العسكرية والانتشار والتكنولوجيا والاقتصاد. ولكن الولايات المتحدة في الأعوام الثمانية الماضية خسرت كثيراً من شرعيتها الدولية التي اكتسبتها عبر العقود. لقد بيّنت الأعوام القليلة الماضية أن القوة العسكرية لوحدها لا يمكن أن تنتصر وتحقق إجماعاً. بل على العكس، تتحول القوة العسكرية إلى مشكلة، عندما تستخدم بلا إجماع وبلا توجه بناء ومبني على صدق استخدامها وعدالة أسلوبها. متابعة قراءة الشرعية الأميركية في العالم
الوسم: الكويت
أوباما والبيت الأبيض
بدأ العد الحقيقي للانتخابات الأميركية التي لن تخلو من المفاجآت الجديدة. لقد كانت عملية سعي كل من كلينتون واوباما لكسب ترشيح «الحزب الديموقراطي» انعكاسا لحالة صراع مرير في كل محطة. فقد تواجهت أكثر امرأة نجحت في الوصول إلى الترشيح الرئاسي مع باراك اوباما ذي الجذور الملونة والمختلف عرقيا وثقافيا. لقد أحدث هذا بداية تغير يزداد عمقاً في الولايات المتحدة. ففي هذا الصراع بين امرأة متميزة، وبين سياسي محنك ذي قدرات شخصية كبيرة من خارج الإطار الأميركي التقليدي ما يعكس طبيعة الولايات المتحدة التي تتفاعل مع التغير. في هذا المجتمع لكل فئة صوتها، ولكل من يمتلك طموحاً فرص جمة لاثبات النفس وإيصال الصوت. هكذا يعيد بالتحديد باراك صياغة القصة الأميركية بصفتها قصة فرص وصراع واختلاف. في هذا تضيف تجربة اوباما الشخصية والعامة الكثير من الجديد على الإرث الأميركي.
والواضح الآن أن الكاريزما التي يتمتع بها اوباما لعبت دورها في إيصاله إلى هذا الترشيح، ولكن في الوقت نفسه هناك انتقال عام في «الحزب الديموقراطي» وبين قواعده باتجاه اليسار مما ساهم في إضعاف وسطية كلينتون، ومحاولتها أن تكون بين اليمين وبين اليسار. إن يسارية اوباما تجاه الوضع الداخلي، وتجاه التنوع في الولايات المتحدة، وتجاه السياسة الخارجية التي امتهنها الرئيس بوش ساهمت بجدارة في نيله ترشيح «الحزب الديموقراطي». متابعة قراءة أوباما والبيت الأبيض
هل نتفاءل أم نتساءل؟
التفاؤل بواقع الكويت مازال ممكناً. فهناك عشرات من عناصر القوة. فالكويت تمتلك شعباً يعبر عن نفسه بصورة علنية، وتمتلك حريات في التعبير قلما نجد لها مثيلاً في العالم العربي، كما أنه في الكويت قدرات مالية كبيرة تعكس أوضاعها النفطية والأسعار المواتية في الأعوام القليلة الماضية، كما تمتلك الكويت نظاماً ديموقراطياً يسمح لها بالتواصل السياسي الذاتي على كل صعيد. في الكويت الحكم تشاوري، والحكم مشترك بين مجلس الأمة وبين الحكومة، ولكل مسؤول صلاحيات. في واقع كهذا لا بد من التفاؤل بالتعبير العلني، وبوجود مؤسسات ديموقراطية في ظل إمكانيات اقتصادية متوافرة. إن تداخل العناصر الرئيسية في الكويت بإمكانه أن يحولها إلى واحة رخاء وتنمية إقليمية. متابعة قراءة هل نتفاءل أم نتساءل؟
الحكومة الجديدة… استمرار الأزمة
في تشكيل الحكومات تختلف الوسائل وتختلف الطرق. فهناك حكومة إنقاذ وطني وحكومة وحدة وطنية، وحكومة حرب وحكومة سلام. قد نتساءل تحت أي مسمى تقع الحكومة الجديدة في الكويت؟ فهي أقرب إلى حكومة إجماع من دون أن تكون حكومة إنقاذ وطني أو تنمية اقتصادية وتضامن فعال، كما هي مطالب الشعب الكويتي الحقيقية. فوجود الجميع في أعلى الهرم ووجود هذا الاختلاف كله في أعلى سلطة ضمان لصعوبة صنع القرار وعدم الاستمرار في مشروع التحول نحو مركز مالي وتجاري. فطبيعة التناقضات التي تتعايش في التشكيل الحكومي تجعلها أقل تجانساً، وبالتالي أقل قدرة على صنع القرار وتنفيذه والصمود أمام الضغوط المضادة التي ستأتي من كل مكان. إن وجود الأطياف القبلية والطائفية والسياسية كلها يجعل هذه الحكومة كالمدرعة وسط جموع من المشاة الذين يحيطون بها بالنقد والترقب. إنها في الجوهر أقرب إلى حكومة هدنة ومسايرة لكل طرف في ظل حال موضوعية تستدعي التنمية وصنع القرار السريع، ولهذا ستواجه عراقيل وضربات وستكتنفها الثغرات، وستكون تحت رحمة تناقضاتها وتلاعب القوى الفاعلة الواقفة على مسافة منها بمصيرها. متابعة قراءة الحكومة الجديدة… استمرار الأزمة
الإشكال الكويتي الذي يتطلب تعاملاً بناءً
عندما نفكر في واقع الكويت السياسي تبرز أمامنا مسائل جوهرية تتطلب حلاً وتوجهاً استراتيجياً من الدولة. فوجود حال من الضيق المعنوي وسط القبائل، خصوصاً بعد الصراع الذي تبلور على الفرعيات تجاه من يمكن اعتباره «تطلعات القبائل» والغالبية الجديدة يتطلب تعاملاً بناء. فالقبائل في الكويت بصورة وبأخرى تسعى إلى مشاركة أكثر قوة ودوراً في الحياة السياسية الكويتية. إن التعامل مع هذا الأمر والتعامل مع أبعاده المختلفة يتطلب استراتيجية تتميز بالوضوح. متابعة قراءة الإشكال الكويتي الذي يتطلب تعاملاً بناءً
اتفاق لبنان… هدنة لصالح لبنان
أحسنت قطر بسعيها الفعال في إنتاج اتفاق لبناني يقي لبنان الكثير من التداعيات الإقليمية. وأحسنت قطر في سعيها إلى إيقاف آفاق حرب أهلية لبنانية لا يحصد لبنان منها إلا مزيداً من الموت. الجهد القطري جاء في ومكانه ووقته، وقد نتج عنه إعادة بعض من الروح للجامعة العربية، وتأكيد أن دول الخليج العربي بإمكانها أن تحدث فرقاً نوعياً وإيجابياً في الأوضاع الإقليمية المحيطة. إن الاتفاق يعكس من جهة تمتع قطر بالكثير من العلاقات الإيجابية مع فرقاء متناقضين: إيران وسورية، إضافة إلى فريقي المعارضة والأكثرية في لبنان، وإضافة إلى دول الخليج والمملكة العربية السعودية. ولكن الاتفاق عكس في الوقت نفسه حرص الفرقاء في الأقلية والغالبية على تجاوز ما وقع أخيراً، إضافة إلى ميزان القوى بين «حزب الله» وأنصاره من جهة وبين تيار الأكثرية من جهة أخرى. إن ما وقع من اتفاق يعكس توافر أجواء إقليمية منها المفاوضات السورية الإسرائيلية، وأجواء لبنانية تريد الاتفاق، وأجواء عربية تريد أن ينتقل لبنان من واقعه التصادمي. متابعة قراءة اتفاق لبنان… هدنة لصالح لبنان
خطاب بوش في المؤتمر الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ
المعروف عن الرئيس الأميركي في أيامه الأخيرة أنه لا يفعل الكثير ولا يقوم بأخذ قرارات كبرى، ولكن بوش بالتحديد يبدو أنه سيغيّر التقليد. إن خطابه الذي قدمه في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ في أعقاب كلمة كل من الرئيس حسني مبارك والملك عبدالله الثاني ملك الأردن كان خطاب حرب ومواجهة. كنت قد دخلت القاعة لاختبر فرضية: هل ستقدم الولايات المتحدة على مغامرة أو حرب جديدة في منطقتنا؟ الاجابة عن هذا السؤال بعد الاستماع إلى الخطاب ولغته وما قيل بين السطور يشير إلى أن الرئيس الأميركي يعد العدة لحرب جديدة في الإقليم، وأن الهدف الرئيسي من المواجهة المقبلة إيران. ومن الواضح من لغة الخطاب ومن الأوضاع على الأرض أن هذا السيناريو مازال ممكناً حتى في المرحلة الأخيرة من فترة الرئيس بوش. إذاً تقبل المنطقة على خطوات رئيسية في حرب جديدة في ظل استمرار للحروب القائمة في كل من العراق وأفغانستان وفلسطين. إن خطاب بوش يشير إلى أنه يعد العدة لاستخدم القوة وما يسميه الحرب الاستباقية لمنع إيران من امتلاك القدرات النووية ولتوجيه ضربات لقدراتها العسكرية وقدرات النظام بما ينعكس على لبنان والعراق وفلسطين وسورية. وسوف ينطلق التصور الأميركي من أن هذا التوجه سوف يضعف الأطراف كلها التي تعتمد على إيران وتستمد منها القوة. هكذا كان الخطاب خطاب مواجهة، كان خطاب حرب، وخطاب تحدٍ حتى للدول العربية الحليفة. متابعة قراءة خطاب بوش في المؤتمر الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ
بعد الانتخابات في الكويت
كيفما نظرنا من حولنا في العالم العربي نجد عوالم انتقالية شديدة التأزم تسودها حال من الحدة في صراعاتها. كيفما نظرنا نجد دولاً ضمن الدول ودولاً توسعية حول الدول ودولاً تخاف من شعوبها ودولاً تخشى من يومها الثاني ومن ليلها، ونجد في الوقت نفسه شعوباً تشعر بالإحباط وأخرى بالتهديد وثالثة بالتهميش. في الكويت حال خاصة من بين العرب، ففيها دولة أقرب إلى دولة القانون والمؤسسات، وفيها حريات يندر أن نجدها في دول عربية أخرى، وفيها دستور قلما نجد مثيلاً له في الدول العربية في طريقة كتابته وطريقة تفسيره، وفيها قيادة سياسية أجمع سكان البلاد على شرعيتها إبان واحدة من أحلك الظروف: احتلال عام 1990. إن مشاعر الذاكرة والولاء تبرز في الكويت إلى العلن في الظروف الخاصة، كما حصل مع غياب الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح (طيب الله ثراه) منذ أيام. متابعة قراءة بعد الانتخابات في الكويت
لبنان: بداية أزمة المجهول
إن هجوم «حزب الله» على مناطق بيروت وعلى الدولة اللبنانية بداية إشكال كبير لـ «حزب الله» وللبنان في الوقت نفسه. ويمكن القول ان هذا يفتح مزيدا من الثغرات ويثير مزيدا من المخاوف بين الأطراف العربية والدولية واللبنانية من «حزب الله» الذي كان للأمس القريب رمزا للمقاومة. فقد خرج «حزب الله» من السر إلى العلن، ومن كونه قوة مقاومة بلا مظاهر مسلحة إلى قوة تفرض نفسها في كل مكان في لبنان، وتحول من حزب يمتلك شرعية عربية ولبنانية إلى حزب يتصادم مع الكثير من العرب، والكثير من اللبنانيين. هكذا يسير «حزب الله» على خطى «منظمة التحرير الفلسطينية»، رغم اختلاف الظروف، عندما تحركت نحو العلن وبسطت نفوذها على أراض كبيرة وواسعة في لبنان. ولكن ذلك كان مقتلها لبنانيا والأساس الذي أعطى اسرائيل المقدرة على اجتياح كل لبنان. إن السيطرة التي يحققها الحزب اليوم هي الأساس الذي قد يمكن معارضيه وناقديه من استغلال نقاط ضعفه في المرحلة المقبلة. متابعة قراءة لبنان: بداية أزمة المجهول
انفجار لبنان والوضع الإقليمي
أن يتقاتل اللبنانيون هو تأكيد لحال التآكل التي يعيشها لبنان ومعه العالم العربي الذي يزداد انغماساً بصراعات أهلية، بينما تحتفل إسرائيل بذكراها الستين، وتعود الأمور إلى نقطة الصفر. فما وقع في لبنان يعكس القضية الأكبر التي تسيطر على تفكير القياديين في «حزب الله» وسورية وإيران: آفاق حرب جديدة في المنطقة بين إسرائيل و«حزب الله» وسورية وآفاق مواجهة أميركية إيرانية. وتعيش القيادات في هذه البلدان مع توقيت هذه الحرب في هذا الصيف. مقتل عماد مغنية، الذي تشير حادثة الاغتيال إلى دور إسرائيلي في اغتياله، ربما كان البداية الهادئة لهذه الحرب الجديدة. فمغنية كان مسؤولاً عن تحضير «حزب الله» في الجنوب وفي البقاع وفي لبنان للحرب المقبلة مع إسرائيل. هل يمكن أن نقول إن الحرب قد بدأت بتحرك من «حزب الله» على أزمة الكابلات وشبكة الاتصالات التي يقوم «حزب الله» ببنائها بمعزل عن الدولة؟ ولكن «حزب الله» كان يبني ما يبني في إطار الاستعداد للحرب المتوقعة هذا الصيف(بمعزل عن الدولة) وبمعزل أن أي قرار عربي، فاعتبر أن ما تقوم به الدولة إضعاف له في معركة يستعد لها؟ بطبيعة الحال سيقول الكثيرون من اللبنانيين: وما دخلنا في حرب إقليمية؟ هذا التساؤل في مكانه، ولكن من جهة أخرى، ان ضعف لبنان وانقسام مجتمعه بهذه الحدة واكتشاف كل من سورية وإيران لحلفاء في لبنان في المواجهة مع إسرائيل ومع القوى اللبنانية السيادية يجعل لبنان متورطاً بما يحصل. متابعة قراءة انفجار لبنان والوضع الإقليمي