أيام جنكيز خان العظيم، والعهدة على الفنان إبراهيم الصلال، كانوا يطلقون على ملوكهم ألقاباً تليق بأعمالهم، مثل المعتصم بالله.. والمنتصر بالله.. والغالب بأمر الله. ولو كان سمو الشيخ جابر المبارك رئيسا لمجلس الوزراء في عهد التتار، لربما أطلقوا على سموه لقب.. «المغلوب على.. أمره»!
فسموه «حد يوشه» ان يشير الى المشكلة، وكثر الله ألف خيره..أما ان يجد لها حلا، فهذا أمر.. «خارج نطاق التغطية».
اجتمع بنا سموه في نوفمبر من عام 2012، وقال: «هل تعلمون السبب الرئيسي في تخلف البلد؟.. السبب هو أننا لم نحول أي واحد من القيادات الادارية في البلد للتحقيق أو النيابة.. وهل تعلمون ان جهازنا الاداري هو أساس المشكلة؟ فأغلبيته جاءت بالواسطة وليس بالكفاءة.. وهل تعلمون ان الحكومة الناجحة بحاجة لوزراء يكونون رجال دولة؟ لكني محاط بموظفين من درجة وزير»! متابعة قراءة سمو.. المغلوب على أمره!
الوسم: الكويت
مات الأصمعي أيها المتجيهلون
لم يعد لجاهلٍ عذر، ولم تعد كلمة “لا أعلم” مقبولة. ورحم الله الأصمعي، الراوية، الشاعر، الحافظ، عالم اللغة والتاريخ، وغير ذلك… رحمه الله، فقد كان في عصره هو وكالة الأنباء شبه اليتيمة، وكانت مهمته الطواف على القرى والمدن النائية، وزيارة البدو الرحل ومعاشرتهم، وحفظ قصائدهم وأخبارهم وعاداتهم وحكاياتهم ولهجاتهم، قبل أن يدوّن كل ذلك، ثم يرويه على مسامع الخلفاء بمقابل مجزٍ.
كان هو المصدر الوحيد، أو شبه الوحيد، للأخبار. كان هو المحرر، والمصحح، و”المدسّك”، أو المسؤول عن صياغة الأخبار، والمخرج، ونائب رئيس التحرير، ورئيس التحرير، وشركة التوزيع، وغير ذلك. ويكفي القول “قال الأصمعي” ليُعتبر الخبر موكوداً موثوقاً قابلاً للانتشار. متابعة قراءة مات الأصمعي أيها المتجيهلون
هيهات منا الذلة
منذ اتفاقية سايكس بيكو في مطلع القرن الماضي وتوزيع البلاد العربية تحت هيمنة النفوذ البريطاني والفرنسي والإيطالي، والأمة تعيش في ذلة ومهانة لم يسبق لهما مثيل، واكتملت المأساة في عام 1924، عندما أعلن أتاتورك سقوط الخلافة الإسلامية إلى غير رجعة! وبعد الحرب العالمية الثانية بدأت الشعوب العربية تتحرر من أغلال الاستعمار الغربي، باحثة عن الحرية الغائبة منذ عقود، لكنها وقعت في شراك استعمار من نوع آخر، حيث حكمتها أنظمة ليبرالية لا تقل سوءاً عن الحكم الغربي، فشاهدنا ظاهرة الحكم الفردي المستبد، من أمثال بورقيبة وعبدالناصر وغيرهما، وفتحت السجون للكفاءات من أبناء الوطن، وعقدت المحاكم الصورية، والتهم المعلبة، ونصبت المشانق لأصحاب الرأي المخالف، وتحول الشعب إلى مخابرات وأمن دولة، وأصبح الوطن سجناً كبيراً لكل من فيه! واستمرت هذه الحالة قرناً من الزمان أو يزيد، حتى وصل الفساد إلى جميع مرافق الدولة، ووصلت الحالة النفسية إلى وضع لم يعد يحتمل، فثارت الشعوب ثورة رجل واحد على الطغيان، وتبين أن هذه الأنظمة البوليسية ليست إلا أجساداً من كرتون لم تلبث أن تطايرت مع أول انتفاضة شعبية، فكانت ثورات الربيع العربي التي اقتلعت الدكتاتوريات إلى مزبلة التاريخ. متابعة قراءة هيهات منا الذلة
المزيونة
هي الأجمل على الإطلاق. هي الأغلى في طول العالم وعرضه. لشعرها كل يوم لون. ولمنظرها كل ليل بهاء. لا تبيت عادة إلا في أحضان الأوباش والفاسدين.
بصبابة تحدث أولياء أمرها: “يصعب تزويرها”، ثم سكتوا ولم يكملوا. لم يجرؤوا على قول “يصعب اختلاسها”، أو “تصعب سرقتها”. الناس أكملوا الجملة. متابعة قراءة المزيونة
الشوق إلى القذافي!
يبدو أن البعض ما زال رافضاً لمشاهدة الشعوب العربية الكادحة وهي تنتفض على حكامها المستبدين الذين ساموها سوء العذاب على مدى نصف قرن من الزمان. ويبدو أن هذا البعض قد حنّ إلى الماضي المستبد، واشتاق إلى مشاهدة صور الزعيم الأوحد تنتشر في كل زاوية شارع، وقد كتب عليها «لا أمل للأمة إلا بالقائد».. «لا مستقبل لليبيا إلا بالأخ العقيد»! لذلك، عزّ عليه أن يشاهد في القنوات الفضائية الشعوب وهي تنتخب برلماناً يمثل الأمة ورئيساً للبرلمان منتخباً انتخاباً حراً مباشراً، والأمور تسير في اتجاه المزيد من الاستقرار وبناء مؤسسات الدولة المدنية الحديثة. متابعة قراءة الشوق إلى القذافي!
تزوير هوية رجل محترم
تذكرت مشهداً في فيلم أجنبي، عندما مات قائد المجموعة، المحبوب المحترم، فتولاها قائد لا تحترمه المجموعة ولا تحبه. فحاول فرض احترامه بالقوة، فلم ينجح، فقرر شراء ودهم بالمال، ولم يوفق، فحاول وحاول وحاول، إلى أن نصحه صديقه: “يجب أن ترتدي ثياب البطل الميت وتعتمر قبعته، كي لا يشعر الناس بالفرق”.
فعل ما نصحه به صديقه، ولا فائدة. تتبع تفاصيل البطل الميت، مشى مشيته، وتحدث بطريقة كلامه ونبرة صوته وحركة يديه (بعد تمرين طويل مضنٍ)، تصنّع التسامح مثله، تغاضى عن انفلات البعض ليرسم صورة “القائد الأب”، ولا جدوى.
وبعد أن فاض سيله، وفقد سيطرته على أعصابه، راح يسعى إلى استعادة هيبته بالقوة والبطش العشوائي، لكن الأوان قد فات. فلا هو المحترم المحبوب، ولا هو المَهيب.
المشهد يتكرر اليوم على الأرض… بعد أن ارتدى “مجلس الصوت الواحد” ملابس برلمان المعارضة المُبطل، واعتمر قبعته، وقلّد مشيته، ونبرة صوته، وطريقته في الحديث، لكن الناس لم تستسغه، ولم تتقبله، ولم تصدقه… فعل الأعاجيب لإقناع الناس بأنه برلمان بهيبة؛ مشى في الشوارع بـ”الساطور”، صرخ في وجوه المارة، أطلق النار عشوائياً… لكن أحداً لم يلتفت إليه ولم يعره جزءاً من الانتباه، ولم يقتنع بـ”فتوّته”! فما زال الناس، سامحهم الله، على يقين بأنه برلمان “ديمو” أو دمية تشبه البشر، وليست منهم.
وجاءت الكارثة الكبرى؛ “استقال خمسة من أعضائه احتجاجاً على ضعفه”. فاهتزت أقدامه، وفكر ثم قرر: “تُجرى انتخابات تكميلية لسد النقص”. ومن المتوقع أن يزداد المشهد كارثية بنجاح مجموعة تجعل الناس تترحم على من فيه حالياً.
وأقسم أنه لو قرر (فرضية من الخيال) أحد من المعارضة خوض الانتخابات، لهرول هذا المجلس إلى حيث يسكن المرشح المعارض، ولقبّل رأسه، وبكى على حجره، وتكفل بحملته الانتخابية، وبتفصيل “بشته”، ولتولى تنظيف كرسيه ومكتبه في مبنى البرلمان.
إنه البحث عن الاحترام أيها السادة.
أما في حال نجاح بعض المشبوهين، كما هو متوقع، فلا فائدة ولا حل إلا أن يقوم هذا المجلس بتزوير هوية رجل محترم، ويضع صورته على اسم الرجل المحترم. ويدعو ربه ألا يكشف أمره أحد.
آل الصباح.. النداء الأخير
لدينا مشكلة، نحن الشعب الكويتي، وها نحن نعرضها أمام أسرة آل الصباح الكرام حتى يتفهموا موقفنا.
عند اختيار أي رئيس مجلس وزراء جديد للكويت، فإننا كمواطنين نفترض أنه كانت هناك عدة شخصيات قيادية من الأسرة مرشحة لهذا المنصب، وأن مشاورات مكثفة قد جرت داخل الأسرة حول كل مرشح، وأن الاختيار وقع في النهاية على.. الأكثر كفاءة.
وتتعزز القناعة عندنا بأن رئيس مجلس الوزراء، الذي تم اختياره، هو «أفضل الموجود» من وجهة نظر الأسرة، عندما يستمر في تشكيل سبع حكومات متتالية، دون أن تلوح في الأفق رغبة في تغييره. متابعة قراءة آل الصباح.. النداء الأخير
حاميها حراميها
أعلن عضو مجلس بوصوت أن بعض الأعضاء يستغل عضويته في لجان التحقيق البرلمانية، لابتزاز بعض المسؤولين في الجهات الخاضعة للتحقيق، حيث يعرض عليهم سكوته عن تجاوزاتهم التي كشفتها لجان التحقيق مقابل مبلغ من المال! ولعل هذا ما يبرر كثرة لجان التحقيق في هذا المجلس، والتي يحرص الكثير من الأعضاء على عضويتها! وإن كان ما ذكره هذا العضو صحيحا، فهذا يعني أن الهبش الكبير سيكون في آخر لجنة تحقيق تم تشكيلها، وهي التحقيق في الاستثمارات التي يديرها مكتب لندن، حيث تبلغ الاستثمارات عشرات المليارات! ولعل هذا ما يفسر الجدل الذي حصل أثناء الحديث عن تشكيل اللجنة وشدة التنافس على عضويتها، والذي لم يحسم إلا بالتصويت! متابعة قراءة حاميها حراميها
أخطاء المعارضة
مازالت الأسئلة التي اعتدت سماعها، في كثير من الديوانيات، “هيّه هيّه”، والأجوبة “هيّه هيّه”: “لماذا لا تنتقد المعارضة؟ لماذا تتعامل معها كأنها معصومة من الخطأ ومصونة عن النقد؟”… هذه الأسئلة، مع بعض التفصيل، أحياها مغرد في “تويتر”، وإجابتي عنها كالتالي: متابعة قراءة أخطاء المعارضة
قلمات
خدعونا فقالوا في الأفلام العربية وفي مجالس كبار السن: “المدينة تقتل القيم النبيلة، والتطور يقتل الأصالة”، وهي دعوة غير مباشرة إلى العودة إلى حياة الماضي.
وبنظرة سريعة على مجتمعات الدول المتطورة؛ اليابان، هولندا، نيوزيلندا، السويد، النرويج، وغيرها… نجد أن القيم النبيلة في حدها الأعلى، بينما في العالم العربي المتخلف، والإفريقي المهترئ، تكاد تنضم القيم إلى “الباندا” في قائمة “على وشك الانقراض”. متابعة قراءة قلمات