سامي النصف

المصالحة التاريخية بين العرب والفرس والترك!

ظلت أوروبا ودولها وأعراقها الرئيسية مثل الألمان والفرنسيين والإنجليز والإيطاليين.. إلخ في حروب واقتتال دائم دام قرونا عديدة، وأدى بالتبعية الى الدمار والفقر والبطالة والإرهاب والتهجير والاغتيال، حتى تصالحت تلك الأمم بعد الحرب الكونية الثانية ونسيت حروبها وماضيها الدموي، وضمها جميعا حلف عسكري هو الناتو، ومشروع اقتصادي هو مشروع مارشال، فركنت للسلم وتبادل المصالح، وتوقفت الحروب لأول مرة في تاريخها، وأضحت حتى مع تخليها عن المستعمرات التي تثير المنازعات بينهم، أغنى دول الأرض وأكثرها تقدما.
متابعة قراءة المصالحة التاريخية بين العرب والفرس والترك!

فؤاد الهاشم

«خداي» الكويت و.. «وخداي» البحرين!

كتب الأديب والسياسي ورجل الدولة البحريني الراحل «يوسف الشيراوي» مقالا ساخرا في احدي الصحف الكويتية عام 2000 مازال الكويتيون يضحكون على ما ورد فيه من غمز ذكي كتبه المرحوم خلال زيارة قام بها للكويت في .. الخمسينيات! يقول الرجل: «لاحظت أن أهل الكويت يضعون طاسة تحت البرمة – أو الحب بكسر الحاء المصنوعة من الفخار لتتجمع بداخلها نقاط الماء المتساقطة وعندما تمتلئ يلقون بهذا الماء للدجاج والطيور الداجنة التي يربونها في بيوتهم، علما أن هذا الماء أكثر نقاء وصفاء وعذوبة من ذاك الذي يشربونه مباشرة من البرمة، ثم يقولون عنا في البحرين إننا أهل خداي البحرين بينما خداي الكويت فاقنا بكثير!!» و.. كلمة «الخداي» – للقراء غير الناطقين باللهجة الكويتية والبحرينية – تعني .. «السذاجة او قلة الفهم أو حتى العبط» وحتى اليوم، وبعد مرور أكثر من أربعة عشر عامًا علي نشر الملاحظة الساخرة من الراحل «الشيراوي» مازال اهل الكويت يتذكرونها ويقولون لأنفسهم.. «والله كلامه عدل.. هالريال»!! هناك مثال آخر ربما لم يلاحظه الأديب الكبير «يوسف الشيراوي» ليكتبه في مقاله، لكنني لاحظته وكتبته فقرأه اهل الكويت ودهشوا لأن أحدًا لم ينتبه له عبر عقود من الزمن، اذ اعتاد أهلنا على ترديد جملة.. «الله لايغير علينا»، مع أنهم أكثر شعوب العالم شكوى من.. الفساد والرشاوي والبيروقراطية والديموقراطية «التعبانة» وأزمات الإسكان والصحة والتعليم والطرق «والجنوس» و«البويات» والمخدرات وقائمة طويلة لن تكفيها صحيفة بكاملها ، ومع ذلك فإن الكويتي يردد علي الدوام جملة لم يحاول قط أن يفهم المغزى منها وهي «الله لايغير.. علينا»! فهل يريد استمرار الحال على ماهو عليه أم أن له فيها .. «مآرب أخرى»؟!. متابعة قراءة «خداي» الكويت و.. «وخداي» البحرين!

فؤاد الهاشم

الحاج «غيليوم» و.. الحاخام «الساعاتي»!

أكثر ما يغضب الإنجليزي أو الفرنسي أن تقول «ألمانيا.. قلب أوربا» فهي بالفعل كذلك جغرافيا لكنهم يرفضون هذه الجملة لتاريخ العداء الطويل ..بينهم!! الفرنسيون لديهم ثلاثمائة نوع من الجبنة والإنجليز لديهم ثلاثمائة نوع من الويسكي والألمان لديهم ثلاثة آلاف نوع من البيرة ليس هذا فحسب فالإمبراطور الفرنسي الشهير «نابليون» لبس العمامة والجبة والقفطان وضحك على المسلمين البسطاء في مصر وذهب إلى الأزهر وجلس يستمع إلى مواعظ المشايخ ! الإنجليز أولاد «ستين في سبعين» غاصوا في الشرق والغرب واشتروا تسعة أعشار علماء الشيعة والسنة حين ابتدأ استعمارهم للوطن العربي قبل اكثر من مائة عام من أصغر قرية على بحر قزوين شمالا وحتى أخر ميناء بحري في جزيرة العرب جنوبا ! متابعة قراءة الحاج «غيليوم» و.. الحاخام «الساعاتي»!

د. شفيق ناظم الغبرا

«خلسة في كوبنهاغن»: آلام الشتات الفلسطيني وتحولاته

أبدعت سامية عيسى في روايتها الصادرة في بيروت هذا الخريف (خلسة في كوبنهاغن) في وصف آلام الشتات الفلسطيني ومتاهاته وتعقيداته. إذ تفرض الرواية المؤثرة على القارئ تساؤلات عميقة حول الوضع الشتاتي الذي:

«مزق العائلات والناس ومزق بينهم وبين أنفسهم، فصاروا يتخبطون ويتساقطون أحياء وأمواتاً في برد المنافي على غير هدى. حاولوا أن يرتقوا التمزق بنشاطات سياسية وأخرى اجتماعية وفولكلورية، لكن الشتات ظل يلاحقهم في أرض الشتات نفسها كلما حدث شيء في غزة ولبنان أو حتى في شوارع كوبنهاغن أو لبنان وسورية». متابعة قراءة «خلسة في كوبنهاغن»: آلام الشتات الفلسطيني وتحولاته

سامي النصف

مصر الآسرة للإرهاب

أكتب من مصر التي استطاعت أن تتحول من بلد أسير للإرهاب كحال الصومال وليبيا واليمن وغيرها إلى بلد آسر للارهاب الذي يندحر ذليلا أمام جيشها العظيم، فالأمن والأمان في كل مكان من مصر العروبة ولم تتبق إلا فلول قليلة مهزومة من الإرهابيين تتناقص أعدادها مع كل يوم يمر.
متابعة قراءة مصر الآسرة للإرهاب

فؤاد الهاشم

«ميسون ونوال وهديل و.. طوني»!

عندما كان عدد الصحف اليومية في الكويت خمساً فقط فقد اعتاد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد – طيب الله ثراه – أن يصطحب معه رؤساء تحرير هذه الجرائد الخمس، ثم تذمر صاحب الجريدة اليومية الإنجليزية الزميل الراحل ورئيس جمعية الصحافيين في ذلك الزمن البعيد «يوسف العليان» والذي يمتلك صحيفة «كويت تايمز» فانضم إلى المجموعة الإعلامية التي ترافق – على الدوام – الأمير الراحل في رحلاته الرسمية إلى أي دولة في.. العالم!! متابعة قراءة «ميسون ونوال وهديل و.. طوني»!

راشد الردعان

«ليتهم».. ما تصالحوا..!

من خلال متابعتي للإعلام والصحافة في دول مجلس التعاون خلال اليومين الماضيين، اتضح بما لا يدع مجالاً للشك ان كافة أبناء الخليج سعداء وفرحون في التقارب الخليجي الذي تم في الرياض بجهود القادة وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الذي تحمّل عناء السفر والترحال من أجل إتمام هذه المصالحة التي ينشدها كل شعب الخليج والذي أشاد إعلام دول مجلس التعاون بجهوده وشكروه عليها. متابعة قراءة «ليتهم».. ما تصالحوا..!

سامي النصف

المتحولون للإرهاب!

مع كل حدث إرهابي يدعي بعض شيوخ التطرف الداعمين سرا للإرهاب بأن هناك أعدادا متزايدة تدخل الإسلام نتيجة لذلك الحادث الدموي معتمدين أحيانا على أرقام مبيعات الكتب التي تتحدث عن الإسلام والتي قد تكون حيازتها وسيلة لمعرفة العدو أكثر منه رغبة في الالتحاق به، والغريب ان احدا لا يتكلم عن «نوع» من ادعى دخول الإسلام ويتم التركيز في العادة على «العدد». متابعة قراءة المتحولون للإرهاب!

محمد عبدالقادر الجاسم

حمولة زائدة!

بدأت الأوساط السياسية تهتم في الحكم الذي يفترض أن يصدر من المحكمة الدستورية بتاريخ 26/11/2014 في الطعن المقدم من المحامي صلاح الهاشم، وهو الطعن الذي يستهدف الحصول على حكم بزوال “مرسوم الصوت الواحد” نتيجة ارتكاب أخطاء إجرائية في عرض المرسوم على مجلس الأمة عام 2012 “مجلس علي الراشد”، ومخالفة تلك الإجراءات للدستور ولائحة مجلس الأمة.

وكنت قد اطلعت على أسباب وأسانيد طعن مماثل سبق للمحامي صلاح الهاشم أن قدمه، وهو طعن جدي له نصيب من الوجاهة، لاسيما أن المحامي الهاشم استوفى الجانب الشكلي، إذ أنه كان قد سبق أن تقدم بالطعن ذاته عام 2013، بعد انتخابات “مجلس مرزوق الغانم”، إلا أن المحكمة الدستورية قضت بعدم قبول الطعن لانتفاء الصفة في رفع الطعن، أما في الطعن الأخير، فقد غطى المحامي الهاشم نقطة الضعف المتصلة بالصفة والمصلحة.
(لقراءة صحيفة الطعن السابق رقم 37/2013 http://s-alhashem.blogspot.com/ )
(ولقراءة حكم المحكمة الدستورية في الطعن المشار إليه يمكنكم الاطلاع على الجريدة الرسمية (الكويت اليوم) العدد 1166 بتاريخ 12/1/2014)

ولست هنا بصدد تقييم الطعن من الناحية الدستورية، وإنما أقدم رؤية سياسية للأجواء العامة على ضوء الترقب السائد لحكم المحكمة الدستورية.

بالطبع فإن صدور حكم بزوال مرسوم “الصوت الواحد”، هو فرصة “نادرة” للمحكمة الدستورية لاستعادة مكانتها لدى الرأي العام، فهذه المحكمة تعاني من أزمة شديدة في إقناع الرأي العام باستقلاليتها، وهي أزمة نتجت عن جملة من الظروف والوقائع والأحداث إذ لم يقتنع الرأي العام بصواب حكمها الذي قضت فيه بدستورية مرسوم “الصوت الواحد” عام 2013. وبالتالي فإن أمام المحكمة الدستورية اليوم فرصة نادرة لإثبات استقلاليتها وأنها ليست ذراعا للسلطة بالنسبة لمن يراها كذلك.

لكن الحكم بزوال مرسوم “الصوت الواحد” لن يكون مجرد تقرير قضائي… فالأحكام الدستورية في معظم المحاكم العليا ترتكز، في بعض الأحيان، على “الموائمة السياسية” أكثر من استنادها على الموقف الدستوري.
(لقراءة المزيد حول تأثير الاعتبارات السياسية في أحكام المحاكم الدستورية: “محمد الجاسم، المحكمة الدستورية.. نحو إصلاح جذري، دار قرطاس، 2009)

ولعله لا يخفى على أي متابع للشأن السياسي، أن الهيمنة السياسية والاقتصادية حاليا هي للتحالف المكون من جاسم الخرافي وناصر المحمد ومرزوق الغانم، وبالتالي فإن الحكم بزوال مرسوم “الصوت الواحد” يعني اهتزاز حتمي لقوة التحالف الثلاثي، وهذا يدفعني إلى توقع قيام أركان هذا التحالف ببذل كل ما يمكنهم من أجل بقاء الوضع كما هو عليه الآن وصدور حكم المحكمة الدستورية برفض الطعن.

في المقابل، هناك تحالف آخر “متحفز” للتغيير، وهو التحالف بين جماعة النائب السابق محمد الصقر ورئيس مجلس الوزراء جابر المبارك، فالأخير يدرك أنه لا يستطيع التحرك بحرية تامة في ظل هيمنة تحالف جاسم، ناصر، مرزوق، وهو وإن كان “يتعاون” مع هذا التحالف الثلاثي، لكنه يرى أن “مستقبله” السياسي يكمن في استبدال تلك الهيمنة بهيمنة جماعة محمد الصقر الذي ينتظر بدوره اللحظة المناسبة للقفز على كرسي رئاسة مجلس الأمة. لذلك فإنني أتوقع أن يكون محمد الصقر وجابر المبارك من أنصار الحكم بزوال مرسوم “الصوت الواحد”.

أما بالنسبة للسلطة، فالموقف قد يكون متشعبا بعض الشيء… فالمعلومات المتداولة تفيد أن “المكانة” التي كان يحظى بها تحالف جاسم، ناصر، مرزوق في أروقة السلطة قد اهتزت، وأنه لم يعد مرحبا بتحالفهم كما كان الوضع في السابق. وربما أصبح التحالف الثلاثي عبئا على السلطة. وبالطبع فإن هذا الاهتزاز لابد أنه متصل بتفاصيل ومسار “بلاغ الكويت” الذي قدمه أحمد الفهد إلى النيابة العامة والذي اتهم فيه جاسم الخرافي وناصر المحمد بارتكاب جرائم أمن دولة.

فضلا عن ذلك، فإن من طبائع السلطة في الكويت اتباع سياسة “تصفير العداد”، فمرسوم “الصوت الواحد” حقق أغراضه الخاصة ونتج عنه “تحجيم” المعارضة البرلمانية التقليدية، لكنه أيضا كشف عورة السلطة وتسبب في عزلها إلى حد بعيد، ولم يحقق أي هدف عام.

وعلينا أيضا ألا ننسى أن تفكير السلطة في الكويت تقليدي جدا، وهو يعتمد على الفطرة السياسية. وهذه الفطرة، مقرونة بتراث السلطة، تدفع بين وقت وآخر، إلى تطبيق المثل الشعبي القائل “خرب عشه قبل لا يكبر طيره”… وأظن أن خطاب مرزوق الغانم في افتتاح دور الانعقاد الأخير لمجلسه، قد أخرج هذا المثل من ذاكرة السلطة، ذلك أن أي متابع بسيط للوضع السياسي والاقتصادي في الكويت يدرك أن “الطير” في “العش” يخفق بجناحيه مستعجلا الطيران!

من جانب آخر، فإن الحكم بزوال مرسوم “الصوت الواحد” بسبب خطأ إجرائي تسبب فيه رئيس السن ومكتب وجهاز مجلس “علي الراشد”، لا يعني خسارة السلطة لما كسبته في الحكم السابق بدستورية مرسوم “الصوت الواحد، فذلك الحكم منح السلطة حق إصدار مراسيم ضرورة لتعديل النظام الانتخابي بغير وجود عنصر الضرورة، وهذا “المكسب” الدستوري للسلطة يتيح لها استخدام مراسيم الضرورة في أي وقت.

أما على مستوى “المعارضة البرلمانية التقليدية”، فمن الواضح أن أنصارها يتوقون للعودة إلى مجلس الأمة بأي وسيلة، بل أنني أرى أن البعض منهم قد بدأ بنفض “الغبار السياسي” عن صورته أملا في المشاركة في انتخابات جديدة بعد أن تمكنوا من تحجيم المعارضة المتحمسة التي تطالب بإصلاح سياسي جذري والتي لا تهتم بالانتخابات. وأرى أن هناك درجة من “التهافت” من بعض أنصار “المعارضة التقليدية” لخوض الانتخابات حتى لو حكمت المحكمة الدستورية بزوال مرسوم “الصوت الواحد”، وأصدرت السلطة مرسوم “ضرورة” جديد بنظام انتخابي جديد!

حاصل القول إن “الأجواء والأوضاع العامة”، فضلا عن جدية “العنصر الدستوري” في طعن المحامي صلاح الهاشم، وأخذا في الاعتبار ما تعانيه المحكمة الدستورية في علاقتها بالرأي العام، قد يشجع ذلك كله نحو تبني المحكمة “الملائمة السياسية” التي تتوافق مع الرأي الدستوري وتحكم بزوال مرسوم “الصوت الواحد”.

لقد زادت “الحمولة”، فهل جاء وقت التخلص من الحمل الزائد؟!

تبقى هناك “مناطق مظلمة” لا يمكن التفتيش فيها ولا معرفة أو تحليل ما يجري فيها!