تتشابك ملفات الإقليم على كل صعيد. فمعركة تكريت لن تنتهي حتى لو سقطت البلدة، لأن تصاعد الدور الإيراني عبر الميليشيات الآتية من بغداد على حساب الدولة العراقية لن يفعل سوى تأجيج المكون السني، كما أن غياب الفعل السياسي لوقف القتل وسفك الدماء بحق المواطنين السوريين لن يؤدي إلا إلى زيادة قدرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على إعادة ترتيب الحشد من مناطق أخرى في سورية والعراق. فمواجهة عنف «داعش» من دون مواجهة المسببات والعوامل المحيطة، ستسهم في إعادة توليد الظاهرة عند أول منعطف.
متابعة قراءة مواجهة التمدد الإيراني تبدأ من الداخل
التصنيف: د. شفيق ناظم الغبرا 
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت
twitter: @shafeeqghabra
نتانياهو في الكونغرس: مأزق… وتأكيد قوة
عكس خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في الكونغرس الأميركي روح العزلة التي تعاني منها إسرائيل مصحوبة بروح القوة والتأثير في الساحة الأميركية. فإسرائيل لا تقوى سوى على أخذ مواقف متصلبة، خصوصاً عندما تعلم أن الدولة الكبرى (الولايات المتحدة) لديها مصالح مختلفة عن مصالحها وسياسات تنم عن خسائر كبرى تكبدتها في منطقة الشرق الأوسط في العقد الأخير.
إن إضطرار إسرائيل إلى تصعيد مواجهتها ضد الرئيس الأميركي من خلال الكونغرس يعكس مدى عمق مخاوفها من سياسات البيت الأبيض. فإسرائيل هي الدولة الوحيدة في إقليم الشرق الأوسط التي تمتلك السلاح النووي، ولهذا تقف بقوة ضد امتلاك ايران أو السعودية أو تركيا لمشروع قد يؤهلها لدخول النادي النووي، وهي تعتمد على الولايات المتحدة بدرجة كبيرة بحيث أنها لا تقوى على رؤية السياسات الأميركية تتناقض وتوجهاتها.
متابعة قراءة نتانياهو في الكونغرس: مأزق… وتأكيد قوة
الهويات الدينيّة تبحث عن تحقيق ذاتها بواسطة العنف
وخليجي، فهل هذا يمنع انفجاراً شبيهاً بذلك الذي أدى الى سقوط الموصل؟ كيف ستدير القوات التي ستعيد السيطرة على الموصل، منطقة تشعر تجاهها بالخوف، على أسس مذهبية قبل أن تكون سياسية؟ الحرب على الإرهاب التي تتم دعوة كل الدول إليها، لم تقترب بعد من التعامل مع الأسباب الكامنة وراء العنف. فما هو قائم في العراق حالة حرب أهلية، وما التدخل العسكري في حروب أهلية، إلا وسيلة لتعميقها وإطالة أمدها وجعلها أكثر دموية. وهذا ما لا يجب التورّط فيه في العراق وسورية ولا في ليبيا وسيناء واليمن وغيرها. من دون إصلاحات وحوارات جادة وتسويات وتصورات جديدة، سيؤدي العنف مقابل العنف الى مزيد من العنف.
متابعة قراءة الهويات الدينيّة تبحث عن تحقيق ذاتها بواسطة العنف
الحرب على «الدولة الإسلامية» بين العنف والإصلاح
«داعش» أو تنظيم «الدولة الإسلامية» ليس فصيلاً عنيفاً فحسب، وما التركيز على جانبه العنيف إلا تصغير لحجم المشكلة المرتبطة به الآن وفي الفترة القادمة. إن تصنيف تنظيم «الدولة الإسلامية» بصفته تنظيماً إرهابياً يتجاوز التصنيف العادي، وذلك لأنه يستخدم الجيوش والقدرات العسكرية ويواجه جيوشاً وتحالفات كبرى، كما وقع في هجوم الصيف الفائت، عندما اقتحم هذا التنظيم أجزاء كبيرة من العراق وقبل ذلك من سورية. لهذا بالتحديد، لا بد من رؤية مختلفة للمشهد، فالحركة الجهادية في العالم الإسلامي والتي تمثل «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أحد تعبيراتها، هي نتاج ضعف حالة حقوق الإنسان واحتكار الاقتصاد والفقر والبطالة وتردي السياسة والمؤسسات في الواقع العربي، ففي الواقع العربي أرستقراطية رافضة للتغيير ومترددة حياله ومعها أجهزة رسمية وجيوش تخشى احتمال قيام ثورات جديدة، وقد أرعبها مشهد عام 2011 وقررت أن تقف بقوة ضد تداعياته ونتائجه. لكن ما يعيب هذه النخب العربية أنها حتى الآن غير قادرة على إعادة إنتاج مشهد ما بعد الاستقلال، خصوصاً أنها فقدت الزخم الذي سبق أن ميزها، وهي حتى الآن لم تلتقط إشارة رئيسية، فهي لن تنجح في استعادة المبادرة من دون دمج القوى الجديدة التي أفرزها الواقع العربي في السنوات العشرين الماضية، وهذا يتطلب إصلاحات وتنازلات وشراكة جادة مع الشعوب العربية. إن مغالاة القوى الرسمية والنخب الحاكمة في رفض الإصلاح بعد ثورات 2011، باستثناء تونس والمغرب، سيساهم في تمكين القوى العنيفة والجهادية السلفية، كحال «الدولة الإسلامية» وأخواتها.
متابعة قراءة الحرب على «الدولة الإسلامية» بين العنف والإصلاح
جذور وأسباب العنف الإسلامي في الغرب
يقدم لنا التاريخ مقارنات مفيدة ودروساً بليغة. ففي فرنسا عام ١٨٩٤حُوكم ضابط يهودي في الجيش الفرنسي يدعى دريفوس اتهم بالخيانة وبتقديم معلومات سرية للألمان. وأدت تلك المحاكمة لتعميم تهم الخيانة في صفوف الرأي العام الفرنسي تجاه اليهود الفرنسيين. في تلك الحادثة، كان اتهام دريفوس بسبب ديانته اليهودية، ولكن معلومات عن براءته سمحت بإعادة محاكمته وتثبيت براءته بعد خمس سنوات قضاها في السجن، فقد تبين أن ضابطاً فرنسياً لم يكن يهودياً هو الذي قدم المعلومات للألمان. في هذه الحادثة الشهيرة إستنتج ثيودور هرتزل، المنسجم مع أوروبيته ونمسويته، والذي حضر المحاكمة بصفته الصحافية، أن العنصرية والعداء للسامية سيستمران. هذه الحادثة أسست لافكار هرتزل الصهيونية ولكتابه الشهير «الدولة اليهودية» المنشور في العام ١٨٩٦. متابعة قراءة جذور وأسباب العنف الإسلامي في الغرب
فرنسا بين الإرهاب والعنصرية
إن استخدام العنف والقتل في مقابل صور كرتونية ليس مقبولاً، كما أن ضرب المدنيين في عواصم العالم ليس مقبولاً لا باسم الإسلام ولا باسم أي دين. لقد نفذت العملية التي قامت بها مجموعة أعضاؤها فرنسيون من جذور جزائرية بطريقة إستعراضية الهدف منها إثارة أقصى كراهية ونزاع وغضب ممكن في اوروبا وفرنسا والعالم. وجدت نفسي وسط العاصفة بينما أقوم بزيارة علمية ومطولة لجامعة دينفر الاميركية، فبسبب العملية الدموية ضد صحيفة فرنسية عادت نفس الاسئلة حول الارهاب والمسلمين. متابعة قراءة فرنسا بين الإرهاب والعنصرية
2015: بين المفاجآت والتحولات
عام 2015 سيكون حافلاً بالمفاجآت على صعيد العلاقة بين الدولة والمجتمع، كما بالنسبة الى العلاقة بين التعبير العنيف والسلمي. فما وقع مع حركات وثورات 2011 ما زال يتفاعل ويترك آثاراً مختلفة على الواقع العربي. وبينما تم استيعاب الموجة الأولى من الثورات، إلا أن الطبيعة الأمنية لأسلوب الاستيعاب تحولت إلى قوة دفع باتجاه العنف والإرهاب. إن الموجة الثانية للثورات والحركات العربية التي تتكون سُحُبُها، والتي تحاول دول عربية عدة تفاديها بواسطة الحل الأمني، ستستند في المستقبل إلى بطالة أكبر ونقص في لقمة الخبز والعدالة والحريات والأمن الاجتماعي في ظل تراجع كبير في قدرة المؤسسات الحكومية في العديد من الدول العربية على القيام بدورها السياسي والأمني بل والقضائي. لن تقع الموجة الثانية (التي لا يمكن التنبؤ بتوقيتها) في عام 2015، لكن هذا العام سيعيد الى الواجهة أسئلة الثورات الأساسية في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والديموقراطية. متابعة قراءة 2015: بين المفاجآت والتحولات
أحوال العرب بين عنف الحكومات وتطرف المجتمعات
تتحرك منطقتنا بين هدير المدافع وانتشار التطرف في ظل أوضاع تتميز بانسداد الأفق السياسي وارتفاع الضغوط المعيشية التي تجثم في جلها على صدر الجيل العربي الصاعد. يتضح في خضم المواجهات الراهنة والقادمة أننا مقبلون على مزيد من العنف الرسمي من جهة ومزيد من التطرف الجنوني والعنف الشعبي من جهة أخرى، فالكبت السياسي العربي نتاج طبيعي لروح أمنية مسيطرة بإحكام على النظام السياسي العربي. بل تؤدي هذه الروح الأمنية إلى الحد من قدرة الناس على الحصول على حقوقها بوسائل سلمية عند مواجهة الظلم والخطأ. هذه الحالة العربية أدت في صفوف المجتمع وبعض أفراده إلى حالة انسحاب من العلنية السياسية والاجتماعية باتجاه السرية والتكتم، ما يدفع بالوضع برمته نحو المفاجآت، بل يتوقع مزيد من المفاجآت في الزمن القادم بسبب ضعف مبادئ الحريات والحيادية الرسمية. متابعة قراءة أحوال العرب بين عنف الحكومات وتطرف المجتمعات
مأزق الدولة العربية ونمو مدرسة العنف
تتوالى التساؤلات عن الوضع الذي يمر على العرب، فهل نشهد مقدمات يقظة أم انهيار؟ أم أننا نتعايش بصعوبة مع مقدمات ثورية (كما عرفتها مناطق أخرى في العالم) يتخللها العنف والتعرجات والتفتت. على الأغلب دخلنا مرحلة ثورية طويلة المدى ستغير واقعنا وتعلمنا دروساً في كيفية تعاملنا مع الاختلاف والاحتكار السياسي والفساد المالي. مع كل أسف لن يقع التغيير والانتقال إلا بعد السير في دروب شاقة ودفع أثمان كبيرة. وبينما يترنح عالمنا كما لم يحصل من قبل إلا أنه يحتج ويحلم كما لم يحصل منذ زمن بعيد. العرب من الخليج إلى المحيط منقسمون على زمانهم، وهذا يعني أنهم ابتعدوا عن حالة عدم الاكتراث. بعضهم يريد الاستقرار بأي ثمن (خاصة الذين لديهم الكثير ليخسروه من جراء عدم الاستقرار)، وبعضهم يريد نظاماً جديداً حتى لو جاء عبر عنف مفتوح (خصوصاً الذين يشعرون أنهم لم يخسروا إلا بؤسهم من جراء عدم الاستقرار)، أما كتلهم الأكبر فتنتظر، وقد تنظم لأحد المعسكرين إن وجدت حلاً مرضياً وصيغاً أكثر عدالة وديموقراطية وقيم تجديد وبناء. متابعة قراءة مأزق الدولة العربية ونمو مدرسة العنف
«خلسة في كوبنهاغن»: آلام الشتات الفلسطيني وتحولاته
أبدعت سامية عيسى في روايتها الصادرة في بيروت هذا الخريف (خلسة في كوبنهاغن) في وصف آلام الشتات الفلسطيني ومتاهاته وتعقيداته. إذ تفرض الرواية المؤثرة على القارئ تساؤلات عميقة حول الوضع الشتاتي الذي:
«مزق العائلات والناس ومزق بينهم وبين أنفسهم، فصاروا يتخبطون ويتساقطون أحياء وأمواتاً في برد المنافي على غير هدى. حاولوا أن يرتقوا التمزق بنشاطات سياسية وأخرى اجتماعية وفولكلورية، لكن الشتات ظل يلاحقهم في أرض الشتات نفسها كلما حدث شيء في غزة ولبنان أو حتى في شوارع كوبنهاغن أو لبنان وسورية». متابعة قراءة «خلسة في كوبنهاغن»: آلام الشتات الفلسطيني وتحولاته