المعروف عن الرئيس الأميركي في أيامه الأخيرة أنه لا يفعل الكثير ولا يقوم بأخذ قرارات كبرى، ولكن بوش بالتحديد يبدو أنه سيغيّر التقليد. إن خطابه الذي قدمه في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ في أعقاب كلمة كل من الرئيس حسني مبارك والملك عبدالله الثاني ملك الأردن كان خطاب حرب ومواجهة. كنت قد دخلت القاعة لاختبر فرضية: هل ستقدم الولايات المتحدة على مغامرة أو حرب جديدة في منطقتنا؟ الاجابة عن هذا السؤال بعد الاستماع إلى الخطاب ولغته وما قيل بين السطور يشير إلى أن الرئيس الأميركي يعد العدة لحرب جديدة في الإقليم، وأن الهدف الرئيسي من المواجهة المقبلة إيران. ومن الواضح من لغة الخطاب ومن الأوضاع على الأرض أن هذا السيناريو مازال ممكناً حتى في المرحلة الأخيرة من فترة الرئيس بوش. إذاً تقبل المنطقة على خطوات رئيسية في حرب جديدة في ظل استمرار للحروب القائمة في كل من العراق وأفغانستان وفلسطين. إن خطاب بوش يشير إلى أنه يعد العدة لاستخدم القوة وما يسميه الحرب الاستباقية لمنع إيران من امتلاك القدرات النووية ولتوجيه ضربات لقدراتها العسكرية وقدرات النظام بما ينعكس على لبنان والعراق وفلسطين وسورية. وسوف ينطلق التصور الأميركي من أن هذا التوجه سوف يضعف الأطراف كلها التي تعتمد على إيران وتستمد منها القوة. هكذا كان الخطاب خطاب مواجهة، كان خطاب حرب، وخطاب تحدٍ حتى للدول العربية الحليفة. متابعة قراءة خطاب بوش في المؤتمر الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ
التصنيف: د. شفيق ناظم الغبرا
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت
twitter: @shafeeqghabra
بعد الانتخابات في الكويت
كيفما نظرنا من حولنا في العالم العربي نجد عوالم انتقالية شديدة التأزم تسودها حال من الحدة في صراعاتها. كيفما نظرنا نجد دولاً ضمن الدول ودولاً توسعية حول الدول ودولاً تخاف من شعوبها ودولاً تخشى من يومها الثاني ومن ليلها، ونجد في الوقت نفسه شعوباً تشعر بالإحباط وأخرى بالتهديد وثالثة بالتهميش. في الكويت حال خاصة من بين العرب، ففيها دولة أقرب إلى دولة القانون والمؤسسات، وفيها حريات يندر أن نجدها في دول عربية أخرى، وفيها دستور قلما نجد مثيلاً له في الدول العربية في طريقة كتابته وطريقة تفسيره، وفيها قيادة سياسية أجمع سكان البلاد على شرعيتها إبان واحدة من أحلك الظروف: احتلال عام 1990. إن مشاعر الذاكرة والولاء تبرز في الكويت إلى العلن في الظروف الخاصة، كما حصل مع غياب الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح (طيب الله ثراه) منذ أيام. متابعة قراءة بعد الانتخابات في الكويت
لبنان: بداية أزمة المجهول
إن هجوم «حزب الله» على مناطق بيروت وعلى الدولة اللبنانية بداية إشكال كبير لـ «حزب الله» وللبنان في الوقت نفسه. ويمكن القول ان هذا يفتح مزيدا من الثغرات ويثير مزيدا من المخاوف بين الأطراف العربية والدولية واللبنانية من «حزب الله» الذي كان للأمس القريب رمزا للمقاومة. فقد خرج «حزب الله» من السر إلى العلن، ومن كونه قوة مقاومة بلا مظاهر مسلحة إلى قوة تفرض نفسها في كل مكان في لبنان، وتحول من حزب يمتلك شرعية عربية ولبنانية إلى حزب يتصادم مع الكثير من العرب، والكثير من اللبنانيين. هكذا يسير «حزب الله» على خطى «منظمة التحرير الفلسطينية»، رغم اختلاف الظروف، عندما تحركت نحو العلن وبسطت نفوذها على أراض كبيرة وواسعة في لبنان. ولكن ذلك كان مقتلها لبنانيا والأساس الذي أعطى اسرائيل المقدرة على اجتياح كل لبنان. إن السيطرة التي يحققها الحزب اليوم هي الأساس الذي قد يمكن معارضيه وناقديه من استغلال نقاط ضعفه في المرحلة المقبلة. متابعة قراءة لبنان: بداية أزمة المجهول
انفجار لبنان والوضع الإقليمي
أن يتقاتل اللبنانيون هو تأكيد لحال التآكل التي يعيشها لبنان ومعه العالم العربي الذي يزداد انغماساً بصراعات أهلية، بينما تحتفل إسرائيل بذكراها الستين، وتعود الأمور إلى نقطة الصفر. فما وقع في لبنان يعكس القضية الأكبر التي تسيطر على تفكير القياديين في «حزب الله» وسورية وإيران: آفاق حرب جديدة في المنطقة بين إسرائيل و«حزب الله» وسورية وآفاق مواجهة أميركية إيرانية. وتعيش القيادات في هذه البلدان مع توقيت هذه الحرب في هذا الصيف. مقتل عماد مغنية، الذي تشير حادثة الاغتيال إلى دور إسرائيلي في اغتياله، ربما كان البداية الهادئة لهذه الحرب الجديدة. فمغنية كان مسؤولاً عن تحضير «حزب الله» في الجنوب وفي البقاع وفي لبنان للحرب المقبلة مع إسرائيل. هل يمكن أن نقول إن الحرب قد بدأت بتحرك من «حزب الله» على أزمة الكابلات وشبكة الاتصالات التي يقوم «حزب الله» ببنائها بمعزل عن الدولة؟ ولكن «حزب الله» كان يبني ما يبني في إطار الاستعداد للحرب المتوقعة هذا الصيف(بمعزل عن الدولة) وبمعزل أن أي قرار عربي، فاعتبر أن ما تقوم به الدولة إضعاف له في معركة يستعد لها؟ بطبيعة الحال سيقول الكثيرون من اللبنانيين: وما دخلنا في حرب إقليمية؟ هذا التساؤل في مكانه، ولكن من جهة أخرى، ان ضعف لبنان وانقسام مجتمعه بهذه الحدة واكتشاف كل من سورية وإيران لحلفاء في لبنان في المواجهة مع إسرائيل ومع القوى اللبنانية السيادية يجعل لبنان متورطاً بما يحصل. متابعة قراءة انفجار لبنان والوضع الإقليمي
انعكاسات ردود الفعل على الرأسمالية في ظل العولمة
واحدة من أكبر المخاوف التي تواجه القطاع الخاص والأنظمة السياسية ذات البعد الرأسمالي في العالم حصول ردة فعل شعبية على سياساتها مما يهدد بالإطاحة بالكثير من التطورات التي جاءت مع العولمة المتحركة بقوة القطاع الخاص. ما وقع في العالم العربي في الخمسينات والستينات يجب أن يبقى في الذاكرة. فقد قامت قوى شعبية من الضباط الأحرار مدعومة من قطاعات كبيرة من الفئات الاقتصادية الوسطى والدنيا من المجتمع بالانقلاب على الأنظمة السياسية القائمة، وذلك بسبب ما اعتبر في حينه تفشي الفساد وقيام ملاك الأراضي والمصانع والمؤسسات بخسارة الشارع والمجتمع في ظل البحث عن الربح السريع في كل عمل. هكذا سقطت دول مثل مصر والعراق وليبيا وسورية ضحايا لتلك الحالة من ردة الفعل. لم يكن ذلك الأمر مقصوراً على الدول العربية، بل انتشر لدول شتى في العالم من كوبا إلى أوروبا الشرقية ومن آسيا إلى أفريقيا، مما هدد النظام الرأسمالي برمته وحاصره في مناطق محددة في العالم. متابعة قراءة انعكاسات ردود الفعل على الرأسمالية في ظل العولمة
كويت العصر الذهبي… كيف كانت؟
عندما يتساءل الناس والشباب عن العصر الذهبي للكويت تأتي مع هذا التساول جملة من الصور المختلفة من واقع اليوم. أحياناً يتساءل الجيل الجديد: كيف كان حال الكويت في ذلك العصر وكيف كان حال الكويت مختلفاً؟ قد لا تستطيع الأسئلة في هذه المرحلة أن تجيب عن الأساس الذي أعطى الكويت ألقاب مثل لؤلؤة الخليج أو درة الخليج وأعطى فرقها الرياضية وريادتها التعليمية صفة النموذج لشعوب شتى في منطقة الخليج. وكان ذلك عصر خاص تميّزت فيه الكويت عن غيرها، لأنها حكمت العقل والمنطق والطموح في كل شيئ كما حكمت الحكمة والإبداع في قراراتها وطرق بناء فرقها. العصر الذهبي للكويت يعني أن الكويتيين كانوا منفتحين على ذاتهم وعلى العلم والعمل وعلى الجديد بأنواعه كلها. كانوا من بين العرب مجددين، مكتشفين، مقبلين على العالم الذي يتشكل من حولهم بلا خوف أو تردد أو تقييد. في العصر الذهبي كانت التنمية أولوية تنفيذية قبل أن تكون أولوية كلامية، وكان التعليم والتجديد والانفتاح والانعتاق من القيود ممارسة دائمة. وكان هذا العصر بالتحديد عصر ثقة بالنفس وثقة بالمستقبل وتبنٍ للكفاءات والقدرات كلٌ في مكانها وكلٌ في مجالها. لقد اكتسب ذلك العصر لقبه الذهبي، لأنه التزم أولاً بمشروع الدولة وبإنشاء الدستور، بالانفتاح على الآخر، أكان عربياً أو عالمياً، وبمعايير الإنجاز عبر إنشاء البرلمان وبناء المؤسسات وتحديد الصلاحيات. في الزمن الذهبي تصالحت الكويت مع نفسها ومع العالم لتنتج الكثير من الجديد. متابعة قراءة كويت العصر الذهبي… كيف كانت؟
المرأة في الانتخابات الكويتية
تمثل هذه الانتخابات بعداً جديداً، فهي ليست الأولى فقط من ناحية خوض الانتخابات وفق الدوائر الخمس، ولكنها أول انتخابات ذات معنى بالنسبة إلى المرأة، فالمرأة التي لم تكن مهيأة ومستعدة للتأثير في الانتخابات السابقة في ظل الدوائر الخمس والعشرين، نجدها أكثر استعداداً في هذه الانتخابات. إن الأمر مختلف الآن، فعدد المرشحات أكبر من السابق، إذ وصل الى 28 سيدة. إن قدرة النساء على التنظيم والإدارة للحملة الانتخابية أو دعم مرشح من دون آخر يأخذ الآن بعداً جديداً. فمشاركة المرأة في هذه الحملة بقاعدة أكبر وتنظيم أفضل ومرشحات أكثر ثقة واستعداداً يساهم بتغيير شكل وطبيعة الحملة الانتخابية في الكويت. متابعة قراءة المرأة في الانتخابات الكويتية
البرنامج الحكومي ومجلس الأمة الجديد!
مهما كانت النتائج المقبلة، سيكون هناك تشكيل حكومي جديد. ولكن يجب بالوقت نفسه أن يكون هناك مجال لإعطاء الحكومة فرصة لإثبات قدراتها وإمكانياتها. وبغض النظر عمن سيكون في سدة رئاسة الحكومية المقبلة (وإن كانت المؤشرات كلها تؤكد أن رئيس الحكومة سيكون الشيخ ناصر المحمد) إلا أن الأساس هو في المقدرة على فتح صفحة جديدة لديها عنوان رئيسي: إعطاء فرصة للحكومة للقيام بدورها، وإعطاء فرصة للحكومة للقيام بصنع التغيير في ظل برنامج سياسي وإداري وحكومي ملزم للحكومة على مدى الأعوام التالية. لهذا يجب أن يكون التفكير الحكومي الآن منصباً على تجميع فريق سياسي وإداري واقتصادي قادر على وضع الخطوط العريضة للبرنامج الحكومي الذي يجب أن يتم انتقاء الوزراء على أساسه. بمعنى آخر يجب أن يكون هناك تصور يجري بناؤه الآن بصورة جماعية يتحول إلى التوصيف الوظيفي لكل وزير ولكل مسؤول في الإدارات الحكومية على جميع المستويات. متابعة قراءة البرنامج الحكومي ومجلس الأمة الجديد!
أزمة السياسة في الكويت… في انتظار حلول!
السياسة متحركة في الكويت كما لم تتحرك من قبل. فمع كل يوم تطور جديد وآراء مبتكرة وتصورات أجدد وصراعات متقدة. هكذا تستمر الحملة الانتخابية معبرة عن مأزق البلاد ومشكلاتها المتعددة والقضايا التي تحيط بها. حركية السياسة في الكويت وما لها وما عليها سوف تبقى في حال عدم اتزان إلى يوم الانتخابات، إذ سيستمر الغموض حتى يوم إعلان الفائزين بعضوية المجلس والتعرف على هوية كل منهم واتجاهه السياسي والاجتماعي. ولكن هذا لن ينهي الحركة وذلك لأن إعلان النتائج سيخلق وضعاً جديداً، وان إعلان أسماء أعضاء الحكومة الجديدة سيمثل هو الآخر بداية تحدد اتجاه الرياح ومدى ملاءمتها أو تناقضها مع ما قيل في الحملة الانتخابية. قد نجد بالتالي حكومة أكثر تصادماً مع المجلس، وقد نجد العكس، قد نجد حكومة إصلاح وقد نجد حكومة انتظار. سيبقى كل شيء خلال هذه اللحظات في حال انتظار حتى يتبين شكل المرحلة وشكل البلاد وشكل الصراعات الجديدة، ومعها الأزمات الجديدة. متابعة قراءة أزمة السياسة في الكويت… في انتظار حلول!
الإعلام والمعرفة في الفضاء
تتضح كل يوم ملامح واقع إعلامي جديد. فبالأمس القريب كانت الكويت أسوة بغيرها من دول العالم العربي بلا إنترنت وبلا تلفزة غير التلفزيون الوطني الوحيد، وكانت بعدد قليل من الصحف وبمصادر قليلة للمعلومات وتعيش حال رقابة مضخمة. أما اليوم فالكويت مليئة بهواة الإنترنت، وكتاب المدونات ومليئة بالصحف والمحطات الجديدة وغيرها من وسائل الإعلام وفوق هذا كله مليئة بالمرشحين وبرامجهم وإعلامهم وندواتهم وأطروحاتهم وانتقاداتهم.