إن نجاح حزب «العدالة والتنمية» التركي في البقاء في مواقعه السياسية يمثل حدثاً على قدر كبير من الأهمية لمنطقة الشرق الأوسط. بل لو قامت المحكمة التركية بالتصويت ضد الحزب ووجوده في الحكومة ورئاسة الدولة لكانت تركيا قد دخلت في أزمة سياسية كبيرة. إن ما وقع من تهديد بحل حزب فاز في الانتخابات يؤكد أن تركيا بحاجة إلى مزيد من الإصلاح السياسي لكي لا يتكرر هذا الأمر، والذي في جوهره يعكس ضعفاً في الديموقراطية التركية التي صاغ دستورها نظام عسكري. لقد تفادت تركيا بالتصويت الأخير في المحكمة العليا، وبفارق صوت واحد، أزمة حقيقية كان بإمكانها لو وقعت أن ترسل رسالة سلبية للقوى الإسلامية كلها في العالم الإسلامي عن عدم شرعية الطريق الانتخابي في العمل السياسي، كما حصل في الجزائر في أوائل التسعينات. ما وقع في تركيا أكد أن الطريق الشرعي وصناديق الاقتراع هي الطريق لكل حزب إسلامي يسعى إلى لعب دور في قيادة بلاده بما فيها من تشكيل حكومة أو الوصول إلى البرلمان. متابعة قراءة التجربة التركية ونجاح حزب العدالة
التصنيف: د. شفيق ناظم الغبرا 
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت
twitter: @shafeeqghabra
تطورات إقليمية
سريعة المفاجآت في منطقة الشرق الأوسط. فقد استقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، وفتحت الاستقالة الباب لمعرفة اتجاهات الرأي الجديدة في إسرائيل، فهل سنرى مزيداً من الصراعات الداخلية الإسرائيلية أم استعداداً للتسوية في حال انتخاب حزب «كاديما» لوزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني كرئيسة له؟ فليفني تمثل جانباً من السياسيين في إسرائيل ممن لديهم القدرة للتحول نحو السلام، أما من جهة أخرى، فيمثل وزير المواصلات شاوول موفاز جانباً من السياسيين الإسرائيليين ذوي الخلفية العسكرية والقتالية ممن سيسعون إلى استخدام مزيد من القوة في حال أصبح هو رئيس حزب «كاديما». أما في حال حصول انتخابات عامة على منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي، كما يدعو نتنياهو، فمن المتوقع والممكن أن يفوز «الليكود» بقيادة بيبي نتنياهو، مما سيدفع بالأوضاع إلى المواجهة، خصوصاً مع إيران، إضافة إلى أن المسار السوري – الإسرائيلي (وآفاق التهدئة مع الفلسطينيين) سوف تتعرض إلى انتكاسة. متابعة قراءة تطورات إقليمية
أوباما مزيد من التقدم نحو البيت الأبيض
تستمر ظاهرة المرشح الرئاسي أوباما مؤثرة في الولايات المتحدة وخارجها. فقد حقق أوباما في جولته العالمية الكثير من النتائج واستقبل كرئيس قادم للولايات المتحدة. هكذا شعر رؤساء الدول الذين التقوا به بما حققه في فترة قياسية واستبقوا انتخابه لينسجوا معه علاقة تفاهم تبدأ من الآن. من جهة أخرى، قام مرشح الرئاسة ماكين في زيارة شبيهة، إلا أنه لم يستقبل كما استقبل أوباما من الجمهور الأوسع ولا من الروساء. بل إن المؤتمر الصحافي الذي عقده ماكين كان خارج قصر الرئاسة ولوحده، بينما أوباما عقد مؤتمره الصحافي مباشرة مع الرئيس ساركوزي وفي الأليزيه. الفارق كبير بين ردة الفعل العالمية لماكين بصفته استمراراً لبوش وبين ردة الفعل لأوباما الذي يعد بتجديد السياسة الأميركية وشرعيتها العالمية. في هذا حققت الجولة نتائج مهمة، إذ أكدت أن العالم يتعطش لدور أميركي أكثر مسؤولية وأقل أيديولوجية وأكثر التزاماً بالتحالفات الدولية من أجل قضايا السلام والتعايش والتقدم. ففي العراق نجح في الاتفاق مع رئيس الوزراء العراقي المالكي على جدول للانسحاب الأميركي في وقت لم تكن الإدارة الأميركية الراهنة قد وصلت إلى هذه القناعة إلا أخيراً، وفي فلسطين كما وفي إسرائيل نجح أوباما في إيصال رسالة التركيز على السلام بعد أن كانت الإدارة تحت قيادة بوش قد انسحبت منه لفترة طويلة. متابعة قراءة أوباما مزيد من التقدم نحو البيت الأبيض
قضية السودان… قضية انتهاك الحقوق في العالم العربي
تتطور الأوضاع بين العرب وغير العرب، كما حصل في السودان أخيراً لتتحول إلى قنبلة كبيرة تعصف بأوضاعنا. ما وقع في دارفور منذ عام 2003، ذلك الإقليم الذي يقع في الجانب الغربي من السودان كان كبيراً. هذا الوضع لم يكن من نتاج خيال الإعلام، بل من واقع مقتل ما يقارب من 300 إلى 400 ألف قتيل وأكثر من مليوني مشرد من الإقليم. إن ما وقع في دارفور كان مؤسفاً بحق شعب تلك المنطقة غير العربي، بسبب ما قامت به ميليشيات عربية تدعمها الحكومة السودانية. والنزاع في درافور، كما هو النزاع في كل مكان، يصبح مشكلة أكبر عندما تمعن الأطراف الأقوى والرسمية بإطلاق العنان لقدراتها العسكرية ضد المدنيين بهدف تهجيرهم وكسرهم، هكذا تخرج الأمور عن السيطرة، وتتحول السلوكيات العسكرية إلى ذبح على الهوية، وإبادة جماعية. لهذا فعندما تأتي الاتهامات الدولية، فهي تأتي من مكان ما ومن واقع على الأرض، وليس كل ما يحصل تجنياً علينا وعلى دولنا. متابعة قراءة قضية السودان… قضية انتهاك الحقوق في العالم العربي
إيران والتوتر… هل من حل؟
في الأيام القليلة الماضية زاد الوضع الإيراني – الأميركي انحناء لصالح التسوية، كما ويمثل الحضور الأميركي للمناقشات على النووي الإيراني تطوراً على قدر من الأهمية. ومع الإشارات الإيجابية كلها سيبقى التحدي الكبير في كيفية الوصول إلى حل مقبول لإيران وللولايات المتحدة بحيث يبعد عن المنطقة شبح الحل العسكري. بل يمكن التأكيد بأن حال السباق بين الحل الأمني العسكري الذي قد تقوم به الولايات المتحدة والحل السياسي بات الآن أكثر ترجيحاً لصالح السياسي بعد أن تم بناء حال تحييد أيضاً للوضع في لبنان مع «حزب الله» وللوضع في فلسطين مع «حماس» وللوضع مع سورية، كما والوضع في العراق. هكذا أصبحت بعض أهم الملفات الساخنة محيدة مرحلياً، مما يفقد إيران نسبياً لبعض أدوات التفاوض. متابعة قراءة إيران والتوتر… هل من حل؟
تحرير الأسرى ورفات الشهداء
حقق السيد حسن نصرلله تحولاً في الإطار العربي من خلال تحرير الأسرى اللبنانيين واستعادة رفات أكثر من مئتين من المقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين والعرب. وبينما يبدو العالم العربي ضعيفاً من شدة الحروب المحيطة به وبسبب عوامل داخلية عدة، بدا «حزب الله» في واحدة من أقوى تعبيراته السياسية والإنسانية. بالنسبة إليّ شخصياً ولملايين العرب كان المشهد مؤثراً لأنه عكس رمزية كبيرة تخرج من عمق الصراع وتاريخه ومراحله. فعملية تبادل الأسرى حملت معها تاريخاً لمناضلين صامتين ضحوا بحياتهم على مدى العقود الثلاثة الماضية. لقد فرض الحدث حالة توازن معنوي وسياسي مع إسرائيل، لأنه قدم رسالة شاملة لكل لبنان وفلسطين وبقية العرب. متابعة قراءة تحرير الأسرى ورفات الشهداء
التنوع في الكويت… تحديات وقضايا
ما يميّز التيار الإسلامي بتفرعاته كلها في الكويت سلميته (نسبة إلى تيارات أخرى في دول عربية عدة) وقدراته التنظيمية العالية وقواعده الشعبية، كما يتميّز التيار بحرصه على قضايا عدة تتعلق بالسيادة والهوية العربية والإسلامية والوطنية وسعيه بنشاط إلى إيصال صوته. في هذا بالتحديد، فإن التيار جزء أساسي من الصورة الوطنية في الكويت، إذ إنه بالإمكان الاختلاف معه في قضايا يطرحها والاتفاق معه في قضايا أخرى يطرحها. ولكن للتيار نقاط ضعف رئيسية تعود وتساهم على المدى البعيد بتقليص نفوذه وتراجع قدراته. فما وقع مع «الإخوان» في الانتخابات الماضية كان أحد هذه الإفرازات. إن نقطة ضعف قطاع كبير من التيار الإسلامي(وليس كله أو كل أعضائه) والتي تعود وتساهم في إضعافه على المديين المتوسط والبعيد هو خوضه لمعركته الاجتماعية باتجاه إلغاء وإضعاف التنوع في الكويت. فهذا بطبيعة الحال يخيف فئات كبيرة في الكويت من قوته ومن تعاظم دوره، ويجعل هذه الفئات تخشى على مستقبلها من التيار. لقد حصل هذا في السابق مع تيارات عربية رئيسية، وهو يحصل اليوم وسيحصل غداً مع التيار الإسلامي إن لم يتدارك الأمر بإبداء مرونة وتسامح في طرح موضوعاته. لقد حسم التيار الإسلامي توجهه بالعمل البرلماني الديموقراطي والسلمي، ولكن آن الأوان ليحسم الشرط الثاني لنجاح الديموقراطية، أي إيمان حقيقي وصادق بالتنوع والحريات الشخصية. متابعة قراءة التنوع في الكويت… تحديات وقضايا
إيران والولايات المتحدة: حالة حرب أم حل وسط؟
تتعمق حال الخوف وحال الضغط في منطقتنا. فصواريخ إيران الجديدة موجهة إلى إسرائيل والمواقع الأميركية في منطقة الخليج في البحر وعلى الأرض وفي العراق وفي دول الخليج. يقابل ذلك القواعد الأميركية المنتشرة في المنطقة وحاملات الطائرات الأميركية والوجود العسكري المكثف للجيش الأميركي المنتشر في العراق ومنطقة الخليج ودول آسيا الوسطى. لقد اصبحت الولايات المتحدة واحده من دول المنطقة بفضل انتشارها العسكري وتواجدها المكثف. في الوقت نفسه تمثل منطقتنا التي تتصاعد وسطها الآن لهب التصريحات المتبادلة والاستعدادات للحرب واحدة من أكثر مناطق العالم في القيمة الاستراتيجية بسبب النفط. النفط ووجوده في باطن الأرض في منطقة الخليج: إيران والعراق ودول مجلس التعاون بنسبة تتجاوز 60 في المئة من احتياط العالم (وقد تبين أخيراً أن العراق على سبيل المثال لديه احتياطي كبير لا يقل عن ذلك الذي تمتلكه إيران التي تعتبر الثانية في الاحتياط النفطي العراقي في العالم بعد المملكة العربية السعودية). متابعة قراءة إيران والولايات المتحدة: حالة حرب أم حل وسط؟
الاتفاق السوري – الإسرائيلي ولغة المجازفة
تقترب اللحظة وتبدو الأوضاع، وكأنها ستولد اتفاقاً جديداً بين إسرائيل وسورية، ولكن سرعان ما يبدو الأمر وكأنه بعيد. المفاوضات السورية – الإسرائيلية التي تسارعت وتيرتها في الشهور القليلة الماضية بوساطة تركية عكست إمكانية التقاء المصالح السورية والإسرائيلية على عدد من الأمور أهمها: عودة الجولان إلى سورية في ظل اعتراف متبادل بين البلدين وتطبيع وسلام، ويتم هذا في ظل الاعتراف الإسرائيلي بالمصالح السورية في لبنان خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، بينما تتم عملية حماية المصالح الأمنية الإسرائيلية المقبلة من لبنان. هكذا يسير الطرفان باتجاه نوع من الاتفاق سيتضمن بطبيعة الحال وضع ضوابط على «حزب الله» وتحويله إلى حزب سياسي يحترم الاتفاق السوري – الإسرائيلي. وينطبق الأمر نفسه على علاقة سورية بكل من إيران و«حماس». العقدة الأكبر المتحفظة على سورية تتعلق بالموقف الأميركي، حتى الآن، رغم وجود عدد كبير من أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأميركي ممن يحبذون تشجيع اتفاق سوري – إسرائيلي بدليل الرسالة التي أُرسلت منذ أكثر من أسبوع إلى البيت الأبيض ووقع عليها أكثر من 250 عضواً من مجلس النواب وستين عضواً من مجلس الشيوخ، بما فيهم المرشحان باراك أوباما وجون ماكين. متابعة قراءة الاتفاق السوري – الإسرائيلي ولغة المجازفة
إيران وإسرائيل والولايات المتحدة
إن التسخين المفاجئ بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة وبين إيران من جهة أخرى يعكس مخاطر الوضع العسكري في منطقة الخليج. ففي قناعتنا الشخصية أن أي حرب إضافية في المنطقة ستكون عبئاً كبيراً على المنطقة بكل ما للكلمة من معنى. ولكن خيار الحرب كان مطروحاً منذ مدة في الأروقة الأميركية والإسرائيلية، وهو خيار حذرنا منه مراراً في مقالات كتبناها على مدى الشهور الماضية. فسيناريو ضرب إيران، ثم تحرك إيران لممارسة ردود فعل في الخليج سيؤدي إلى دخول أميركي حازم، وسيؤدي بطبيعة الحال إلى تفجير المنطقة من العراق إلى غزة، ومن غزة إلى لبنان. متابعة قراءة إيران وإسرائيل والولايات المتحدة