د. شفيق ناظم الغبرا

هل من فارق بين «الديموقراطيين» و«الجمهوريين» في الانتخابات الأميركية المقبلة؟

تؤكد الأزمة الأميركية المالية بأن الولايات المتحدة قد بدأت تدخل في مرحلة جديدة، وأن دولاً أخرى في العالم سوف تصعد بنسب متفاوتة، وأن الولايات المتحدة، وهي عاصمة الاقتصاد العالمي ستواجه وضعاً جديداً لم يمر عليها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. في هذا ستجد الولايات المتحدة أنها دولة كبرى بقدرات أقل، وبمناعه أقل بعد انهيار مؤسسات مالية أميركية كبرى، وعليها ديون وعجز يساوي ميزانيتها السنوية. ففي فترة قياسية تغيّرت الحال الدولية: عودة روسيا لتأكيد دورها، قيام إيران بملء الفراغ السياسي في الشرق الأوسط، تعزيز قوة «حزب الله» في لبنان بعد حرب 2006، بروز آسيا من خلال الصين والهند، عودة اليسار المعارض إلى الولايات المتحدة في دول عدة في أميركا اللاتينية. في هذا الوضع الجديد ستكون القوة الأميركية محل تساؤل أكبر، وسيكون استخدامها هو الآخر محل تساؤل. إن الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة ستتعامل مع الجراح التي أصابتها، ولكنها بالتأكيد ستكون أقل أيديولوجية وأكثر واقعية وبراغماتية في التعامل مع العالم المحيط بها. لهذا نتساءل من بإمكانه من المرشحين «الجمهوري» جون ماكين و«الديموقراطي» باراك أوباما التعامل مع الوضع الجديد بصورة أفضل للعالم وللولايات المتحدة؟ متابعة قراءة هل من فارق بين «الديموقراطيين» و«الجمهوريين» في الانتخابات الأميركية المقبلة؟

د. شفيق ناظم الغبرا

دعوات القتل… تشويه لصورة الإسلام

مازال العالم الإسلامي، كما تؤكد مؤتمرات ولقاءات حوار الأديان، يحاول جاهداً أن يقول للعالم بأن الإسلام دين دعوة حسنة، وانه دين حرية ودين قناعة واستسلام لله لمن يشاء. لهذا تأتي دعوات القتل والإعدام، كما حصل مع فتوى الشيخ صالح اللحيدان، رئيس مجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية، بحق ملاك الفضائيات العربية لتؤكد الصعوبات التي يواجهها العالم الإسلامي في سعيه إلى تطبيق سلطة القانون قبل سلطة الفتوى، وفي سعيه إلى احترام حقوق الآخرين وحق الاختلاف، بعيداً عن التهديد بالقتل. متابعة قراءة دعوات القتل… تشويه لصورة الإسلام

د. شفيق ناظم الغبرا

عودة التاريخ ودور الدول

إن الأحداث الأخيرة التي تطل علينا من روسيا في جورجيا تأكيد على عودة دور الدولة وربما عودة التاريخ، فروسيا الجديدة أكدت دورها كدولة ضمن الحدود الروسية أولاً ثم بدأت بتأكيد دورها خارج حدودها. كما أن الأحداث التي تطل علينا مع عودة التطبيع العالمي مع أنظمة عربية عديدة كانت في عداد الخارجة عن القانون الدولي لتؤكد لنا أنه لا بديل في العالم الجديد عن وجود الدولة وانحياز الدول لبعضها البعض. فالدول تتصارع في الغرب والشرق لكي تتفاهم ثم تعقد الصفقات دون التفات كبير للشعوب والبيئة وغيرها من المسائل. هكذا أصبح من السهل على الولايات المتحدة أن تتفاهم مع الرئيس الليبي العقيد القذافي رغم التاريخ شديد السلبية بين البلدين والضيق الذي تشعر به المعارضة الليبية التي تؤمن بالديموقراطية. وفي الوقت نفسه أصبح من الممكن للرئيس الفرنسي أن يتفق مع سورية رغم الشعور بالضيق في صفوف قطاعات لبنانية رئيسية، كما قد يكون ممكناً أن تتفق الولايات المتحدة مع أحمدي نجاد وإيران بغض النظر عن آراء المعارضة الإيرانية بما فيها إخراج العراق لـ «منظمة مجاهدي خلق» المعارضة من أراضيها. هكذا سنجد أن الدول ستنحاز في نهاية اليوم للدول وأنه بينها لغة مشتركة وتسعى لحماية مصالحها من خلال الاتفاق مع الدول على المسائل القابلة للاتفاق بغض النظر عن مدى تناقض ذلك أم تناغمه مع قضايا أخرى مثل الديموقراطية، وحقوق الإنسان، والمعارضة، والانتخابات، والمشاركة السياسية، والحريات. متابعة قراءة عودة التاريخ ودور الدول

د. شفيق ناظم الغبرا

أخطاء أفغانستان وعودة «طالبان»؟

لقد ذهبت إدارة بوش إلى أفغانستان عام 2001، وهي بحالة تردد، واعتقدت أنها ستنجز أعمالها العسكرية إبان أسابيع، وذلك لكي تركز بعد ذلك على العراق حيث ستكون الحرب الأساسية. كانت أفغانستان مكاناً ثانوياً في التفكير الأميركي وكان العراق هو الهدف الرئيسي. وهذا بطبيعة الحال جعل الولايات المتحدة مشوشة في مقدرتها على إنجاز أهدافها في أفغانستان. في الآونة الأخيرة تبيّن أن «طالبان» استعادت الكثير من قوتها، وأنها سيطرت على أقاليم عدة في أفغانستان بعد أن كانت قد هُزمت العام 2001، عندما احتلت الولايات المتحدة أفغانستان وأسقطت نظام «طالبان» بقيادة الملا عمر و«القاعدة» بقيادة بن لادن. فما سر عودة «طالبان» وآفاق تهديدها للعاصمة كابول في الآونة الاخيرة؟ متابعة قراءة أخطاء أفغانستان وعودة «طالبان»؟

د. شفيق ناظم الغبرا

مفاجآت في الانتخابات الأميركية

المعروف عن الانتخابات الأميركية الراهنة أنها تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت. مفاجأة نجاح أوباما ومفاجأة اختيار بايدن ومفاجأة اختيار نائبة ماكين ساره بالين لتكون المرشحة عن الجمهوريين لموقع نائب الرئيس. وحتى الأمس القريب لم يكن أحد ليتوقع أن يقع ما نراه أمامنا. إن أحد أهم غرائب هذه الحملة الانتخابية أنه في يناير الماضي 2008 عندما قام «الحزب الديموقراطي» بخلوته الكبيرة لأعضاء الحزب كلهم في الكونغرس وهم بالمئات، كانت الغالبية المطلقة ما عدا ستة منهم مع هيلاري كلينتون. كان أوباما يحظى بتأييد ستة من أعضاء الكونغرس كمرشح محتمل عن «الحزب الديموقراطي». لقد نجح أوباما في فرض نفسه من خلال قواعد الحزب الذين اختاروه في الانتخابات التمهيدية الخاصة بالحزب بغض النظر عن رغبة أعضاء الكونغرس. من جهة أخرى تروى قصة طريفة عن الرئيس بوش بأنه في حديث خاص مع رئيس الوزراء الأسترالي منذ عام، بالتحديد وفي معرض الرد على سؤال عن مرشح «الحزب الديموقراطي» كان بوش متأكداً بأن هيلاري كلينتون ستكون المرشحة. الكثيرون من المشاركين في حملة «الحزب الديموقراطي» يؤكدون أنهم لم يشاهدوا ظاهرة كهذه طوال حياتهم السياسية. متابعة قراءة مفاجآت في الانتخابات الأميركية

د. شفيق ناظم الغبرا

الانتخابات الأميركية … أوباما رمز للتغيير!

متابعة المشهد الأميركي تحمل معها الكثير من الرمزية. رمزية تصالح أعداء الأمس من أجل هدف أسمى، ورمزية توحيد حزب ديموقراطي أعضاؤه بعشرات الملايين، ورمزية بروز أوباما بصفته الأميركي الأول من أصل أفريقي يصل إلى المرحلة الأخيرة في انتخابات الرئاسة. إن خطاب أوباما في ختام أعمال مؤتمر «الحزب الديموقراطي» أمام حشد من 85 ألف مواطن كان حدثاً تاريخياً لم تشهد الحملات الانتخابية السابقة مثيلاً له. هذا الحشد شكل رسالة كبيرة لـ «الحزب الجمهوري» والقوى المنافسة للديموقراطيين. ولكن خطاب أوباما كان هو الآخر متميزاً في طرحه لبرنامجه، ولرؤيته للولايات المتحدة وكيفية تميز عهده في السياسة الداخلية والخارجية. لقد حرك أوباما الحاضرين الخمسة وثمانين ألفاً، كما لم يحركهم زعيم أميركي يترشح للرئاسة من قبل. إن قدراته الخطابية، ووضوح خطابه، وطريقة تعبيره، ومضمون كلامه خلقوا حدثاً فريداً في السياسة الأميركية شاهده عشرات الملايين عبر محطات التفلزة في الولايات المتحدة والعالم. وتتواصل هذه الحال مع تعطش الأميركيين لشيء جديد ولتغيير كبير ووضع مختلف عن ذلك الذي عرفه الأميركيون مع الإدارة السابقة. بشكل أو بآخر هناك عوامل عدة تؤثر في ثورة أوباما: الاقتصاد الأميركي وتراجعه الكبير في الأعوام الثمانية الماضية، إضافة إلى تراجع موقع ودور وشرعية الولايات المتحدة على الصعيد العالمي وشعور الأميركيين أنهم فقدوا الكثير على الصعيد العالمي، إضافة إلى تنامي دور الأقليات في السياسة الأميركية. متابعة قراءة الانتخابات الأميركية … أوباما رمز للتغيير!

د. شفيق ناظم الغبرا

السياسة الأميركية والمسألة الفلسطينية

إن الاعتقاد بإمكان تهميش القضية الفلسطينية لن يكون ممكناً على المدى البعيد أو المتوسط مهما بلغت الخسائر الواضحة في الطرف العربي والفلسطيني، فهذا ما حصل مع الرئيس بوش الذي اعتقد بإمكان إنجاح السياسة الأميركية في المنطقة بلا حل عادل للقضية الفلسطينية، وربما يمكن القول ان الرئيس بوش مع نهاية ولايته لم يهتم بالأساس لمسألة السلام في الشرق الأوسط، بل غرق حتى العظم، طوال عهده، بقضية واحدة: الحرب في العراق. لهذا فإن تميز عهد بوش بشيء فهو الحرب في العراق والحرب على الإرهاب. ومع الحرب على الإرهاب أصبحت القضية الفلسطينية، كما أصبح «حزب الله» اللبناني و«حماس» مشمولين في التعريف، إضافة إلى الكثير من التيارات الإسلامية التي لا تمارس العنف المسلح. هكذا أصبحت المساحة من المحيط إلى الخليج مساحة قتالية من نمط غريب. متابعة قراءة السياسة الأميركية والمسألة الفلسطينية

د. شفيق ناظم الغبرا

روسيا في الميزان

تسعى روسيا إلى تأكيد موقعها ودورها العالمي، ولكنها تفعل ذلك من دون أن تمتلك القدرة على قيادة عالمية في حرب باردة جديدة. فروسيا رأسمالية حتى النخاع، وغربية الهوى، وهي أيضاً لا تبشر بأيديولوجية مختلفة عن الأيديولوجية السائدة في العالم الرأسمالي. ولكن فوق كل شيء، تبشر روسيا بأن تكون روسية قبل أي شيء آخر، وأن تدافع عن مصالحها الذاتية والإقليمية، وأن تلعب دوراً يتجاوز حدودها المباشرة. هذا جزء من صورة العالم الأوسع الذي نجد أنفسنا فيه. إن اجتياح جورجيا كان أول تأكيد على الدور الروسي خارج الحدود الروسية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة، ولكنه كان رداً على تحديات فرضتها جورجيا ساهمت في إثارة الغضب الروسي. هكذا انتهت هذه الجولة بانتصار روسي ورسالة روسية لدول عدة عن استعدادها لاستخدام القوة للدفاع عما تواجه من تحديات لمصالحها الأمنية في دول الجوار. ولكن الاتفاق الأميركي مع بولندا على منظومة الصواريخ الدفاعية هو الآخر أثار روسيا، التي ستحاول مضايقة الولايات المتحدة في مسائل أخرى قد تكون في إيران. لهذا على روسيا أن تقرر: فهل تدعم إيران وتقوي دفاعاتها ما سيدفع الولايات المتحدة، وربما إسرائيل لتقوية أطراف مناوئة لروسيا؟ هذه تحديات تواجهها روسيا في المدى المنظور. وفي الوقت نفسه على الولايات المتحدة أن تقرر: هل تريد أن تنتشر على الحدود الروسية وتشعر روسيا بالتهديد أو أنها تريد التعاون الروسي معها في العراق وافغانستان وآسيا والاقتصاد العالمي؟ متابعة قراءة روسيا في الميزان

د. شفيق ناظم الغبرا

نتائج الحرب في جورجيا

أحد الجنرالات الروس المتقدمين لاحتلال جورجيا تساءل: إن كانت الولايات المتحدة تحتل بغداد، فلماذا لا تستطيع روسيا أن تحتل أوسيتيا؟ هكذا هي الحال بالنسبة إلى أول هجوم وعرض للقوة خارج الحدود الروسية منذ نهاية الحرب الباردة. في هذه الحرب المفاجئة تؤكد روسيا بأنها ستقوم بإيقاف ما تشعر أنه يتعارض ومصالحها أكانت هذه المصالح اقتصادية، أم سياسية وأمنية في المنطقة المحيطة بحدودها؟ روسيا في هذه الحرب أكدت قدرتها على إفهام جورجيا بأنها لا تستطيع أن تمارس استقلالها وسياساتها بلا تفاهم مع روسيا، وأنه في حال وقوع الوقيعه فإن الغرب لن يكون قادراً على حماية جورجيا من الغضب الروسي. هذه الرسالة التي ترسل الآن عبر شرق أوروبا سوف تترك أثراً كبيراً على توجهات الدول المحيطة بروسيا. هذا بطبيعة الحال سيؤثر في دول مثل ليتوانيا وأستونيا وعشرات من الدول التي تمثل أوروبا الشرقية. هذه الدول جربت الدب الروسي محتلاً في زمن الاتحاد السوفياتي، وهي الآن ستجرب العلاقة مع روسيا الصاعدة التي تقبل باستقلال أوروبا الشرقية عنها، ولكن لا تقبل باستفراد هذه الدول بسياسة تجعلها أقرب إلى «الناتو» وللولايات المتحدة. هذه ليست عودة إلى الحرب الباردة، بل هي تأكيد لسير العالم باتجاه واقعية جديدة وتوازنات دولية جديدة. كل دولة في هذا التوازن تحمي مصالحها وتبحث عن حماية أمنها وحدودها وفرض تصوراتها حسب قوتها وحجمها الشامل. متابعة قراءة نتائج الحرب في جورجيا

د. شفيق ناظم الغبرا

انقلاب موريتاني ودستورية تركيا!

انقلاب موريتانيا يعيد تعقيد أوضاع هذا البلد العربي الأفريقي الذي تقلبت فيه السياسة، كما تتقلب في دول عربية عدة. كان انتخاب ولد الشيخ عبد الله رئيساً منذ عام بداية تفاؤل لموريتانيا، خصوصاً أنها أول انتخابات منذ 25 عاماً. لقد أطاح الانقلاب العسكري بهذا التفاؤل. هكذا ستلحق موريتانيا غيرها من دول عربية وإسلامية جربت الديموقراطية لأيام أو لشهور أو لأعوام، ثم انقلبت عليها بعصبية وعضب. تجربة السودان في زمن المهدي، على سبيل المثال، لا تختلف عن موريتانيا، فبعد انتخابات ديموقراطية جاء البشير بانقلابه عام 1989 بحجة فوضى الديموقراطية. وتجربة الجزائر، عندما تم إلغاء نتائج الانتخابات ماثلة أمامنا، وقد نتج من إلغاء نتائج الانتخابات حرب أهلية دمرت الجزائر. متابعة قراءة انقلاب موريتاني ودستورية تركيا!