جاء الخبران، تفصل بين كل منهما أيام محدودة: الأول إعلان «الإخوان المسلمين» منظمة إرهابية في مصر والثاني انفجار بيروت الذي أدى الى مقتل مستشار الحريري المعتدل محمد شطح. وفي الحالتين ضُربت جهات لا تتحمل مسؤولية أعمال سابقة للحدث، فلا ١٤ آذار مسؤولة عن تفجير السفارة الإيرانية قبل أسابيع أو عن الثورة السورية والحالة السلفية في لبنان، ولا «الإخوان المسلمون» مسؤولون عن تفجير المنصورة والحافلة وعنف سيناء وفشل الاستقرار في مصر، ففي الحالة المصرية يُدفع تيار «الإخوان المسلمين» دفعاً إلى التطرف، وفي الحالة اللبنانية يُدفع تيار «المستقبل» والشارع المؤيد له إلى التطرف غير المحسوب النتائج، وفي الحالة السورية الملتهبة على كل الجبهات يُدفع المجتمع السوري إلى التطرف. إن الهجوم الموسع على «الإخوان» في مصر والسير في طريق اغتيال قادة ١٤ آذار والفتك المجنون الموجه عبر براميل الموت ضد الشعب السوري، لن يترك الساحة إلا لقوى أكثر تطرفاً وحدة، وهذا لن يكون مفيداً لاستقرار مصر ومستقبل لبنان ولإعادة تجميع مكونات سورية. متابعة قراءة استحقاقات ٢٠١٤: بين انفجار بيروت وإعلان «الإخوان» منظمة إرهابية
التصنيف: د. شفيق ناظم الغبرا 
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت
twitter: @shafeeqghabra
موت مانديلا و «الأبارثايد» الجديد
بموت نلسون مانديلا، ولد ثاني مبادئ المناضل الذي تخلى عن فكرة الانتقام لمصلحة التسامح وذلك بهدف كسر حلقة الموت بين طرفين فصلتهما بحار من الصراع على الحقوق. أثبت مانديلا عبر كفاحه المرير الطويل ضد الأقلية البيضاء التي استأثرت بالسلطة والثروة في جنوب أفريقيا أن لا مستقبل لها بلا إلغاء لنظام الفصل العنصري المدمر، وأن لا سلام بلا عدالة ولا استقرار بلا حقوق لكل الناس. وفي النهاية، تيقنت النخبة البيضاء السياسية والاقتصادية من أن الاستقرار والسلام يتطلبان تحولاً صادقاً وحقيقياً، فكان ذلك بداية نهاية نظام الفصل العنصري (الابارثايد) في العام ١٩٩٤. متابعة قراءة موت مانديلا و «الأبارثايد» الجديد
الكويت: كلفة الإصلاح ومخاطر الانتظار
على رغم أجواء الهدوء السياسي النسبي في الكويت، إلا أن مكونات الأزمة التي اندلعت في السنوات القليلة الماضية لم تتغير، فالمأزق الذي يحكم العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية والذي يعكس في جانب منه ما يدور في أعماق المجتمع من تغيرات لا زال يتفاعل. فبعد حراك شعبي تميز بالزخم ودور القوى الشبابية بين ٢٠١٠ و ٢٠١٣، وبعد تعبيرات صاخبة وانقسام في أوساط النخب والمجتمع، استطاعت السلطة التنفيذية وعبر وسائل مختلفة منها التدخل الأمني الدفع بالوضع إلى المكان الذي تريده. لكن هذا لم ينهِ البعد السياسي الأكثر أهمية وعمقاً للمشكلة وتفاعلاتها. فالاستجوابات الموجهة إلى الوزراء ولرئيس الوزراء (وصلت إلى ستة في يوم واحد) في مجلس الأمة الحالي (وهو أحد مجالس الأمة الأقل معارضة بسبب الصوت الواحد ونسب المقاطعة) ما هي إلا مجرد تعبير يطفو على السطح عن طبيعة المشكلة المخفية تحت جبل من الجليد. ولم يعد رئيس الوزراء في الكويت، مهما تنوعت قدراته وخلصت نياتهه، قادراً على تحقيق نتائج استناداً إلى المعادلة الراهنة التي لا تؤمن له الغالبية في مجلس الأمة والتي تخلو من أي برنامج حكومي مدروس يحظى بموافقة المجتمع الأوسع. فهل أصبح المخرج ممكناً عبر الإصلاح السياسي ورئيس وزراء شعبي وتعديلات دستورية؟ متابعة قراءة الكويت: كلفة الإصلاح ومخاطر الانتظار
الحاجة الى لغة جديدة بين الخليج وإيران
أثار التطبيع الأميركي-الإيراني منذ المكالمة بين الرئيسين حسن روحاني وباراك أوباما في ايلول (سبتمبر) الماضي ثم المفاوضات التي لحقتها حول البرنامج النووي الإيراني سلسلة من ردود الفعل المؤيدة والمعارضة والمتخوفة. وبطبيعة الحال، وقعت صدمة في المناخ الخليجي منطلقها ان الولايات المتحدة تتخلى عن أقرب الحلفاء في لحظات التحول. وتزيد من التخوف الخليجي سرعة تطبيع العلاقة الاميركية مع «الاخوان المسلمين» في مصر، ثم البرود الحاصل بين النظام المصري والاميركي راهناً، ثم سرعة إقرار الولايات المتحدة لضربة ضد الأسد ثم سرعة التخلي عن الضربة ثم بداية التطبيع مع ايران بلا مقدمات واضحة لدول الخليج. ويعزز أزمة الشك ان الولايات المتحدة أقل اعتماداً على النفط العربي والخليجي والنفط العالمي مع تبلور المقدرة على الوصول الى النفط الصخري في عمق أراضيها. عوامل التغير في السياسة الاميركية خلقت قلقاً خليجياً مفاده ان الدولة الكبرى الاولى في العالم تمر بمرحلة عدم اتزان تؤدي بها الى عقد صفقات سياسية وإقليمية غير محسوب أثرها على الحلفاء. متابعة قراءة الحاجة الى لغة جديدة بين الخليج وإيران
الإستبداد وجيل التحول العربي
يمثل الإستبداد في واقعنا الأصل لكل الجروح والمعضلات. فمن خلاله تم حد تطور الظواهر العربية الإيجابية بكل أشكالها ومنع بروز حياة سياسية حزبية متزنة وإضاعة فرص بناء إقتصاد منافس شريف ومؤسسات تعليمية مرموقة، وبسبب الإستبداد إضطهد شرفاء البلاد العربية المعبرون عن آرائهم بحرية في ظل إضعاف حس العدالة والإنسانية بين العرب. وقد ساهم هذا الوضع في الطائفية والروح الضيقة والراديكالية ومدراس العنف، إذ لم تكن أساليب الاستبداد والتفرقة بعيدة عن هذا التردي. متابعة قراءة الإستبداد وجيل التحول العربي
الرقابة في الكويت… والحريات
بدأت تحركات شبابية، مثل التجمع الشبابي «صوت الكويت»، إضافة إلى كتاب المدونات، وتجمعات شبابية أخرى، تهدف إلى التصدي للقوانين التي تتناقض مع الدستور ومنها الرقابة على الكتب. فنحن على أبواب معرض الكتاب المقبل في نوفمبر، وبدأت الأجواء الرقابية تشحذ همتها لإحكام عملية القص والمنع بحق الكتب التي ستعرض في معرض الكتاب، وهذا بطبيعة الحال سيفرغ المعرض من مضمونه وقيمته. متابعة قراءة الرقابة في الكويت… والحريات
براءة من التأبين… الكويت أفضل مكاناً للحرية الصحافية في العالم العربي
تتناقض التقييمات والأجواء على مسألة الحرية في الكويت. فبالإمكان من جهة رؤية غياب هذه الحرية في الكويت في ظل أجواء التحريض التي تزامنت مع حادثة تأبين عماد مغنية، ومن جهة أخرى بإمكان كل فرد أن يرى كيف تكتب الصحافة الكويتية عن كل ما تريد، بينما تتلذذ في تحدي الخطوط الحمر. أحياناً تفعل ذلك بمهنية وأحياناً من دون مهنية.
ورغم مرور شهور طوال على قيام مجموعه من الكويتيين بقيادة نائبين على إقامة مجلس عزاء لعماد مغنية الذي اغتيل في دمشق، إلا أن السؤال وبعد أن قرر القضاء أن التأبين لا يعتبر مخالفاً لقانون، هل كانت حادثة التأبين تستحق ردود الفعل كلها التي أثارتها في حينها الحادثه؟ لقد أدت ردود الفعل على التأبين إلى توتر بين أعضاء في البرلمان، ثم بين الحكومة والحكومة، والحكومة والشارع، وبين الشيعة والسنة. ربما تكون هذه الحادثة فرصة لنا لنتعلم كيف نتعامل مع القضايا التي نختلف عليها، والتي تدخل في صميم الحريات في الوقت نفسه؟ ربما آن الأوان أن نفكر بمسائل الحريات بدرجة من العاطفة أقل وبحدة أقل وبعقلانية أكبر؟ متابعة قراءة براءة من التأبين… الكويت أفضل مكاناً للحرية الصحافية في العالم العربي
التعليم الجامعي الحكومي وأزمة النظام العربي
إن التعليم الجامعي الحكومي يعاني من تحديات وإشكالات تزداد خطورة وصعوبة كل يوم. فبينما التعليم الخاص العالي الجامعي يستقطب نسبة كبيرة من أبناء وبنات النخبة في المجتمعات العربية(رغم ضعف 80 في المئة من مؤسساته ومخرجاته) إلا أن التعليم الجامعي الحكومي يستقطب ما لا يقل عن 80 في المئة من غالبية الطلاب والطالبات الذين يتخرجون من التعليم الثانوي. في تلك المؤسسات التعليمية، خصوصاً في التخصصات خارج مجال الهندسة والطب والصيدلة، تبنى بدايات الغضب والاحتجاج أو الانكسار الذي يحمل قطاع كبير من الجيل الشاب آفاقه في نفوسهم وفي أوضاعهم. متابعة قراءة التعليم الجامعي الحكومي وأزمة النظام العربي
الشباب مفتاح المستقبل!
الاحتكاك الدائم مع الطلبة، وهو احتكاك أمارسه منذ أعوام طوال في جامعة الكويت، كما أمارسه في كل زيارة إلى الجامعات المنتشرة في العالم العربي. فمستقبل العالم العربي مرتبط بالقدرات الشابة التي بدأت تكتشف يوماً بعد يوم مدى ضعف الخطاب المقدم لها من القوى التقليدية، كما وتكتشف أن مستقبلها بسبب الفساد وضعف الإدارة وحدة تسيس القضايا قد يكون هو الآخر في مهب الريح. فهناك طاقة صاعدة تكتشف كل يوم أنها إذا لم تكن أكثر جرأة على النقد، وأكثر استعداداً لتحدي تردد الكبار في صنع القرار الحكيم فسوف تجد نفسها بلا مكان وبلا أوطان. لهذا قد يفقد الجيل الصاعد الاستقرار والاقتصاد المزدهر والوظيفة التي حلموا بها بعد تخرجهم في الجامعات. إنهم يكتشفون مع كل حدث وتطور بأن طريقهم لن يكون مفروشاً بالورود، وأن أحلامهم لن تتحقق بلا جهود مضاعفة، خصوصاً أن الأزمة المالية الأخيرة تترجم في واقعنا تتويجاً لسياسات فيها الكثير من الترهل والضعف في التخطيط. ومقابل هذا الاكتشاف فإن الجيل الصاعد من جهة أخرى يعاني من ضعف في الإعداد، ومن سوء حظه أنه نتاج برامج تعليمية ركيكة، وأن الكثير من التعليم في العالم العربي بحاجة إلى انتفاضة شاملة إن كنا نريد أن ينجح الجيل القادم في التصدي لمشكلاته بفعالية. متابعة قراءة الشباب مفتاح المستقبل!
السلطوية وتشويه الديموقراطية… تجربة الكويت وتجارب العرب
السلطوية عكس الديموقراطية، هناك تناقض كبير بين سياسة القمع التي تمس الحريات الفكرية والإنسانية وبين الديموقراطية كمفهوم. في واقعنا السياسي العربي وفي تجربتنا في الكويت هناك تداخل بين التسلطية من جهة وبين الديموقراطية التي نطبقها. والكويت ليست استثناء، فهي مثلها في هذا مثل بقية الدول العربية التي تحاول السير في طريق الديموقراطية، بينما المناخ الثقافي والذهني والنفسي للثقافه العربية الإسلامية في الأسرة، كما في الشارع وفي المدرسة، كما في الجامعة وفي الحزب، كما في الجمعية ليس ديموقراطياً، ويميل إلى ممارسة التحكم، انطلاقاً من أن التحكم أفضل الطرق لتحقيق الأهداف(حماية التقاليد والعادات)، مع أن التاريخ والواقع يؤكد بأن التحكم هو أفضل الطرق وأقصرها للفشل في تحقيق هذا الهدف. متابعة قراءة السلطوية وتشويه الديموقراطية… تجربة الكويت وتجارب العرب