الفارق بين ثورة الشريف حسين بن علي (الثورة العربية الكبرى) في ١٩١٦ والثورة العربية التي بدأت بحرق محمد بو عزيزي لجسده احتجاجاً على الإهانة والبؤس عام ٢٠١٠ أن الثورات العربية الجديدة حركتها مجموعات صغيرة وأفراد من الشبان والشابات العرب ممن تميزوا بالنقاوة والحس المستقبلي. فمنذ الثورات والحركات الإصلاحية العربية الممتدة في الإقليم العربي نلاحظ أن مصادر القوة لم تعد، كما كانت في السابق، بيد النخب المتنفذة رغم قدراتها وإمكانياتها المالية والأمنية. بل هناك قوى جديدة لا زالت في طور النمو، لا تنتمي الى النخب والقادة ولا الى الأحزاب، قادرة على التأثير في المجتمعات في مسائل تمس مصيرها وحقوقها ورغباتها وتطلعاتها. لقد تغير العالم العربي. ففي السابق كانت مصادر القوة والنفوذ بيد الجيوش والفئات المتنفذة وأجهزة الأمن والقادة، أما اليوم فمصادر القوة في البلدان العربية بدأت تميل ببطء نحو قوى اجتماعية تتوالد خارج الأطر السلطوية وتعيش في قاع المجتمعات وبين طبقاتها الوسطى. متابعة قراءة ما الذي تغير منذ ثورات الربيع العربي؟
التصنيف: د. شفيق ناظم الغبرا 
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت
twitter: @shafeeqghabra
مصر بعد الانتخابات: تحديات وآفاق
منذ ٣ تموز (يوليو) 2013 تتنازع المصريين نزعتان، الأولى تدفع بهم نحو الاحتماء بالأمن والاستقرار والعودة إلى الحياة الطبيعية، وفي الوقت نفسه هناك نزعة أخرى تتواجه معها وتتكامل متعطشة للكرامة والعدالة والحقوق والحريات. وباستلام الرئيس عبدالفتاح السيسي مسؤوليات الحكم تتعمق التناقضات، فالحكم بعد الثورة ليس أبداً مثل زمن ما قبل الثورة. إن التضييق على الحريات يعكس خوفاً كبيراً من الحقيقة، وتقديس القضاء بحيث يكون نقد قراراته تهمة تعكس خوفاً أعمق على مستقبل النظام السياسي، أما قانون التظاهر، وإيقاف برنامج باسم يوسف (المبهر) وتوقف بعض كبار الكتاب ومنهم بلال فضل عن الكتابة في «الشروق» واختفاء بعض الإعلاميين من حاملي الرأي المستقل والتنويري فيحمل دلالات كبرى عن طبيعة المقبل. إن مقدمات المشهد الراهن تحمل في طياتها بذور إعادة إنتاج الحالة المصرية إلى النظام السابق مع تغيرات لن ترتقي إلى الحدث وطبيعة التحول الذي وقع ويقع في قواعد المجتمع الشبابية والشعبية منذ الثورة. إن شريحة التغيير في مصر مادتها الشباب، وهذه فئة لن تقل عدداً بينما ستزداد مع مرور الأيام حاجتها إلى التعبير عن ذاتها وعن طموحاتها. متابعة قراءة مصر بعد الانتخابات: تحديات وآفاق
مشروع فلسطيني جديد يواجه المشروع الصهيوني
مر على النكبة ٦٦ عاماً، اختلطت فيها آلام اللجوء مع الكفاح والثورات وأحلام العودة. فالنكبة بصفتها عملية اقتلاع شملت مصادرة الأراضي والمنازل واحتلال المدن وتدمير مئات القرى وسط مجازر وتهجير جماعي ومنع السكان المواطنين من العودة تحولت الى أكبر صدمة عرفها العالم العربي منذ سقوط الدولة العثمانية ووقوعه تحت الاستعمار الغربي. لقد نتجت من النكبة تحولات مست العالم العربي من أقصاه الى أقصاه. فقد برزت الحركة القومية العربية بزخم في ظل الشخصية التاريخية لجمال عبد الناصر، ووقعت سلسلة الانقلابات العسكرية التي أتت بالجيوش الى عمق العملية السياسية العربية. وما أن واجهت القومية العربية التحدي الأكبر في هزيمة ١٩٦٧ في ظل فشلها في أبعاد اجتماعية وسياسية أخرى، إلا وورثتها شعبياً الحركة الإسلامية المعبرة عن قوى اجتماعية جديدة. ورغم تعقد مصادر القومية العربية والإسلام السياسي ورغم الأخطاء الجسيمة لكلا الحركتين إلا ان المسألة الفلسطينية مثلت مصدراً رئيسياً ومهماً من مصادر الزخم الذي أحاط بكل منهما. متابعة قراءة مشروع فلسطيني جديد يواجه المشروع الصهيوني
الدولة الأمنية العربية: تساؤلات للنقاش
هناك حادثة لصديق لبناني وقعت معه عندما كان في الرابعة عشرة في العام ١٩٦٩: فقد شارك في تظاهرة احتجاج سلمية في مدينته بيروت، وما كان من رجل الأمن إلا أن صوب بندقيته على الطفل المتظاهر عن بعد لا يتجاوز أمتار قليلة، فأنتهى الأمر بإصابته في رأسه وكتفه بطلقات عدة، هذه الحادثة، التي لم تقتل صديقي، تحكمت بمسيرة حياته وحولته الى فكرة الثورة وأفكار الحرب التي ستندلع في لبنان لست عشرة سنة متتالية. كل عنف نراه في مشهدنا العربي له مسببات، وكل عنف يبدأ بحادثة قامت بها جهات تمتعت بالسيطرة وضخمت من خطر التجمع والتظاهر السلمي وبررت لنفسها أسوأ التجاوزات من دون دراية منها بأنها تقود الوضع لأسوأ ردود الفعل. في عالمنا العربي يكفي لحادثة تعذيب أو ظلم وانتهاك تقوم بها أجهزة رسمية يفترض فيها ان تكون المدافع عن الناس لخلق شخصية تقدس العنف وربما الثورة، في الحالتين المجتمع والدولة هما الخاسر الأول. إن الأجهزة عندما تفتح الباب للانتهاكات وتهمل الإجراءات الإنسانية في استخدام قوتها تغامر وتقامر بمصيرها، هكذا تخلق إرهابيي الغد وثوار ما بعد الغد. متابعة قراءة الدولة الأمنية العربية: تساؤلات للنقاش
المعادلات الصفرية العربية: هل من مخرج؟
في ظل الصراعات العربية العربية وفي ظل حراكات الشارع السلمية وتلك العنيفة المنتشرة في عدة بقاع يعيش العالم العربي واحدة من أكثر مراحله صخباً وصعوبة. الربيع العربي مر علينا بانفجارات مدوية، لكنه ما لبث أن دخل حيز الاستمرار بوسائل مختلفة وفي ظل مناخات جديدة متناقضة، فما وقع في ٢٠١٠-٢٠١١ تحول إلى نزاعات واسعة في مناطق وإعادة ترتيب أولويات ومساحات في مناطق أخرى من الوطن العربي. لهذا ليس غريباً أن تبرز مدارس مختلفة في التعامل مع الحالة العربية. بعض المدارس العربية النابعة من قلب السلطة السياسية أو بعض أجنحة معارضاتها استمرت مؤمنة بشدة بالمعادلات الصفرية، فهي تسعى للعودة بالوضع إلى ما كان عليه قبل ٢٠١١، أو أنها تسعى لنسف الوضع القائم بشمولية، وهي لهذا تجد نفسها في حالة تناقض مع أفكار عصرية تزداد قوة وانتشاراً: كالحريات وحق التعبير وحرية التواصل الاجتماعي ووجود تنظيمات حزبية وطنية تتنافس بسلمية في قلب المجتمع، ومبادئ التناوب السلمي على السلطة. متابعة قراءة المعادلات الصفرية العربية: هل من مخرج؟
الإرهاب: القصة القديمة المتجددة!
الصورة من حولنا ممتلئة بالتحولات والصراعات: عنف وغضب. احتجاج ومطالبات. وحيث لا نجد عنفا هناك تخوف من أن يقع هذا العنف بين يوم وليلة. لقد عم الارتباك وأحياناً الهلع النظام العربي برمته، ولهذا بالتحديد أصبح ما يعرف بالحرب على الإرهاب شعاراً مرفوعاً في أكثر من مكان، إذ يذكر هذا الشعار بما أعلنه الرئيس السابق جورج بوش في حربه على الإرهاب، فبعد سنوات من الحرب لا تنظيم «القاعدة» هُزم، بل عاد أكثر قوة في العراق واليمن وأماكن أخرى، ولا المنظور الأميركي لكل من العراق وأفغانستان تحقق، بل انتهت الولايات المتحدة إلى حالة تراجع وبعض من الانكفاء. الحرب على الإرهاب التي يشنها النظام العربي بالصورة الراهنة لا منتصر فيها طالما بقي الاحتكار السياسي الاقتصادي والحزب الأوحد والمرشح الواحد والسلطة التي لا تُسأل. ويحق لقوى عدة في المجتمع العربي أن تقلق نتيجة غياب الأمن والاستقرار، إلا أن الناس ستقلق حتماً نتيجة ارتفاع نسب البطالة والفقر وتراجع وضع الطبقة الوسطى وتآكل العدالة وانتشار الفساد وسيطرة الرؤى الأمنية والعسكرية والمصالح الضيقة على الدول. إن مقايضة الاستقرار بالموافقة على تردي الأجهزة والاقتصاد والحقوق والحريات لن يصمد في المستقبل… فالمسائل التي أثارها الربيع العربي تبقى مفتوحة على مصراعيها على مدار هذا العقد الطويل الشائك. متابعة قراءة الإرهاب: القصة القديمة المتجددة!
القمة العربية: تساؤلات في ظل المأزق
في لقاء القمة العربية في اليومين الماضيين اجتمعت في الكويت (لأول مرة منذ الاستقلال تعقد القمة في الكويت)، نماذج مختلفة من الدول، صفتها الجامعة إنها دول عربية لا تتشابه ولا تمتلك حدوداً دنيا لعضويتها بخصوص حقوق الإنسان وشرعية النظام السياسي وطبيعة الاقتصاد، لهذا ستبقى مؤسسة القمة مترهلة طالما الجامعة العربية بلا إصلاح يعكس طموحات الشعوب وطبيعة التطور الذي تمر به الحالة الكونية في حقوق الإنسان. متابعة قراءة القمة العربية: تساؤلات في ظل المأزق
واقع مجلس التعاون: بين التنوع والإجماع!
ما وقع بين دول مجلس التعاون في الأيام الأخيرة من سحب للسفراء فاجأ المراقبين وذلك لتناقضه مع أطروحات الوحدة كما تطورت في أواخر ٢٠١١. فالصورة قبل شهور قليلة كانت على النقيض: وحدة وتقارب واتفاقيات أمنية. إن حادثة سحب السفراء (سفراء الإمارات والمملكة العربية السعودية والبحرين) من قطر والتوتر السابق لها والناتج منها يعود ويؤكد بأن الوحدة الخليجية بعيدة عن التمنيات الشعبية كما هو حال الوحدة العربية الأوسع. فهناك، على رغم تشابه أنظمة الحكم، تناقضات سياسية وخلافات لم يجرِ التعامل معها بما يسمح للتنوع في السياسات الخارجية في ظل حوار مفتوح حول الخلافات. وهذا بالتحديد ما يبرز إلى سطح الحدث الطبيعة التقليدية وغير المتجددة للمجلس والتي حتى الآن لم تعتد على شفافية صنع القرار والمقدرة على التعامل مع سرعة التغيرات السياسية. متابعة قراءة واقع مجلس التعاون: بين التنوع والإجماع!
ذكرى إخراج صدام من الكويت: دروس وعبر
مرّ أكثر من عقدين ونيف على غزو العراق للكويت عام ١٩٩٠ والذي أدى إلى بناء تحالف دولي كبير بقيادة أميركية لإخراج صدام حسين من الكويت. إنتهت الحرب وخرج صدام من الكويت في ٢٦ شباط (فبراير) ١٩٩١ وسط خسائر كبيرة لكل من الكويت والعراق. لقد نتج عن زلزال١٩٩٠ سلسلة كوارث سياسية: فإضافة الى استباحة دولة عربية من قبل أخرى فقد تم تدمير الحد الادنى من الإستقلالية العربية، بينما تراجع العراق الذي عانى من عقوبات لم ترفع إلا بعد حرب أخرى غيرت نظامه في عام ٢٠٠٣. كما نتج عن تلك الكارثة إهتزاز وضع القضية الفلسطينية في ظل إرتياح أميركي وإسرائيلي لحصول مشادة عربية – عربية حول الحل العربي والحل الدولي مما أنتج قطيعة عربية – عربية إستمرت سنوات. ونتج عن تلك الحرب مزيد من الضعف في الحالة الفلسطينية في الخليج والعالم العربي والتي وجدت في إتفاقات اوسلو بعد الحرب مخرجاً مرحلياً لها. لقد فقدت المنطقة العربية بسبب عام ١٩٩٠-١٩٩١ وما نتج عنه من حشود وحرب وعقوبات الكثير من مدخراتها وقدراتها المالية ومكانتها بسبب قرار متهور ومتسرع قام به الرئيس العراقي في غفلة من التاريخ. متابعة قراءة ذكرى إخراج صدام من الكويت: دروس وعبر
مأزق السياسة الأميركية: إسرائيل
كلما طرح التساؤل عن الأخطار التي تتعرض لها الولايات المتحدة نتيجة سياساتها تجاه فلسطين وإسرائيل والقضايا المتفرعة عنهما تتعمق التساؤلات وتتناقض الأجوبة. فمنذ نهاية الحرب الباردة أصبحت الحروب الأميركية محصورة بمنطقتنا العربية الإسلامية. ولهذا الوضع تفسيرات عدة، لكن أحد هذه التفسيرات مرتبط بطبيعة العلاقة الأميركية – الإسرائيلية التي تتأثر باستمرار بمقدرة القوى المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة على احتكار سياسة أميركا الشرق أوسطية. فأي ربط بين القضية الفلسطينية وبين حروب الولايات المتحدة في الإقليم الإسلامي – العربي وبين أحداث بسوء أحداث الحادي عشر من سبتمبر، يثير عند القوى المؤيدة لإسرائيل الخوف الأكبر. إن سياسة أميركية قادرة على المساهمة في تهدئة العالم العربي وتعبيراته الأكثر تطرفاً كـ «القاعدة» والجهاديين الإسلاميين، ستتطلب توافر شروط عدة من أهمها تغير كبير في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل. متابعة قراءة مأزق السياسة الأميركية: إسرائيل