يقال إن سد مأرب التاريخي قد انهار بسبب الفئران التي ظلت بصبر دؤوب تقرض قواعده حتى انتهى إلى ركام، وخرجت المجاميع البشرية، لتحرك الحضارات. كنا معاً والصديق ناجي العلي، رحمه الله، نستحضر هذه الرواية عن انهيار ذلك السد العظيم، الذي فتح انهياره الباب على مصراعيه للشعوب والقبائل لأن تسعى في الأرض، وتؤسس لما هو قادم.
كان ناجي يقول “الشغلة بدها صبر”، وخلينا نصبر كما صبرت فئران سد مأرب، ومن ثم تحقق لها ما تريد. بالطبع لا أعلم مدى دقة رواية الفئران والسد فلم أبحث فيها، لكنها قد تطرح أهمية الصبر، لأولئك الذين يطمحون للتغيير السلمي. أما ناجي فقد كانت رسوماته أحدثت فعلها، آثار فئران السد، فكانت تقرض أساسات السدود السياسية، فلم تتحملها الزعامات، فاغتالوه غدراً في صيف قاتم في لندن. متابعة قراءة بين اليمن الزمن وسد مأرب… هل تنجح المفاوضات؟
التصنيف: أ.د. غانم النجار
أ.د. غانم النجار
twitter: @ghanimalnajjar
email: [email protected]
اكتشافات الإضراب
التواصل ومواقع والعالمية المحلية الرسمية الأخبار البلد،تناقلته هز ضخامته منحدث
استمر الذي النفطي القطاع إضراب الحبيبة،إنه دولتنا قطاعات أهم أحد انتفاضةالاجتماعي،
الاحد من أيام ثلاثلمدة١٧ لعامابريل٢٠١٦ من العشرين الموافق الأربعاء صباحوانتهى
خلال الحقوق، لانتقاص لا الاستراتيجي للبديل لا للخصخصة لا شعار الشهر،تحتذات
مؤيد بين بأسره الكويتي المجتمع وانقسم كبير بشكل النفطي الإنتاج تأثرالإضراب
الحقيقي السبب حول التكهنات من جديدا بابا لتفتح الإضراب نهايةومعارض،وجاءت
إلى أدى حدث فهو لانقضائه أدت التي والأسباب له الداعية المطالبات كانت وأيلنهايته،
كشف أمور مثيرة وخبايا. متابعة قراءة اكتشافات الإضراب
تفاؤل في اليمن… وتشاؤم في الكويت
كنت أنوي الكتابة عن المفاوضات اليمنية، فقد كنت ممن قالوا إن الحرب لن تُحسَم عسكرياً، ولابد أن تنتهي بمفاوضات، وحددت أن المكان المناسب لتلك المفاوضات هو الكويت.
لا بأس، سنعود لليمن فلابد من صنعاء، وإن طال السفر، فالمفاوضات في بداياتها، ومساراتها صعبة ومعقدة، واللاعبون كثر، وربما تتعثر بأي لحظة، ولكن هذا هو الطريق الصحيح. متابعة قراءة تفاؤل في اليمن… وتشاؤم في الكويت
موسم الهجرة إلى الفساد والجبنة الكبيرة
خلال أسبوع واحد فقط ظهرت على السطح فضيحتان يفترض أن تهزا بلاداً كثيرة وأشخاصاً نافذين في بلادهم وبلادنا بالطبع.
الفضيحة الأولى هي لشركة “أونا أويل” في موناكو، المتخصصة في تخليص أو “إغلاق” العقود النفطية، عن طريق الرشا. وقد ظهرت للعلن عن طريق انفلات حزمة كبيرة من الإيميلات الخاصة بأحد العاملين في الشركة، ومن ثم نشرها إعلامياً بشكل واسع. الأسماء الواردة كبيرة في بلادها، ومن المفترض أن تطيح برؤوس سواء بموس أو بدون موس.
لم يكد العالم يفيق من فضيحة “إيميلات موناكو” حتى ظهرت لنا “أوراق بنما”، عبر اختراق مكتب المحاماة البنمي “موساك فونيسكا”. وكانت الحصيلة عبارة عن 11.5 مليون وثيقة، أو 2.6 تيرابايت بلغة الكمبيوتر. سربها شخص مجهول لصحيفة ألمانية منذ سنة، فأشركت معها منظمة صحافية دولية للتحقق من المعلومات قبل النشر. وبالتالي باشرت 100 صحيفة في العالم التحقيق في 215 ألف شركة من 200 دولة ومنطقة، للفترة من 1977 حتى ديسمبر 2015. فاتضح أن ما في “الفخ أكبر من العصفور”، فظهرت أسماء 140 شخصية سياسية بارزة، منهم 12 رئيس حكومة حالياً أو سابقاً، إضافة إلى الفيفا ولاعبين مشهورين. وكشفت التحقيقات الصحافية ما يدور في “ملاجئ الفاسدين” أو “أوفشور”، أو “الملاذات الضريبية”. بالطبع ليس كل من يستخدم الأوفشور بالضرورة مذنباً، فهي لا تمثل بذاتها فعلاً مخالفاً للقانون، لكن الأمور قد اختلطت، وتداخلت، وتشابكت، حتى صارت وكأنها موسم هجرة إلى الفساد، وصار الذين يستخدمون تلك الشركات لأغراض غسيل الأموال، وإخفاء ثرواتهم، أو التهرب من الضرائب هم الأغلبية. وكان الكشف عن هذه المعلومات فقط تأكيداً للنمط الفاسد الذي يدار به العالم. وربما يلقي بعض الضوء على أسباب التشوهات الدولية والاحتقانات. مكتب المحاماة البنمي هو رابع أكبر مكتب في العالم يتعامل في شركات الأوفشور، فعلينا فقط أن نتخيل حجم الفساد على المستوى العالمي لو تم اختراق المكاتب الكبرى الأخرى، وتم كشف ما بها من أسرار.
خطورة الفساد ليست في الجانب المالي فقط، فهو الجانب الظاهر. فكلما زاد الفساد قلت العدالة، وزادت الفوارق بين الناس، وزادت الحروب، وزاد التعصب، وزاد عدد الفقراء، وانتشر البؤس، وتضاعفت أعداد اللاجئين. فالفساد على أية حال من أبرز أشكال انتهاك كرامة الإنسان.
ردود الفعل في العديد من دول العالم هي التحقيق الجاد في المعلومات، سواء في “إيميلات موناكو” أو “أوراق بنما”.
وحيث إنه ورد في حيثيات “إيميلات موناكو” ذكر شخصية كويتية نافذة لقب بـ”الجبنة الكبيرة”، كان له دور واضح في “التربيط” و”التضبيط” في زمن فات. فهل سنسمع شيئاً عن فتح تحقيق في المسألة، حتى لو على سبيل الهمس؟ أم أن هناك من سيعتبر الحديث عن الفساد عندنا ضاراً بالأمن الوطني، من يدري؟
الإفلات من العقاب
إفلات المجرم من العقاب قد يكون أخطر من الجريمة ذاتها. فالمجرم الذي لا يعاقب يستمر في إجرامه ظناً منه أنه أقوى من القانون ويعطي نموذجاً للمجتمع أن المجرم يستطيع أن يفعل ما يشاء دون رادع وبالتالي تروج الجريمة وتصبح واقع حال ونمط حياة. ناهيك عن الأثر المدمر الذي يخلقه إفلات المجرم على نفسية الضحية وأهله ومحبيه وإحساسهم المر بأن العدالة منتهكة.
إلا أن العقاب بالمقابل يجب أن يخضع لقواعد عدالة صارمة لا تمنح الفرصة لأي سلطة مستهترة بأن تستغل حاجة الناس للحماية والأمن، فتتجاوز القانون، وتتجاوز شروط العدالة المستحقة، والقضاء المستقل.
الأمن والعدالة وجهان لعملة واحدة، فلا يتحقق الأمن بلا عدالة حتى وإن بدا ظاهرياً ذلك، بينما يتحقق الأمن كلما كانت العدالة راسخة متأصلة في المجتمع. كذلك هو الأمن والحرية فلا تناقض بينهما، بل تكامل مؤكد. متابعة قراءة الإفلات من العقاب
الإفلات من العقاب
إفلات المجرم من العقاب قد يكون أخطر من الجريمة ذاتها. فالمجرم الذي لا يعاقب يستمر في إجرامه ظناً منه أنه أقوى من القانون ويعطي نموذجاً للمجتمع أن المجرم يستطيع أن يفعل ما يشاء دون رادع وبالتالي تروج الجريمة وتصبح واقع حال ونمط حياة. ناهيك عن الأثر المدمر الذي يخلقه إفلات المجرم على نفسية الضحية وأهله ومحبيه وإحساسهم المر بأن العدالة منتهكة.
إلا أن العقاب بالمقابل يجب أن يخضع لقواعد عدالة صارمة لا تمنح الفرصة لأي سلطة مستهترة بأن تستغل حاجة الناس للحماية والأمن، فتتجاوز القانون، وتتجاوز شروط العدالة المستحقة، والقضاء المستقل. متابعة قراءة الإفلات من العقاب
صعود وسقوط طاغية
مع نهاية الحرب الباردة تفككت يوغوسلافيا إلى مكوناتها العرقية بحروب ضارية وشرسة، وتركزت تلك الحروب العرقية في منطقة البلقان بالمحيط الكرواتي الصربي البوسني المسلم.
وكان رادوفان كاراديتش قومياً صربياً متعصباً، رأى أنه لابد من إيجاد جمهورية صربية “نقية” حتى إن استدعى الأمر التصفية الجسدية للفئات الأخرى.
وفي حين اعترفت الأمم المتحدة بجمهورية البوسنة كدولة مستقلة بكل مكوناتها الدينية والعرقية، اندفع كاراديتش في مشروعه القومي التطهيري لكي ينشئ جمهورية صرب البوسنة، رافضاً وجود جمهورية بوسنية بها أغلبية مسلمة، وحاصر سراييفو عاصمة البوسنة 44 شهراً من أبريل 1992 حتى نوفمبر 1995، ونتج عن ذلك ارتكاب الجيش الصربي مجازر متعددة كان ضحاياها نحو مئة ألف إنسان. وكانت كارثة ما عرف بمجزرة سيربينيتشا، التي ذُبِح فيها أكثر من 8 آلاف مسلم بوسني من رجال وأولاد، إضافة إلى جرائم أخرى. متابعة قراءة صعود وسقوط طاغية
وحكمت المحكمة: سحب الجنسية قرار إداري
هل يحق للسلطة منع الناس والمؤسسات من اللجوء إلى القضاء؟ وبالتالي ماذا لو قامت السلطة مثلاً بسحب جنسية مواطن، لأسباب سياسية، أو غير سياسية، ثم منعته من اللجوء إلى القضاء، “حسب القانون”، بحجة أن القرار سيادي؟ مثال آخر: ماذا لو قامت السلطة “حسب القانون” بحل جمعية نفع عام ومنعت المتضررين من اللجوء إلى القضاء بحجة أن القرار سيادي؟
حكمان مهمان صدرا مؤخراً في القضيتين، وهما سحب الجنسية وإغلاق جمعيات النفع العام، يؤكدان أن الحق في التقاضي لا مساومة عليه وأن حرمان أي إنسان من الوصول إلى المحكمة هو تعسف يتناقض مع الضمانات التي كفلها الدستور للبشر لكي يصلوا إلى المحكمة.
كانت هناك أربع قضايا ممنوع على المحكمة الإدارية النظر فيها، وهي: الجنسية، والإبعاد عن البلاد، ودور العبادة، وامتيازات الصحف، استناداً إلى أنها قضايا سيادية، ثم اتضح أنها ليست سيادية حين تم سحب امتيازات الصحف وتحويلها إلى قانون المطبوعات الذي يسمح بالتقاضي، مما يعني أن القضايا إدارية لا سيادية. متابعة قراءة وحكمت المحكمة: سحب الجنسية قرار إداري
هل فشلت «الحرب الكونية على الإرهاب»؟
يوم أمس الثلاثاء كنت على وشك المغادرة إلى مطار هيثرو بلندن للتوجه إلى بروكسل لحضور اجتماع دولي أكاديمي مصغر حول “مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان”. جاءني اتصال من شركة الطيران يبلغوني فيه إلغاء الرحلة بسبب التفجيرات التي وقعت في مطار بروكسل ومحطة قطار بقلب العاصمة البلجيكية، والتي سقط فيها عشرات الأبرياء بين قتيل وجريح. بالطبع لبلجيكا خصوصيتها في هذه المسألة، وليس هذا موضوعنا.
بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 في أميركا، حصلت الولايات المتحدة على تعاطف دولي بسبب سقوط ضحايا أبرياء، وأعلنت أميركا “حرباً كونية على الإرهاب”، محلياً تم تأسيس “وزارة الأمن الداخلي، وقانون باتريوت”، ودولياً تم نسج تشريعات دولية “لمكافحة الإرهاب”، وصدرت قوانين خاصة بذلك في نحو 90 دولة. متابعة قراءة هل فشلت «الحرب الكونية على الإرهاب»؟
التاريخ السياسي للانسحابات العسكرية
“سياسة المفاجأة” أو politics of surprise هي سلوك سياسي يستخدمه السياسيون تحت حالة حصار حادة، فيقومون بفعل مفاجئ، على أساس أن وقع المفاجأة يتيح فرصا لفتح مسارات جديدة قد تؤدي إلى تعديل موازين القوى.
كان من أبرز من استخدم ذلك في التاريخ السياسي الحديث الرئيس المصري أنور السادات والرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف. وربما ينطبق ذات الوصف على التدخل والانسحاب الروسي العسكري، اللذين لهما علاقة بالحالة الروسية ووضعها في السياسة الدولية، أكثر من علاقتها بوضع النظام السوري أو الإقليمي. متابعة قراءة التاريخ السياسي للانسحابات العسكرية