خلال مسيرة الفساد في البلاد ومنذ الخمسينيات، كانت هناك نقطتان متواترتان، حتى دخلتا ضمن أمثالنا الشعبية، وصارتا ضمن عاداتنا وتقاليدنا. الأولى هي تحول إنسان بسيط إلى شخصية أسطورية وهو فراش البلدية، أما الثانية فكان الحريق السنوي لمخازن وزارة التربية والتعليم، أو المعارف، كما كانت تعرف حينذاك.
ففي كل سنة، في ذات المكان، وقبل الجرد بأيام قليلة، يتحرك فأر دايخ من الجوع في مخازن التربية، ليبدأ بقضم واير كهربائي، دايخ هو الآخر، ومن ثم يعلن سبب الحريق بأنه تماس كهربائي، ثم يغلق الملف، وتأتي السنة القادمة ليتكرر ذات الفعل، ويتحرك ذات الفأر الجائع الدايخ، ليقضم ذات الواير الكهربائي المنسلخ، وتعلن نتائج التحقيق مجدداً، ثم يغلق الملف، حتى أصبح إغلاق ملفات الفساد، الموجهة لمتهمين مجهولين، أو فئران جائعة، جزءاً من عاداتنا وتقاليدنا. متابعة قراءة عندما تحترق المخازن