نحن الكويتيين مبدعون في التماسك الوقتي، وبالذات عندما تحدث أزمة شديدة ذات ملامح خارجية، ولها طابع يهدد الأمن المجتمعي وكيان الدولة، ولكن مع الأسف ذلك التماسك والتلاحم، إن شئت، يكون على هيئة إدارة أزمة أكثر من كونه جزءاً من إدارة شاملة للدولة.
مع الأزمة الجريمة/ الأخيرة فإن لدينا ثلاث حكايات أخرى قريبة منها، وإن اختلفت في تفاصيلها، متفاوتة الدرجات والأبعاد. كان تماسكنا في تلك الأحداث/ الأزمات لافتاً للنظر، فما إن زال الخطر الفعلي أو المفترض، حتى عدنا للالتفات إلى تصفية الحسابات والفشل مجدداً في إدارة الدولة.
الأزمة الأولى كانت حين الاستقلال ١٩٦١، والثانية أزمة الصامتة ١٩٧٣، والثالثة أزمة الغزو ١٩٩٠، وهي ثلاث حكايات قد نشرح تفاصيلها في وقت لاحق.
أن نتماسك ونلتحم ونفوت الفرصة على من كان يريد إيجاد ثغرة للولوج منها لتدمير المجتمع، صفة محمودة لا ريب فيها، وكنت جزءاً من فعاليات ذلك التماسك شخصياً في ثلاث أزمات. ولكن ما إن ينجلي غبار تلك الأزمة، حتى يتضح أننا لم نتعلم من أزمة ولم نستفد من درس، بل تجدنا نتفنن في تدمير المجتمع لتدمير الخصم، على طريقة “عليّ وعلى أعدائي يا رب”. متابعة قراءة التماسك الوقتي مفيد ولكن!!!
التصنيف: أ.د. غانم النجار
أ.د. غانم النجار
twitter: @ghanimalnajjar
email: [email protected]
ما بعد الاستنكار
بعد جريمة مسجد الإمام الصادق، هل سنتعلم الدرس أم سنفعل كما فعلنا بعد الغزو، ونعيد إنتاج خطاب الكراهية؟
الظروف الإقليمية الحالية أكثر تعقيداً والبنية التحتية لمؤسسات الكراهية أكثر تجذراً، فهل سنتمكن هذه المرة من استعادة مجتمعنا المختطف؟ وهل سنتمكن من البدء في بناء مجتمع متوازن، منفتح، مرتكز على قيم العدالة والتسامح، والمساواة، والحرية وسيادة القانون، وقبل هذا وذاك كرامة الإنسان؟
تحل علينا بعد شهر الذكرى الـ25 للغزو، ومع اختلاف التفاصيل، فإن في ملامح الجريمة الإرهابية الأخيرة طعم ولون ورائحة الغزو. فقد عشت الحدثين وأستطيع استشعار التشابه بينهما.
متابعة قراءة ما بعد الاستنكار
الإرهاب يفجر المجتمع
لم يعد هناك لبس في الفاعلين للجريمة النكراء، التي سالت على إثرها دماء زكية في مسجد الصوابر اليوم الجمعة.
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى، وإن كنا نحن كلنا جرحى إن تطورت هذه الجريمة وتحولت إلى حالة مستعرة تفتك بالأخضر واليابس، وتفجر المجتمع من الداخل بلا هوادة.
قد يكون “داعش” تبنى رسمياً تلك الجريمة، التي قد تكون جزءاً من ترتيب في المنطقة، ففي ذات اليوم وقع هجوم على مصنع للغاز في مدينة ليون بفرنسا، وهجوم آخر على فندق في مدينة سوسة بتونس، ولكن الأهم هو ما سيحدث على المستوى المحلي، وعلى مستوى الوعي بالتحدي المجتمعي، وقدرة الناس على التصدي للفتنة التي يسعى الإرهابيون إلى بثها لتفكيك المجتمع من الداخل. متابعة قراءة الإرهاب يفجر المجتمع
زمن عبدالله السالم حوار مهم ٢
حالة استقلال الكويت وما سبقها وما تلاها تعكس حالة مفيدة لكي نفهم كيف تنمو الدول وكيف بالإمكان أن تتراجع؟ كيف تنهض وكيف تخبو وربما كيف بالإمكان أن تستعيد عافيتها؟ طبيعة الكتلة الاجتماعية القائدة تحدد النتائج إلى حد كبير.
لم يحدث الاستقلال بلا مقدمات، كما لم يأت الشكل الديمقراطي فجأة كطرثوث صحراء، كما حاول أن يوهمنا البعض، بل سبقته تحضيرات ربما كانت قد بدأت منذ أواخر ١٩٥٢ وبدايات ١٩٥٣ حين تأسس مكتب الاستثمار الكويتي بلندن.
متابعة قراءة زمن عبدالله السالم حوار مهم ٢
زمن عبدالله السالم الاستقلال (١)
بأقل درجة من الإعلام وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً في قصر السيف، وبحضور الشيخ عبدالله السالم أمير الكويت والمقيم البريطاني في الخليج وليام لوس والمعتمد السياسي البريطاني في الكويت جون ريتشموند استقلت الكويت عن بريطانيا في ١٩ يونيو ١٩٦١، حيث تم استبدال اتفاقية الحماية بين بريطانيا والكويت المبرمة في ١٨٩٩ باتفاقية صداقة لتصبح الكويت بعدها “دولة مستقلة ذات سيادة”، وبذلك صار جون ريتشموند المعتمد السياسي البريطاني أول سفير لبريطانيا بالكويت.
وعلى أثر ذلك، أعلن رئيس الوزراء العراقي حينذاك عبدالكريم قاسم أن الكويت ليست إلا قضاءً تابعاً لولاية البصرة على أساس أن العراق الحديث هو وريث للإمبراطورية العثمانية، وهي وراثة غير مستحقة، تاريخاً وإعلاناً.
متابعة قراءة زمن عبدالله السالم الاستقلال (١)
انتصار فايق خسروه!
على مدى ساعتين تسمرت أمام الشاشة الكبيرة، قبل يومين، في سينما سكيب بمجمع 360 لمتابعة العرض الخاص لفيلم “حبيب الأرض”، الذي كان بمثابة سيرة ذاتية للشاعر الشهيد فايق عبدالجليل.
تمكن المخرج والكاتب المبدع رمضان خسروه من أن يتوغل في النفس البشرية لأبي فارس- رحمه الله- ويترجم أبعادها دون توقف، مظهراً، باقتدار، البعد الإنساني لفايق، عبر مواقف بسيطة وعادية، وتكثفت تلك المشاهد لتضيف إلينا إطلالة حميمة على فايق الإنسان، لتتكامل بانسجام رقيق مع شعره وإبداعاته.
وكان من إبداعات المخرج قدرته على خلق شخصية شبيهة بفايق على الشاشة من البطل فيصل العميري الذي لا يشبه فايق إطلاقاً، وبالتالي تفاعل إبداع الممثل مع المخرج لينتجا لنا شيئاً آخر، وجعلانا نشاهد فايق عبدالجليل بدمه ولحمه، دون احتجاج ذاتي منا كمشاهدين عرفوا فايق. كيف؟ يجيب خسروه: “إنني محترف نحت، وبالتالي تقديري لتفاصيل الوجه عالية الدقة، من مدرسة الفنان سامي محمد، وهكذا التقطت الشبه ودرست الشخصية بتفاصيلها من خلال الفيديو بما في ذلك رفعة الكتف، وحتى حركة الحاجب”. متابعة قراءة انتصار فايق خسروه!
ولي ولي العهد… وماذا بعد؟
انتشرت في البلاد شائعة ثقيلة الوزن والطينة باستحداث وابتداع منصب جديد في قمة الهرم السياسي وهو “ولي ولي العهد”.
للمسألة أكثر من جانب، أولها استسهال بث شائعات تبدو “مرتبة” دون اهتمام ممن يعنيهم الأمر، وثانيها أنها تعبر عن حالة القلق السياسي لبعض ذوي النفوذ ورغبتهم في حسم الأمور مع التبدلات في الاصطفافات، وثالثها تتعلق بمنصب ولي العهد ذاته، وكونه المنصب الذي يحظى عادة بأكبر قدر من الصراع عليه.
متابعة قراءة ولي ولي العهد… وماذا بعد؟
الأمن أم الحرية؟
كلما تأزمت البلاد زاد الحديث عن مقارنة الحرية بالأمن، وزاد معها اتهام الحرية بأنها هي وليس غيرها المتسببة في ضعف الأمن.
الحكاية مكررة. السلطة تسعى لمنع الآخرين من ممارسة حرياتهم العادية، السلمية، تحت مبررات الإضرار بالأمن الوطني، ثم ينتقل المنع إلى الإضرار بالعلاقات مع الدول، أو الإضرار بالقيم العامة، أو الإضرار بالاقتصاد وبالعملة المحلية، وتذهب بعيداً في التفسير، والتعسف غير المبرر. وكلما زادت صلاحيات السلطة توسعت في التعدي على الحريات.
فأكثر الدول استقراراً هي أكثر الدول حرية.
متابعة قراءة الأمن أم الحرية؟
الأربش بميزان الذهب
مرة أخرى يضرب المتطرفون خاصرة سهلة، المسجد. ففي يوم الجمعة الماضي في الدمام وقف الشاب عبدالجليل الأربش، متيقظاً لمنع احتمال تسلل إرهابي لتفجير المسجد عند الصلاة. جاء الإرهابي مندساً تحت عباءة نسائية، وعندما شك فيه عبدالجليل فر الإرهابي وتبعه عبدالجليل وأمسك به ومن ورائه أخوه محمد ومحمد العيسى، فانفجرت بهم والإرهابي القنبلة بحزامها الناسف.
ليس هناك جديد في التفجير الإرهابي العشوائي، الذي يستهدف أناساً أبرياء، الهادف إلى تصفية دينية أو عرقية أو غير ذلك. لكن المهم هو قدرة أفراد عاديين امتلكوا من الشجاعة ما يكفي للتضحية بأنفسهم لمنع مأساة وسقوط ضحايا أكبر. الشهداء الذين تصدوا بأجسادهم العارية للتفجير سيتذكرهم كثيرون بأنهم اختاروا الموت لكي يحيا غيرهم فعلاً لا قولاً. متابعة قراءة الأربش بميزان الذهب
مسألة السيادة في سحب الجنسية
جاء الحكم الأخير للمحكمة الإدارية بإعادة الجنسية للنائب السابق عبدالله البرغش وعائلته ليعيد الجدل مجدداً حول علاقة الجنسية بمسألة السيادة. كما جاء الحكم ليثبت حقاً أصيلاً للقضاء في النظر بالقضايا الحقوقية وأهمها قضية الحق في الجنسية.
موضوع الجنسية ثابت في المنطق الحقوقي، ولا ينبغي له أن يعالج بالمنطق السيادي، وإعطاء الحكومة حقاً مطلقاً لا مراجعة قضائية بعده، فتسحب الجنسية ممن تشاء دون حتى الإفصاح عن السبب.