في العام 2012، وبدون سابق إنذار، اشتعلت محطات التلفزيون الألمانية والسويسرية والإيطالية – وبعدها كل محطات دول الاتحاد الأوروبي – بخبر حدث عاجل وقع على الحدود السويسرية الألمانية! سيارات الدفاع المدني ومروحية في الجو وسيارات دفع رباعي سارعت لإنقاذ… بقرة «ألمانية» كانت ترعى في أرضها وبين الجبال والوديان، ولكنها استسلمت لإغراء العشب الأخضر المنثور حولها في كل مكان، فتاهت على الحدود بين البلدين ولم تعد لحظيرتها ومالكها، فاستعان بالدفاع المدني الذي تابعها عبر الأقمار الصناعية وبواسطة الشريحة الممغنطة المعلقة في أسوار معلق برقبتها، فعثروا عليها «هائمة على وجهها» في أرض «اللبن والعسل والحليب» وليس بأرض «الظمأ والملح والنفط.. المحترق»! كما وصف أرضنا الملك الأردني الراحل.. حسين!! إذا كانت بهيمة هي «البقرة» قد حظيت بكل هذا الاهتمام الرسمي والشعبي والإعلامي في ذلك البلد الأوروبي الجميل. ولم يشعر أحد هناك بالراحة الا بعد أن عادت تلك «الهايشة» – وهو مسمى البقرة في اللهجة العراقية – إلى أهلها «سالمة غانمة مطمئنة»، فكيف الحال بالمواطنين الألمان من البشر ومدى أهمية سلامتهم وأنهم لحكومتهم وإعلامهم؟!.
التصنيف: فؤاد الهاشم - «علامة تعجب»!
تركيا..«شيميل» العالم الإسلامي!
في نهاية شهر مارس 2003، وبعد أيام قليلة من بداية الحرب التي أحب أن أسميها «تحرير العراق» ويطلق عليها «القومجية» اسم «غزو العراق» من قبل الولايات المتحدة الأميركية دخولاً من الأراضي الكويتية، وصلتني دعوة على العشاء من الأخ العزيز الشيخ «صباح جابر العلي» مدير عام الموانئ وذلك في قاعة صغيرة ملحقة بمكتبه بالميناء ، ذهبت في الموعد وكان من ضمن الحضور عدد من كبار جنرالات الجيش الأميركي فدار حوار قصير معهم قبل أن نهجم – جميعا – ضباطاً وصحافيين على «خروف محشي يستلقي فوق أرز على الطريقة الأردنية وفوقه بحر من اللبن المذاب من الإقط الكويتي القديم والحامض».. وهو ما يفضله الشيخ صباح جابر العلي له ولضيوفه !! كانت وسائل الإعلام الأميركية – وقتها – تتحدث عن «ضرورة مشاركة قوات تركية من المشاة على الأراضي العراقية»، ليس كقوات قتالية، بل «كشرطة لضبط الأمن وحوادث السير والمرور» عقب سقوط بغداد ونظام صدام حسين .. برمته! وقتها، كنا في بداية المعركة والقوات الأميركية تخوض أولى معاركها في جبهة الناصرية بينما القوات البريطانية تشتبك بضراوة مع قوات النخبة العراقية في جنوب البصرة وعلى الطريق المؤدي منها إلى.. الفاو!! قلت لأحد هؤلاء الجنرالات إن مسألة استعانة واشنطن بالجنود الأتراك تشبه استعانة واشنطن بجنود فيتناميين لتنظيم المرور وضبط الأمن داخل العاصمة واشنطن، فهل توافق على ذلك؟! انتفض الرجل وارتفع صوته بكلمة واحدة: «مستحيل»! فقلت له: إذن؟ إنها المشاعر ذاتها التي يكنها العراقيون للأتراك، لأن الماضي العثماني والملطخ بالدماء والموسوم بالخوازيق مازال حيا في أذهان كل عراقي من «زاخو» في أقصى الشمال وحتى «الفاو» في أقصى الجنوب !! متابعة قراءة تركيا..«شيميل» العالم الإسلامي!
«الضال صاحب.. الظلال»!
من الأعراف السائدة بين الأطباء أنهم لايتقاضون أجوراً من بعضهم البعض في حالة احتياج أحدهم لعلاج من الآخر من تخصصه! على سبيل المثال: طبيب قلب يعاني من مشكلة في الأذن، فيذهب إلى زميله المختص بالأنف والأذن والحنجرة فيعالجه، فإن اكتشف أنه «زميل» فالعلاج مجاني.. على طول الخط والعكس صحيح.. وهكذا!! من الأمور الأخرى المتعارف عليها بينهم – أيضا – وتلك تخضع لمعايير إنسانية أن الطبيب الجراح لا يستطيع – نفسيا – أن يجري جراحة لوالده أو ابنته أو زوجته فيطلب من زميل جراح آخر أن يقوم بها ! سألت أحد الجراحين عن هذه المعلومة فأكدها لي قائلاً: «قوة الجراح في ثبات أصابع يده وهو يجري العملية داخل جسم الإنسان ، ويدي سوف ترتعش وأنا أجريها لأبني أو ابنتي أو زوجتي أو والدتي وارتباكي وخوفي هذا قد يتسببان في فشلها، لذلك أترك الأمر لزملائي» !!
متابعة قراءة «الضال صاحب.. الظلال»!
«سمو ولي العهد».. في كلمات قليلة!
بمناسبة الذكري التاسعة لتولي سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ، فإن العديد من أبناء الجيل الجديد لايعرفون عن «أبوفيصل» الشئ الكثير، ومن ذلك حبه للعمل منذ أن كان محافظاً قبل عقود وحتى توليه مسئولية وزارتي الداخلية والدفاع ثم الحرس الوطني وقبلها «الشؤون» أيضاً!!
روى لي أحد كبار ضباط مكتبه حين كان وزيراً للداخلية هذه الحكاية عنه يستطيع القارئ أن يستشف منها أصالة معدن هذا الرجل قائلاً: «اتخذت إدارة المرور قراراً تنظيمياً وإداريا بزيادة الحد الأقصى للسرعة على الطرقات الخارجية من مائة كيلو متر إلى مائة وعشرين كيلو متراً وأرسلت كتاباً بذلك إلى معالي الوزير – طبقا للقانون – للحصول على موافقته قبل التطبيق» !!
متابعة قراءة «سمو ولي العهد».. في كلمات قليلة!
استيراد الشوكولاته وتصدير ..التوابيت!!
كنت واحدا من ملايين البشر في المنطقة والعالم الذين فرحوا بسقوط نظام الشاه الديكتاتوري في عام 1979 وتوقعت مثل هؤلاء الناس أن النظام الثوري الجديد سوف يصدر لكل جيرانه وللعالم بأسره علماء الكيمياء والفيزياء والتراث الفارسي الفني وطلبة الجامعات والبعثات الدراسية و..و..و.. وإذا به يقرر أن يصدر إلينا ثورته!! تخيل إنك تحب وتعشق تناول «مرق الشبزي» على الإفطار والغداء والعشاء ثم تفتتح مطعما لاتقدم فيه سوى هذه الوجبات التي ينقلها عمال «الديلفري» إلى المنازل ليجبروا الأهالي بالقوة على تناولها هذا ما فعلته الثورة الإيرانية.
متابعة قراءة استيراد الشوكولاته وتصدير ..التوابيت!!
كم يكلف قتل فكرة «ملتحية»
حين وصل إلى أسماعي -وبصري أيضا- رقم المبلغ الذي اقترحته الولايات المتحدة الأميركية لمحاربة جيش الدولة الإسلامية «داعش» وهو خمسمئة مليار دولار -أكرر «مليار وليس مليونا»- لم أهتم كثيرا بالأمر، فهم يأخذون نفطنا في الخليج منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وحتى اليوم وبأسعار أقل من قيمته، أما لماذا قلت «نفط الخليج» ولم أقل غيره، فلأن المتحمل الأكبر لفاتورة حرب «داعش» ذات الأصفار الخمسة عشر أو الستة عشر إلى يمين الرقم (5)، ستكون دول مجلس التعاون الخليجي!
أقول، لم أهتم كثيرا للمبلغ المقترح من أجل حرب هؤلاء الفجرة، لأن الآباء والأجداد وتراثنا القديم يقول «المال يذهب ويأتي، لكن الأرواح -إن ذهبت- فهي لا ترجع أبدا»، و.. هذا هو اهتمامي الأول والثاني و.. الأخير. متابعة قراءة كم يكلف قتل فكرة «ملتحية»
معاذ «الملاك» : ماذا فعل بالأردنيين؟!
لم يتحول الطيار -ملازم أول في سلاح الجو الأردني «معاذ الكساسبة» إلى ملاك بعد أن أحرقه شياطين داعش حي داخل قفص حديدي- بل كان ملاكا هو وكل أسراب الطيارين الأردنيين الذين حلقوا فوق تلك الأراضي المظلومة منذ فجر التاريخ «العراق وسوريا» لعلهم أن ينقذوا رأس أي مسلم من النحر، أو ثدي أم من البتر، أو رقبة عجوز من الكسر.
متابعة قراءة معاذ «الملاك» : ماذا فعل بالأردنيين؟!
خوف علي صبية اسمها… «البحرين»!!
قبل بضعة أسابيع، كان الطقس الكويتي.. «لندنيًا»! أي ضباب خفيف مع رذاذ مطر أخف زائد لسعة هواء منعشة «منزوعة – البرد» وعلى وزن.. «منزوع – الدسم»، فقررت أن الوقت مناسب جدًا للسفر إلى البحرين – ليس بالطائرة – بل برًا وبالسيارة، ويستحسن أن تكون بها فتحه في السقف!!
حدث ذلك، وانطلقت في رحلة لم أتجهز لها – أغراضًا وتفكيرًا – إلا ما خف لبسه ودقائق من «مشاورة الذات»!! علاقتي بالبحرين الجميلة تمتد منذ أيام السفر باللنجات الخشبية من موانئ الدمام إلى حين ملامسة رمالها في رحلة تشبه – أيام زمان- رحلة طلبة المدارس من ميناء الكويت الواقع قرب قصر السيف الي جزيرة «فيلكا» عبر سفن من ذات الطراز، مع الفارق أنك حين تصل إلى وسط المنامة تغرق في كرم وضيافة شعب يعجز اللسان عن وصف طيبته وحلاوة لسانه وكرمه، بينما تتفاجأ بعد وصولك إلى.. «القرينيه» بوسط جزيرة «فيلكا»، بامرأة مخبولة تحرس كومة من الحجارة تقول عنها إنها ضريح «مولانا الخضر»، واسمها.. «صالحة البنيه» التي كانت قد بلغت من العمر أرذله ولم تسمع في حياتها باختراع عرفه العالم منذ ميلاد سيدنا المسيح وهو.. «الملابس الداخلية»! أول زيارة لي للبحرين – عبر اللنجات – كانت في بدايات السبعينات مع «الربع» واستغرقت أكثر من عشرين ساعة منذ لحظة مغادرة الحدود الكويتية حتي وصولنا إلى باب مطعم هندي بوسط المنامة يقلي السمبوسة بزيت.. الشاحنات!! ها أنذا الآن، أتحرك متجها إلى «الحبيبة القديمة» وبسيارة رياضية وذات محرك له هدير، وخلال ثلاث ساعات فقط كانت عجلاتها تلامس أول أسفلت جسر الملك فهد! وبعد أقل من نصف ساعة يبتسم في وجهي حامل الحقائب أمام المدخل الرئيسي لفندق «إنتركونتننتال – ريجينسي» لأبدأ إجازة سريعة لن تتجاوز 48 ساعة فقط!! في المساء، أعرف جيدا أين أعثر على «رفاق القلم»، إنهم هناك في مقهى يحتسي فيه القهوة والآيسكريم ثلاثة أرباع أهل البحرين، اسمه «ليلو»، في دقائق كنت هناك لألتقي بالزميل نقيب الصحافة البحرينية «مؤنس المردي» والزميل «عيسى عبدالرحمن الحمادي» – قبل أن يصبح وزيرًا للإعلام بأقل من 24 ساعة – تفاجأ بي الزميلان، وقال عيسى: «زيارة مفاجئة! ما السبب»؟ شرحت له حكاية الجو اللندني والرذاذ الخفيف وسيارة ذات سقف مفتوح، فضحك وقال: «هذه الرحلة بحاجة إلى مقال».. وها أنذا فعلت!! قال لي رجل أعمال بحريني كبير: «منازلنا – زمان – كلها كانت على البحر، الآن أصبحت في وسط العاصمة بسبب سياسة دفن البحر للحصول علي أرض جديدة»! الكويت – من حيث المساحة بالنسبة للبحرين – تعتبر «ولاية ألاسكا – الأميركية» أمام منطقة «مانهاتن» في نيويورك، ليس بها جبال ولا أنهار ولا وديان ولا مصادر طاقة تقليدية من نفط وغاز، لكنّ بها قلوبا تذوب حبا بكل ما هو.. إنساني!! متابعة قراءة خوف علي صبية اسمها… «البحرين»!!
«الإخوان»: وقود نار.. الآخرة!
حكاية «التسريبات المزعومة» التي حمل لها الإخوان «الصاجات» وتحزموا بالملايات، وحمل مكتب الإرشاد «برابطة المعلم» الدفوف و«الأكورديونات» والمنسوبة إلى رئيس جمهورية مصر وعدد من ضباط القوات المسلحة المصرية ، كان هو المسمار الأخير الذي دقوه في نعش جماعة الإخوان بعد أن امتلأ تابوتهم السياسي بكل أشكال الكذب ولم يبق لهم إلا حكاية «السيسي قال! و السيسي شتم! والسيسي بلطجي»!
حين كانت «سيلانيتهم».. إيطالية!
اعتدنا في الكويت على سماع المرأة وهي تسأل صديقتها عن جنسية خادمتها فتقول لها:« سيلانيتكم .. فلبينية»؟ فترد عليها الأخرى بقولها: «لا والله سيلانيتنا .. أثيوبية»! لكن قبل أكثر من 70 سنة كانت المرأة المصرية من ذوات الأسر العريقة زمن البكوات والباشوات تسأل صديقتها «بنت الباشا» وتقول :«هل سوادنيتكم.. يونانية»؟ فترد الأخرى قائلة : «لا سودانيتنا .. إيطالية» والمعنى أن خدم القصور في ذلك الوقت كان أغلبه من السودان ومنطقة النوبة لكن بعضها كان يأتي بخادمات من .. إيطاليا واليونان! تخيل أن لديك في البيت خادمة إيطالية «شمحوطة» من المؤكد أنك لن تخرج من المنزل على الإطلاق!
كان أهل اليونان- الأوروبي وأهل إيطاليا الأوروبية يتوسلون أمام السفارات المصرية في بلدانهم للحصول على تأشيرات للدخول إلى مصر ليس للسياحة بل للبحث عن عمل ومصدر رزق موسيقيون ومخرجون سينمائيون وطهاة وسواق وأطباء وكذلك خدم وخادمات يحلمون بفرصة عمل في أرض المحروسة وقتها كان الجنيه المصري الواحد يعادل الآن خمسة دولارات أميركية .. وعليك الحساب!
متابعة قراءة حين كانت «سيلانيتهم».. إيطالية!