في مذكراته التي عنونها بـ«جيمس بيكر- سياسة الدبلوماسية» التي صدرت في العام 2002 يقول وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية الأسبق بيكر في إحدى صفحات كتابه إنه أثناء إحدى لقاءاته مع الرئيس السوري الراحل «حافظ الأسد» سأله عن إمكان التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل حول هضبة الجولان مقابل سلام كامل وتبادل للبعثات الدبلوماسية، فرد عليه الرئيس الأسد قائلا: «لدي رأي عام شعبي لابد أن أعود إليه وأهتم لسماع ملاحظته»!
فيعلق جيمي بيكر على هذا الرد قائلا، بسخرية، «هذا الرجل الديكتاتور يريد إقناعي بأن لديه رأيًا عامًا يحسب له ألف حساب، وكأن الشعب السوري يستطيع أن يفتح أفواهه بأي كلمه»! متابعة قراءة حين يصبح «البنادول»… حلمًا!
التصنيف: فؤاد الهاشم - «علامة تعجب»!
دفنها أهلها.. وأنقذها الغازي والمحرر!!
قلت في ندوة خلال الانتخابات التكميلية لمجلس الأمة التي جرت في الكويت قبل شهرين – أن ..«صدام حسين هو الذي منح المرأة الكويتية حق الترشيح والانتخابات»!! بالطبع فإن دكتاتور بغداد لم يقم بغزو جارته الصغيرة في 1990/8/2 لكي يمنح المرأة عندنا حقوقها السياسية بل القصد أن هذه الفعلة قد أدت إلى تدخل الولايات المتحدة عسكريًا لطرده منها، وبالتالي فإن «اليد الطولى» صارت لواشنطن التي تعرضت لانتقادات واسعة من كل مؤسساتها الدستورية والمدنية ملخصها: «كيف ترسلون أولادنا وبناتنا لتحرير بلد لايعترف بحقوق.. المرأة»؟! كان الضغط الأميركي على الحكومة الكويتية شديدا ومتكررا لايكل ولايمل منذ عام التحرير في 1991 حتى طفح الكيل بالرئيس «جورج بوش – الابن» عام 2004 ورفض استقبال مسؤول كويتي بارز في البيت الأبيض مشترطا الآتي: «لن تتم الزيارة حتى يأتيني بموافقة حكومته على منح المرأة حقها السياسي» بعض الذين انتقدوا ما قلت في الندوة حول «صدام حسين» قالوا بأن ..«الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد هو من منح هذا الحق للمرأة الكويتية» وهي جملة صحيحة فعليا لكن من حيث المنطق فإن ذلك يؤكد ما قلته ولاينفيه، إذ تسلم الأمير الراحل منصب رئاسة الوزراء عام 1965 وولاية العهد عام 1966 واستمر فيها حتى عام 1977 عندما توفي الأمير الأسبق الشيخ صباح السالم فصار جابر الأحمد أميرا على البلاد حتى وقوع الغزو في عام 1990، ثم جاء التحرير ومرت سنوات طويلة ومتثاقلة حتى أصدر المرسوم القاضي بمنح المرأة حقوقها عام 1999 وحين عرض علي البرلمان سقط بفارق صوتين، وكان أحدهما صوت المرحوم «جاسم الخرافي» رئيس البرلمان في ذلك الوقت، والذي يعتبر من المقربين من النظام زائد انه كان من أصحاب الفكر الليبرالي المنفتح، وشقيقته الدكتورة «فايزة» أصبحت أول مديرة لجامعة الكويت في بادرة هي الأولى من نوعها في دول الخليج والشرق الأوسط عامة، حتى أنها ذكرت خلال لقاء تلفزيوني منذ أيام – أن الحقيبة الوزارية عرضت عليها لكنها اعتذرت عن عدم قبولها، فكيف يتأتى أن يرفض قيادي بارز مثل الراحل جاسم الخرافي قرارا كهذا، ما لم يكن الأمر «مسرحية هزلية مكشوفة» من الحكومة حتى يقولوا للأميركيين: «انظروا.. لقد رضخنا لما تريدون وقدمنا مرسوم القانون للبرلمان لكن المرسوم.. سقط!! إنه رأي الشعب! إنها الديمقراطية»!! لم تنطل الحيلة على واشنطن وأصرت على أن المرأة الكويتية «يجب أن تدخل البرلمان».. واستمر الضغط!! بالطبع لم يقرأ الذين انتقدوا ما قلت في الندوة تاريخ المحاولات النيابية للقفز على هذا الحاجز الحضاري، ونسوا أن أول محاولة تمت كانت في مجلس عام 1971 من النائب «سالم المرزوق» حين تقدم بمشروع قانون يمنح «الأنثى» حقها السياسي!! سقط المشروع ولم يؤيده سوى 12 نائبا فقط من أصل 50 !! وكان ذلك في زمن ولاية عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد! في مجلس عام 1975 تقدم النائب جاسم القطامي وراشد الفرحان بنفس المشروع لكنه.. سقط! وكان ذلك في زمن ولاية عهد الأمير الراحل «جابر الأحمد»! في مجلس عام 1981 تقدم النائب «أحمد الطخيم» بالاقتراح ذاته.. ورفض! وكان ذلك في عهد إمارة الأمير الراحل جابر الأحمد! في مجلس عام 1986 تقدم النائب «عبدالرحمن الغنيم» بنفس الاقتراح.. فرفض! وكان ذلك في عهد إمارة الأمير الراحل جابر الأحمد في عام 1996 تقدم النواب «علي البغلي» و«عبدالمحسن الجمال» و«جاسم الصقر» و«عبدالله النيباري» و«صلاح خورشيد» بالمشروع ذاته .. فرفض! وكان ذلك في عهد إمارة الأمير الراحل جابر الأحمد! ثم صدر المرسوم الأميري بمنح المرأة عام 1999.. فرفضه البرلمان بفارق.. صوتين! بعد إصرار «جورج بوش – الابن» على تأجيل زيارة المسؤول الكويتي تداعت الحكومة لعقد جلسة طارئة ماراثونية« للبرلمان استخدمت فيها أسلحة «دمار شامل» – كما أخبرني أحد الوزراء – وحين سألته عن نوعها ضحك وقال: «شيكات البنك .. المركزي»!! واشنطن اقترحت على الحكومة «الشروط الواجب توفرها في النائبات القادمات» وهي ..«لا النائبة المتشددة أو المنقبة سواء كانت سنية أم شيعية» ، فقدمت الحكومة أسماء وصور أربع سيدات تم اختيارهن بعناية: اثنتان معتدلتان شيعيتان تحملان شهادة الدكتوراه واثنتان سنيتان معتدلتان تحملان الدكتوراه!! وافقت واشنطن ونجحت السيدات الأربع ودخلن.. البرلمان!! تكررت تجارب دخول النساء للمجلس بل تجاوز الأمر حدود المعقول «والذوق» وحتى مفهوم« السيادة» حين تدخلت السفيرة الأميركية السابقة في الكويت «ديبورا جونز» – وسفيرتهم حاليا في ليبيا – وأبلغت إحدى المرشحات – وقبل إجراء الانتخابات ب 18 يومًا- خلال اجتماع معها في مكتبها بالسفارة بأن .. مقعدها محجوز في مجلس الأمة« وباركت لها مقدما قبل الإعلان الرسمي لفوزها بأكثر من .. أسبوعين !! حين أعلن البرلمان موافقته على المرسوم في 2005/5/16 رحب «جورج بوش – الابن» بالقرار و.. تمت زيارة المسؤول الكويتي إلى واشنطن!.. وانتهت قصة الحق السياسي للمرأة في الكويت الذي دفنه الآباء المؤسسون في الدستور قبل نصف قرن وحفره وأخرجه صدام حسين وجورج بوش بعدهم .. بنصف قرن!! المرأة التي دفنها أهلها وأنقذها.. الغازي العراقي والمحرر الأميركي!!
***
آخر العمود:
يقول شكسبير: «ليس في العالم وسادة أنعم من حضن… الأم»!!
إسرائيل.. «واشنطن الجديدة بالشرق الأوسط»!
هناك مثل فلسطيني شعبي قديم يقول: «لا تنام بين القبور ولا تشوف منامات وحشه»!
فجأة قرر الرئيس الأميركي «الديمقراطي» القادم من الأقلية السوداء المسحوقة والمظلومة في مجتمع أرض الأحلام البيضاء ان «الشرق الأوسط لم يعد يهمنا وسنتركه لنذهب إلة آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية حيث المستقبل هناك»! كانت تلك أخطر فقرة قالها في لقاء مع صحافي أميركي مؤيد لإسرائيل في صحيفة «أتلانتك» وهو «جيفري غولدبرغ» بين عشرات الآراء التي طرحها ضد السعودية وضد دول الخليج والدول الإسلامية قاطبة، بل وحتى ضد الإسلام نفسه حين اتهم ذلك الدين العظيم الذي تعهد الرحمن الرحيم بحفظه إلى يوم الدين بأنه «لا يسعى إلى تطوير ذاته مع الحداثة مثل… المسيحية»!! متابعة قراءة إسرائيل.. «واشنطن الجديدة بالشرق الأوسط»!
«جنرال موتورز» و…. تايوان!!
«الحياة في الكويت …مملة»!! هذا ماتسمعه من كل مواطن او مقيم علي أرضها، «وما اجتمع كويتي مع آخر إلا وكان حديث الملل.. ثالثهما»!! الكويت «ديرة فلوس» اعمل، اجتهد، اشغل عقلك بالابتكار في مشاريع الطعام والديكور والازياء ودورات من نوع.. «كيف تستخرج طاقتك من.. خشمك»؟ و.. «كيف تستنهض الكهرباء من رموشك»؟ و«متي تكسب صديقا ومتي تخسره»؟.. إلى آخر هذه الموضة الحديثة التي اجتاحت المجتمع الكويتي حتي إن تلفزيون الدولة الرسمي والمعبر عن رأيها وقع في شباك هذا «النصب الجديد» وبدأ يخصص الساعات الطويلة لمن يريد تعليمنا كيف نأخذ الشهيق ونخرج الزفير!! حتى الحركات الدينية -وحين شاهدت ذلك الإقبال الجماهيري من الناس جاءت بداعية ذكر وداعية انثى وصبوا فوق تلك الندوات عصير «قال بن تيمية، وقال الألباني» فاختلط الحابل بالنابل، وصار الأمر مثل طبخ «الخنفروش» مع مرق.. «الصافي»!! سوف تجمع مالا كثيرا لكن حين تبحث عن طرق لصرفه عبرها لن تجد سوى بلد كئيب عشرة بالمائة من سكانها ممنوعون من السفر ونصف مليون اشتكوا ورفعوا قضايا على نصف المليون الآخر! لدينا «مخابيل شيعة» يعتقدون ان «الولي الفقيه» يحبهم ويعشق التراب الذي تنثره إطارات سياراتهم علي أطراف الطرق السريعة، وايضا لدينا «مخابيل سنة» يؤمنون ان الله لم يخلق سواهم في التقوى والعفاف وطهارة اليد والإيمان المطلق لدرجة ان جنة عرضها السموات والأرض – بالكاد تكفي لسكان «اهل السنة.. الاخيار»!! قبل مائة سنة كان في الكويت مسجد واحد ونخبة من الصالحين واليوم لدينا عشرة آلاف مسجد، ولكن.. ان مددت يدك من نافذة السيارة وهي متوقفة عند إشارة المرور الحمراء فسوف تمسك …بحرامي!! الكويتيون كانوا يطلقون على أبناء الاسرة الحاكمة من الفرع الاول – لقب « شيوخ-جنرال موتورز» وعلى أبناء الاسرة من بقية الفروع .. «شيوخ-تايوان»!! كان ذلك نتيجة رؤيتهم وإحساسهم بوجود صراع خفي بين «جنرال-موتورز» و«تايوان» أو بين «الكاديلاك» و.. «الكيا» أو.. «الكابريس» و.. «والهونداي» او بين « الكورفيت و.. «الكامري».. الى آخره!! حدث ذلك منذ ثلاثين وأربعين سنة، لكن الامور تطورت صارت الهوشة بين «جنرال- موتورز» و«جنرال- موتورز» صار الصراع في الفرع الواحد الاول، وتحولت «الكيا» و«والهونداي» و«الكامري» الى جزء مع هذا واخر مع.. ذاك!! الكويتيون «ملوك في السخرية» والطنازة «والكويتي» يسخر حتى من نفسه، وقد كنت -ذات يوم – مدعوا على الافطار في شهر رمضان في عام 2000 عند الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي، وكان مجلسه مليئا بشباب الامارات وحين رويت لهم حكاية «شيوخ جنرال موتورز وتايوان» ضحكوا كلهم من اعماق قلوبهم إلا .. الشيخ محمد بن راشد!! ماكتبته الآن ليس موضوعي لهذا اليوم بل كانت مجرد أفكار راودتني وانا متجه بسيارتي الى «فندق الشيراتون» بوسط العاصمة الكويتية لأشرب فنجانا من القهوة بهدوء بعيدا عن زحام عقول مخابيل الايدولوجيات والتشدد وعشاق… المال!! في داخل ذلك المقهى الانجليزي الجميل، وقبل ان ارتشف من ذلك الفنجان رشفة واحدة جاء لي من سبقه سلامة باللغة العربية وبصحبته ضيف أجنبي الاول سفير مصري سابق في احدى الدول العربية والثاني هو السيناتور الجمهوري «ستيف ستوكمان» عن ولاية « تكساس- الأصيلة» حتي شهر مايو الماضي دار حديث طويل سنرويه لاحقا إلا ان اكثر ما فاجأني من مفرداته حين شتم الرئيس «اوباما» بكلمة نابية قائلا: «هل تصدق ان هذا الاسود اجتمع بنا ذات يوم وابلغنا بأنه ارسل انذارا الى نتنياهو حين كان هذا الاخير يهدد بقصف المفاعلات النووية الايرانية بأن اي محاولة للطيران الاسرائيلي لعبور العراق نحو ايران سوف تواجه بالصواريخ الاميركية التي ستسقطها»؟! ثم اكمل بغضب: «هل تصدق؟ طائرات إسرائيلية تسقطها صواريخ اميركية دفاعا عن… إيران»؟! كنت هاربًا من زحام المخابيل وباحثًا عن الهدوء في «الشيراتون» لأتفاجأ بخبر كهذا من سيناتور اميركي! من قال إن « الكويت… مملة»؟! متابعة قراءة «جنرال موتورز» و…. تايوان!!
الكويت و… «حافة السكين»!
تصادف وجودي في مملكة البحرين الشقيقة في الثاني من آب عام 1991، اي في الذكرى السنوية الاولى للغزو العراقي، كنت جالسا أمام شاشة محطة تلفزيون السي. إن. إن. الاميركية ومراسلها في الكويت – من فوق سطح إحدى البنايات العالية ليلا- يصف السماء في ذلك البلد الصغير الذي تحرر منذ شهور قليلة بأنها مضاءة بعيارات نارية أكثر كثافة من تلك التي استخدمها صدام حسين ودفاعاته الجوية ضد طيران التحالف الدولي وهو يقصف.. بغداد!! تحولت كاميرا المراسل الأميركي نحو السماء فإذا بليل الكويت قد تحول الي نهار عبر قيام الآلاف من الكويتيين بإطلاق ملايين الطلقات النارية من مدافع الكلاشينكوف التي غنموها من بقايا سلاح الجيش العراقي بل وحتى العشرات من قذائف مضادات الطيران التي تبدو طلقات رصاص الرشاشات بجوارها وكأنه «بعوض يطير بجوار حمام»!! شعرت بالقلق على الكويت في الثواني الاولى لمشاهدتي ذلك المنظر، لكنني استرخيت علي مقعدي بعد ان قلت لنفسي: «انها نيران أهلي وأشقائي وليست نيران أعداء وطني وخصومي»!! كانت «نيران الفرحة» للشعب الكويتي التي ملأ بها سماء وطنه في تلك الليلة الساخنة من صيف عام 1991، لكنه لم يكن يعلم بأن نيرانا أخرى ستأكل قلبه كمدا وحزنا على بلده بعد ذلك التاريخ.. بربع قرن!! المواطنون اطلقوا الرصاص، وأهل المسؤولية أطلقوا التصريحات «سنعيد بناء بلدنا ولو كانت أطلالا لايقف فيها حجر على حجر» سنبدأ بتعليم أطفالنا وتلاميذنا وطلبتنا ولو اضطررنا أن نقيم لهم خياما يتلقون العلم تحت عواميدها سيجلسون على الارض، وسنعيدهم الي عصر الملا مرشد الي أن نرمم مدارسنا ونستعيد عافية التعليم في وطننا»!! كان هذا صاحب التصريح الاخير هو وزير التربية _ آنذاك_ الدكتور «سليمان البدر» نشرته صحيفة «الفجر الجديد» التي صدرت عقب التحرير بأوامر مباشرة من الراحل الشيخ سعد العبدالله رحمة الله وكان هو من أطلق هذا الاسم عليها والوحيدة في.. وقتها!! الآن تعالوا نرى ماذا بقي لدينا من «إرث التحرير»! « فرق تسد» مصطلح لاتيني، عسكري، سياسي، اقتصادي، عمره من عمر الانسان، وقديم قدم الحضارة السومرية والفرعونية يهدف الى .. تفكيك من تعتبرهم خصومك حتي تتعامل معهم ككيانات متفرقة، فتضرب هذا بذاك وتجلد ذاك.. بهذا فتسود أنت وتترك الباقي وكأنهم مجاميع من الديكة داخل قفص به دجاجة.. واحدة!! معظم الحكومات الكويتية التي تعاقبت على التحرير الى يومنا هذا كانت تسير على ذلك النهج السومري – الفرعوني- اللاتيني القديم ضد كل فئات مجتمعها الصغير لأنها «آمنت تماما بأنهم خصوم لا أبناء» حتي أطفأت كل نيران فرحته التي ملأ بها سماء وطنه قبل ربع قرن من.. الزمان وأشعلت بداخل صدورهم «نارا.. لظى.. نزاعة للشوى» فكسرت نفوسهم، وأذابت كبرياءهم وأغلظت قلوبهم!! توقفت كثيرا عند تحرك النواب الشيعة الاخير بمقاطعة حضور جلسات البرلمان، وظهر واضحًا أنهم شعروا بأن الدولة قد اسقطت كل جدران فئات مجتمعها التي كانت تستند على واحد منها في كل حقبة سياسية ولم يبق لها الآن الا جدار الكتلة الشيعية فقرروا الاستفادة من تلك الفرصة وطلب المزيد من «الحظوة» والمزيد من المكاسب والمزيد من التدلل فتورطت الحكومة بعد ان أسقط هؤلاء النواب التسعة آخر ورقة توت تستر عورة أصحاب المنهج القديم ..«فرق تسد»! صار لدينا الآن: حضري ناقم، وبدوي غاضب، وشيعي مقاطع، فمن بقي لـ ..«ولاة أمرنا» من الرعية؟! المحصلة النهائية شيعة يبغضون.. سنة! سنه يكرهون… شيعة! حضر يمقتون .. بدوًا! وبدو يلعنون… حضرًا! طبقة وسطى.. سحقت! لصوص يلدون.. لصوصًا وفساد يفرخ فسادًا! جبهة داخلية.. ممزقة! سمعة خارجية في الحريات… مهزوزة! بلد تسبح بالمال وشعب جف من.. الشح! «عيال غرفة» يرون أنهم «أبناء سارة» وبقية الشعب.. «أبناء هاجر»! صراع طفلين في الرياضة: طفل «التجارة» وطفل.. «المشيخة» حرم اولادنا من المتعة الحلال في ارض.. «التحريم»! برلمان قاعته مقبرة وكراسيه شواهد.. قبور! حكومة وزراؤها كالشعراء يقولون مالا يفعلون ويتبعهم.. الغاوون! «ابناء سارة» كبرت أمعاؤهم من غضب الله فصارت أكثر اتساعا من رحمته! امتصوا دم «أبناء هاجر» حتى تحولت في بطونهم الى «حميم وغساق وغسلين» ونهشوا لحوم فقرائها فتحولت في حلوقهم الى «ضريع وزقوم» ( فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ويغلبون) بلدنا على حافة السكين والنيران التي أشعلها «إخوان الشياطين وأحفاد الابالسة» في تلك الاوطان العربية الممزقة نكاد نشم رائحة رمادها داخل شوارعنا وبيوتنا! إنه «السعير» الذي لايقارن بنار فرحة ابناء الكويت حين أشعلوا سماءهم بها قبل خمسة وعشرين عاما! من ينسى الله ينسيه نفسه، وقد آن للنفس المؤمنة أن تطمئن في دنياها قبل.. آخرتها!
إيران و..«الإسلام – الشيوعي»!!
آخر مره زرت فيها إيران كانت زمن الشاه السابق عام 1971، كانت طهران «العاصمة» قطعة صغيرة من لندن او باريس بشرط ان لاتبعد بسيارتك مسافة تزيد عن اربعة اوخمسة كيلومترات عن مركزها الرئيسي، عندها ستشاهد «الصومال عام 2016» او«رواندا» عام 1999 ولن تجد طريقا للعودة الى «لندن- الايرانية» أو« باريس _الفارسية» وسط مدن الصفيح وحزام الفقر.. هذا!! لم أزر ايران بعد الثورة _ ولن أشعر بالامن والآمان لو زرتها الآن _ لكنني قرأت عشرات الكتب الغربية «المترجمة» عنها وتابعت ماكتبه العشرات من الصحافيين والمثقفين والسياسيين العرب الذين زاروها عقب ذلك الزلزال الذي أحدثه «الخميني» عقب وصوله الى مطار «مهرباد» معلنا قيام جمهوريته «الإسلامية» الجديدة! أيضا، كنت مهتما بالأفلام الوثائقية التي بثتها مئات المحطات التلفزيونية عبر العالم، وكنت أحرص حتى علي التواصل مع عدد من الملحقيين الاعلاميين في سفارات تلك البلدان التي تبث وسائل إعلامها بعض منها وكانوا يعملون في سفارات بلدانهم في الكويت حتي اكتملت عندي صورة صغيرة جدا- ملخصة- يمكن وضعها في عنوان ومن ثلاث كلمات: «إيران والاسلام.. الشيوعي»!! إذا جمعت منظر تلك الصور العملاقة التي علقت على أسطح البنايات الصغيرة والعالية وعن جوانب الطرق الرئيسية وسط العاصمة وخارجها وتمثل شعارات سياسية مثل صورة امرأة فلاحة تمسك منجلا وزوجها العامل الذي يمسك بالمطرقة تعود بك الذاكرة الى رموز شعارات الثورة البلشفية التي اطاحت بحكم القياصرة في روسيا عام 1917 وابادت اسرة «رومانوف» الحاكمة!! وحين تطرق اذنيك شعارات تصدير الثورة الايرانية الذي جاء به الزعيم الخميني معه على متن طائرة الخطوط الجوية الفرنسية التي أقلته من منفاه في «نوفيل لوشاتو» في باريس تسترجع دعم موسكو «البلشفية» لعقول الرفاق عبر الكرة الارضية، من بكين الي عدن، ومن بيروت الي نيكاراغوا، ومن جبال ظفار في جنوب سلطنة عمان الى هافانا – كوبا قرب نهاية .. الارض!! جاء «كارل ماركس» بصيغة «ياعمال العالم.. اتحدوا»، لم يقل العامل المسلم او العامل المسيحي او العامل الصوفي او العامل البوذي او الهندوسي… الي آخره! بل خاطب البشر مجردين من كل ما اكتسبوه لحظة ولادتهم دون ان يكون لارادتهم أثر.. فيها!! جاء «الخميني» بصيغة..«ياشيعة اليمن والكويت والسعودية والبحرين والعراق ولبنان وسوريا … اتحدوا»! لكنه لم يهتم كثيرا لشيعة باكستان وافغانستان وحتى داخل ايران ذاتها، فإن كان الشيعة في الكويت هم «ذراع من جسد» فقد اراد «الامام الراحل» ان يقطع هذه الذراع عن باقي الجسد! وان كان الشيعة هم الساق اليمني او اليسري في السعودية، فقد اراد الملالي قطعها عن باقي الجسد! وكذلك، لو كان شيعة البحرين هم «بؤبؤ العين اليسري او اليمنى» فقد عزموا على فقئها مرورا بذات الوسيلة في لبنان والعراق واليمن وسوريا وربما مصر لاحقا حتي تتحول الشعوب العربية الى «جموع معوقة وكسيحة وعوراء وعرجاء» وحتى صماء وبكماء لاتفقه من امور دنياها ومستقبلها …شيئا!! ماجاءت به الثورة الايرانية، ليس إسلاما وليس شيوعيا! ليس رأسمالية ولا اشتراكية! ليست ثورة فرنسية ولاثورة اميركية!! إنه «إسلام- شيوعي» جاء بطائرة فرنسية لتهبط على تراب امبراطورية فارسية قديمة مندثرة مازالت قياداتها تتمنى لو لم يعبر نور الاسلام حدودها ليطفئ.. نارها!!
***
آخر العمود:
اذا قيل يا بن الورد أقدم الى الوغى
أجبت فلاقاني كمين مقارعُ
فما شاب راسي من سنين تتابعت
طوال ولكن شيبتني الوقائعُ
عروة بن الورد
***
آخر… كلمة:
.. لاتصدق ثلاثة: «القصاب والمرأة و… والناخب»!!
«البزازة كوندي والخياطة.. هيلاري»!
في تلك الخزانة «التاريخية» العجيبة المسماة بـ«يوتيوب» يوجد شريط – تستطيعون مشاهدته آلاف المرات دون أن تملوا – لوزير النفط الأسبق الراحل أحمد زكي يماني خلال مؤتمر صحافي قصير في العاصمة الدانمركية «كوبنهاجن» بتاريخ 2 نوفمبر 1973 أي بعد أسابيع قليله فقط على حرب أكتوبر المجيدة بين مصر والدول العربية وإسرائيل!
والآن.. ماذا قال الراحل يماني خلال كلمته البليغة تلك للعالم؟ يقول: «هل سيتحمل الاقتصاد الأوروبي والياباني انقطاع النفط السعودي عنه؟ قد تستطيع الولايات المتحدة أن تتحمل؛ لأن لديها مخزونا ربما يكفيها لأشهر عدة، لكن.. ماذا عن الباقي»؟!
يسأله الصحافي: «وماذا لو قررت الولايات المتحدة الأميركية احتلال السعودية ومنابع النفط»؟! فرد الوزير اليماني: «هذا احتمال وارد ولكنه احتمال انتحاري، إذ إن لدينا بعض المواقع النفطية الحساسة في راس تنورة سنقوم بتفجيرها فورا، وقبل ذلك سنقوم بتخفيض إنتاجنا النفطي بنسبة 80 % ونكتفي بـ20 % فقط»! فيرد الصحافي: «ولكنكم ستعانون من قلة الموارد حين تنتجون 20 % فقط من النفط»! فيرد اليماني قائلا: «حين نخفض الإنتاج سيشح المعروض ويرتفع سعر البرميل، الآن نحن نبيع البرميل بثلاثة دولارات، لكن في حال نقص المعروض سيرتفع السعر إلى 15 أو 20 دولارا أي أن الـ20 % ستكون أكثر فائدة لنا من الـ80 %، إنها سياسة العرض والطلب يا سيدي»! متابعة قراءة «البزازة كوندي والخياطة.. هيلاري»!
«اوباما» رجل أميركا الأضعف!!
كنت في نيويورك -قبل أيام- وسمعت العديد من الأشخاص الذين التقيت بهم ابتداء من الجرسون الذي يقدم لي فنجان القهوة في الفندق صباحًا ومرورًا بالزملاء الصحافيين عبر الهاتف او اللقاء المباشر وكلهم يكادون يجمعون على القول إن شهورًا قليلة تفصل هذا البلد «الامبراطورية» عن التخلص من «سنوات الظلام الثماني» في إشارة الي حكم الرئيس الديموقراطي «المولود في نيروبي» لأب كيني أسود وأم أميركية.. بيضاء!! ليسوا هم وحدهم في نيويورك – والأكيد في ولايات ومدن أخرى- الذين يرون أن «باراك حسين اوباما» أسوأ وأضعف رئيس في تاريخ أميركا الحديث منذ عهد «جيمي كارتر» الأسوأ والأضعف هو الآخر، والغريب أنهما ينتميان للحزب الديمقراطي .. ذاته!! أيضا يقول هؤلاء الناس في نيويورك – وعلي اختلاف طبقاتهم – إن بلدهم عطشى لرئيس جمهوري علي غرار الرئيس الراحل «رونالد ريغان» والذي يشبه عند عرب «بني عبس» – قبيلة عنتر- ذلك الخطيب الذي جاء ليخطب «عبلة بنت مالك» يقول عن نفسه إنه.. «حامي الديار اللي ماتنطفيله نار، ولاينذل له جار» !! أوباما – الرئيس الضعيف – الذي لم يستطع أن ينفذ قرارا اداريا بسيطا وهو إغلاق سجن غوانتانامو في بداية ولايته الرئاسية هو الذي ترك الشرق الاوسط دمارا بعد إعمار وأثرا بعد عين، واطلق يد «الذئب الايراني الأغبر» لتنهش في «خراف أمة العرب والمسلمين» بعد ان صار هو الراعي لتلك الذئاب، ومزق تحالفا استراتيجيا بين الإمبراطورية الأمريكية ودول الشرق الأوسط منذ نهاية الحرب العالميه الثانية!! المرشح الجمهوري الملياردير «دونالد ترامب» يطلقون عليه هنا في نيويورك لقب «المهرج» لكن هذه الشخصية الكاريكاتيرية التي يتابع الأميركيون مسلسل تصريحاتها وأفعالها وكأنهم يشاهدون «توم وجيري» او «تويتي مع القط فيلكس» هو أول من «تمسخر» على ذلك الرئيس «الكيني» الاسمر حين طالبه بإبراز شهادة ميلاده علي أراضي العم سام، دفعت بكل طاقم البيت الابيض للسفر الي جزر «هاواي» والبحث في سجلات المواليد حتي يستخرجوا نسخة من شهادة هذا الولد القادم من أصول افريقية ليحكم أرض الرجال البيض والنساء… الشقراوات!! مهرج ابيض هز اركان رئيس أسود فهل يأتي رئيس جمهوري قوي يغسل ضعف الذي سبقه؟!
***
أخر العمود
اذا مات القلب ذهبت «الرحمة»! واذا مات العقل ذهبت «الحكمة»، واذا مات «الضمير» ذهب كل.. شيء!! من أقوال حكيم مجهول!!
***
آخر كلمة
قالت زوجه لزوجها: «جارنا توفيت زوجته فبنى لها مسجدًا، وأنت لم تفعل لي شيئاً» فقال الزوج: «الأرض جاهزة، التأخير منك.. أنت»!!
نصيحة للأصدقاء بزواج.. العمياء!
هل سبق لك عزيزي الزوج أن تحدثت معك شريكة عمرك، التي يطلق عليها في دول الخليج لقب «النسرة»، وتمنيت وقتها لو أنها يمكن أن تصمت بضغطة من.. «ريموت كونترول»؟!
هل جاءك وقت تتساءل فيه – وهي مستمرة في الكلام – عن آخر مرة أصيبت فيها حرمكم المصون بالتهاب في اللوز أو الحنجرة منعها من الحديث لأسبوع على.. الأقل؟!
إذن ما رأيك لو عاد الزمن إلى الوراء سنوات طويلة والوالدة تحدثك ليل نهار عن رغبتها في «الفرحة برؤيتك عريسا وبكونها قد أصبحت جدة» فتوافق على ما تريده ست الحبايب لكنك تشترط أن تختار لك زوجة خرساء وبالتبعية ستكون صماء، وما أجملها لو كانت عمياء أيضا حتى تخرج وتدخل من البيت – ومعك من تريد – دون أن تدري هذه «العنقاء» المفترسة؟! متابعة قراءة نصيحة للأصدقاء بزواج.. العمياء!
عشقنا «التواكل» وتركنا.. «التوكل»!
في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، كنا في حفل عشاء أقامه لنا أحد السفراء العرب في الكويت جمع عددا كبيرا من السفراء الأجانب، من بينهم سفير فيتنام الذي روى لنا هذه الحكاية العجيبة التي حدثت في بلده..
لنترك السفير يتحدث ويقول: «خرجنا من حرب مدمرة مع الأميركيين الذي طحنوا الأرض والبشر والشجر والحجر، وما إن انتصرنا وطردناهم حتى التفتنا إلى كل متر في أرضنا لنزرعها ذرة وقمحا ورزا إذ لا نفط لدينا ولا غاز ولا معادن، لقد كان علينا أن نستصلح كل متر في أرضنا ملئت بالألغام وغسلت بالأسلحة الكيماوية ومنها المطر البرتقالي الذي كانت الطائرات الأميركية ترشه على البشر والمواشي والغابات. المهم نجحنا في ذلك وابتدأت سنابل القمح وسيقان الأرز وعيدان الذرة تزين حقولنا ولكن»..! ثم سكت قليلا وابتسم وأكمل: «واجهتنا مشكلة أخرى وهي.. الفئران!» متابعة قراءة عشقنا «التواكل» وتركنا.. «التوكل»!