فؤاد الهاشم

«اللي مش عاجبه .. ينتف … حواجبه»!!

بعيدًا عن السياسة وهمومها في هذا الشهر الكريم، وقع بين أيدينا كتاب بعنوان»الأمثال العامية» كتبه العلامة المحقق «أحمد تيمور باشا» أحد رجالات مصر المحروسة في العهد الملكي! تولد الأمثال الشعبية نتيجة تجارب الشعوب في حياتها اليومية فيأتي القول العامي متطابقًا مع عادات وتقاليد أي مجتمع، والطريف أن نسبة التشابه بين الأمثال الشعبية ومعانيها في معظم البلدان العربية يكاد يكون متطابقًا، مما يعني أن ما يربط هذه الشعوب بعضها ببعض ليس – فقط- الدين واللغة والحضارة، بل… وحتى الأمثال والأقوال!! سنطلعكم على شريحة منها تتميز بالطرافة من قاهره المعز تقول: «الي ياخذ المقصد بسوء نية، تركبه … جنيه» أو… «أعرج يسحب مكسح… يقول له تعال نتفسح» أو «اللي عاجبه عاجبه، واللي مش عاجبه… ينتف حواجبه»! و… «شنب ما تحته فلوس يحتاج له… موس»! و»سكران يضرب في ميت، لا الأول داري، ولا التاني حاسس بيه»! و… «ابنك علي ما تربيه، وجوزك على ما تعوديه»! و… «سيبني وروقني وخلي العفاريت… تركبني»!! و… «حبك في قلبي يا بهيه زي حب الأقرع… للكوفيه»! تسعة أعشار هذه الأقاويل لا تخرج ولا تولد من فراغ، بل من حكايا وحوادث ذات مغزى يؤرخها الناس ويخلدونها بجمل قصيرة تعتبر مرجعًا لأجيال تأتي بعدهم، وعلى سبيل المثال مقولة! «اللي اختشوا … ماتوا» وأصله أن مجموعة من النسوة كن داخل أحد الحمامات التركية القديمة والشهيرة في زمن الدولة العثمانية، حيث اعتادت النساء الاستحمام فيه أسبوعيًّا، وذات يوم شب حريق هائل بداخله فهربت بعضهن متسترات بالفوط فقط إلى الخارج ونجين من الموت، اما من «استحت وخجلت واختشت» من أن تخرج بالفوطة إلى الشارع فقد ماتت محترقة و… مشوية!! وآخر يقول: «احنا دافنينه… سوا» وأصله أن رجلاً مع صديقه ضاقت بهما سبل العيش وأحاط بهما الفقر، ففكرا في خطه شيطانية للحصول علة المال، فجاءا بحمار ودفناه في قبر وأقاما عليه ضريحًا وغطياه بالأقمشة وادعيا أنه لأحد أولياء الله الصالحين، فصار العامة من الناس يزورونه ويتبركون به ويقدمونه له القرابين!! وذات يوم طمع أحد الرجلين بتلك العطايا فسرقها فعلم صاحبه فهدده بأنه سيدعو عليه «صاحب المقام» لتحل عليه لعنته، فرد الأول ضاحكًا:… «إحنا دافنينه… سوا»!! ومثل شعبي طريف آخر يقول: «دخول الحمام مش زي… خروجه»، أن رجلاً كان يملك حمامًا تركيًّا للرجال، لكن العمل كان قليلاً والمردود المالي شحيحًا فتفتق ذهنه عن فكرة وهي أن يدعو الرجال للاستحمام بالمجان فتهافت عليه المئات، وبعد أن يخلعوا ملابسهم كان يأخذها ويخفيها، وبعد أن ينتهي أصحابها من الحمام ويبحثون عنها فلا يجدونها فيخبرهم أنها محجوزة لديه، ومن يريد استرجاعها عليه أن يدفع ثمن الاستحمام! فلما قيل له: إنك دعوت الناس للدخول بالمجان كان يرد عليهم قائلاً «دخول الحمام مش زي خروجه»!! كذلك هناك أمثال عجيبة ليس لها تفسير عقلاني أو منطقي مثل: «الي تتجوز يوم الأربع… علي بيت أبوها ترجع»! و»الي تتجوز يوم الحد… مايعلاش عليها حد»!! و… «الي حماتها تحبها… الشمس تطلع لها»!و… الي راسها بتوجعها… صيت ابوها ينفعها»! و… «بوس ايد حماتك ولاتبوس ايد … مراتك»! و… جت العازبه تبكي … لقت المتجوزه بتبكي» وأخيرًا – وليس آخرًا – حطي جوزك فوق السطوح… إن كان فيه خير ما يروح»!! متابعة قراءة «اللي مش عاجبه .. ينتف … حواجبه»!!

فؤاد الهاشم

«الجبرتي» سماها «الأضاحيك» وفي زمننا صار اسمها… النكات!!

«الجبــــــرتـــي» يسميـــــهـــا… «الأضاحيك». وتعني الآن بمفهوم أهل القرن الحالي «النكات» التي بدأت باختراعها شعوب الأرض قاطبة كفاكهة أثناء جلسات السمر والفرفشة وانتهت عند العديد من الناس – خصوصا العربية والإسلامية – الى سلاح فتاك يرعب الحاكم الظالم! الألماني لا يضحك علي نكته مصرية والايطالي لا يفهم النكتة العراقية، والسويسري سيحتاج الى وسيط يشرح له معني النكته السورية… والعكس صحيح بالطبع!!
روى لي زميل مصري هذه الحادثة الطريفة ويقول: كنت طالبا ادرس في فرنسا في الستينات من القرن الماضي، وحدث انني دخلت الى مسرح لمشاهدة مسرحية كوميدية أو هكذا قيل لي – حين ظهر الممثل على الخشبة مدير عمله يسأله: لماذا تأخرت عن الحضور اليوم؟ فيرد الموظف: كنت اشعر ببعض ارتفاع في درجة حرارتي وسخونة في أطرافي – فرد المدير: ولماذا لم تتصل بنا هاتفيا وتبلغنا عن ذلك؟ فقال الموظف: سيادة المدير ليس لدي هاتف في البيت!! وهنا – والكلام للزميل المصري – ضج المسرح من الضحك؛ لأن مسألة عدم وجود هاتف في شقة في فرنسا أمر نادر جدا، بينما في مصر كان شيئا عاديا لا يضحك علي عدم وجوده… أحد!! وقف المنولوجست المصري الشهير أحمد غانم كعادته كل ليله على احد مسارح القاهرة زمن عبدالناصر ووقتها كان الشارع المصري يعاني من «أزمة رز»، فروي نكته تقول: «واحد كان عايز يشتري رز في القاهره مالقاش ولا حبه، صاحبه قاله ان الرز في إسكندريه، ركب القطار وسأله الكمسري: انت عايز تروح إسكندريه ليه؟ فقال: عشان اشتري رز». وعند وصولهم الى طنطا التي تبعد مئة كيلومتر عن الاسكندرية طلب منه الكمسري ان ينزل فيها فاستغرب الراكب، قائلا إنه لا يريد طنطا، فقال الكمسري: «انت مش عايز تشتري رز؟ إنزل هنا، الطابور يبتدي من… طنطا وآخره في إسكندريه!!. هذه النكتة تألم منها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كثيرا وأوعز الى وزير التموين باستيراد آلاف الأطنان من الرز حتى تختفي تلك… النكتة المؤلمة!! متابعة قراءة «الجبرتي» سماها «الأضاحيك» وفي زمننا صار اسمها… النكات!!

فؤاد الهاشم

«هل أنا… منحرف»؟!

فؤاد الهاشم.. «أنت رجل منحرف»!! سمعت هذه الجملة من أكثر من صديق، لكن.. متى يقولونها لي؟! حين يوجه لي – أحدهم – الدعوة لارتياد ديوانيته مساء كل يوم، ويصر آخر على ان أطل بوجهي على ديوانيته.. الأسبوعية، وعندما يأتي جوابي – القاطع والحاسم – بأنني لست من رواد الدواوين ولا أحب ارتيادها بصورة روتينية، يكون جوابهم السابق ذكره في أول هذا.. المقال!! أرد عليهم – أيضا- بأنني «منحرف» فيما يتعلق بمباريات كرة القدم ومشاهدتها، سواء في التلفزيون – منقولة على الهواء او مسجلة- او التوجه إلى ساحات الملاعب والجلوس لثلاث ساعات حتى «أخرج» وأهتف وأشتم الحكام، لأن آخر مباراة شاهدتها كانت في سنة 1970 – وأنا في الثامنة عشرة من عمري – وقد وقعت ضحية مقلب من أحد الاصدقاء حتي يجعلني أوافق على الذهاب معه- عندما أخبرني بأننا في طريقنا لمشاهدة فريق أولمبي نسائي في الجمباز قادم من الصين.. الشعبية!! متابعة قراءة «هل أنا… منحرف»؟!

فؤاد الهاشم

حكاية رجل اسمه.. «أبوصالح»!!

يقولون -في الأمثال الدارجة عند العرب والعاربة والمستعربة – إن «النسيان نعمة»! فهل هذا صحيح؟! باختصار شديد نقول: «نعم النسيان نعمة» إذ لك أن تتخيل لو أن الأحداث المؤلمة التي تمر بحياتنا منذ عهد الصبا إلى الشيخوخة لاننسى بعض آلامها وتظل تلازمنا بنفس قوة بداياتها، فكيف سيكون شكل الحياة وقسوة أيامها؟!! المشكلة أن الناس -عادة- ما ينسون أو يتناسون أحداثًا هامة وصادمة ويتذكرون أمورًا أصغر من جناح بعوضة لأسباب مجهولة لايعرفها إنسان، ولم يصل اليها العلم بعد في دراساته لكشف خبايا أدمغة البشر! تريدون دليلا على ما أقول؟ خذوا عندكم هذه الحكاية الحقيقية التي وقعت أحداثها في إحدى القرى النائية والصغيرة في فلسطين أيام الانتداب البريطاني عليها، وقبل قيام دولة إسرائيل، والتي رواها لي عجوز فلسطيني كان يعمل في وزارة الصحة الكويتية منذ الخمسينات من القرن الماضي حتى وافاه الأجل قبل سنوات قليلة! في قرية صغيرة ضمن مدينة «نابلس» اعتاد بعض رجالاتها الجلوس في ديوان المختار للحديث في شؤون وشجون قريتهم وأهلها، ويتخلل ذلك بعض المزاح وإلقاء النكات والتندر على فلان وفلان، سواء من السياسيين العرب أو الإنجليز، وكان من ضمن الحضور صاحب فرن يدعى «أبوصالح» في الثلاثينات من عمره، لايقرأ ولايكتب، لكنه يحب مجالسة الكبار، عله يسمع جملة تنفعه أو كلمة تفيده!! ذات يوم، كان «أبوصالح» جالسًا في ديوان المختار مع الكبار كعادته، ألقى أحدهم نكتة فضحك عليها الجميع، إلا أن ضحك «أبوصالح» كان مضاعفًا ومبالغًا فيه فلم يشعر إلا وقد «تبول في ثيابه»، وحين لاحظ الجالس بقربه ذلك، فضحه وهو يضحك- وصار يصرخ ويقول للحاضرين: «أبوصالح بال على حاله»!! وخرج المسكين، وهو يركض خجلا من ديوان المختار، وما هي إلا سويعات حتى كانت كل القرية تضحك – رجالا ونساء وأطفالا- وكلهم يقولون «أبوصالح بال على… حاله»!! لم يتحمل «أبوصالح» كل هذه البهذلة، وقرر الهجرة إلى أرض الله الواسعة، وقتها كان العديد من أهل فلسطين يغتربون إلى أميركا الشمالية والجنوبية، وبعضهم إلى الدول العربية وأفريقيا، و.. هكذا كان!! هاجر «أبوصالح» تاركًا خلفه قريته التي فضحته. متابعة قراءة حكاية رجل اسمه.. «أبوصالح»!!

فؤاد الهاشم

العرب والفرس: بين السوار «والبغلة»!!

في بداية الثمانينات ومع نشوء ما سمي وقتها بـ«الصحوة الإسلامية المباركة»، وحتى نكون أكثر دقة في الوصف «الصحوة الإسلامية السنية المباركة»، والتي كانت نائمة ويسمع صوت شخيرها الإنس والجن، حتى استيقظت على صوت محركات طائرة البوينغ 707 التي تحمل شعار الخطوط الجوية الفرنسية، وهي تهبط في مطار «مهرباد» بوسط العاصمة طهران حاملة على متنها أول من أشعل ثورة بأشرطة الكاسيت.
وأول من أسقط إمبراطورًا، وأول ثائر يحتضنه الغرب في «نوفيل-لو-شاتو» بإحدى ضواحي باريس، وهو الإمام الراحل آية الله روح الله الخميني، والرجل الذي وصفه الكاتب المصري محمد حسنين هيكل بـ»رصاصة انطلقت من القرن السابع واستقرت في خاصرة القرن العشرين». متابعة قراءة العرب والفرس: بين السوار «والبغلة»!!

فؤاد الهاشم

«يارب… إبليس ولا… إدريس»!!

اسمها الدكتورة «لميس جابر» وهي كاتبة وأديبة مصرية مسيحية وكذلك طبيبة تزوجت من الطبيب والممثل «يحيى الفخراني» حيث تعرفا على بعضهما خلال الدراسة في كلية الطب جامعة القاهرة في نهاية الستينات وبداية السبعينات! كانت طالبة «يسارية» هي وزوجها «يحيى» وتعرضا لملاحقة الشرطة – آنذاك- والتحقيق والسجن.. إلى آخره! تشربت أفكار ثورة 23 يوليو عام 1952 وشحنها النظام – كما تشحن كل العقول في ذلك الزمن – بالكراهية لمرحلة الملكية وقد اعترفت بذلك – معتذرة عن تلك المرحلة التي مرت بحياتها – عبر لقاء تلفزيوني بث قبل بضع سنوات وبعد نجاح مسلسلها الرائع الذي كتبته، وهو بعنوان «الملك فاروق» ولاقى رواجًا غير عادي في الوطن العربي! تقول الدكتورة «لميس» إنها – وخلال بحثها في بطون الكتب والاستماع إلى شهادات العجائز من السياسيين وغيرهم ممن عاصروا فترة الملك فاروق – وجدت أن أفكارها القديمة ضد ذلك النظام كانت خاطئة بنسبة مائوة بالمائة، وأن إعلام الثورة المضاد.. غرر بها وأخفى عنها حقائق كثيرة!! من تلك الأكاذيب التي قرأتها – أنا شخصيًا – قبل أكثر من أربعين سنة وجعلتني -أيضًا- أكره الملك فاروق رواية تقول إنه نزل من قطاره الملكي – ذات يوم- فوجد فلاحًا قرب المحطة يطعم جاموسته فسأله عن أحلامه فقال الرجل: «أتمنى أن يرزقني الله بجاموسة، فهذه التي تراها يامولاي ليست لي بل أنا قائم على رعايتها ويملكها الباشا الذي أسكن في أرضه» رد عليه الملك فاروق قائلا: «قل يارب العالمين ارزقني جاموسة» فرفع الفلاح رأسه إلى السماء داعيًا ربه أن «يرزقه بالجاموسة»، وهنا أخذ الملك ينظر في ساعته لأكثر من خمس دقائق، ثم قال للفلاح: «انظر، لقد مرت خمس دقائق ولم يستجب لك الرحمن، فقل يا فاروق ارزقني جاموسة» فكرر الفلاح جملة الملك، وهنا أمر جلالته بأن يمنح الرجل جاموسة على الفور!! نجح نظام الثورة العسكرية في عام 1952 أن يهز صورة الملك ونظامه عن طريق استخدام الدين في مجتمع متدين نصفه جاهل وأمي، فنجح في.. مسعاه!! في عام 1965، خرجت مظاهرة في ليبيا وسط العاصمة طرابلس أمام قصر الملك «إدريس السنوسي» وأخذت تهتف ضده قائلا: «يارب… إبليس ولا ادريس»، فخرج الملك الحكيم إلى شرفة القصر وأمام المتظاهرين الغاضبين رفع كلتا يديه إلى السماء داعيًا وقائلا: «يارب… استجب لهم»! فذهب «ادريس» العاقل وجاء «ابليس القذافي»!! في العراق- زمن الملكية – كان أول دولة في المنطقة أدخل الهاتف الي المنازل في الثلاثينات من القرن الماضي وفي الوقت الذي انشأ النظام الملكي كليات الطب والهندسة والصيدلة وأوفد البعثات الطلابية للخارج للدراسة، جاء النظام الجمهوري البعثي بالكيماوي المزدوج «وغاز الخردل» وإرسال فرق الاغتيال الي لندن لقتل «عبدالرزاق النايف» وبيروت لذبح «طالب السهيل» وإلى الكويت لسحق «حردان التكريتي».. و هلمَّ جرّا، المصريون يحنون إلى زمن الملكية والليبيون سارعوا الي إخراج «العلم الملكي الليبي» من تحت البلاط في الدقائق الأولى لبدء عصيانهم على القذافي وثورته!! العراقيون اشتموا رائحة العز حين ظهر آخر سلالة الأسرة الهاشمية في العراق، وهو الأمير»الحسين بن علي» وهو يقف مع «بول بريمر» أول حاكم اميركي لهذا البلد المنحوس عقب سقوط بغداد! لقد اعتقدوا – ولو للحظات – أن الاستقرار سيعود الي بلدهم حين تعود الملكية إليهم!! بعد أكثر من 60 سنة على أول انقلاب في العالم العربي وهو انقلاب «حسني الزعيم» في سوريا عام 1949 وحين قال له رفاقه: «لقد فتحت لنا ياحسني بابًا في العالم العربي لن ينغلق.. أبدا» ها هي أوطان العربان «الجمهورية» تتمزق إلى «جدائل وخيوط» في حين أن الانظمة الملكية تنعم شعوبها بالأمن والاستقرار، لكن الانسان – بطبعه – غرور!! يقول الباري عز وجل: «إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان، إنه كان ظلوما جهولا» صدق الله العظيم.

***

آخر العمود:
قال أبو «عبدة»: أجريت الخيل في الحلبة فجاء فرس من الخيل سابقا فجعل رجل من النظارة يكثر الفرح ويصفق فسأله رجل إلى جانبه: «هل الفرس … لك»؟ فأجاب: «لا… ولكن اللجام لي»!!

***

آخر كلمة:
لاتركنن إلى من لا وفاء له
فالذئب من طبعه إنْ يقتدرْ يَثِبِ!!

فؤاد الهاشم

من «فؤاد» إلى «شعفاط» يا قلبي لاتحزن!!

في عام 1970 -وتحديدا بآواخر شهر أيلول «سبتمبر»- وفي عز الصراع الدموي في العاصمة الاردنية عمان ومنظمة التحرير الفلسطينية كان اجتماع القاهرة الذي بادر بطلب عقده الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر» لوقف نزيف الدم بين الجيش الأردني وحركة «فتح» المكون الرئيسي لمنظمة التحرير وبحضور الملك حسين وعرفات و.. القذافي!! في ذلك الاجتماع اشتد الجدل بين «القذافي» المندفع وبين الملك حسين «الهادئ» والذي زاد هدوؤه من نرفزة وعصبية زعيم الثورة الليبية، ولانه كان – وقتها- «رئيس مجلس قيادة الثورة» فقد ارتدي البدلة العسكرية بحزام مسدسه، فما كان منه إلا ان مد يده إلى قبضة سلاحه عازمًا إخراجه وإطلاق النار على الملك الاردني، لولا إن امتدت يد عبدالناصر وأمسكت بيد صاحب الكتاب.. الأخضر وملك ملوك أفريقيا. بعد ذلك بعشرين سنة!! في عام 1990، وخلال الشهر ذاته «أيلول – سبتمبر»، وصل الي طرابلس -الغرب» وفد شعبي كويتي كان يلف الوطن العربي باحثا عن صدور حانية ليذرفوا عليها دموع وطننا المحتل من «الشقيق العربي» المناضل صاحب البوابة الشرقية صاحب قادسية صدام المجيدة، قائد حزب البعث العربي الاشتراكي، مرعب الفرس المجوس وقاتل صهريه -فيما بعد- نائب الرفيق المؤسس ميشيل عفلق، سيادة الرئيس القائد صدام حسين التكريتي «حفظه الله ورعاه»! زار الوفد المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا وحان دور لقاء «مفجر ثورة الفاتح من سبتمبر عام 1969» العقيد معمر أبومنيار القذافي!! وصلت سيارات إدارة البروتوكول الليبي الي مطار العاصمة؟ حيث أقلت الوفد الكويتي عدة سيارات دفع رباعي اتجهت في موكب مهيب الي عمق الصحراء ولأكثر من ساعة ونصف الساعة مما دفع بأحد أعضاء الوفد ليقول لصاحبة في السيارة: «يبدو أننا سنلحق بالإمام موسى الصدر ورفيقيه» في إشارة الي الزعيم الشيعي «موسى الصدر» الذي اختفى من على وجه الأرض بعد تلقيه دعوة لزيارة الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى في عام 1978 قادمًا من العاصمة اللبنانية بيروت وبرفقته اثنان من الصحافيين اللبنانيين بعد ساعات قليلة على لقائه مع القذافي في خيمته وحدوث جدل بينهما انتهى بـ«انقراض الضيوف الثلاثة» الى.. الأبد. المهم وصل الوفد الي خيمة «القذافي» الذي استقبلهم بحفاوة بالغة وتحدث معهم بلطف زائد، ربما تعاطفًا مع الشعب «اللاجي» – رقم 2- في أمة العرب بعد الشعب الفلسطيني!!أحد اعضاء الوفد الكويتي ربما كانت لديه ذاكرة قوية أو مهتما بتفاصيل أحداث القمم العربية، فما كان منه الا أن قال للقذافي: «سيادة العقيد.. لقد صدمنا بموقف الأردن والملك حسين من قضية غزو الكويت، ولم نكن نفكر للحظة واحدة أن هذا البلد الذي يعيش نصف مليون إنسان من حملة جوازات سفره على أرضنا بأمن وسلام ينحاز مع القاتل ضدالقتيل ، ومع المجرم ضد البري»!! متابعة قراءة من «فؤاد» إلى «شعفاط» يا قلبي لاتحزن!!

فؤاد الهاشم

إزالة الغم بـ«شم الدم»!

من غرائب وعجائب الرسائل التي تصل إلى الجرائد اليومية – وتحديدا للصفحات الدينية طوال العام وبكثافة أكبر من شهر رمضان – واحدة من مواطن خليجي يروي فيها حادثة من هذا النوع تابعوها معه لحظة بلحظة وهو يقول: «أحبتني وأحببتها لكنها من قبيلة غير قبيلتي، والدتي وشقيقاتي وبقية عائلتي اعتبروها لا تصلح لي، اعترض الجميع لكنني تحديتهم جميعا.. وتزوجتها، مر عام وتلاه ثانٍ ثم ثالث، المقاطعة العائلية لي مستمرة، لا والدتي تريد رؤيتها أو رؤية ولدي منها، وكذلك الشقيقات والعمات، وإن سألمتوني لماذا الإناث في الأسرة هن المعترضات أقول إنها عقلية النساء؛ لأن رجال العائلة وافقوا على زواجي بعد الإنجاب وباركوه! متابعة قراءة إزالة الغم بـ«شم الدم»!

فؤاد الهاشم

البحرين.. الملك رأسها وخليفة… قلبها!!

«إن جلالة ملك البحرين المفدى هو رأس البلد، وإن سمو الأمير خليفة رئيس الوزراء هو.. قلبها»!! هذا ما وجدته بنفسي في كل مرة أصل فيها إلى هذه العاصمة الخليجية الصغيرة والجميلة إما جوًا عبر المطار أو برًا عبر الجسر متابعة قراءة البحرين.. الملك رأسها وخليفة… قلبها!!

فؤاد الهاشم

«بساط الريح» بين «فريد و… معمر»!!

الكثير من الناس – في العالم العربي – يعرفون غرائب طباع ديكتاتور ليبيا الراحل«معمر القذافي» وسلوكياته العجيبه منها- على سبيل المثال لاالحصر- حين ارتدى قفازات بيضاء وحضر إلى قمة عربية عقدت في القاهرة وجاءها عن طريق البر بسيارة «كاديلاك – ليموزين» من طرابلس إبان الحظر المفروض على بلدة في ذلك الزمن عقب كارثة طائرة «بان- أميركان» التي أسقطت فوق بلدة «لوكيربي» الاسكتلندية، وحين سأله الصحافيون عن سر هذه القفازات البيضاء قال: «حتى لاتلامس يدي أيدي الزعماء العرب حين مصافحتهم ممن التقوا وصافحوا قيادات.. إسرائيلية»!! ومثل هذه المواقف السياسية الطريفة الشيء الكثير لسنا الآن بصدد سردها فهي بحاجة إلى كتاب قد تصل عدد صفحاته إلى 300 صفحة من الحجم المتوسط!! لكن هناك واحدة قد لايعرف بها أناس أكثر من الذين يعلمون عن نوادره السياسية وهي نادرة «غنائية» بطلها الموسيقار الراحل «فريد الاطرش» رحمه الله رحمة واسعة!! كيف ولماذا وما هي؟! صلوا علي النبي المصطفى واسمعوا الحكاية! في عام 1972، وخلال عز خلافه مع الرئيس المصري الراحل «أنور السادات» لم يترك القذافي مسألة إلا ونبش فيها حتى لم يبقَ إلا حكاية.. فريد الأطرش!! ما الذي أغضب زعيم «الفاتح من سبتمبر» من ذلك المطرب المبدع والموسيقار الخلاق الذي مازالت أغانيه والحانه تطربنا وتعيش في آذاننا وعقولنا وأحاسيسنا منذ وفاته عام 1974 وحتي يومنا هذا دون أن ننساها؟! متابعة قراءة «بساط الريح» بين «فريد و… معمر»!!