ارتبط اسم «نعمت» – في السينما المصرية – بالفنانة الكبيرة وسيدة الشاشة العربية «فاتن حمامة» ، فهي «نعمت» في فيلم «اليتيمتان»، وهي «نعمت» في فيلم «أفواه وأرانب» وهي «نعمت» في فيلم «أنا بنت ناس» و.. عشرات الافلام غيرها!! ليس هذا فحسب، بل ارتبط الاسم ذاته مع ممثلات أخريات مثل هند رستم وزهرة العلا وزيزي البدراوي – كل واحدة في فيلم مختلف – إلى درجة أن هذا الاسم ارتبط بأذهان المشاهدين على مدى أكثر من نصف قرن بشخصية «الفتاة المسكينة» التي يتزوج والدها بغير والدتها، ثم تقترن هذه الأخيره برجل آخر فتخرج الي الشارع وهي تبكي وبعدها.. تغني.. «أنا بنت ناس.. ياناس»!! أو شخصية «البنت الصغيرة» التي تتربى في ملجأ ثم تعمل كخادمة وتمر السنوات حتى تجد نفسها أمام سيارة تصدمها ويقودها شاب وسيم تكتشف أنه شقيقها بالرضاعة.. وهلم جرّا!! طلبت من أحد الزملاء العاملين في مجله فنية مصرية أن يسأل سيدة الشاشة العربية – بالهاتف لأنها لاتحب اللقاءات الصحافية المباشرة – «ماحكاية هذا.. الاسم»؟! يقول الزميل إنها .. «ضحكت كثيرًا للسؤال وقالت إنه اسم شعبي قديم يكثر استخدامه في أوساط الفقراء، ولايمكن للمشاهد أن يتقبل رؤية شخصية بائسة وفقيرة على الشاشة تتقاذفها الكوارث والأزمات الاجتماعية والنفسية ويكون اسمها.. رشا أو مروة أو باكينام»!! انتهى جواب فاتن حمامة!! هناك – أيضا جانب ذكوري في الموضوع ذاته، اذ يصر الفنان الراحل «يحيى شاهين» على أن يكون اسمه «مراد» في كل أفلامه – أو معظمها على الأقل – وكذلك يكون اسم الفنان فاروق الفيشاوي وفي العديد من الأفلام هو«عمر»، وبالطبع، كلنا يعرف إن الموسيقار الراحل «فريد الأطرش» كان يشترط على منتجي أفلامه أن يكون إسمه إما «وحيد» أو .. «فريد»، وقد استمر على هذا النهج لأكثر من أربعين عامًا، ولم يحد عنه إلا في فيلم «نغم في حياتي»- وهو بالمناسبة آخر افلامه إذ توفي قبل أن يتم عرضه في دور العرض – وكان اسمه «ممدوح» وقد شاركته البطولة الفنانة «القيمر» ميرفت أمين!! الفنان الكبير «أحمد رمزي» – أيضا- سار علي النهج ذاته ومعظم أفلامه يكون اسمه فيها إما «رمزي» أو «مدحت» علي اعتبار أن شكله ووسامته ورشاقته لاتليق بأسماء مثل «بسطويسي» أو «عتره»،أو «زينهم» أو «كرشة»!! نجومنا المحليون ساروا على نهج مختلف قليلا، فالفنان الكبير «سعد الفرج» والفنان الكبير «عبدالحسين عبدالرضا» قاما بدوريهما في مسلسل «درب الزلق» باسميهما الحقيقيين «سعد» و«حسين»، وكذلك في عدد من المسرحيات المشتركه بينهما، لكن الأهم من ذلك كله أن ملايين المشاهدين العرب قد استمتعوا بهؤلاء النجوم العمالقة بغض النظر عن أسمائهم التي.. ظهروا بها!! «نعمت» مازالت تعيش بداخل رجال زمن الماضي الجميل و«رمزي» مازال في وجدان نساء الماضي.. الغابر!
التصنيف: فؤاد الهاشم - «علامة تعجب»!
«من الإنجليز إلى…كامب ديفيد»!
قال أمين عام الامم المتحدة الأسبق الدكتور المصري «بطرس غالي» -الذي كان وزيرا للخارجية أيام الراحل أنور السادات وكان له دور أساسي ورئيسي في مفاوضات «كامب ديفيد» – خلال لقاء تلفزيوني مطول إن ..«العرب اعتادوا علي إلقاء اللوم علي الإنجليز في كل فشل يصادفونه ،فالانقلابات العسكرية التي يفاجئون بها شعوبهم في الساعات المبكرة من الفجر هي سبب مؤامرات الإنجليز علي الوطن ومقدرات الأمم «الحروب الأهلية والأزمات السياسية والكوارث الاجتماعية والتقسيمات الجغرافية التي تطال بلدانهم ومقدراتهم إنما هي من افعال الإنجليز ! ثم ..دارت الايام وجاء السادات باتفاقية «كامب ديفيد» التي أعادت صحراء سيناء الي الوطن الام وأوقفت نزيف الدم والاقتصاد في مصر ليبدأ العرب -كل العرب – بإلغاء كل أزماتهم علي «كامب ديفيد» ! اتفاق أوسلو كان سببه «كامب ديفيد» تقسيم السودان خلفه «كامب ديفيد » الصراع المغاربي وراءه ..كامب ديفيد!! «البوليساريو» ،إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر … الي آخره!! كل ذلك ألقي فوق كاهل الرئيس المصري الراحل «أنور السادات»!! متابعة قراءة «من الإنجليز إلى…كامب ديفيد»!
من شابه «أخاه» و«أباه» ..فما ظلم!
كان وقتا لا ملامح له حين وقعت ثلاثة أو أربعة انفجارات في مناطق متعددة ومختلفة في الكويت بعضها كان في وقت واحد مثل مصفاة الشعيبة – محطة التحويل الكهربائي على الدائري الخامس ,المقاهي الشعبية – ميناء عبد الله في منتصف ذلك العام 1985 والذي كان أيضا بلا ملامح ولا تضاريس ! يقول أحد كبار الإداريين في الديوان الأميري: «كان الراحل الكبير الشيخ جابر الأحمد يستقبل شخصية أجنبية جاءته برسالة من رئيس دولتها عندما أبلغوني بضرورة إيصال خبر هذه التفجيرات المتلاحقة لسمو الأمير دخلت عليه بخلاف ما يقتضيه البروتوكول إذ إن بمعيته ضيف ولكن للضرورة أحكام ووجدتها أكثر من ضرورة أن أبلغ صاحب السمو بهذه الأحداث الجسام التي أصابت الكويت خلال ساعات ..معدودة! التفت باتجاهي الأمير الراحل وسألني باهتمام عن الموضوع فارتأيت أن أهمس بأذنه حتى لا يسمع الضيف وأخبرته بحدوث التفجيرات»!!
يكمل الإداري الكبير في ديوان الأمير الراحل حديثه قائلا:«توقعت أن يقوم من مقعده ويجري اتصالات هاتفية أو يأمر باستدعاء وزير الداخلية أو وزير الدفاع أو رئيس الوزراء أو يطلب مني أن أقوم بتوصيل أوامر ما لأي مسؤول في الدولة لمواجهة ما حدث أو .. أو.. لكن شيئا من هذا لم يحدث واستمر صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد في جلسته وحديثه مع الضيف وكأن شيئا لم يقع …مطلقا!! بعد حوالي نصف ساعة انتهى اللقاء وودعه سموه إلى باب القاعة ثم عاد إلى مكتبه وتحدث عبر الهاتف وطلب تفاصيل عن تلك الحوادث وقد ظهرت نبرات صوته هادئة وواثقة وبعدها أعطاني حزمة من الاوامر لإيصالها كل في اختصاصه »!! متابعة قراءة من شابه «أخاه» و«أباه» ..فما ظلم!
من الطرب والرقص إلى الجبنة واللبنة
في عام 1970، وفي أواخر حياة الفنان الكوميدي الراحل إسماعيل ياسين، وأثناء عمله في العاصمة اللبنانية بيروت، شاهد امرأة عجوزا تضع شالا أسود علي رأسها تشرب فنجانا من القهوة وتشد أنفاسا متعددة من «الشيشة»، فلما اقترب منها وتفحص ملامحها اكتشف أنها «ملكة المسارح» و«ملكة الليل» و«ملكة الكباريهات» في شارع الفن والغناء والطرب المسمى بـ«عماد الدين» وسط القاهرة خلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي. متابعة قراءة من الطرب والرقص إلى الجبنة واللبنة
تبدأ بـ«ثائر» وتنتهي بـ«ثور»!
قبل حوالي ست – أو سبع سنوات – جاءتني مكالمة هاتفية من رجل أعمال كويتي ملياردير صديق احتوت على طلب عجيب وغريب ومضحك منه!! ماذا يريد؟! أخبرني بأنه تقدم برخصة لـ «القنص» في صحاري الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن سفيرهم في الكويت تمنى على الصديق – عاشق «القنص» – أن يتدبر عشاء عمل يجمعنا فيه نحن الثلاثة! أنا وسعادة السفير والملياردير! وافقت.. وجاء الرجل ودار حديث طويل قبل العشاء وخلاله وبعده سنجد وقتا لنشره قريبا، لكن إحدى أهم فقراته حين اشتكى سعادته من «تضارب الأوامر التي تصل إلى سفارته من مكتب المرشد العام للثورة مع أوامر أخرى تصل من وزارة الخارجية، وإنه – في أحيان كثيرة يحتار في تنفيذ تعليمات الأول أم..الثانية»!! قبل تلك العزومة الغريبة بنحو سبع سنوات أخرى، كان وزير الإعلام في الكويت هو الصديق المرحوم الشيخ سعود الناصر الصباح، والذي شغل منصب السفير خلال الغزو العراقي في واشنطن، وفي مساء «أغبر» جاءني اتصال من شخص يتكلم العربية «بلكنة فارسية قائلا إنه… «الملحق الإعلامي الجديد» في سفارة الجمهورية الإسلامية ويطلب موعدا عاجلا للقاء في مكتبي… بالجريدة!! تم تحديد الموعد في الثامنة من مساء اليوم التالي، فجاء الرجل، في أواسط الثلاثينات من عمره، الذقن الإيراني «المعروف»، مع بنطال رمادي وقميص أبيض وشعر منكوش، حاملا حقيبة صغيرة أخرج منها أوراق وقلما، ثم وضع ساقا على ساق وابتدأ حديثه معي قائلا بلغة عربية تكسرت أضلعها واحدا تلو الآخر «أنت ليش يسوي علاقات مو زينة بين شعب كويت وشعب إيران في كتابات مال.. إنت»؟! ضحك كثيرا عندما طلبت منه أن نتحدث باللغة الإنجليزية حتى يفهمني وأفهمه وفوجئت حين أبلغني بأن «إنجليزيته» مثل… «ألمانيتي» التي لا أعرف منها حرفا… فقررنا الاستمرار والتواصل بلغة… «خادمات البيوت مع المعزبات»! رددت على سؤاله بسؤال قائلا له «معلوماتي ان وزير الإعلام المسؤول عن ما يكتب في جرائد الكويت هو الشيخ سعود الناصر، فهل أصبحت وزيرا للإعلام عندنا… واحنا ما ندري»؟! متابعة قراءة تبدأ بـ«ثائر» وتنتهي بـ«ثور»!
موسيقى الجنازة ما زالت.. مستمرة !
نكتة عراقية شهيرة ظهرت عقب تحرير الكويت أو ما أطلق عليها من قبل «القائد العربي الماجد صدام حسين التكريتي» بـ«حرب أم المعارك الخالدة» تقول إن رجلا عجوزا كان يسير مترنحا في شارع «السعدون» بوسط العاصمة بغداد وبملابس رثة وذقن طويلة وجسد لم يلامسه الماء والصابون منذ شهور وهو يصرخ بصوت عالي:«الله يساعد أميركا .. الله يساعد أميركا.. الله يساعد الأميركان»!،وخلال دقائق طوقه رجال المخابرات والأمن والمباحث واقتادوه للتحقيق معه فسألوه ماذا تقصد بهذا الدعاء ..الله يساعد أميركا والله يساعد الأميركان؟!! فقال «إذا احنا الراديو مالنا يقول إننا انتصرنا بالحرب وهذا الحال العراق المدمر وحال الشعب الطايح حظه «هسع» شلون حال أميركا المنهزمة هي و.. شعبها »؟!.
خاضت «غزة» على ما أذكر ثلاثة حروب مع إسرائيل أخرها منذ شهور قليلة وكلها كان «النصر من حليف المجاهدين وحركة حماس البطلة التي سطرت بدماء الشهداء أروع الملاحم وردت كيد العدو الصهيوني إلى نحره وفقعت مرارة صهاينة العرب الجدد الذين ما انفكوا يتآمرون على شعبنا الصامد ويتاجرون برايات جهادنا .. والسح الدح أمبو..إدي الواد لأبوه ..ياعيني .. إلى أخره »!!.
حزب الله اللبناني قال إنه انتصر في حرب 2006 وقبله صدام حسين أعلن انتصاره في تاريخ 8/8/1988 ضد إيران وفي نفس الوقت أعلنت طهران انتصارها هي الأخرى على العراق في الحرب ذاتها !! لم تفقد العراق شبرا واحد من أراضيها في تلك الحرب التي استمرت ثماني سنوات ولم تخسر إيران حبة رمل واحدة طيلة المدة ذاتها !! بقي الملالي في الحكم وبقي صدام في الحكم إذن من الذي انتصر ومن الذي .. انهزم؟! إسرائيل هي الأخرى لم تخسر مترا من أراضيها ولبنان لم تخسر شبرا من حدودها .. تل أبيب خسرت 88 قتيلا معظمهم من عرب 1948 النصارى وقلة من المسلمين والبقية من اليهود !لبنان خسر ثلاثة آلاف قتيل وأربعة مليارات تكلفة إعادة الإعمار !لجنة تحقيق في دولة «الكيان الصهيوني أخرجت رئيس وزراء وطردت وزير دفاع وعنفت وانتقدت رئيس الأركان أما في لبنان فمن يجرؤ على التحقيق مع «سماحة السيد» ومن يملك السلطة على محاسبة العمامة السوداء ومن لديه بقايا شجاعة غابرة أكل الدهر عليها وشرب ليسأل عن أسباب ما حدث حتى لو اعترف «سماحة السيد» ذاته بخطئه حين قال :«لو كنت أعرف إن هذه هي ردة الفعل الإسرائيلية العنيفة ضدنا على خطف الجنديين لما خطفناهما» !! ومع ذلك أعلن الجهاز الإعلامي والصحافي والسياسي والحزبي في الحزب قائلين بصوت واحد :«انتصرنا على الكيان الصهيوني » فإن كان هذا هو حال لبنان واللبنانيين في النصر فما هو حال الإسرائيليين وهم يغوصون في الهزيمة ؟!
قبل حوالي خمسين سنة ظهر الموسيقار الكبير «محمد عبد الوهاب» وهو يقود الاوركسترا المكونة من مائة عازف لنسمع أغنية مازال طعمها «اللذيذ » يرن في آذان الملايين من العرب خرجت من حناجر «عبد الحليم»و«صباح» و«فايدة كامل» و«شادية» و«وردة الجزائرية» في أغنية «وطني الأكبر» خاصة في المقطع الذي يقول:«وطني الأكبر وانتصاراته ماليه حياته» فإذا بحياتنا مليئة بـ«المرشد العام للإخوان ومرسي والغزو العراقي والحوثيين وداعش وجند الإسلام والقاعدة وجند بيت المقدس و.. من يستجوب وزير الداخلية يدخل الجنة ولن نسمح لك وطز بشوارب رجال..إلى أخر المعزوفة الجنائزية التي بدأت ولا يعلم إلا الله متى ..ستنتهي»!.
يهودية مع ..«داعش»!
في عام 1986 تم حل مجلس الأمة ووصل الرقيب التابع لوزارة الإعلام إلى مباني الصحف اليومية السبع -في ذلك الوقت- خمس عربية واثنتان بالإنكليزية «كويت -تايمز» و«آراب -تايمز» الأولى مملوكة للزميل الراحل يوسف العليان والثانية للزميل أحمد الجارالله ! الحكومة ارتأت أن أفضل بديل للديمقراطية و«عوار الراس هذا» هو اختراع جديد اسمه «ديوانيات الوزراء كل يوم اثنين» وتكون نهارية يجلس فيها معالي الوزير منذ التاسعة صباحا حتى الثانية ظهرا ليستقبل شكاوى المواطنين ويجد «لها حلول مناسبة » ! بالمناسبة فإن الحكومة دائما تجد الحلول المناسبة لكل مشكلة لكن لسبب مجهول لا دخل لإرادتها فيه .. فإن المشكلة لا تنحل !! المهم قالت الحكومة للناس : «البرلمان الحقيقي هو ديوانية الوزير النهارية» وحرية الصحافة الحقيقية هي ديوانيات الناس المسائية ! الوزير يسمع كلام الناس نهارا وديوانيات الليل «يفضفض» فيها الجميع عن غضبهم بالهذرة الزائدة و.. الشتائم !! وحتى لا تفهمني الحكومة بصورة خاطئة فإن الكويتي عندما يشتم فهو لا يقصد بالضرورة الإساءة بل المدح أحيانا خاصة حين يشتم لاعب كرة قائلا عنه: «يلعن والديه والله خوش لاعب»! وتلك أخف شتيمة يسمح بها قانون الإعلام الالكتروني !. متابعة قراءة يهودية مع ..«داعش»!
قبلة الحبيبة وقبلة الزوجة!
أضحكني قول زميل ورئيس تحرير جريدة مصرية عبر مكالمة هاتفية معي خلال زيارته القصيرة إلى الكويت إن «سقف حرية الصحافة في مصر لم يعد موجودا، لقد أزلناه بالكامل وصرنا نشاهد السماء».
قبل عام 1990، كان البرلمان معطلا والصحافة تحت سيف الرقابة الحكومية، و«سقف الحريات» عندنا يرتفع مترا واحدا عبر الأرض فقط مما جعلنا نكتب مقالاتنا ونحن في وضع القرفصاء وأحيانا في وضع.. الانبطاح إما على البطن أو على.. الظهر. متابعة قراءة قبلة الحبيبة وقبلة الزوجة!
«بلكت… قلب علينا»؟!
خلال سنوات الحرب العراقية – الإيرانية كنا في الكويت، نستيقظ كل صباح على أحد أمرين: إما على صاروخ إيراني ضرب ميناء الشعيبة الذي لا يبعد سوى 7 كيلومترات عن الحدود الكويتية مع السعودية أو طائرة عراقية قصفت ناقلة نفط محملة وهي في طريقها إلى أسواق المستهلكين في العالم، وأحيانا، يحدث العكس! نستيقظ على الطائرة العراقية وبعدها، يلحقها الصاروخ الإيراني! كان المقبور «صدام حسين» يعاني ويقاسي ويتألم، ليس من حربه مع إيران، بل من شبح «جمال عبدالناصر» الذي يلاحظه وهو في جوف قبره! اعتقد «أبوعدي» أن بدلته العكسرية هي بدلة «عبدالناصر» عام 1952، وأن العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 هو ذاته «العدوان – الثلاثيني» الذي وقع على العراق عام 1991 في معركة تحرير الكويت، وأن «الياس خضر» وهو يغني «سيدي.. إشقد أنت رائع سيدي»، هو «عبدالحليم حافظ» في رائعته الثورية: «ناصر.. كلنا بنحبك»! حتى أغنية «آدي إحنا حانبني السد العالي» التي هز بها «العندليب الأسمر» وجدان الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، قابلها إعلام «حزب البعث القائد» بالأغنية «الخالدة» عن «الجسر أبو.. الطابقين»! وميزانية وزارة الإعلام العراقية – زمن تلك الحرب في الثمانينات – تقترب إن لم تعادل ميزانية وزارة الدفاع، وفود من كل مكان في العالم، شعراء وأدباء ورجال صحافة وأحزاب من كل نوع وملة، حتى «جماعة الإخوان» والتي لا تطيق حزب البعث ولا يطيقها البعث تحولت الكراهية المتبادلة بينهما إلى حب أوله في بغداد وآخره في مكتب المرشد العام بوسط القاهرة مرورا بكل رؤوسها الأفعوانية المتعددة في العالمين العربي والإسلامي، من الكويت حتي وهران، ومن طهران إلى.. جاكرتا! متابعة قراءة «بلكت… قلب علينا»؟!
«عطني وأعطيك و..طعميني وأطعميك»!!
من «عاداتنا وتقاليدنا» وتراثنا الكويتي «القديم والمترسخ والمتجذر داخل أسلاك ساعات البولغاري وتحت مقاعد الفيراري وبوسط حقائب بربري وفوتون» وغير ذلك كثير من الماركات والموديلات .. إنه حين يعلن طفل كويتي غضبه وزعله من صديقه في المدرسة فإنه يضع إصبعه الخنصر «الصغير» على فمه ويبلله بلعابه ثم ينفضه أرضا قائلا لصاحبه : «أنا محاربك .. وما حاجيك» ومعناها باللغة العربية لغير الناطقين بالعامية «سأقاطعك وأخاصمك ولن أتحدث إليك .. أبدا»!! من هنا جاء «الحمض النووي _ الكويتي» لما تم تسميته لاحقا وبعد عقود من الزمن بسياسة «العزل الاجتماعي » التي اقترحها النائب السابق ضد كل من من لم يقف معه في خندق واحد سواء أكان وزيرا أم نائبا أم شيخا أم إعلاميا أو حتى مواطنا عاديا أغلى أمانيه «سرير في مستشفى عند الحاجة» ومقعد في جامعة لولده وعريس لديه منزل ..لابنته !!
النائب السابق لم يخترع سياسة «العزل الاجتماعي » هذا كما أوردنا في السطور السابقة أصولها وبدايتها وقد عاصرت شخصيا خلال عملي طيلة ثلاثة عقود في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة _ أمثلة متعددة عن دبلوماسية .. «أنا محاربك .. وماحاجيك»!! كلما وجهت انتقادا حادا وشديد اللهجة لنائب في البرلمان أو وزير في الحكومة أو مدير في هيئة أو مسؤول في جهة ثم التقيه مصادفة خلال حفل دبلوماسي أو عشاء رسمي أو حتى في سوق شعبي أجده وهو «يفرفر» في رأسه يمنة ويسرة كأنه «جربوع يبحث عن مهرب » حتى يتحاشى مواجهتي ومن بعدها يضطر لإلقاء التحية أو الرد عليها!
يجهلون تماما أن الانتقادات الصحافية ليست موجهة إلى شخوصهم بل إلى .. مناصبهم ولو كانوا جلوسا في مقهى شعبي يتلهون بقضاء الوقت في اللعب بأصابع أقدامهم وأكل «الصويخات» لما تحدث عنهم احد ولا ذكرهم إعلام واحد !! صادفت أحد هؤلاء «الجرابيع» ذات ليلة خلال حفل اجتماعي فقرررت أن.. ألاعبه! أشاح بوجهه واستدار إلى جهة اليمين، فخرجت عليه من جهة اليسار ثم انحرفت باتجاهه.. يمينا! انتكس على عقبيه ودس نفسه بين وزير شيخ ووزير شعبي، فأجريت حركه التفاف سريعة مرقت خلالها كالسهم بين نائب بدوي وآخر حضري . صار «جيري» وكنت له..«توم»! كل «طموحي في الحياة» -وقتها- أن «أسلم عليه» وأثبت له أن الانتقاد كان لعمله وليس.. لشخصه لكنني فشلت، فقد تحول إلى «قط جريح» خشيت أن احشره أكثر من اللازم، فيرتفع «عواؤه الباكي» في قاعة الأفراح -تلك- المليئة بأهل «العادات والتقاليد» ذاتها التي تجعل من دبلوماسية «العزل الإجتماعي» إرثا يتداوله الأبناء بعد الآباء والأحفاد بعد.. الأبناء!! ماذا لو اكتشف النائب السابق – صاحب الاقتراح – بأن سياسة «العزل» هذه قد عزلته هو قبل أن تعزل.. خصومه؟! ماذا لو إكتشف بعد كل هذه السنوات من التجمعات والمظاهرات والاقتحامات أن عدد الذين تركوه وانضموا للمعسكر الأخر أو الذين تركوه ولم ينضموا للمعسكر الآخر صاروا أكثر من الذين معه؟ فمن سيعزل من؟! سياسة «أنا محاربك.. وما أحاجيك» مقبولة ومعقولة من أم مقهورة من ولدها «الشارد»، أو زوجة «مفقوعة» من زوجها.. «الداثر» ، لكنها غير مقبولة على الاطلاق من نائب مخضرم يعلم جيدا أن «فن السياسة» ان تتحاور مع «إبليس» و تصافح «الملاك» وتعقد صفقة مع «الشيطان» وتمسح على رأس «الثعبان» ، وفنون «السياسة» هي.. «خذ وهات» و «عطني وأعطيك» و..«طعميني وأطعميك» و..«تحازيني و أحازيك»!! هذا مالزم قوله.. ودمتم أجمعين!!