الآن وبعد أن هدأ صوت الرصاص وصمتت المدافع وهدأت النفوس وقرت الأعين وقررت الصغيرة قطر ذات الأحد عشر ألف كيلو متر مربع ومائة ألف نسمة من المواطنين وتسعمائة ألف من المجنسين إنها ..«غفرت وسامحت شقيقتها الكبرى مصر ذات المليون كيلو متر مربع و90 مليوناً من البشر وسبعة آلاف سنة من التاريخ يحق لنا جميعا ان نفرح ونبارك ونهنئ لأننا نريد الوفاق في زمن البراكين ونريد التصافي في زمن التشاحن ونريد التنمية في زمن .. الدمار»!!
التصنيف: فؤاد الهاشم - «علامة تعجب»!
زمن نعيمة عاكف واللمبي!
يطلق تعبير «الفنان الشامل» على من يقوم بالتمثيل والغناء والرقص، وشرط أن يكون مبدعا في تلك الفنون الثلاثة إلى درجة الإتقان، ولم يعرف التاريخ السينمائي العربي إلا قلة من هؤلاء المبدعين مثل شادية ونيللي وابنة خالتها «فيروز الصغيرة» ومن قبلهنّ الراحلة نعيمة عاكف.
«كانت»..خير أمة!
في عام 2012 وبدون سابق إنذار اشتعلت محطات التلفزيون الألمانية والسويسرية والإيطالية وبعدها كل محطات دول الاتحاد الأوروبي -بخبر حدث عاجل وقع على الحدود السويسرية الألمانية! سيارات الدفاع المدني ومروحية في الجو وسيارات دفع رباعي سارعت لإنقاذ بقرة «ألمانية» كانت ترعى في أرضها بين الجبال والوديان لكنها استسلمت لإغراء العشب الأخضر المنثور حولها في كل مكان فتاهت على الحدود بين البلدين ولم تعد لحظيرتها ومالكها فاستعان بالدفاع المدني الذي تابعها عبر الأقمار الصناعية وبواسطة الشريحة الممغنطة في اسوار معلق برقبتها فعثروا عليها «هائمة على وجهها» في أرض «اللبن والحليب والعسل» وليس بأرض « الظمأ والملح والنفط.. المحترق» كما وصف أرضنا الملك الأردني الراحل ..حسين!!
«غُمة» الدوحة و.. التابوت!
إسمه «آسفة .. أرفض الطلاق»، فيلم من إنتاج عام 1980 للجميلة «ميرفت أمين» ورفيق أفلامها ودربها – سابقا – «حسين فهمي»، ملخصه زوجة مخلصة ومحبة لزوجها وبيتها وبعد سنوات من العشرة الطيبة يفاجئها الزوج برغبته في الانفصال .. عنها!! تتساءل وتستغرب وتدهش من الأمر لكنها لا تقف عند هذا الحد، بل تلجأ إلى القضاء لترفع دعوى ضد زوجها -أو الذي أصبح طليقها- ترفض فيه هذا الطلاق وتطالب بالعودة إليه لانها كانت -ومازالت- تحبه! علاقة جميلة ومشاعر طيبة في قلب هذه السيدة المخلصة لمن أحبته، لكن القانون مواد جامدة و.. «مايعرفش زينب» وليس له قلب، فرفض القاضي دعواها كونها «أصبحت مطلقة وغريبة من الرجل الذي تشتكيه فانتفت المصلحة»!!
لماذا تجاهلنا أمنا الأرض؟
زرت جزيرة من جزر الفلبين، التي يبلغ عددها حوالي عشرة آلاف، المأهولة بالسكان فقط عددها لا يتجاوز الثلاثين جزيرة، والبقية تسكنها الطيور والزواحف وتمتلئ بالأشجار من كل نوع وشكل زائد شلالات المياه العذبة والأنهار الرقراقة! المسافة بين العاصمة مانيلا وهذه البقعة الجميلة حوالي ساعة وربع الساعة بالطائرة ذات أربع مراوح تهبط على مدرج رملي لا يبعد كثيرا عن شاطئ البحر، وبالطبع، لن تجد سيارة تاكسي بانتظارك لأنهم لا يستخدمونها هناك، بل سيأخذك الدليل، محمولا على ظهر حمار أو جاموسة أنت وحقيبتك، لمسافة تقل عن الكيلومتر حيث، الفندق والقرية مع سكانها!!
«عندما يغلي ..اللعاب»!
مرت قبل أيام ذكرى ميلاد شخصية أدبية مصرية غير عادية، ففي الحادي عشر من شهر ديسمبر من عام 1911 جاء إلى هذه الدنيا طفل شاء له الرحمن أن يحصل على جائزة نوبل في الأدب وهو الراحل الكبير «نجيب محفوظ» !! كان واحدا من الذين تنفست رائحة أحبارهم عبر سطورهم التي احتوتها روائع كتبوها ! هو و«فتحي غانم» و«إحسان عبدالقدوس» و«يحيى حقي» و«يوسف إدريس» و«أمين يوسف غراب» و«يوسف السباعي» وغيرهم!. كنت في السابعة عشر حين قرأت له روايته الشهيرة -والتي منعت في مصر لعقود طويلة وتسببت بجدل بين الأزهر الشريف ووزارات الثقافة- وهي «أولاد حارتنا» وكانت تطبع وتباع في المكتبات وعلى الأرصفة في عاصمة الثقافة -أيام زمان- .. بيروت!! في العشرين من العمر قرأت له «الثلاثية» وهي «بين القصرين» و«السكرية» و«قصر الشوق»! في الحادية والعشرين التهمت «زقاق المدق» و«اللص والكلاب» و«ملحمة الحرافيش»! نجيب محفوظ بالنسبة لي -هو «الوجبة الرئيسية» المشبعة المكونة من ..«اللحم والمرق» لكن حين أنتهي من «تناوله» أشتاق إلى «الحلويات»، فأذهب إلى «إحسان عبدالقدوس» فأقرأ له .. «لا أنام» و«الطريق المسدود» و«لاتطفئ الشمس» .. وغير ذلك كثير!! وحين يأتي وقت الاسترخاء مع «المكسرات اللذيذة» فلا شيء يضاهي قراءة كتب «أنيس منصور» و«يوسف إدريس» و«يحيى حقي»، كانوا أشبه بآبار المياه العذبة الباردة رآها ولمسها وغطس بداخلها .. «طفل كويتي ولد في صحاري الجزيرة العربية القاحلة وشب على صوت خريرها»!!
في الثانية والعشرين من العمر قرأت خبرا في صحيفة كويتية يقول: «تناقش اليوم على مسرح جامعة الخالدية رسالة الماجستير المقدمة من الطالب سليمان الشطي وهي بعنوان: الرمز والرمزية عند أدب نجيب محفوظ»!! كان ذلك عام 1974 كنت أول الحضور في القاعة وآخر الذين غادروها!! التقيت الأديب الراحل «محفوظ» في الإسكندرية -بالصدفة المحضة- عام 1974 في بهو فندق «سان استيفانو» وكان بصحبة ابنته، جلست معهما لأكثر من ساعة، رجل مصري بسيط من الذين ترى مثلهم بالملايين في كل أنحاء مصر المحروسة، لكن الباري عز وجل خصه بتلك الملكة .. «الكتابة» إذ أعطاه إياها وجعله يمسك بالقلم وقال له: «اكتب» فكتب..وأبدع وأبهر العالم!!
لماذا.. يحبون «أبوعدي»؟!
أثارت الكاتبة الجزائرية «أحلام مستغانمي» – بحديثها عن .. «حبها لصدام حسين ورغبتها في زيارة قبره والاعتذار منه على عملية شنقه صباح يوم عيد الأضحى»- سؤالا قديما يدور في رأسي منذ حوالي 24 عاما وتحديدا منذ الثاني من آب 1990 حين اجتازت جنازير الدبابة العراقية حدود دولة الكويت واحتلتها في أقل من ثلاث .. ساعات!! السؤال هو: لماذا حصل «القائد المناضل والزعيم المهيب حارس البوابة الشرقية ورافع راية حزب البعث القائد» على كل هذا الحب من الشعب الفلسطيني وقيادته ومن الشعب التونسي وقيادته ومن الشعب الجزائري وقيادته ومن الشعب السوداني وقيادته ومن الشعب الموريتاني وقيادته و..حتى الشعب المغربي ومليكه الراحل الحسن الثاني الذي لم يقلها صراحة لكنه أعلن أن «إرسال قوات مغربية إلى الخليج إنما الهدف منها حماية المملكة العربية السعودية وليس من أجل أمر .. آخر»!! والأمر الآخر .. المقصود هو «تحرير الكويت»!! كنت واقفا أمام بوابة فندق «أبو النواس» بوسط العاصمة التونسية -وهو فندق مملوك بالكامل للهيئة العامة للاستثمار التابعة لحكومة دولة الكويت وجزء صغير من استثمارات بـ«الهبل» داخل ذلك البلد الذي يعج بالإخوان والبعثيين في خلطة عجيبة- منتظرا سيارة السفارة الكويتية هناك تلبية لدعوة على الغداء تلقيتها من الدبلوماسيين العاملين فيها! الفندق «الكويتي» يعج بضباط المخابرات العراقية الذين يمكن لك أن ترى أسلحتهم واضحة بمجرد أن ينسي أحدهم اغلاق «زراير جاكيت بدلته»!! وفود عراقية من كل الأشكال «سيماهم على وجوههم» الشوارب الكثة والكروش المتدلية المليئة «بالعرق المسيح المخلوط مع الكباب والتكة البصراوية» كانوا يتحدثون ويضحكون بصوت عال كرهت لهجتهم ومفرداتها ومخارجها ومداخلها.
ذهب فاروق وجاء فواريق!
انتهيت، في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، من قراءة كتاب أحضره لي أحد الأصدقاء من مكتبة «مدبولي» في القاهرة. روى مؤلف الكتاب حكاية بنت سمراء اسمها «تحية كاريوكا»! لماذا أقرأ كتابا عن راقصة شرقية؟!
لأني من النوع الذي يقرأ كل شيء مثلما «أستطعم» مذاق أي أكل يقدم لي فـي أي مكان فـي العالم. حتى لو كان هذا الأكل.. ذيل تمـساح!
«بسنا نفط» و… «حوبة» الكويت!
الكويتييون وحكايتهم مع الماء.. حكاية عمرها من عمر هذا البلد الصغير «المحذوف» في أقصي شمال الخليج منذ نشأتها قبل أكثر من ثلاثمائة سنة، فكان المصدر الأساسي والرئيسي مياه شط العرب العراقية التي تنقلها السفن الخشبية إلى الميناء الكويتي الوحيد، وبعدها، على ظهور الدواب.. للمنازل!! ومع ذلك، سال لعاب الملك غازي بن فيصل الأول بن حسين بن علي الهاشمي – ملك العراق – على هذه الأرض «الجلحاء والملحاء» وقرر «ضمها» إلى أرض الرافدين!!
من «مرضعة الفرعون» إلى.. «غريس»!!
جاءتني إحدى الزميلات -ذات يوم وكنا نسميها في الوسط الصحافي «الزميل» لأن بها من هرمونات الذكورة ما يكفي لثلاثة رجال زائد أنها من مواليد نفس العام الذي خرج فيه سيدنا موسى وقومه من مصر هاربين من بطش الفرعون «توت عنخ آمون» !! كانت تشتكي من ما تسميه اضطهاد تجده في عملها قائلة :«وزارة الإعلام تضطهدنا ..احنا يا البنات»!! أخذت ألتفت يمنة ويسرة بحثا عن البنات «اللواتي تقصدهن» وأنا أرد عليها بالقول ساخرا : «البنات؟! وين البنات؟ أنا ما أشوف بنات»!! بالطبع زعلت و«طنقرت» و«لوت بوزها» واستدارت و..ذهبت!! المسكينة كانت تعيش في وهم أنها «بنات» ومن صنف الإناث!!.