تباينت كثير من ردود الفعل هنا بالكويت والخليج على مظاهرة باريس، أمس الأول، بين نوع من الانبهار للحشد المليوني السريع لهمة الشعب الفرنسي وتحفزه لقضية الحرية، أو الشماتة على جريمة “شارلي إيبدو” وتذكير الفرنسيين والغربيين بأنه لولا السخرية الكاريكاتورية من الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، ولولا العدوان المتواصل على الأمة العربية الإسلامية، لما حدثت الجريمة، وكأن الثقافة العربية ثقافة سماحة ملائكية! ولكن… ولولا… ولولا… و”لولات” متواصلة دائماً تجد في الغرب “المتآمر” المشجب الجاهز لتعلّق عليه وزر المأساة العربية، والسبب الأول للكرب العربي الإسلامي.
وبهذا الفكر الضحل والإجابات السهلة لمأزقنا التاريخي، نريح أنفسنا من لوم واقع التخلف، وتجذر الإرهاب، ورفض قيم التسامح الإنساني، وكالعادة يصبح التاريخ الاستعماري، وسياسات الدول الغربية وأميركا وعميلتها إسرائيل وراء كل الشرور التي نعانيها اليوم.