حسن العيسى

لو

مع أن التاريخ لا يعرف كلمة “لو”، لكن يظل طرحها كافتراض مشروعاً، فماذا “لو” (على سبيل المثال فقط) لم يتدخل الغرب في ليبيا، هل كنا سنتصور أن يقوم “داعش” بنحر رقاب عمال مصريين بؤساء كأنهم خراف لمجرد أنهم أقباط؟ وهل كنا سنتخيل المآسي اليومية التي يحياها الليبيون المدنيون الحائرون بسؤال أين هي “الحكومة الشرعية” وأين مكانها؟ ومن هو صاحب السلطة اليوم، هل هو في بنغازي أم في طرابلس؟ ومن سيكون غداً؟ وأليس لغزوات “جماعات فجر ليبيا” وأهل الزنتان نهاية؟ وأين الخط الفاصل بين المعتدلين من “الإخوان” وجماعات التطرف وغيرها حين شكلوا تحالفات واسعة سرعان ما تتفكك؟ وهل نتصور أن “حفتر” القادم من أميركا، والذي كان الضابط المفضل عند القذافي، ولكنه حقد عليه حين تركه أسيراً في تشاد، ثم خرج ليصفي حساباته مع رئيسه السابق من الولايات المتحدة، كان سيشكل جيشاً أو عصابة لا تختلف عن الجيوش والعصابات التي تتسيد الآن المشهد الليبي؟
متابعة قراءة لو

حسن العيسى

أتذكر

بعد أن تجاوز الشاعر الأميركي دونالد هول الثمانين، كتب مذكراته بعنوان “مقالات بعد الثمانين”، فيها يتذكر الشاعر، بعد أن أنهكته السنون والأمراض وفقد أحباءه، أنه أخد يتأمل صفحات من ذكرياته، فهو يتذكر مذبحة أو “اغتصابات نانكن” في 13 ديسمبر عام ١٩٣٧، والتي قام بها الجنود اليابانيون في تلك المنطقة بالصين خلال الحرب الصينية اليابانية، ويتذكر كيف استولى فرانكو على مدريد ويتذكر هتلر وموسوليني حين غزوَا بولندا، ويتذكر بيرل هاربر، ويتذكر شراء سندات الحرب بعشرة سنتات يدفعها من مصروفه الأسبوعي، ويتذكر v day أي يوم انتصار الحلفاء على ألمانيا في ٧ مايو ١٩٤٥، ويتذكر هيروشيما، ومقتل كيندي ويتذكر مشاركته في المظاهرات ضد حرب فيتنام، ويتذكر ١١ سبتمبر، ثم يقرر أنه “سيأتي اليوم الذي لن يتذكر فيه أحد ما تذكرته”. متابعة قراءة أتذكر

حسن العيسى

اسكتوا رحم الله والديكم

في الوقت الذي نشر النائب السابق فيصل المسلم عدة تغريدات تنبه النائمين في العسل عن واقعة -من جملة وقائع محزنة غير محددة في بلد من صادها بالأول- عن قضية التحويلات المليونية، وكيف تم، عبر وزارة الخارجية الكويتية وبدون علم وزيرها السابق الشيخ محمد صباح السالم، تحويل عشرات الملايين إلى حسابات خارجية، تحقيقاً لسياسة مستقرة بشراء الولاءات السياسية، وتم في ما بعد طي ملف القضية وانتهينا إلى عدم وجود فاعلين وشركاء لأسباب فنية، كما يقولون، نطالع اليوم خبر اجتماع وفد من البنك الدولي مع عشرين نائباً ليتحفنا بعض هؤلاء النواب بمحاضرة نقد قاسية عن ممارسات البنك وتاريخه الإمبريالي في إخضاع دول العالم النامية لإملاءات الدول الإمبريالية الغربية.
متابعة قراءة اسكتوا رحم الله والديكم

حسن العيسى

«كرونيزم» أم المحاباة والشللية؟

مع كل دولار ينزل من سعر برميل النفط على السلطات الحاكمة في دولنا نتوقع زيادة مقابلة للتمرد والرفض للدولة وسياساتها، طالما ظلت ممارسات المحاباة في توزيع الدخل سائدة. نتذكر، مثلاً، وزارة أحمد نظيف في مصر قبل ثورة يناير 2011، التي سميت وزارة رجال الأعمال، كان هناك أحمد عز رجل الحزب الوطني الحاكم سابقاً، وهو يعد من أكبر رجال صناعة الحديد، الذي عمل لتأسيس احتكاره لصناعة الصلب «بلوبي» في وزارة نظيف لرفع رسوم استيراد الحديد، وإضعاف قوانين منع احتكار صناعة الصلب، وكانت له سلطة مؤثرة بلجنة الميزانيات في البرلمان، سخرها لخدمة مؤسساته حين أخمد كل قوى منافسة له في صناعة الصلب. أيضاً نتذكر أحمد المغربي وزير الإسكان في الوزارة نفسها، رجل الأعمال الثري، وأكبر مالك في مؤسسة «بالم هل كور بريشن» نجد أنه اتهم بشراء أراضي الدولة بأثمان بخسة عبر شركته، وإبرازه مؤسسته بوضع أفضل من المنافسين الآخرين، مستغلاً منصبه وسطوته في الوزارة. اتركوا مصر، ولنذهب إلى تونس قبل ثورتها أيضاً سنجد مثالاً مشابهاً هو شركة «أورانج تونس للاتصالات» التابعة لشركة فرنسية، التي احتكرت الاتصالات بتونس، كان يمثّلها مروان مبروك وزوجته سيرين بن علي ابنة الرئيس زين العابدين بن علي… كانت تلك صورة من صور لا حصر لها في استغلال السلطة والنفوذ على حساب المصلحة العامة.
متابعة قراءة «كرونيزم» أم المحاباة والشللية؟

حسن العيسى

داعشي صغير في الذات العربية

يمكن أن نعرف الحالة المزرية للفكر المتطرف لدينا من ملاحظة كتابات مواقع التواصل الاجتماعي بعد جريمة داعش الأخيرة بحرق الطيار الأردني حياً، مجمل تلك الردود تتلخص في إدانة فاترة للجريمة إلا أنها تتحفظ وتذكر القارئ بجرائم الأنظمة العربية، سواء في سورية أو في مصر أو غيرهما، فهنا يعيد الفكر التبريري إنتاج نفسه تحت ستار التفسير “العقلاني” بأن جريمة داعش الوحشية يمكن تقبلها لأنها نتيجة طبيعية، إن لم تكن حتمية لوحشية النظام العربي، فماذا يعني عند أصحاب هذا التبرير حرق إنسان حياً طالما هناك مئات وآلاف الأبرياء يحرقون من هذه الأنظمة، عندها تصبح الجرائم الداعشية، وغيرها من جرائم مرعبة تمارسها “المقاومة الجهادية”، حسب جمهور هذا الفكر الإرهابي المتستر بالعقلانية الفارغة، عمليات ثأر مشروعة ويتعين تقبلها ضمناً. متابعة قراءة داعشي صغير في الذات العربية

حسن العيسى

لماذا يضحك؟!

ممن يسخر محمد العجمي “بوعسم”؟! لم تكن ابتسامة عابرة من معتقل رأي والكلبشات تزين معصمه. يبدو أنه كان يضحك متهكماً من أعمق أعماق ذاته، ولكن لماذا يضحك هذا السجين؟ هل كان يضحك أم كان يسخر، أم يتهكم، أم يمارس الرفض للقيد ولاعتقال الفكرة؟ أم كان يحلق عالياً فرحاً في سماء حرية زرقاء بلا نهاية لا يعرفها سجانوه؟!
متابعة قراءة لماذا يضحك؟!

حسن العيسى

ما بعد «تت» لا شيء!

أمر بسيط جداً وعادي الاتهام بالتزوير أو التحايل على النصوص القانونية بقصد الربح من عمل تجاري، وبفرض أنه مخالف للقانون. فلا أحد يقيم وزناً اليوم لتلك «النجرة» التي حدثت بين نائبين في المجلس، قبل ثلاثة أيام اتهم أحدهما الآخر بتسجيل محلات تجارية باسم الزوجة، وامتنع عن دفع الإيجار المستحق، فيرد عليه الآخر بأنه ليس أحد الذين يزورون تقرير المناقصة أو تقارير نيابة المخدرات…! أياً كان عليه أمر المشادة بين النائبين، التي انتهت بلفظة «تت، تت» بالعامية الكويتية، التي نزجر بها عادة قطاً ثقيلاً حشر نفسه على أهل البيت، لا أحد، آخر الأمر، سواء كان من النواب الجالسين أو من الوزراء المتفرجين أو حتى الكثير من جمهور الناخبين يكترث حقيقة لمثل تلك الاتهامات التي قد تكون صادقة أو مجرد استفزازات كلامية ترتبط بذكريات مشاجرات طفولية… فالناس بالكويت ومن على شاكلتها في قضايا النهب من الأملاك العامة والتسيب في إدارة المرفق العام اعتادوا سماع أخبار جرائم كبيرة تدور حول استغلال نفوذ وتربح ورشا، وكلها تستنزف الأموال العامة، وتنتهي في الأغلب بطريق مسدود لخطأ في القانون أو في تطبيقه أو لغياب الجدية في ملاحقة الفاعلين، حين تختصر الملاحقة على شكليات رمزية يتم فيها استعراض نجومية بعض كبار المسؤولين على صفحات الجرائد، وكأن قضية فساد المرافق العامة ونهبها أضحت قضيتهم الأولى والأخيرة، أو تغلق ملفات تلك القضايا بحقيقة أن الفاعلين وجدوا طريقة ما وهربوا خارج حدود الدولة، فتنتهي الأمور عندها بأن أهل السلطات العامة قاموا بواجبهم كما يتطلب القانون، فلا تطلبوا منهم أكثر من ذلك… وهكذا ينتهي فصل سمج من فصول مسرحياتنا الرسمية. متابعة قراءة ما بعد «تت» لا شيء!

حسن العيسى

لو كان عندنا عشرة مثله!

عبارة “لو كان عندنا عشرة مثله لكنّا بخير”، نرددها دائماً في الظروف المخيّبة، ثم فجأة يخرج شخص من زحام البشر وركام الفساد، ويفتح لنا نافذة أمل تتدفق منها حزمة ضوء مبهجة.
العبارة السابقة ليست دقيقة، ولا تعبّر دائماً عن الواقع، إلا أننا نقولها الآن حين نفتخر ونحيّي مواطناً شهماً مثل د. فهد الراشد، فهناك، بالتأكيد مثل فهد الراشد، قد يكونون قلّة أو تحت وطأة ظروف قاهرة “في بلدان أم أحمد العجافة، ومن صادها عشى عياله”، تمنعهم عن التحرك أو أخذ زمام المبادرة حين يرون أن عربة الحق لا تسير – كما يفترض – في طريقها الصحيح، وأن الأمور اختلطت على الناس، فلم يعد يُعرف الشهم من اللئيم، ولا الصالح من الطالح.
متابعة قراءة لو كان عندنا عشرة مثله!

حسن العيسى

مناخ محبط

يبدو أن هناك مناخاً محبطاً يغطي سماء الدولة، لاحظته في عزوف عدد من المغردين الذين أتابعهم عن التغريد السياسي والاجتماعي، بعضهم وبعضهن طلق بالثلاث “توتير”، ربما تيقنوا أخيراً بعدم جدوى رسائلهم القصيرة في نقد الأوضاع المحلية، ربما يئسوا من إصلاح الأمور في الدولة، فالنخب الحاكمة على “حطة إيدكم” وفي مكانك راوح، سواء كان سعر البرميل فوق 100 دولار، أو أقل من 40، فالفكر الذي يدير الأمور أيام العز هو ذاته من يديرها الآن في أيام “الطز”، لم يتغير أمر ما في بلد “الله لا يغير علينا”، مع أن الأحوال تغيرت، فزمان إجازة الاقتصاد والسياسة ولى من غير رجعة، لكن الإدارة والكثيرين مازالوا يصرون على العيش في رخاوة الإجازات، وأوهام بعيدة عن الواقع. متابعة قراءة مناخ محبط

حسن العيسى

«كبتات» متخمة

قبل رفع الدعم عن الديزل، كانت جريمة تهريبه إلى خارج الدولة عادية تافهة، ولم تكن تلك الجريمة تثير اهتمام الناس في بلد «المال السايب يعلّم السرقة»، الجريمة تتم ببيع سلعة مدعومة من الدولة، بغرض توفير التكلفة على المواطن لمؤسسات وأفراد بالخارج يكون الديزل فيها أغلى ثمناً من سعر الدعم.
متابعة قراءة «كبتات» متخمة